كتب دلال شكر
بصراحة بصراحة
نحن لا نزال شرقيين “اوفياء” لشرقيتنا في بلاد المهجر عندما يتعلق الامر باقامة حفلات المناسبات او الدعوات الكبيرة . نحن نتقن المبالغة في الموائد و كاننا في اوپن بوفيه.
و نعشق المبالغة في الملابس و المجوهرات و الاثاث و مظاهر الترف و الزينة و الديكوريشن و كاننا في سباق مع السليبريتيز.
مبالغة في كل صغيرة و كبيرة دون حساب و البذخ في الاموال حدث و لا حرج…..المهم ان نظهر بمظهر مبالغ فيه و السلام ، كي يشهد المدعوون بالمستوى الرفيع لدعواتنا !
هل الغاية من هذه المظاهر هي اضافة امجاد اجتماعية لنا ؟ او صنع هالة براقة حولنا؟
صدقوني ان قيمتنا الاجتماعية لن تكتسب مستوى اعلى بهذه المظاهر بل اننا نرتقي بانفسنا و بشخصيتنا عن طريق تصرفاتنا الانسانية و احترامنا لبعضنا البعض.
نحن الشرقيون الامناء لشرقيتنا نعشق المقارنات بين فستان فلانة و بين فستان علانة … او ان ما طبخته فلانة لضيوفها كان اكثر تقديرا مما فعلته علانة لضيوفها لان فلانة كانت اكثر تبذيرا من علانة ! او ان حفلة فلان كانت صاخبة و مسلية اكثر من حفلة علان!
لكننا فجاة نتحول الى غربيين عندما يتعلق الامر باستعارة بعض العادات الغربية و ندعي باننا ناس مودرن، كاقامة مناسبات ماخوذة من التقليد الغربي لها اسماء معينة (اتحاشى ذكرها) المناسبات لم نعرفها في بلاد الشرق لكننا تبنيناها بسرعة البرق من الغرب لاننا سباقون في هذه
“الامور الخطيرة” و يا ريتنا تعلمناها منهم بنفس بساطتها الغربية و لم نزد عليها رتوشنا الشرقية المبالغ فيها فنحيل المناسبة الى مسخ لا هو شرقي و لا هو غربي….. بدون زعل رجاء فهذه هي الحقيقة.
و بنفس المنطق لكن باتحاه معاكس، ترانا نتمسك بعادات بالية و ننتقد كل من لا يطبقها و نتهمه بانه خائن للتقاليد التي تثبت هويتنا الشرقية.
ما هذه الازدواجية؟
انا لا انتقد احد ، فكل انسان حر باختيار دعواته، شرقي او غربي و لكن…..
يا ريتنا تعلمنا من الغرب ايجابياتهم و منطقهم العملي و رمينا سلبياتهم و قشورهم ، و يا ريتنا تحررنا من بعض قيودنا الاجتماعية الشرقية التي تثقل كاهلنا دون فائدة ترجى، و يا ريتنا تركنا عاداتنا الاجتماعية المملة خلف ظهرنا عندما هاجرنا……بل على العكس فقد اضفنا لاحمالنا احمال اخرى دون نفع و لا فائدة ، مجرد زيادة في الارهاق .
باختصار نحن بمزاجنا نصنع من انفسنا شرقيين او غربيين حسب الطلب و حسب الظروف. و بالتالي يتحول مزاجنا الى قانون اجتماعي ، حيث يوصف بالفشل كل من لا يطبقه !
نحن نصنع لنا اقفاصا بايدينا و نعيش بداخلها لنستعبد انفسنا بانفسنا و شعارنا بكل فخر هو :
(لتسقط حريتنا فنحن عبيد المظاهر )
نحن الشرقيون/الغربيون ازدواجيون و متناقضون بدرجة الامتياز و كاننا نضطهد حياتنا بايدينا، و المظاهر هو همنا.
نحن نستحق لقب الفائز الاول في سباق ماراثون اسمه:
(سباق المظاهر )، او جديرون بان يضاف اسمنا كشرقيين الى كتاب جينيز للارقام القياسية كاكثر شعوب تحب المبالغة.
ٱسفة…. لكنها الحقيقة سواء شئنا ام ابينا فكلنا متهمون .
السؤال الاهم : متى نكسر اقفاصنا و نتحرر من قيد عبودية المظاهر المبالغ فيها ؟؟؟