تعيش الليرة التركية يوم جمعة “أسود” فقدت فيه 19% من قيمتها أمام الدولار، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب مضاعفة الرسوم على ورادات الصلب والألمنيوم التركية، وبعد تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتراجعت الليرة بنسبة 7 في المئة أمام الدولار منتصف اليوم الجمعة، لكنها عاودت الهبوط مرة أخرى لتصل إلى تراجع بنسبة 9 في المئة عقب تصريحات لأردوغان ناشد فيها الأتراك لتحويل ما يمتلكون من الدولار إلى ليرة.
ولتزداد الأمور سوءا بالنسبة لليرة التركية وأردوغان وحكومته، فإن ترامب فرض، الجمعة، رسوما جمركية جديدة على تركيا أدت بشكل مباشر إلى ارتفاع التراجع اليومي لليرة أمام الدولار إلى 19 بالمئة حسب فرانس برس.
وانخفضت العملة التركية بنسبة تقترب من 70 بالمائة منذ بداية العام، رافعة كلفة البضائع للشعب التركي، كما هزت ثقة المستثمرين الدوليين في البلاد.
ومن أسباب تلك الاضطرابات، المواجهة مع الولايات المتحدة بشأن قس أميركي يحاكم في تركيا بتهم تتعلق بالتجسس والإرهاب والمرتبطة بمحاولة انقلاب فاشلة في البلاد قبل عامين.
وتطالب واشنطن بإطلاق سراح القس وفرضت عقوبات مالية على وزيرين تركيين وحذرت من اتخاذ إجراءات إضافية.
في غضون ذلك، يشعر المستثمرون بالقلق من السياسات الاقتصادية لأردوغان، الذي فاز بفترة رئاسة جديدة في يونيو مع سلطات جديدة شاملة.
ويمارس أردوغان ضغوطا على البنك المركزي لعدم رفع أسعار الفائدة من أجل الاستمرار في تغذية النمو الاقتصادي. ويدعي أن المعدلات الأعلى تؤدي إلى ارتفاع التضخم ـ وهو عكس ما تقوله النظرية الاقتصادية القياسية.
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، أنه أمر بمضاعفة الرسوم الجمركية على ورادات الصلب والألومونيوم التركية، قائلا إن علاقات بلاده مع أنقرة “ليست جيدة حاليا”.
وأوضح الرئيس الأميركي على تويتر، أن رسوم الصلب سترتفع إلى 20 في المئة بينما ترتفع رسوم الألومنيوم إلى 50 في المئة.
وتدهورت العلاقات بين البلدين بسبب خلافات بشأن احتجاز تركيا للقس الأميركي أندرو برانسون بتهم بالإرهاب.
وتضر زيادة الرسوم الجمركية بواردات من تركيا تصل قيمتها إلى 1.7 مليار دولار.
وتأتي الإجراءات العقابية الأميركية، في وقت انهار فيه سعر صرف الليرة التركية مجددا أمام الدولار متراجعا في يوم واحد بنسبة 9 في المئة، ليصل إلى 6.08 مقابل الدولار.
واستأنفت الليرة انخفاضها المستمر منذ فترة طويلة مع تفاقم الخلاف بين تركيا والولايات المتحدة، ونمو المخاوف بشأن سيطرة الرئيس رجب طيب أردوغان على السياسة النقدية بعد فوزه في انتخابات الرئاسة الأخيرة، وتمتعه بصلاحيات تنفيذية واسعة.
وغرد رامب قائلا
لقد سمحت للتو بمضاعفه التعريفةعلي ورادات الصلب والألمنيوم فيما يتعلق تركيا فيما خسرت الليرة التركية بالتوازي مع صعود الدولار بقوة
سيكون ألومنيوم الآن 20 ٪ والصلب 50 ٪. علاقاتنا مع تركيا ليست جيده في هذا الوقت!
I have just authorized a doubling of Tariffs on Steel and Aluminum with respect to Turkey as their currency, the Turkish Lira, slides rapidly downward against our very strong Dollar! Aluminum will now be 20% and Steel 50%. Our relations with Turkey are not good at this time!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) August 10, 2018
من جهته دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأتراك إلى تحويل العملة الصعبة والذهب إلى الليرة يوم الجمعة محذرا من أن الدولة سترد على من بدأوا ”حربا اقتصادية“ عليها.
وقال الرئيس اردوغان في حديث له امام حشود في مدينة بايبورت بشمال شرق البلاد٬ “إن كان لديكم أموال بالدولار أو اليورو أو ذهب تدخرونه، اذهبوا إلى المصارف لتحويلها إلى الليرة التركية، إنه كفاح وطني”.
وأضاف “سيكون هذا رد أمّتي على الذين أعلنوا حربا اقتصادية ضدنا” مشيرا بالاتهام إلى لوبي معدلات فوائد غامض لم يوضح معالمه.
انخفاض كبيرة في قيمة الليرة التركية
وهوت الليرة التركية بما يصل إلى 14% اليوم الجمعة، وسط تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة، لا سيما بعد رفض تركيا طلباً أميركياً بإعادة القس الأميركي أندرو برانسون إلى بلده، حيث تضعه أنقرة تحت الإقامة الجبرية وتتهمه بالتورط في محاولة الانقلاب الفاشلة عبر تعاونه مع منظمة غولن الارهابية. وجراء ذلك فرضت أميركا عقوبات على وزيري العدل والداخلية التركيين، وردّت أنقرة بالمثل.
وفي الساعة 09:54 بتوقيت غرينتش كانت الليرة عند 5.93 مقابل الدولار منخفضة نحو سبعة بالمئة. وهبطت العملة لفترة وجيزة 14.6% – في أكبر انخفاض لها في يوم واحد منذ أوائل 2001 – لكنها قلصت خسائرها لاحقاً. وتراجعت أيضاً أسهم البنوك الأوروبية متأثرة بالمخاوف.
وهبطت العملة أكثر من 35% هذا العام بعد أن فقدت نحو ربع قيمتها في 2017. وفي الأسبوع الحالي فحسب، فقدت الليرة نحو 15%.
وخلال الكلمة ذاتها التي وجهها للأتراك، قال أردوغان إن بلاده لا تكن عداوة خاصة تجاه أي بلد، مشيراً أن تركيا «تتعاون مع كل الدول في النقاط التي تتماشى مع مصالحنا، وفي حال معارضتها لمصالحنا نسعى لحلها عن طريق المفاوضات».
وأضاف: «لكن عندما يتعلق الأمر بمحاصرة تركيا وإملاء مجموعة من الأمور التي تتعارض مع سيادتنا، فالوضع يختلف، لا تؤاخذونا فلن نتساهل في هذا الأمر».
تركيا الان