دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لاتخاذ إجراءات صارمة في مواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) . وقالت ميركل اليوم الثلاثاء (العاشر من مارس/آذار 2020) أثناء اجتماع للكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي، الذي تنتمي إليه، في البرلمان الألماني “بوندستاغ” بالعاصمة برلين إنه لابد من إلغاء جميع الفعاليات غير الضرورية، بحسب ما ذكر مشاركون في الاجتماع لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).
وقالت ميركل (65 عاما) بعد فترة وجيزة من بدء اجتماع الكتلة البرلمانية: “سيصاب 60 إلى 70 في المئة من الناس في ألمانيا بفيروس كورونا”، ليسود صمت في المجموعة البرلمانية ، حسبما ذكر المشاركون. وأضافت ميركل: بسبب “كورونا، نواجه تحديا لم نواجهه من قبل، والآن يتوقف الأمر علينا حقا…”
وكان الخبير الألماني كريستيان دروستن، عالم الفيروسات، قد ذكر هذه الأرقام قبل فترة خلال الحديث عن توقعاته الخاصة بحجم الإصابات في ألمانيا. وكان مدير معهد علم الفيروسات في جامعة شاريتيه في برلين قد أكد أن المدى الزمني الذي سيحدث فيه مثل هذا القدر من العدوى “ربما استغرق هذا الأمر عامين أو ربما أكثر”.
وفي الوقت ذاته أعربت المستشارة الألمانية عن شكرها لوزير الصحة الألماني ينس شبان على عمله، وقالت: ” العبء الرئيسي يتحمله ينس شبان، إنه يقوم بذلك بشكل رائع تماما” مضيفة “هذا هو أيضا حافز للمستقبل القريب، لأن الأزمة لم تنته بعد طبعا”. وقوبل تصريح ميركل حول شبان بتصفيق طويل وعال من النواب البرلمانيين.
وبالنظر إلى إقامة مباريات كرة القدم للدوري الألماني “بوندسليغا” دون جمهور، قالت المستشارة الألمانية: “إقامة مباريات أمام مدرجات فارغة ليس أسوأ ما يمكن أن يحدث في هذا البلد”.
وعن وضع الاقتصاد الذي تأثر بعض الشيء في ظل انهيار سلاسل التوريد من آسيا، صرحت ميركل بأنه ليس هناك أي حاجة هنا “لبرامج اقتصادية تقليدية وإنما لإمدادات سيولة”.
وأعلن رالف برينكهاوس رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي، الشريك بالائتلاف الحاكم في ألمانيا، أن كتلته البرلمانية سوف تلغي جميع الفعاليات الداخلية غير الضرورية، بسبب فيروس كورونا، إلا أنه أشار إلى أن ذلك لن يسري على جلسات الكتلة البرلمانية.
وفي سياق متصل صرح رالف برينكهاوس أن البرلمان الألماني سوف يوفر ما يصل إلى مليار يورو إضافية من أجل مكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19). وقال: “سوف نوفر أموالا إضافية من الميزانية تصل إلى مليار يورو”.
وأوضح برينكهاوس أنه من المقرر دعم المزيد من الأبحاث بهذه الأموال، لافتا إلى أن البرلمان يعتزم إعطاء إشارة واضحة، مضيفا أن وزير الصحة الاتحادي والأجهزة الصحية سوف تحصل على جميع الأموال التي تحتاجها من أجل التصدي لأزمة كورونا.
يشار إلى أنه ثبتت إصابة أكثر من 110 ألف شخص بفيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء العالم حتى الآن. وبحسب خبراء، فإن الأرقام غير المبلغ عنها أعلى كثيرا. وقد ارتفاع عدد الحالات المؤكد إصابتها بفيروس كورونا المستجد في ألمانيا إلى 1139 حالة، نصفها تقريبا في ولاية شمال الراين-فيستفاليا، غربي البلاد، حسبما أعلن معهد “روبرت كوخ” الألماني أمس.
وكان قد تم الإعلان أمس عن أول حالتي وفاة بألمانيا نتيجة فيروس كورونا كلاهما منحدران من ولاية شمال الراين-فيستفاليا.
