الجذور الوثنية في الديانات الإبراهيمية
تشترك الأديان الإبراهيمية الثلاثة في دعوتها للإيمان بإلهٍ واحدٍ، وبناءً على هذا تقوم بالإجابة على تساؤلاتٍ عديدةٍ كمن نحن؟ ومن خلقنا؟ وما الغاية من وجودنا؟ وإلى أين سنذهب؟ لكن هذه التساؤلات شغلت تفكير البشر قبل نزول أول ديانةٍ إبراهيميةٍ بسنواتٍ كثيرةٍ، وتمّت الإجابة عليها بفرضياتٍ ميتافيزيقيةٍ وغيبيةٍ مماثلةٍ لا يمكن للإنسان أن يثبتها، ولم يكن بإمكانه حينئذٍ إثبات عدمها. وقد أطفأت هذه الفرضيات لهيب التساؤل حول مصدر الكون، وما علينا فعله كي نكيّف الطبيعة مع حاجاتنا، إذ عُلّلَ كلّ شيءٍ بوجود كائناتٍ خارقةٍ فوق إنسانيةٍ خلقت الكون، وعلى الإنسان أن يخدمها ويقوم على طاعتها واتباع أوامرها، سُميت هذه الكائنات بــ «الآلهة» وتمّ تفسير الكوارث الطبيعية على أنها غضب الآلهة بسبب تقصير الإنسان، فأخذ الإنسان القديم يقدم الأضحيات والقرابين لآلهته اتقاءً لأذاها وطمعًا في خيراتها.
1302874516[1]من البداية طرح الإنسان على نفسه تساؤلًا بديهيًا: «لماذا وكيف نموت؟» لم يستطع حينها الإجابة على سؤاله، فأخذ يلاحظ الموتى بجسمهم الكامل لكن دون حركة وأي تفاعل، واعتقد أن داخل هذا الجسم شيءٌ ما يبعث فيه الحياة ويحثّه على الحركة فأطلق على هذا الشيء اسم «الروح». ولكي لا يدخل هذا الإنسان مرحلةً من الاكتئاب لفقدان الشخص الميت إلى الأبد، بدأ يتخيّل أن الميت في مكانٍ معينٍ وأنه سيجتمع به في ذلك المكان فور موته، وسمّى هذا المكان الجنة.
راقت للإنسان هذه الفكرة، فأخذت كلّ ديانة تلمّع وتجمّل هذا المكان – الجنة – حتى وُضِعَ فيه ما كان ينقص المجتمع والبيئة، ولإلغاء عبارة الموت مرّةً أخرى، وُجِدَ قانون «لا موت بعد الموت» والمقصد أن لا موت في الجنة، فقد ورد في وصف الجنة قصيدةٌ سومريةٌ تصف «أرض الخلود»، تتشابه هذه القصيدة كثيرًا مع الوصف التوراتي للجنة.
ثم بدأت هذه المعتقدات بالتبلور على شكل شرائع، منها شريعة أورنمو، وشريعة لبت عشتار، وشريعة ايشنونا، وشريعة أوركاجينا، وقام نظام الحكم في ذلك الوقت على أحكام ومبادئ هذه الشرائع نفسها، حتى جاء حمورابي فوضع تشريعًا موحّدًا كان خلاصة الشرائع التي سبقته.
أخذت الديانات تنتشر نتيجة للاختلاط الحضاري الذي حصل لليهود مع حضارات ما بين النهرين والحضارة المصرية، وقد أدّى ذلك الانتشار إلى وجود بعض نقاط التقاطع بين معتقدات هذه الحضارات وبين ما يقرؤه اليوم المؤمن في الأديان الإبراهيمية في كتابه المقدّس. ومنها على سبيل المثال قصّة موسى الذي قاد اليهود إلى فلسطين وما قضاه المصريون من سنوات القهر والعبودية، إذ تتشابه هذه القصة وتتطابق في بعض تفاصيلها لما دوّنه البابليون عن ولادة سرجون الأكادي وهو يتحدث عن نفسه(1).
قصة الخلق البابلية «انوما ايليش»
9074-1نقرأ في آثار حضارة ما بين الرافدين قصة الخلق البابلية التي تعود إلى 3000 سنةٍ قبل الميلاد، وتتلخّص كما يلي:
كان العالم مجرّد فوضى تتمثل بغمرٍ مائي، انبثقت منه الآلهة الأخرى ثم بدأت هذه الآلهة الجديدة بالدعوة إلى تنظيم العالم، فغضبت الفوضى المائية على هذا الاتفاق (الفوضى المائية تتمثل بـ تيامت المياه المالحة وزوجها إبسو المياه العذبة) وبعد مقتل إبسو بدأت الآلهة تيامت بمعركة الانتقام لمقتل زوجها، كان التقدم في هذه المعركة للآلهة تيامت حتى جاء مردوخ حفيد إبسو وتيامت نفسهما وأصبح قائد التمرد بإمكانياته التي لا تشبه أيًّا من الآلهة الأخرى، فشقّ تيامت المياه إلى نصفين، جعل نصفها السفلي الأرض والعلوي السماء. (2)(3)
أما قصة الخلق لدى الديانة التوراتية فتروي أن أول الموجودات كان محيطًا مائيًا مظلمًا اعتبرته وحشًا خرافيًا عظيمًا إسمه «الواياثان» قام الرب العبراني «إلوهيم» بالقضاء على هذا الغمر المائي، بشقّه لنصفين ليصنع منهما السماء والأرض، وقد استمرّت عملية الخلق هذه ستة أيام، استراح بعدها الرب من عناء عمله في اليوم السابع، وجلس على العرش.
في سفر التكوين نقرأ التالي:
«وكانت الأرض خربةٌ وخاليةٌ، وعلى وجه الغمر ظلمةٌ، وروح الله يرفّ على وجه المياه، وقال الله :ليكن جلدٌ في وسط المياه، وليكن فاصلٌ بين مياهٍ ومياهٍ، فعمل الله الجلد، وفصل بين المياه التي تحت الجلد والتي فوق الجلد، وكان كذلك، ودعا الله الجلد سماءً».
أما في القرآن نجد الآيات التالية:
«وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيامٍ، وكان عرشه على الماء» – هود 6
«أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقًا ففتقناهما» – الأنبياء 30
إن أصل هذه القصّة سومريٌّ وليس بابليًا، وعندما اقتبسها البابليون غيّروا اسم الإله من «انليل» إلى «مردوخ» المقدس لديهم، واقتبس الآشوريون القصّة أيضًا، لكن وضع اسم إلههم المقدس «آشور». مما يدّلنا على طابع النقل وسرقة الأفكار ما بين الأديان، حتى وصلت إلينا فكرة الإله باسم «الرب «أو «الله».
