في كشف جديد لصحيفة “واشنطن بوست” مناقض لخلاصة نتائج التحقيق السعودي حول قضية مقتل خاشقجي، توصلت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي إيه” إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هو نفسه من أمر بقتل الصحافي المعارض في قنصلية بلاده في تركيا..وفيما أكد ترامب أن القاتل سيتم الكشف عنه خلال يومين..توقعت صفحة على الفيسبوك إقالة بن سلمان قريبا.
كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الجمعة عن مصادر مطلعة لم تُسمها، أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي إيه” خلُصت إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هو من أمر بقتل الصحافي جمال خاشقجي في إسطنبول الشهر الماضي.
وهذه المعلومات التي كشفتها الصحيفة التي كان خاشقجي يتعاون معها باستمرار، تُناقض التحقيق السعودي الذي أبعد بالكامل الشبهات عن ولي العهد في هذه القضية. ورفضت الـ”سي آي إيه” التعليق لوكالة الأنباء الفرنسية على هذه المعلومات.
وللتوصل إلى هذه الخلاصات، أوضحت “واشنطن بوست” أن الـ”سي آي إيه” قامت بتقييم معطيات استخبارية عدة، بينها خصوصا اتصال هاتفي بين جمال خاشقجي وشقيق ولي العهد السعودي الذي يشغل منصب سفير المملكة في واشنطن.
وبحسب “واشنطن بوست”، فقد نصح خالد بن سلمان الصحافي الراحل بالتوجه إلى القنصلية السعودية في إسطنبول للحصول على المستندات التي كان بحاجة إليها، مؤكدا له أنه لن يتعرض لأذى. فيما أضافت الصحيفة أن خالد بن سلمان أجرى هذا الاتصال بناء على طلب شقيقه. وأشارت إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان خالد بن سلمان على دراية بأن خاشقجي قُتل لاحقا.
شقيق بن سلمان ينفي اتصاله بخاشقجي قبل الجريمة ردا على واشنطن بوست
As we told the Washington Post the last contact I had with Mr. Khashoggi was via text on Oct 26 2017. I never talked to him by phone and certainly never suggested he go to Turkey for any reason. I ask the US government to release any information regarding this claim.
— Khalid bin Salman خالد بن سلمان (@kbsalsaud) November 16, 2018
وسارع خالد بن سلمان إلى الرد عبر تويتر على هذه الاتهامات التي رفضها بشدة. وكتب “هذا اتهام خطير، ويجب ألا يُترك لمصادر مجهولة”، مرفقا تغريدته ببيان قال إنه أرسله إلى الصحيفة. وتضمن البيان أن “الأمير خالد لم يناقش في أي وقت من الأوقات مع جمال أي شيء يتعلق برحلة إلى تركيا”.
من جهتها، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن مسؤولين أمريكيين حذروا من أن وكالات الاستخبارات الأمريكية والتركية لا تملك دليلا واضحا يربط ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بقضية قتل خاشقجي. لكن الصحيفة نقلت عن مسؤولين، أن الـ”سي آي إيه” تعتقد أن الأمير يملك من النفوذ بحيث لا يمكن أن تكون عملية القتل قد تمت بدون موافقته.
وغيرت السعودية مرارا وتكرارا روايتها الرسمية لجريمة قتل خاشقجي في قنصليتها في إسطنبول في 2 تشرين الأول/أكتوبر.
وبعد أن أكدت في بادئ الأمر أن خاشقجي غادر القنصلية حيا، اعترفت الرياض تحت الضغوط بأنه قُتل في قنصليتها في عملية نفذها “عناصر خارج إطار صلاحياتهم” ولم تكُن السلطات على علم بها.
وفي آخر رواية حول الجريمة أعلنت النيابة العامة السعودية أن نائب رئيس الاستخبارات العامة أحمد العسيري أمر فريقا من 15 عنصرا بإعادة خاشقجي إلى السعودية “بالرضا أو بالقوة” وقد انتهى الأمر بمقتل الصحافي كاتب مقالات الرأي في صحيفة “واشنطن بوست” وتقطيع جثته.
وبعد ساعات من طلب النيابة العامة السعودية إنزال عقوبة الإعدام بحق خمسة من المتهمين، فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على 17 سعوديا متهمين بالضلوع في الجريمة، بينهم مقربون من ولي العهد.
