الهاشمي:الجماهير السنية مهووسة بسبب الهزيمة السياسية باستعادة “تاريخ مقدس” ملأته داعش وبين ⁧‫البغدادي‬⁩ وتيمورلنك‬ شبه كثير

هشام الهاشمي

Advertisements

#محو_الداعشية
١.الجماهير السنية مهووسة في ظل الهزيمة السياسية وتكدس أوجاع ونفايات سلطة البعث بالمهيب الفذ وبالقائد الضرورة..الهزيمة السلطوية والسياسية لأي مجتمع تقوده للبحث عن التأريخ المقدس، لذلك نجحت نسبيا داعش وانصارها وهي توزع أناشيدها الحزينة الباكية على الخلافة وهوية السنة ونساء العراق وسورية، لمصالحها التنظيمية، حيث أوجدت عقولا وقلوبا لإستقبال هذه الأحزان…
٢-الشاب الموصلي المتدين خصوصاً المسكون بالرعب من الديمقراطية والمدنية والليبرالية والعلمانية والاشتراكية والشيوعية والتشيع، يبحث عن البديل فيجد في أدبيات داعش وأنصارها المتسللة لمواقع الإنترنيت والتواصل الاجتماعي طريقاً لهذا الفراغ، الذي خلفته المنابر الوظيفية للوقف السني.

٣-إن هناك فرق كبير بين الداعشية العقائدية والسياسية، فالداعشي العقائدي يعيش في ظل سلاحه في معارك بعيداً عن السياسة وهذا ما يرده البغدادي وفريق مساعديه، وهو التعاطي بتقليد أعمى وسمع وطاعة مع عقيدة وأوامر البغدادي وقادته وعدم الاستماع للسياسة وهي تستغل الدين كما يزعمون، وأما الداعشية السياسية فهي تستخدم الداعشي العقائدي وتستهلكه في تصفية خصومها من المعارضين!
٤-يجب أن نفصل فكر أهل السنة عن الداعشية الذي تمارسه في مناطق نفوذها. فهناك إسقاطات فقهية والفقه يلوى عنقه لمصالح داعش.
إن امتداد داعش في المنطقة السنية أمتدادا توسعيا وليس انتمائيا، فماذا تسمي احتلال سنجار الإيزيدية ومناطق سهل نينوى المسيحية ومدينة تلعفر ذات الغالبية الشيعية؟
٥-واليوم صار واضحا أن البغدادي يقاتل السنة الذين أمتنعوا عن بيعته وفتح جبهات قتال مع الكرد ويقتل كل شيعي..فهو خطر كبير على المنطقة!! هناك أمل في بداية عمليات تمرد وصحوات مسلحة موصلية بالضد من داعش.. هي بداية صحيحة مهما كان من يقودها، فأنه لا يقطع الشجرة إلا غصنها!
٦-بين ⁧‫البغدادي‬⁩ وتيمورلنك‬⁩ أوجه شبه كثيرة.طاغيتان يطلعان من الظلام ويتطلعان إلى النفوذ…ويحاولان التحرر من عوائق الحدود الوطنية من أجل التوسع. هناك توسع بنشر التعاليم الداعشية بواسطة الترغيب وأحيانا بالقوة الخشنة البدائية كما فعل تيمورلنك وهناك توسع بالقوة الناعمة ومنها الكفالات الأجتماعية والأموال.
٧-مقدمة معظم الكتب التي تختص بالتربية “الدينية” الداعشية تنص على: “بفضل الله تدخل الدولة الإسلامية عهدا جديدا، وذلك من خلال وضع اللبنة الأولى في صرح التعليم الإسلامي القائم على منهج الكتاب، وعلى هدي النبوة، وبفهم السلف الصالح، وبرؤية صافية لا شرقية ولا غربية، ولكن قرآنية نبوية بعيدا عن الأهواء والأباطيل، وأضاليل الاشتراكية الشرقية، والرأسمالية الغربية، أو سماسرة الأحزاب والمناهج المنحرفة في شتى أصقاع الأرض”.وهذه الكلمات تلخص منهج داعش في التربية والتعليم وصناعة الكراهية.
‏٨-تسعى داعش إلى إعادة الصياغة الشاملة لوعي وفكر ومفاهيم من هم تحت سلطتها من خلال مشروع (المجتمع الداعشي) وفق فهم قادتها، وتتوجه بمشروعها إلى الصبيان والأشبال والشباب الذين يسهل برمجتهم وفق مناهجهم بعد أكمل عملية العزلة الأسرية ثم المجتمعية.
٩-في نيسان ٢٠١٣ بعد انشقاق داعش عن القاعدة، نشأت المدارس “الداعشية” وهي تعتمد على رؤية عقائدية تكفيرية أساسها الفكري السلفي الجهادي، أي تمنح العقيدة دورا أساسيا لكنها جهادية حركية ويمكن تصورها أنها حالة تطعيم للحركية الجهادية القطبية بالعقيدة السلفية، من هذا الفكر انبثقت أشبال”الخلافة” وفتيان”البغدادي” وكتيبة الخنساء” النسائية” الذين ترسخ فيهم؛ “أن العدو هو الكفر العالمي والشيعة والأنظمة الحاكمة حتى لو كانت سنية” في داعش الشباب والشابات ليسوا سوى أدوت واجساد وظفت كل مقدراتها لهزيمة العدو ولا جدوى من التعايش بل يجب الصراع مع العدو وفرض الحاكمية للشريعة بقوة الغالب وقهر الجهاد ودفعه للتراجع عن العلمانية والشيوعية والليبرالية والديمقراطيّة.
١٠-أما أشبال الخلافة من الأجانب فيستغل معرفتهم بلغات أوروبية لتوجيه رسائل إلى الغرب، مثلما ظهر أحد الأطفال الفرنسين، موجها رسالة مضمونها “محاربون في كل مكان، وجاهزون للتضحية بأنفسهم”، كما خصص لهم برنامجا لتعليم اللغة العربية، يعلمهم كلمات مثل دبابة وغيره وكحافز على الانغماس في القتال، ويتم مكافأة عناصر أشبال الخلافة الذين يفوزون بمسابقات حفظ القرآن الكريم بإعدام الأسرى، تحت اسم “إقامة حد الله على مرتدين وقعوا في نواقض الإسلام”.
وبشهادات الآباء الفارين من مناطق احتلال داعش، فقد أعد داعش دورات لتعليم القتل للأطفال، وكان يكلفهم بواجبات منزلية، بعد انتهاء اليوم الدراسي، حاملين دمى شبيهة بأشخاص من ملامح أوروبية ترتدي ملابس باللون البرتقالي، التي يرتديها أسرى التنظيم، ويطلب من الأطفال ذبحها كواجب منزلي.
Boost Post

Advertisements
Advertisements

شاهد أيضاً

أدونيس: لم يعد الدين حلا للمشكلات لأنه سببها..ولا حل إلا بفصل الدين عن الدولة

أدونيس: لا حل لمشكلات العرب إلا بفصل الدين عن الدولة أدونيس: لم يعد الدين حلا …