فكرة خلق الإنسان من طينٍ
هناك الكثير من أساطير الشعوب تحوي قصصًا متشابهة حول خلق الإنسان، منها أسطورة الخلق البابلية، إذ نقرأ هذا المقطع من الحضارة البابلية حيث يقول الإله إنكي لأمه نمو:
«إن الكائنات التي ارتأيت خلقها ستوجد، وسوف نصنعها على شبه الآلهة، اغرفي حفنةً من طينٍ فوق مياه الأعماق، وأعطها للحرفيين الإلهيين ليعجنوا الطين ويكثّفوه، وبعد ذلك قومي أنت بتشكيل الأعضاء، بمعونة ننماخ الأم الأرض، عندها ستقف جانبك كلّ ربّات الولادة، وتقدّرين للمولود الجديد يا أماه مصيره، وتعلق ننماخ عليه صورة الآلهة، إنه الإنسان».(4)
نلاحظ في المقطع أن الإنسان خُلِقَ من طينٍ، وجُعِل حيًّا من الماء على صورة الآلهة، وإن ما سيحدث له مقدّرٌ مكتوبٌ، تمامًا كما يذكر في النصوص الدينية الحالية في اللوح المحفوظ، وأصل هذا المصطلح سومريٌّ أيضًا، إذ عُرِفَ لديهم ما يدعى بألواح القدر.
أنكيدو وشامات في ملحمة جلجاميش
تروي الأسطورة أن الآلهة خلقت الرجل من طينٍ، وتركته عاريًا يتجول برفقة الحيوانات في حديقة «إدن Edn» وكان الرجل يخدم هذه الآلهة وكان سلوكه أشبه بالحيوانات منه للإنسان، وكان قد خُلِقَ لأداء وظيفةٍ معينةٍ كانت السبب في غضب جلجامش، ثم يقوم جلجامش (والذي كان والده شيطانا بهيئة «للا» بأمر شامات بإغراء انكيدو لممارسة الجنس معه، ثم يغادر انكيدو العاري برفقة شامات حدائق «إدن» لكنه يقوم بتغطية عورته فور خروجهم، فيدخل الرجل انكيدو ضمن قانون الفناء بعد أن كان خالدًا. ويمتنع عن أكل الخبز فهو أشبه بالإنسان البدائي ولا يعرف ماهية الخبز لكن شامات تخبره وتعلّمه، وبهذا ينال المعرفة من خلال الأكل، وبعد الكثير من الفصول في هذه الملحمة الرائعة نجد أن جلجامش يحاول البحث عن الخلود ويخبره «أوتنابشتم» عن نباتٍ معيّنٍ، فيقصد جلجامش هذا النبات وتسرقه منه الأفعى، وهنا نلاحظ كيف كان للأفعى دورٌ رئيسيٌ في خسارة جلجامش خلوده فأصبح فانيًا.(5)
وهناك نظريةٌ أخرى تقول: إن قصّة آدم وحواء مقتبسةُ من أساطيرَ بابليةٍ أخرى، وخصوصًا بعد أن وُجِدَ النقش الموضح في الصورة التالية، إذ نجد رجلًا وامرأةً جالسين لوحدهما، وتظهر الأفعى خلف المرأة.
SealofAdamandEvewoodcut
دلمون أرض الخلود
نجد في أدب الحضارات السومرية وصف «دلمون» أرض الخلود، الذي يشبه إلى درجةٍ كبيرةٍ وصف المسلمين للجنة، في هذا الفردوس الإلهي يهبط الإله «إنكي» ويخصب آلهةً أخرى ثم يأتي النص التالي:
«ننخرساك هي التي جعلت ماء القلب يجري، لقد حصلت على ماء القلب إنكي، يومٌ واحدٌ صار شهرها الأول، يومان مضيا كشهرين، وثلاثة أيامٍ مضت كثلاثة أشهرٍ، وأربعة أيامٍ كانت أربعة أشهرٍ، وخمسة أيامٍ كأنها خمسة أشهرٍ، وستة أيامٍ بمثابة ستة أشهرٍ، وسبعة أيامٍ مضت وكأنها سبعة أشهرٍ، وثمانية أيامٍ…. كانت أشهرها التسعة. أرض الخلود، دلمون حيث لا ينعق الغراب ولا يرفرف طائر الموت ولا تشتكي عجوز من الشيخوخة ولا يشتكي إنسان من المرض، لا توجد في دلمون شيخوخةٌ، لا يوجد في دلمون أي مرض، ولا توجد في دلمون بغضاءٌ»(6)
قصة الطوفان
غمرتِ الفيضانات في الزمن القديم مساحاتٍ شاسعةً من الأراضي في السهل الرسوبي ما بين النهرين، وقد ترجمت ونشرت ملحمة الطوفان كجزءٍ من رحلة جلجامش الذي في رحلة بحثه عن الخلود يلتقي بـ أوتنابشتم، الذي يُعتبر خالدًا لكبر سنّه وعدم موته في ذلك السن (تذكر طول عمر نوح) ويحكي له حكايةً مشابهةً لقصّة نوح المذكورة في التوراة، نجد فيها دلالاتٍ على الفكر الإنساني البسيط في تلك الأيام، وعلى فكرة أن الشرّ يجلب غضب الآلهة.
ويذكر لنا طه باقر في كتابه: «مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة» وصف أوتنابشتم للطوفان الذي نجا منه فيقول:
«كنت أعيش في مدينة شروباك الواقعة على الفرات – وهي منطقةٌ مهدّدةٌ بالفيضانات – وعزمَتِ الآلهة على إحداث الطوفان وكان إلهي إيا في مجلسهم فأمرني أن أخبر بنيَّ أن اصنع لنا سفينةً واترك ما أملك إلا بذرة كل مخلوقٍ حيٍّ، ولما أدركتُ ذلك، جمعتُ الناس حولي وشرعتُ ببناء السفينة وأقمتُ هيكلها وأنشأتُ فيها ست طبقاتٍ سفلى، فقسّمتها بذلك إلى سبعة أقسامٍ، وكلّ قسمٍ إلى تسعة أقسام، وجهزتها بما تحتاج من المؤن وأدخلت فيها أهلي وذويّ وحيوانات البرية ووحوشها، فأرسل الموكّل بالزوابع مطرًا مُهْلكًا من السماء وتطلعتُ إلى الجو، فإذا هو مخيفٌ لا يمكن النظر إليه، فدخلتُ إلى السفينة وأغلقتُ بابها فأرسل الإله أدد الرعد وبلغتْ رعوده عنان السماء، وانقلب النور إلى ظلمة..إلخ (7)
www-St-Takla-org__Noahs-Ark-Coptic-icon-01
ولادة موسى أم ولادة سرجون؟
تذكر لنا الروايات التوراتية – وكذلك الإنجيلية والقرأنية – ولادة موسى ومعاناة العبرانيين على يد الفراعنة، وكيف أن أمه أخفته بعد ولادته ثم صنعت له سفطًا من القش أو نبات البردى، وطلتْهُ بالطين والقار كي يطفو على المياه، ووضعت السفط، والحزن يملؤها، ووضعته بين الأعشاب على شاطئ النهر ورحلتْ، وصادف أن ابنة فرعون كانت تستحم على النهر فلما رأتِ السفط أرسلت إحدى خادماتها لتحضره فأبصرت موسى الطفل وأشفقت عليه.