(د ب أ)
هل بالغت ميركل في هذا التصريح الخطير؟
فيروس كورونا -شأنه شأن الفيروسات المعدية- يستدعي الحذر واتخاذ كل إجراءات الوقاية البديهية، والمفترض أن نقوم بها جميعاً على أية حال، ووزارات الصحة ومسؤوليها حول العالم ومنظمة الصحة العالمية يقومون بجهود كبيرة للتصدي للفيروس ومنع انتشاره، لكن حالة الهلع والعناوين البراقة التي تستخدمها وسائل الإعلام وتتلقفها مواقع التواصل الاجتماعي تعرقل تلك الجهود.
سأضرب مثالاً بعنوان براق “ميركل: 60 – 70 في المئة من سكان ألمانيا سيصابون بفيروس كورونا”؛ العنوان هنا ليس نقلاً عن مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى وسيلة إعلام عربية، بل هذا عنوان موقع دويتش فيله الألماني، وبالطبع قام بمشاركة الموضوع مئات الآلاف في المنطقة العربية، وخصوصاً في مصر، ووضع كثير لمسته الخاصة مثل: (إذا كان ده حال ألمانيا يبقى عليه العوض فينا كلنا في مصر).
المستشارة الألمانية بالتأكيد ليست خبيرة فيروسات، ولا هي منجّمة مطلعة على ما هو قادم بالطبع، حيث لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى، كل ما في الأمر أن العبارة -التي تم تصديرها كعنوان براق- استخدمتها ميركل في بداية اجتماع مع الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي الذي تنتمي إليه، بهدف لفت انتباه الحضور إلى خطورة الموقف، وضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تفشي الفيروس.
أما العبارة نفسها فقد اقتبستها ميركل من الخبير الألماني كريستيان دروستن، عالم الفيروسات، الذي ذكر تلك النسبة قبل فترة “خلال الحديث عن توقعاته الخاصة بحجم الإصابات في ألمانيا”، وكان مدير معهد علم الفيروسات في جامعة شاريتيه في برلين قد أكد أن المدى الزمني الذي سيحدث فيه مثل هذا القدر من العدوى “ربما استغرق هذا الأمر عامين أو ربما أكثر”.
تلك المعلومات بالطبع مذكورة في تقرير دويتش فيله، لكن العنوان براق، وسيدفع القارئ لأن يفتح الموضوع؛ المشكلة هنا أنه في زمن السوشيال ميديا أصبح غالبية من يشاركون المواد عبر حساباتهم الشخصية يقرأون العنوان فقط، وهذا ما يعرف باسم “أنصاف الحقائق” التي يتم تداولها وتتسبب في حالة الهلع التي وصلنا إليها الآن.
ايطاليا تقفل أبوابها فيروس كورونا يواصل تفشيه في العالم ويتراجع في الصين
إيطاليا تقفل على نفسها الأبواب بإجراءات مشددة تطال جميع سكانها وعددهم 60 مليون شخص.
وذلك ضمن جهود ماراتونية لمنع اتشار فيروس كورونا المستجد، الذي قالت عنه “الصحة العالمية” أنه بدأ يقترب من بلوغ درجة “الوباء العالمي”.
طُلب من حوالى 60 مليون إيطالي البقاء في منازلهم مع بدء تطبيق روما اجراءات غير مسبوقةفي العالم لوقف انتشار الفيروس المستجد . فيما أقرت منظمة الصحة العالمية أن المرض الذي أودى بحياة أكثر من أربعة آلاف شخص يقترب من أن يصبح وباء عالميا، وذلك في وقت بدأت تظهر تبعاته بوضح على أسواق المال التي تكبدت يوم أمس الاثنين خسائر فادحة، خاصة بعد تقاطع أزمتي كورونا والنفط، بينما ظهر تحسن طفيف في أسواق آسيا المالية صباح الثلاثاء.
وعنونت الصحافة الإيطالية الثلاثاء (10 من مارس/ آذار 2020)، “الجميع في المنزل” و”كل شيء مغلق” بعد صدور مرسوم وقعه رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي يوسع الى كل انحاء البلاد إجراءات الإغلاق الكبرى التي طالت الاحد ربع سكان شمال إيطاليا. وكان كونتي مهّد لهذا المرسوم بمؤتمر صحافي عقده في مقرّ الحكومة مساء الاثنين ودعا خلاله مواطنيه إلى “ملازمة منازلهم”. وبذلك باتت ايطاليا، العضو في مجموعة السبع، أول دولة في العالم تعمم الإجراءات المشددة جدا في محاولة لوقف انتشار الفيروس.