فرانس24/ أ ف ب
فيما نشرت صحيفة الأوبزرفر مقالا لمراسلها في منطقة الشرق الاوسط مارتن شولوف يركز على قضية قتل خاشقجي منذ أسابيع تناول فيه أحدث التطورات في القضية.
ويقول شولوف إن النتيجة التي توصلت إليها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) ليست اعتباطية، وأن الوكالة لابد أنها تمتلك أدلة قوية على استنتاجها بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو من أصدر الأمر باغتيال خاشقجي في مقر السفارة السعودية في اسطنبول.
ويضيف شولوف إن هذه التطورات هي الفضيحة الأكبر التي تضرب ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي للبلاد منذ ظهوره على الساحة السياسية مشيرا إلى أنها تهز منطقة الشرق الأوسط بأكملها لأن إعلان السي آي إيه هو أول تقييم حكومي أمريكي يربط محمد بن سلمان بالإسم بفضيحة اغتيال خاشقجي.
ويقول شولوف إن استنتاج السي آي إيه يأتي بعد أيام من محاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشار الأمن القومي جون بولتون حماية بن سلمان وإبعاد الاتهامات عنه في الجريمة البشعة التي تورط فيها 21 شخصا من المسؤولين والضباط السعوديين..
ويوضح شولوف أن ترامب وبولتون قالا في السابق إن الجريمة ارتكبها مجموعة القتلة من دون علم بن سلمان لكن الاستنتاجات الأخيرة للسي آي إيه تؤكد أن قبضة ولي العهد الحديدية على كل الأمور والقرارات في المملكة تجعل تنفيذ جريمة بهذه البشاعة أمرا مستحيلا من دون علم وموافقة بن سلمان.
ترامب: سيتم تحديد هوية قاتل خاشقجي “في اليومين المقبلين”
في حديث أدلى به للصحافيين السبت، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن بلاده ستقدم هوية قاتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في “اليومين المقبلين”، وإنها ستنتهي من إنجاز تقرير في الأمر يوم الاثنين أو الثلاثاء. كما أشار ترامب في نفس السياق إلى أن تقرير الاستخبارات الأمريكية “السي آي إيه” بهذا الشأن “سابق لأوانه”.
وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السبت بأن الولايات المتحدة ستحدد “خلال اليومين المقبلين” هوية قاتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي. موضحا أن “تقريرا كاملا” حول “من فعل ذلك” سيتم الانتهاء منه بحلول الاثنين أو الثلاثاء، وذلك في حديث له مع الصحافيين في ماليبو بكاليفورنيا بعد تفقده الأضرار الناجمة عن حرائق الغابات.
وتوعدت واشنطن السبت بمحاسبة قتلة خاشقجي، لكنها قالت إنها لم تتوصل بعد إلى “خلاصة نهائية” حول القضية، وذلك في أعقاب تقرير في صحيفة “واشنطن بوست” ذكر أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي إيه” خلُصت إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هو من أمر بقتل الصحافي السعودي في إسطنبول الشهر الماضي.
واعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تقييم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الذي ينحي باللوم على الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية في قتل خاشقجي بأنه “سابق لأوانه جدا”، لكنه قال إن النتيجة التي تم التوصل إليها “ممكنة”.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر ناورت في بيان “لا تزال هناك أسئلة عدة بلا أجوبة في ما يتعلق بقتل خاشقجي. إن وزارة الخارجية ستواصل السعي للحصول على كل الوقائع المتصلة بذلك”. وتابعت “في هذا الوقت، سنواصل التشاور مع الكونغرس والعمل مع دول أخرى لمحاسبة الضالعين في قتل جمال خاشقجي”.
وأوضحت المتحدثة الأمريكية أن واشنطن “اتخذت أساسا إجراءات حاسمة” ضد أفراد في مجال تأشيرات الدخول وفرض عقوبات. وقالت “سنُواصل استطلاع إمكان فرض إجراءات إضافية لمحاسبة المخططين والمنفذين ومن لهم علاقة بالجريمة. وسنقوم بذلك مع الحفاظ على العلاقة الاستراتيجية المهمة بين الولايات المتحدة والسعودية”.
فرانس24/ أ ف ب/ رويترز