لقد أورد لنا التاريخ والمكتشفات الأثرية عن قصّةٍ مشابهةٍ جدًا، قصة سرجون الملك الذي استطاع أن يخلّد اسمه في الأذهان نتيجة لانتصاراته الرائعة وأعماله البنّاءة، لكنه على الرغم من هذا لم يعرف له أبًا فتكلّم في أحد الألواح عن نشأته وحياته، يقول:
«أنا سرجون الملك القوي ملك أكاد، كانت أمي سيّدةً متواضعةً، أما أبي فلا علم لي به، ولكن عمي كان يسكن الجبال ومدينتي هي أزوريبانو – التي تقع على شاطئ الفرات – وقد حملتني والدتي المتواضعة وولدتني سرًا، ثم وضعتني في سلّةٍ من الأسل وأحكمت إغلاقها بالقار وطرحتني في النهر الذي لم تغرقني مياهه، ثم حملني التيار إلى السقّاء أكي فحملني معه, أكي السقّاء انتشلني من المياه, أكي السقّاء كفلني كما يكفل ابنه, أكي السقّاء عينني بستانيًا له، وبينما كنت أعمل بستانيًا أحبّتني الآلهة عشتروت، ولمدة أربع سنواتٍ حكمت المملكة وحكمت الشعوب ذات الرؤوس السوداء وأخضعتها».(8)
في القرن السابع قبل الميلاد غزا نبوخذ نصر أهل مملكة يهوذا سبايا إلى بابل واختلطوا هناك فتداخلت الثقافات وتم تناقل الأساطير، فكتب السبايا الأساطير الجديدة وضموها مع أساطيرهم القديمة، وسُمّي هذا الكتاب بالعهد القديم، ونقلت هذه الأساطير بدورها إلى الديانة المسيحية ثم الإسلامية، في وقتنا الحالي هذا تصدّق أغلبية البشر هذه القصص وتعتبر قصصًا سماويةً منزّلةً من الإله لا خطأ فيها، وهكذا تنتقل الأساطير الوثنية بجسرٍ حضاريٍ يُمثّل بحادثةٍ معيّنةٍ (كالسبي البابلي) من حضارةٍ إلى أخرى.
يذكر لنا طه باقر في كتابه «ملحمة جلجامش» أنه تم اكتشاف نسخةٍ من بعض فصول هذه الملحمة في إحدى مدن فلسطين القديمة وهي «مجدو» – الشهيرة في التوراة – ويرجع زمنها إلى حدود القرن الرابع عشر قبل الميلاد.(9)
ويقول سيد القمني في كتابه قصّة الخلق:
«هناك إشكاليةٌ كبرى في كون اليهود قد جعلوا جماعتهم وأربابهم قطب الدائرة في التوراة، فنسبوا بطولات الملاحم القديمة إلى آبائهم الأوائل أحيانًا، أو نسبوا أبطال أساطير شعوبٍ أخرى إلى أنفسهم، وادعوا النسب السلالي إليهم أحيانًا أخرى، فكانت النتيجة: مزيجًا هجينًا من ثقافاتٍ شتّى، تعود إلى الراسب الثقافي لمجموعةٍ كبرى من شعوب المنطقة، تلاقحت جميعًا على صفحات الكتاب المقدّس، ولعب فيها اليهود دور البطولة المُطلقة.»
ويعلّق على نفس الموضوع أيضًا صمويل نوح كريمر المختصّ بعلم السومريات وبلاد الرافدين في كتابه «الأساطير السومرية» قائلًا:
«إن قصّة الطوفان التي دوّنها كُتّاب التوراة لم تكن أصيلةً، إنما هي من المبتكرات السومرية التي اقتبسها البابليون من سومر، ووضعوها في صيغة الطوفان البابلي.»
الإله «إيل» والرب في الديانات الإبراهيمية
إله السوريين الكنعانيين القدماء، وجد عام 4000 قبل ميلاد المسيح، تصف ألواح أوغاريت المكتشفة في الحضارة الكنعانية الإله إيل بالقدرة العظيمة وإله الأرض الأعلى، أو الإله الأعظم ولديه القدرة على التحكّم بمفاصل الحياة الأرضية كجريان المياه وإحياء الموتى، وكان متحكّمًا بالآلهة الأخرى وكان البشر يخافونه في أيامه تلك، حتى إن بعضًا منهم خافوا أن يدعونه ويصلّون له، فكانوا يصلون ويدعون لآلهة أخرى كواسطةٍ إلهيةٍ تقرّبًا إليه، ومقرّه (عرشه) يذكر أنه محتجبًا في سمائه السابعة، وهو رئيس مجمع الآلهة بمعنى كبيرها، ثم أخذت عقيدة الإيمان بالإله إيل تنتشر شيئًا فشيئًا فأخذت بالانتشار في الحضارة الآرامية وجاء في وصفه ما يشابه وصف الكنعانيين، ثم انتشر لدى الهكسوس الذين حكموا مصر مدّةً معيّنةً من الزمن، وهو الإله نفسه الذي تحول فيما بعد إلى إلوهيم التوراتي والله الإسلامي بكل خصائصه الميثولوجية.
sumerg1
لنقرأ الآية التالية:
«كَيْفَ وإن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاّ وَلاَ ذِمّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىَ قُلُوبُهُمْ وَأكثرهُمْ فَاسِقُونَ»
وفي تفسير البغوي عن كلمة إل:
قال أبو مجلز ومجاهد: الإله والله عز وجلّ، وكان عبيد بن عمير يقرأ: «جبرإل» بالتشديد، يعني: عبد الله, وفي الخبر أن ناسًا قدموا على أبي بكرٍ من قوم مسيلمة الكذاب، فاستقرأهم أبو بكر كتاب مسيلمةٍ فقرؤوا، فقال أبو بكر رضي الله عنه: إن هذا الكلام لم يخرج من إل، أي: من الله .(10)
ولنقرأ أيضًا الآية التالية:
«مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ».
يذكر تفسير القرطبي النص التالي في تفسيرها:
«قال الماوردي: إن جبريل وميكائيل اسمان، أحدهما عبد الله، والآخر عبيد الله، لأن إيل هو الله تعالى، وجبر هوعبد، وميكا هو عبيد، فكأن جبريل عبد الله، وميكائيل عبيد الله، هذا قول ابن عباس، وليس له في المفسّرين مخالفٌ»
أي إنّ جبرائيل : عبد إيل وميكائيل : عبيد إيل. بالإضافة إلى هذين الاسمين المشتقين من اسم الإله إيل، هناك العديد من الأسماء التي تورد الإله «إيل » في مضمونها ومنها:
الإنجيل (إنج – إيل): باللغة الأرامية وتعني بشارة إيل – بشارة الرب أو بشارة الله – باللغة العربية.