ويشبه هذا الإجراء ما قامت به الصين في مقاطعة هوباي حيث بدأ انتشار الفيروس فيها في كانون الاول/ ديسمبر الماضي وجرى فرض طوق صحي على 56 مليوناً. لكن لم تتخذ أي دولة في العالم إلى غاية اجراءات كالتي قررتها إيطاليا على مستوى كل أراضيها.
وإيطاليا هي ثاني دولة في العالم بعد الصين من حيث عدد الإصابات والوفيات بكورونا المستجدّ، إذ سجّلت البلاد أكثر من تسعة آلاف مصاب بينهم 463 توفوا جرّاء الفيروس، بحسب حصيلة جديدة صدرت مساء الاثنين.
في المقابل، أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) صباح الثلاثاء أن الرئيس شي جين بينج إلى مدينة ووهان، بؤرة تفشي فيروس كورونا. وسيزور شي العاملين في الخطوط الأمامية الطبية والضباط العسكريين والعمال المجتمعيين والشرطة والسكان المحليين وكوادر الحزب الشيوعي الشعبي، حسبما أفاد التلفزيون الصيني المركزي.
وتأتي زيارة شي في ظل تراجع عدد الإصابات الجديدة بفيروس “كوفيد-19”. فقد سجلت 17 حالة وفاة جديدة و19 إصابة بفيروس كورونا المستجد خلال الساعات الـ 24 الماضية، بعد أن كان العدد قد بلغ 100 حالة إصابة جديدة في يوم واحد.
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء اليوم الثلاثاء عن السلطات الصحية في البلاد أن إجمالي حالات الإصابة المؤكدة في البلاد وصل إلى 80 ألفا و754 شخصا. وبلغ إجمالي الوفيات 3136 شخصا.
وفي مقاطعة هوبي، بؤرة تفشي الفيروس، تم تسجيل 17 وفاة و17 إصابة خلال يوم أمس الاثنين. ومن بين الإصابات الإجمالية البالغ عددها 80 ألفا و754 حالة، تماثلت 59 ألفا و897 حالة للشفاء حتى الآن.
واذا كانت منظمة الصحة العالمية اعتبرت ان الصين “على وشك السيطرة” على المرض، فإنها حذرت في المقابل الاثنين من أن يتحول الفيروس المستجد إلى “وباء عالمي” مشددة في الوقت ذاته على إمكانية وقفه.
وفي كوريا الجنوبية الثلاثاء وللمرة الأولى منذ اسبوعين، سجّل أقل من 150 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في يوم واحد. أما في فرنسا، أعلن مكتب وزير الثقافة الفرنسي فرانك ريستر لوكالة فرانس برس الإثنين أنّ الوزير أصيب بفيروس كورونا المستجدّ لكنّه “في حالة جيّدة” ويلازم منزله.
وقال مكتب ريستر “ثبتت اليوم إصابة الوزير” بالفيروس بعدما أجرى فحوصا طبية إثر ظهور “أعراض” مرض “كوفيد-19” عليه، مشيراً إلى أنّ ريستر أمضى الأسبوع الماضي أياماً عدّة في الجمعية الوطنية حيث تمّ تشخيص عدد من الإصابات بالوباء.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية تسجيل ثماني حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا، ما يرفع إجمالي عدد الإصابات بها إلى 50 حالة. وأوضحت الوزارة أن جميع الحالات الجديدة لإسرائيليين. وأعلنت إسرائيل أمس فرض الحجر المنزلي لمدة 14 يوما على كل من يعود أو يدخل إليها من كل دول العالم. وكانت القيود التي تفرضها إسرائيل على الزائرين سابقا تنطبق فقط على عدد من الدول التي ظهر بها الفيروس.
وفي ألمانيا، وحسب بيانات معهد روبرت كوخ للفيروسات، فقد بلغ عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في البلاد 1112 حالة، أكثر هذه الحالات في شمال الراين فيستفاليا (524 حالة) منها 292 حالة في منطقة هاينسبرغ، فيما بلغ عدد حالات الإصابة بالفيروس على مستوى العالم أكثر من 110 ألف حالة حسب بيانات معهد روبرت كوخ. وكانت ولاية شمال الراين فيستفاليا قد أعلنت أول حالة إصابة مؤكدة في الخامس والعشرين من شباط / فبراير الماضي.
ح.ز/ و.ب (د.ب.أ / أ.ف.ب / رويترز)