عمانوئيل (عمانو – إيل): أي إن الإله إيل معنا.
صموئيل (صامو – إيل): معنى سمع إيل لأنه جاء بعد زمانٍ، بعد أن توسلت أمه حنا إلى الرب كي يرزقها ولدًا حسب الرواية الإنجيلية.
نثانئيل (ناثان – إيل): أي بمعنى أعطى أو منح إيل.
إليصابات (إيل – يصابات): أي عبادة إيل.
روفائيل (روفا – إيل): بمعنى رأفة إيل.
إسماعيل (إسماع – إيل): أي استجابة الإله أيل.
يعقوبيل (يعقوب – إيل) أي قوة الإله إيل.
إسرائيل (إسرا – إيل) نفس الشخص السابق لكن بعد تغلّبه على الإله إيل, بعد أن سرق غنم خاله لابان في أور الكلدان وهرب فأصبح اسمه إسرا – إيل أي صارع إيل.
أما كبير آلهة الجزيرة العربية «هبل» فهو الإله الذي جاء به عمرو بن لحي من بلاد الشام عبدة «إيل» ونصبه في الجبّ الذي كان في بطن الكعبة فيقول اليعقوبي في تاريخه عن ذلك:
خرج عمرو بن لحي إلى أرض الشّام، وبها قومٌ من العمالقة يعبدون الأصنام فقال لهم: ما هذه الأوثان التي أراكم تعبدون؟ قالوا: هذه أصنامٌ نعبدها، نستنصرها، فنُنصر، ونستسقي بها فنُسقى، فقال: ألا تعطونني منها صنمًا، فأسير به إلى أرض العرب، عند بيت الله الذي تفد إليه العرب؟ فأعطوه صنمًا يقال له هبل، فقدم به مكّة، فوضعه عند الكعبة، فكان أول صنم وضع بمكّة.(11)
ومن هنا بدأ العرب بعبادة هبل الذي هو من أحفاد «إيل» تقرّبًا إلى «إيل» نفسه. وهنا يخدش أحشائي سؤالٌ: عندما جاء محمد موحّدًا داعيًا لترك هذه الآلهة والتقرّب إلى الإله الأصلي فهل كان يقصد إيل؟ إذ أن الروايات تذكر مشركي قريش كانوا يعترفون بوجود الله – إيل – إلا أنهم كانوا يعبدون هبل تقرّبًا إليه.
a3971916
الإسراء والمعراج واسطورة إيتانا
تخبرنا أسطورة ايتانا البابلية عن ملك مدينة «كيش» المدعو «إيتانا» الذي كان عقيمًا، فيدعو الآلهة إنانا لتجد له حلًا معينًا، فيقوم الإله إنانا بإرسال نسرٍ جبّارٍ إلى الملك البابلي فيصعد به إلى السماء السابعة، فيقابله ويعطيه نبتةً معيّنةً سوف تساعده في الشفاء من عقمه، فيصبح بإمكانه الإنجاب وكان الملك قد كبر في السّنّ(12)(13).
نلاحظ في المقطع السابق أن عدد السماوات سبعةٌ، ونلاحظ صعود الملك إلى الآلهة ومقابلته إياها، والأهم طريقة الصعود كانت بكائنٍ أسطوريٍّ، له أجنحةٌ كبيرةٌ.
الزرادشتية والإسلام
سمّيت بالزرادشتية نسبة إلى نبيهم زرادشت وعرفوا لدى العرب بالمجوس، لكن التسمية الأخيرة أطلقت خطأ، فكلمة «مجوس» أصلها مكوس بالفارسية (تعني مفسّر الرؤيا وهي صفةٌ اشتهر بها الزرادشتيون، والزرادشتية ديانةٌ موحّدةٌ للإله «أهورامزدا» وليست وثنيةً ولا تعبد النار كما يتصوّر البعض، لكن النار رمزٌ للإله، لذلك هناك شعلة في المعابد يجب ألا تنطفئ، ارتأيت أن أذكر بعض التشابهات في طرق العبادة والتقرّب إلى الله بينها وبين الإسلام رغم أنها أنشئت قبل ما يقارب الـ3000 سنةٍ، أي أنها بدأت تقريبًا قبل الديانة اليهودية.
يذكر «كتاب دانيال» للمؤلف John Mee Fuller أن الصلاة الزرادشتية عدد خمسٌ، وقسّم اليوم المكوّن من 24 ساعةٍ إلى 5 أقسامٍ، فكانت لديهم صلاة شروق الشمس والظهر وقبل المغرب والمغرب ومنتصف الليل، وهناك ملائكةٌ تترأس جلسات الصلاة لديهم (14) ويقوم الزرادشتيون بغسل أجسادهم قبل الصلاة بغية الطهارة، لأن مصدر الشرّ هي النجاسة حسب اعتقادهم، بالإضافة إلى هذا تتشابه الحركات التعبّدية في الصلاة الزرادشتية كجمع اليدين والاستقامة في بدء الصلاة والجلوس حين الانتهاء، ورفع الإصبع عند الشهادة بإلهٍ واحدٍ «أهورامزدا». كانت الصلاة لديهم تتضمّن التسبيح والدعاء والاستغفار لـ «أهورامزدا»، كما يقدّس الزرادشتيون صلاة الفجر وتعتبر أعلى منزلةً من بقية الصلوات، إذ يحاربها الشيطان «أهرمن» ويحض الإنسان على البقاء نائمًا، في حين أن الصلوات التي تتم في المعابد بشكل جماعي كانت تعقبها تلاواتٌ ومواعظٌ وخطبٌ يلقيها رجال الدين والمتعلّمون، وكانت لديهم صلواتٌ خاصّةٌ بالأعياد الدينية، ومثلها صلاةُ عيد نوروز، بالإضافة إلى بعض الصلوات الخاصة بطلب شيءٍ ما من الإله «أهورامزدا» كصلاة الحاجة والاستسقاء والاستغاثة.(15)
أما الشهرستاني في كتابه الملل والنحل، وهو يصف بعض طرق الزرادشتية التعبّدية، يذكر أن الزرادشتية تؤمن أن الآلهة خلقت الإنسان على صورتها، ويصفون مرحلة تطور الجنين في رحم أمه أنه كان نطفةً ثم مضغةً ثم علقةً، بالإضافة إلى هذا فلدى نبيهم زرادشت المعجزات، كالقدرة على شفاء المرضى مثلًا: مرّ زرادشت على أعمى في الدينور، فقال: خذوا حشيشةً وصفها لهم واعصروها وصبوا ماءها في عينه، فأبصر الرجل الأعمى.
بالإضافة إلى أن الزرادشتية تؤمن بوجود نظيرٍ للمهدي المنتظر وتذكره على أنه رجلٌ يُعرف بـ «أشيزريكا»، وتؤمن أيضًا بنظيرٍ للأعور الدجّال يعرف بـ « بتياره» لكن «أشيزريكا» سينتصر عليه:
«يظهر اشيزريكا على أهل العالم ويحي العدل ويميت الجور ويردّ السنن المغيّرة إلى وضعها الأول وينقاد له الملوك وتتيسّر له الأمور وينصر الدين الحقّ ويحصل في زمانه الأمن والدعة وسكون الفتن وزوال المحن»(16)
ويذكر الشفيع الماحي أحمد في كتابه زرادشت والزرادشتية:
«قبيل خروج زرادشت – من بطن أمه – بلحظاتٍ انبثق نورٌ إلهيٌ شديدُ اللمعان من بيت «بوراشاسب»، فرحت له الطبيعة ومن حولها السماء وسمع صوت يُبشّر بميلاده، وفي هذا الوقت وفي داخل غرفة الولادة المضاءة بالنور الإلهي خرج الطفل زرادشت للحياة وهو يضحك بملء فِيْه» (17)
وصفت الزرادشتية إلههم «أهورامزدا» بالنور والضياء، وأصل كل نورٍ، وكل ضياءٍ لا يراه أحدٌ ولا ينافسه أحدٌ. ويصف زرادشت إلهه «أهورامزدا» أنه لم يلد ولم يولد ولا ينام ووصفه بالساهر، وكذلك وصفه بأسماءٍ عديدةٍ: كالواحد الأحد القدوس النور الكريم الأزلي رب الأرباب مالك الملوك الجميل المنعم النصير غافر الذنوب القوي القهار الغني الكامل الشريف الشافي المعافي المانع الجامع الطيب المنتقم العطوف السيد الحسيب شديد العقاب. وأيضًا لديه هيئةٌ من المعاونين صفاتهم كصفات الملائكة، وكلّ ملكٍ مختصٌ بأمرٍ ما.(18)
وتتشابه أحكام ومبادئ الزرادشتية مع الأحكام والمبادئ الإسلامية تشابهًا لا بدّ من ذكره، فعقوبة الزاني والزانية هي الجَلِد، وعقوبة السارق قطع اليد، ولديهم بالإضافة إلى تشابه الصلاة مبدأٌ مشابهٌ جدًا لمبدأ الزكاة، وعُرف لدى رجالهم تعدّد الزوجات وحرّموا الإجهاض.(19)
وفي وصف الجسد حين الخروج من القبر تقول الزرادشتية:
إن الإنسان إذا كانت أعماله حسنةً قابلته فتاةٌ ذات وجهٍ حسنٍ ساحرة المنظر فيسألها من أنت؟ وتردّ عليه أنا أعمالك الطيّبة، وعلى النقيض منه تقابل ذو السيئات عجوزٌ شمطاء بشعةٌ ويسألها أيضًا من أنت؟ فتردّ عليه أنا أعمالك الشريرة (20).
وهناك حديثٌ مذكورٌ في تفسير القرطبي لمحمّدٍ يروى قبل ما يقارب الـ 1400 سنةٍ، مشابهٌ (حتى في أسلوب الحوار) لما ذكره زرادشت قبل 3000 سنةٍ (21).
وذكرت الديانة الزرادشتية معاناة الروح في يوم القيامة فتُردّ للجسد الذي غادرته، ويحمل هذا الجسد كتاب الحياة والذي سجّلت فيه الملائكة كلّ ما قال وكلّ ما فعل، ويتألّف هذا الكتاب من شقّين، سُجّلت في الشقّ الأول الأعمال الخيرة وفي الشقّ الثاني الأعمال السيئة، فيوزن بميزان الإله «أهورامزدا» فإذا ثقلت موازينه فهو من السعداء، وإذا خفّت موازينه فهو من الأشقياء، أما من تساوت لديه الأعمال الحسنة والسيئة، فينزل منزلةً وسطى بينهما. وفي يوم القيامة أيضًا تذكر المصادر أن الجميع يمرّون فوق الصراط الممدود فوق جهنم والموصل إلى الجنة، فيرى السعداء الصراط الممدود على أنه جسرٌ عريضٌ، ويرى الأشقياء هذا الصراط بدقّة الشعرة وحدّة السيف، وتزل إقدامهم فيهوون في نار جهنم (22). وكل هذا ذُكِرَ قبل 3000 سنةٍ، أي قبل الديانة المسيحية واليهودية حتى.
الحج في الإسلام
للحجّ جذورٌ متأصلةٌ في الوثنية البابلية، فعلى الرغم من ادعاء المسلم عدم عبادة الأصنام لكن عليه أن يدور حول حجرٍ معيّنٍ سبع مرّاتٍ مناديا بتلبيةٍ ما – وحتى هذه التلبية ذات أصولٍ وثنيةٍ كما سنرى لاحقًا – وهو يغطي جسده برداءٍ أبيض فقط.
في نصٍّ مذكورٍ في كتاب Twilight in the Kingdom للمؤلف Mark Caudill يقول:
«كان يتمّ تمثيل إله القمر بحجرٍ أسود والتي لا تزال في زوايا كعبة المسلمين، والكاهنات كنّ يطفنَ حول الكعبة عارياتٍ سبع مرّاتٍ، وكلّ مرّةٍ تمثل أحد الكواكب المعروفة في ذلك العصر. ثم أصبح الحجّ يقوم به الرجال والنساء كهنةً وبسطاءً، وأضافوا إليه بعض «المناسك» وأضيفت للتلبية بعض المقاطع وأضيف الإحرام وأضيف السعي بين الصنمين «أساف» و«نائلة» وأضيف رمي الجمرات وتقديم القربان (النحر) وتقبيل الحجر، وكلها كانت نتاج تطوّر ديانةٍ وثنيةٍ قبل مجيء الإسلام، أما عن التلبية فكانت على الشكل التالي: «لبيك، اللهم، لبيك. لبيك لا شريك لك، تملكه وما ملك» (23)
2-image00444
يقول الشهرستاني في الملل والنحل:
«إن العرب قبل الإسلام كانوا يحجّون البيت ويعتمرون ويحرمون ويطوفون بالبيت سبعًا، ويمسحون بالحجر ويسعون بين الصفا والمروة سبعة أشواطٍ وعليهما صنمان يمسحونهما، وكانوا يلبّون: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، تملكه وما ملك، ويرمون الجمار ويحرّمون الأشهر الحرم، وإن الرجم كان معروفًا عند العرب قبل الإسلام، وهو معروفٌ عند العبريين، وقد أشير إلى ذلك في التوراة، وهو معروف عند بني آرام وكلمة «رجم» من الكلمات السامية القديمة، كما كانوا يقيمون الأضاحي بعد الرجم ويقصّون شعورهم، وإن الحجر الأسود كان مقدّسًا وإن قدسية البيت عند الجاهليين لم تكن بسبب الأصنام، بل كانت بسبب هذا الحجر الذي قُدّسَ لذاته وجلب القدسية للبيت، وإنه ربما كان نيزكًا أو جزءًا من معبودٍ مقدّسٍ قديمٍ، وإن البيت كان إطارًا للحجر الأسود أهم معبودات قريش، لكنه لم يكن معبودها الوحيد». (24)
ونلاحظ هنا كيف أن محمدًا أخذ تعاليم دينه الذي اختلف عن باقي الأديان بأركانٍ معيّنةٍ، أحدها كان الحج الذي كان مبنيًا على تقاليد ما يدعى «جاهلية العرب» إذ قام بإلغاء الشعائر الوثنية وأدخل شعاراتٍ توحيديةً بدلًا عنها، وما زالت حتى الآن الكعبة وشعائر الحج الرئة الاقتصادية للمملكة العربية السعودية، فعائداتها من الحجّ تفوق عائدات النفط في بعض السنوات، فلم يكن بمقدور محمد إلغاؤها، تمامًا كما لا تستطيع المملكة اليوم الاستغناء عنها لعائداتها الاقتصادية.
لقد جمع محمّدٌ أحكام ومبادئ ديانته من دياناتٍ أخرى كالزرادشتية وديانة العرب الوثنية قبل الإسلام، وأكّد في بعض الأحيان على الاقتباسات الوثنية في الديانتين الإبراهيميتين اليهودية والمسيحية. في الختام أطرح تذكيرًا ليس بالبريء، وهو أن هنري فورد لم يخترع السيارة، لكنه أعاد صياغة عملية التجميع، فاستخدم الناس طريقته بشكلٍ واسعٍ، فانتشرت صناعة السيارات أكثر من السنوات التي سبقتها.
المراجع:
(1) أثر الكتابات البابلية في المدونات التوراتية – الأب سهيل قاشا ص208.
(2) From Distant Days – Tales and Poetry of Ancient Mesopotamia, By Benjamin Foster, Pages 9 – 51
(3) مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة – طه باقر ص 453 – 457
(4) The Babylonian Genesis By Alexander Heidel
(5) ملحمة جلجامش – طه باقر
(6) من ألواح سومر – كريمر – ترجمة: طه باقر ص258
(7) مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة – طه باقر ص 467 – 470
(8) أثر الكتابات البابلية في المدونات التوراتية – الأب سهيل قاشا ص279
(9) ملحمة جلجامش – طه باقر ص10
(10) تفسير البغوي – البغوي – ج4 – سورة التوبة – الآية 8
(11) تاريخ اليعقوبي – اليعقوبي – أديان العرب ص99 ص100
(12) Britannica : Etana Epic – الموسوعة البريطانية بريتانكيا – ملحمة إيتانا
(13) مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة – طه باقر ص 473 – 475
(14) Book of Daniel by John Mee Fuller
(15) زرادشت والزرادشتية – الشفيع الماحي أحمد ص57 – 59
(16) أبي الفتح الشهرستاني – الملل والنحل ص264-268
(17) زرادشت والزرادشتية – الشفيع الماحي أحمد ص17 – 18
(18) زرادشت والزرادشتية – الشفيع الماحي أحمد ص33 – ص36
(19) زرادشت والزرادشتية – الشفيع الماحي أحمد ص55 – 71
(20) زرادشت والزرادشتية – الشفيع الماحي أحمد ص44 – ص45
(21) تفسير القرطبي ج7 ص74، وإنظر أيضًا كتاب يوم الفزع الاكبر للقرطبي ص52
(22) زرادشت والزرادشتية – الشفيع الماحي أحمد ص47 – 48
(23) تاريخ اليعقوبي ص100
(24) أبي الفتح الشهرستاني – الملل والنحل ص696 – 700.
أديان كثيرة جدا ومعبودات بالآلاف والعُمر قصير … هل العمر كله يكفي لفحص كل تلك الديانات ..!!
الرد على الشُبهة البلهـاء ..
هذه الشبهة التافهة رائجة بين الملحدين وطَرحها ملحد في مناظرتي معه – صانع السلام – فأحببت أن أنقل ردي على الشبهة هنا بعد ضبطه وتنسيقه وتنقيحه ..!!
صدقني أيها الملحد الوصول للحق يتطلب نصف ساعة من البحث وإعمـال العقل ..أقُسم بالله على ذلك ..
أولا : يوجد على وجه الأرض ثلاث ديانات – إسلام ويهودية ومسيحية – يُشكل أتباعها أكثر من 85 % من سكان الارض ..
باقي الديانات وضعية لا حاجة حتى للرد عليها لأنها تعترف ببشريتها وهي في طريقها للإنقراض وأتباعها يُصنفون في مراكز الأبحاث العلمية أنهم مُلحدون أو روحيون – بلا دين – .
إذن محك الجدال في الديانات الثلاث الكبرى لا أكثر
اليهودية أقرت أنها ديانة قومية لا يدخلها إلى يهودي الأبوين – إذن محسوم أمرها باعترافها هي –
المسيحية أدخلت التثليث والأقانيم والآلهة البشرية في قلب عقيدتها ولم يقل المسيح يوما أنا الله أو اعبدوني أو أنا لاهوت وناسوت ولكن أتباعها أصروا على صورتها الوثنية المعاصرة .
فمثلا .. كلمة لم ترِد في الإنجيل ولو مرة واحدة مع أنها أصل المسيحية وبذلك تحولت المسيحية من ديانة سماوية إلى ديانة وضعية وثنية .
وفكرة الأقنوم تدور في إطار تعدد الآلهة مع محاولة الحفاظ على نسق التوحيد الفطري صيغة الثلاثة في واحد
فهم يقولون : أقنوم الإبن الآله الكامل .. وأقنوم الآب الإله الكامل .. وأقنوم الروح القدس الإله الكامل … ومع ذلك لا يجوز أن يكون الإبن هو الآب بل كل إله مستقل تماما عن الآخر … ومع ذلك هؤلاء الثلاث آلهة إله واحد .. وبداهة هذه منتهى الوثنية وتحدي بديهيات العقل بسفسطة يونانية قديمة
ومع ذلك كل هذه الأفكار الوثنية يخلو منها الإنجيل تماما تماما .. إذن المسيحية انتقلت من السماوية إلى الوضعية الوثنية على يد مجامع صناعة الآلهة في عهد قسطنطين .
ثانيا : الإسلام ليس فِرقة من الفِرقة ولا عقيدة من بين عقائد الأرض حتى يوضع في مجال مُقارنة بباقي الديانات .. بل هو أصل الأديان والعقائد والعبادات وهو أنقى أديان التوحيد كما يقول جوستاف لوبون .
فالإسلام هو تصحيح لمسار الديانات التي انحرفت وإعادة لنهج أنبياء العهد القديم من لدن آدم إلى نوح وصالح وأيوب وهود وإبراهيم وموسى وداوود ويونس وهارون وعيسى .. فعقيدة هؤلاء جميعا هي عقيدة الرب إلهنا رب واحد بلفظ التوارة والإنجيل .. هذه العقيدة التي لا تعرف تثليث ولا أقانيم ولا موت آلهة منتحرة ولا انتزاع آلهة من آلهة أخرى – انتزاع الروح القدس من الآب – ولا آلهة قومية .. يقول تعالى شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ [الشورى : 13]
وقال تعالى : إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً [النساء : 163]إذن فالإسلام ليس ديانة كالديانات وإنما هو أصل الديانات وتصحيح للخلل الذي أصاب الديانات وبالأخص اليهودية والمسيحية في نسختيهما العهد القديم والجديد .
ثالثا : الإسلام أكثر أديان الأرض انتشارا ..و أكبر ست دول مسلمة في العالم غير عربية … ويُشكل المسلمون العرب قرابة 19% فقط من المسلمين على وجه الأرض .. ولا تخلو مدينة على وجه الأرض من مسلمين أو من مسجد.. !!
فالإسلام قامت به الحجة على أنه الدين الحق الذي ارتضاه الله لعباده ..!!
رابعا : مشكلة الملحد أنه يربط بين الديانات الوثنية الغارقة في الجهالة بالديانة الإسلامية التوحيدية النقية – التي لا تحتمل الخطأ – حتى يخرج من هذا الخلط بأن الجميع باطل فيشعر براحة بال واستقرار ضمير على إلحاده .
خامسا : لكن الملحد سيقول هناك 73 فِرقة في الإسلام وهذا كلام صحيح والرد عليه من وجهين
الوجه الأول : انقسام المسلمين إلى 73 فِرقة هذا دليل نبوة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك مع أنهم في عهده كانوا يُقتلون ويُحرقون على رمال الصحراء دون أن يردهم ذلك أو يُفرق جماعتهم .
الوجه الثاني : المسلمون الآن يُشكل أهل السنة والجماعة منهم 91% والشيعة 8% و1% فِرق أُخرى .
والفَرق بين السُنة والشيعة هو اختلاف في حب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هذا هو أول الخلاف ونهايته بعيدا عن سياسة الصفويين و أحقاد المجوس.
إذن الإفتراق إلى 73 فِرقة لا يعني أن لكل فرقة 1.3 % فهذا غباء مدقع … فالإفتراق صورته الحالية هي 91% أهل سُنة وجماعة والشيعة 8% و1% فِرق أُخرى … ولا فرق بين السنة والشيعة في أصل العقائد إلا ما أدخله ساسة الصفوية .. يقول علي شريعتي فيلسوف الثورة الإيرانية : “ولو خرجت كل المظاهر الدخيلة علي التشيع فلن يبقي هناك أي خلاف يذكر بين مذاهب الإسلام”… والفِرق الضـالة لا يعني دخولها في النار خلودهـا فيها بل هم كعصـاة المؤمنين إلا الذي يقترف بدعة كُفرية .
سادسا : أما بخصوص غير المسلمين فإن الله لن يظلم عباده… قال الله تعالى وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ [آل عمران : 108]
ويقول تعالى : وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ [فصلت : 46]
وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً [الإسراء : 15]
الذين لم تُقم عليهم الحُجة في الدنيا ستُقام يوم القيامة .
ويوم القيامة مدته 50 ألف سنة …. أي أطول من عمر البشرية كله …فلا ينزعج الملحد ولا يقلق إلا على نفسه !!
سابعا : الملحد الذي يستخدم حُجة تعدد الديانات ليُلحد ..
هل كفر غيرك يبرر لكُفرك .؟
للأسف هذا ما فعله فرعون من قبل.. عندما قال لموسى : يا موسى لن أؤمن لك لأن الكفار موجودون منذ القِدم وكثيرون .. قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى [طه : 51]
هذه حجة جهلاء بكماء عمياء وسُبحان الله تنطلي على كثيرين ..
مشكلة الملحد أو الربوبي أنه يفرح بموضوع كثرة الديانات ويتخذ الأمر ذريعة لكُفره وقلة أدبه مع خالقه ورازقـه .. ويتخذ الأمر ذريعة لترك البحث في مُقتضى وجوده ويظن أنه بذلك استطاع أن يجد مبررا للهروب بشنيعة كفره .
ثامنا : لكن تبقى مشكلة سيقول الملحد .. ما المانع أن يكون أحد آلهة تلك الديانات الوثنية الأرضية الوضعية البدائية هو الإله الحقيقي ؟
وهذا خطأ شديد وخطل خطير فلا يوجد معبود في جميع ديانات الأرض إلا الله .. وخلافنـا مع بقية الأديـان ليس لأنهم لا يعبدون الله ولكن لأنهم جعلوا لله شركاء في الدعـاء والطلب والتصرف في الكون ..فجميع أديـان الأرض تعبد الله وهو عندهـا الخالق العظيم .. حتى أكثر الديانات إغراقا في الوثنيـة ……………. لكنهم جعلوا له شركـاء متشاكسون نسبوهم للخالق واعتبروهم أدنى منه منزلة – آلهة صغيرة – Subordinationism.
ففي الكعبة مثلا ذلك المكان الصغير يوجد ثلاثمائة وستون صنما هُدمت كلها يوم فتح مكة.. لكن هذه الاصنام كانت تُتخذ وسائط متعددة لإله واحد … قال القرآن على لسانهم {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى } (3) سورة الزمر ..ما يعبدونهم إلا تقربا وواسطة إلى الله وقد ألغى الله الواسطة بينه وبين خلقه على لسان جميع أنبيائه .. ولذا يقول تعالى {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (25) سورة لقمان..
يقول الشهرستاني عن أوثان العرب قديما :- أما الأصنام فلم يكن العرب يعبدونها لذاتها ولم تكن عندهم مجرد قطعة من حجر .
ويوجد في الهند قريبا من أربعة آلاف من الآلهة وهذا لا مثيل له في العالم ومع ذلك يُنظر لهذه الكثرة الكاثرة من الآلهة أنها صور وتجسيدات للكائن الواحد الأعلى الله سبحانه وتعالى وهذا ما ذكره التقرير المرفوع إلى الحكومة البريطانية في الهند وفيه أن : النتيجة العامة التي انتهت إليها اللجنة من البحث هي أن كثرة الهنود الغالبة تعتقد عقيدة راسخة في كائن واحد أعلى .. المصدر :- قصة الحضارة للملحد ول ديورانت مجلد 3 ص 209
ويرى ول ديورانت أن هذه الألوف من الآلهة هي نفس ما تفعله الكنائس المسيحية من تقديس لآلاف القديسين فلا يتطرق إلى ذهن الهندي ولو للحظة واحدة أن هذه الآلهة التي لا حصر لها لها السيادة العليا .. المصدر السابق
ولذا فقد كان النزاع بين الرسل وأقوامهم في توحيد الألوهية ” إفراد الله بالعبادة ” لا في توحيد الربوبية “إفراد الله بالخلق ” ولهذا لم يَرد التكليف بمعرفة وجود الصانع وإنما ورد بمعرفة التوحيد ونفي الشريك … يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ” ومن ظن في عباد الأصنام أنهم كانوا يعتقدون أنها تخلق العالم أو أنها تنزل المطر أو أنها تنبت النبات أو تخلق الحيوان أو غير ذلك فهو جاهل بهم بل كان قصد عباد الأوثان لأوثانهم من جنس قصد المشركين بالقبور للقبور المعظمة عندهم “مجموع الفتاوى 1-359
فتوحيـد الله فطرة البشـر جميعـا … والجميع يؤمنون بالخالق .. فالغريزة الدينية التوحيدية توجد في كل الأعصار والأصقـاع وهي إحدى النزعات الخالدة للإنسانية …
يقول المؤرخ الإغريقي بلوتارك: “لقد وجدت في التاريخ مدن بلا حصون، ومدن بلا قصور، ومدن بلا مدارس، ولكن لم توجد أبدا مدن بلا معابد”.
تاسعا : طالما أنه منذ البدء والتوحيد هو الأصل لماذا علم الآثار – الأركيولوجي – والحفريات يُخبرنا بعكس ذلك ؟
إجابة هذا السؤال بسيطة للغاية وهي أن الموحدين لا يصنعون تماثيل ولا أيقـونـات .. فالذي يقرأ التاريخ عبر التماثيل والأيقـونات سيقرأ تاريخ الوثنيين الذين جعلوا مع الخالق آلهة صغيرة .. وهذا مصدر ضلال الملحدين في البحث !!
ولذا يرى لانج وباسكال وشميث وبروس وكوبرز وغيرهم وهؤلاء من كبار الباحثين في أصول الأديان أن التوحيد كان أولا وأن كل معبودات الوثنيين جاءت كمرحلة تاليه لعبادات توحيدية يُعبد فيها الله الواحد الأحد فالتوحيد كان أولا ثم الوثنية والتعدد تأتي في مرحلة لاحقة .
andrew lang : the making of religion
عاشرا : لكن زميلنا الملحد لا يدري أن الفِرق الإلحادية لا حصر لها وكل فرقة إلحادية تلعن أُختـها وتجد العشرات من الملحدين العرب ينقسمون إلى :
إلحـاد شيوعي
إلحاد علماني
إلحاد ليبرالي
إلحاد سلبي
إلحاد إيجابي
لاديني إلوهي
لاديني متوقف
لاأدري وقتي
لاأدري دائم
strong atheism
weak atheism
http://commonsenseatheism.com/?p=6487
والإلحـاد الشيوعي ينقسم بدوره إلى
إلحاد شيوعي لينيني
إلحاد شيوعي ماوي
إلحاد شيوعي ستاليني
إلحاد شيوعي بلانكي
إلحاد شيوعي تروتسكي
والإلحاد الشيوعي بالذات ينقسم إلى آلاف الفِرق وكما يقول الشيوعي الشهير مكسيم لوروا في كتابه “رادة الاشتراكية الفرنسية” يقول: “لاشك في أن هناك اشتراكيات متعددة، فاشتراكية بابون، تختلف أكبر الاختلاف عن اشتراكية برودون، واشتراكيتا سان سيمون وبرودون، تتميزان عن اشتراكية بلانكي، وهذه كلها لا تتمشى مع أفكار لويس بلان، وكابيه وفورييه، وبيكور ، وإنك لا تجد داخل كل فرقة أو شعبة إلا خصومات عنيفة، تحفل بالأسى والمرارة “.
هذا في فرنسـا وحدها فما بالنا بتفريعات تروتسكي وستالين وماو وبول بوت وكوريا الشمالية والآف التفرعيـات والإنشقاقات الأُخرى
وهكذا كل فرقة من الفرق الإلحـادية تنقسم على نفسهـا وتتشظى وتتفتت إلى ما لا نهاية
والعلمانية الإلحادية هناك
إلحاد علماني سطحي
إلحاد علماني مستنير
إلحاد علماني متعمق
إلحاد علماني نضالي
إلحاد علماني صراعي
إلحاد علماني منفتح
إلحاد علماني فعلي
إلحاد علماني جديد
إلحاد علمانية واقعي
والعلمانية الفاشية fascist-secularism في تركيا
وكلها علمانيات متنازعة ومتضاربة وتحارب بعضها بعضا
وظهرت في الغرب مصطلحات
إلحاد رأسمالي رشيد
إلحاد رأسمالية حقيقي
إلحاد رأسمالي شكلي
إلحاد رأسمالي منبوذ
وعلمانية فرنسا تختلف تمام الاختلاف عن علمانية هولندا وكلاهما لا تمتان بصلة لعلمانية أمريكا وعلمانية الصين كأنها دين آخر تماما وهكذا .
و جنة الملحد الشيوعي لن يدخلها الملحد الليبرالي ..
والإلحاد الشيوعي يرى ضرورة تصفية الإلحاد الرأسمالي جسديا كما في وثيقة الكولاك لزعيم البلاشفة لينين
وداخل الإلحاد الشيوعي كل طائفة تزعم أنها الحق المُطلق وستالين يقوم بتصفية تروتسكي ثالث أكبر مُنظر للشيوعية في العالم بدافع الحفاظ على الشيوعية الإلحادية اللينينية
وكوريا الملحدة الشيوعية الشمالية ترى أن كوريا الرأسمالية الجنوبية خطر على العالم يجب سحقه .
وكل الصراعات الأوربية في القرن الاخير والتي راح ضحيتها ربع سكان أوربا كانت علمانية إلحادية 100 % ولم يدخل فيها حزب ديني واحد .
وظهرت مدرسة داروينية إجتماعية Social Darwinism : الأقوى يسيطر ثقافيا وفكريا وبيولوجيا والضعيف ينسحب بهدوء إلى أن يموت ..!! وهي مدرسة القتل البطيء للآخر طبقا للتنظير الدارويني ورؤيته للجنس البشري .
وظهر هربرت سبنسر مُنظر الإلحاد الدارويني في القرن التاسع عشر والذي أكد على ضرورة القتل البطيء للجنس البشري يقول بالحرف :”فإن فكرة وسائل الوقاية الصحية وتدخل الدولة في الحماية الصحية لمواطنيها وتلقيحهم تعارض أبسط بديهيات الإنتخاب الطبيعي إن مساندة الضعفاء أو محاولة حماية المرضى والحرص على بقائهم يتأتي في تحد صارخ لقانون الطبيعة .”
Social Status, p.414-415
وهكذا تحول الإلحاد إلى آلة قتل باردة ضد الآخر حتى ولو كان مُلحدا طالما لم ينتمي لنفس الطائفة والعنصر والجنس وكانت النتيجة مقتل ربع سكان أوربا في مجازر حربين عالميتين لا تمُتـان بصلة لأي دين من الأديان .
والحمد لله رب العالمين
————————–
* الإحصائيـات الواردة في المقال صادرة عن مؤسسة بيو الأمريكية لأبحاث الأديان والمُعتقدات
http://www.pewforum.org/
elserdap
دكتور باحث
انواع الإلحاد 17 http://commonsenseatheism.com/?p=6487