حكاية مؤلمة لمراهقة إيزيدية باعها “داعش” واستعبدها ثلاثة رجال

أزاميل/ متابعة:

كشفت فتاة في الخامسة عشرة من العمر كيف قتل عناصر “الدولة الإسلامية” شقيقها وباعوها لثلاثة رجال لاستعبادها جنسياً.

سامية هي واحدة من مئات النساء اللواتي اختطفهن المتشددون من بلدة أيزيدية في جبل سنجار في العراق في آب الماضي.

عمد الجهاديون بصورة مستمرة إلى فصل الرجال والفتيان الذين تجاوزوا سن الـ14 بهدف إعدامهمعمد الجهاديون بصورة مستمرة إلى فصل الرجال والفتيان الذين تجاوزوا سن الـ14 بهدف إعدامهم.

قطع الجهاديون طرقات سنجار بواسطة شاحنات “بيك آب” ونقلوا النساء والفتيات إلى معاقل تنظيم “داعش” حيث لا يزال يُحتجَز عدد كبير منهن. وقد روى الناجون أن الرجال والفتيان فوق سن الـ14 أُجبِروا على الاصطفاف أرضاً وأُعدِموا.

وقد كانت سامية محظوظة إذ تمكّنت من الفرار وتحاول الآن التعافي من التجربة في مخيّم خانكي في العراق. تقول إنها اغتُصِبت في الفلوجة على بعد 42 ميلاً غرب بغداد، أثناء محاولتها الهروب من إحدى القرى. ليست قصّتها غير مألوفة، فقد روى الناجون أن النساء والفتيات، وبعضهن لم يتجاوز عمرهن الخمس سنوات، يتعرّضن للاغتصاب وسوء المعاملة بصورة مستمرة.

ألقى مسلّحون القبض على بهار، 27 عاماً، عندما كانت تحاول الهروب من مسقط رأسها. اغتُصِبت مرتين- مرة في الموصل ومرة ثانية في سوريا عندما قُبِض عليها أثناء محاولتها الفرار.

واحتُجِزت ناجية أخرى تدعى هاواين لمدة شهر ونصف الشهر قبل أن تهرب من الأسر. لا تتحمّل الفتاة البالغة من العمر 14 عاماً، رواية ما جرى معها.

فهيمة، 33 عاماً، ودينا، 13 عاماً، كانتا أيضاً بين الأسيرات. تقول الضحايا إن المقاتلين حرموهن من الطعام والماء ومن مكان يجلسن فيه.

يعتبر تنظيم “داعش” أن الأيزيديين هم من عبدة الشيطان، ولا يعترف القرآن بهذه الديانة، خلافاً لنظرته إلى المسيحية واليهودية.

لقد تسبّب التنظيم بتشريد أكثرية الأيزيديين، بعد قتل المئات منهم وأسر الآلاف. وتحوّل مخيم اللاجئين في خانكي ملاذاً لأكثر من ألف عائلة أيزيدية وعراقية – أي نحو 4000 شخص.

لا تزال العائلات في المخيم تستميت في البحث عن المفقودين أملاً في إيجادهم على قيد الحياة. تمسك حياة، 38 عاماً، صورة ابنتَيها، وعد، 18 عاماً، ورواز، 14 عاماً. تقول إنهما وقعتا في الأسر على أيدي مسلّحي “داعش” فيما كانتا تحاولان الهروب من سنجار. لا تعرف مكانهما أو إذا كانتا على قيد الحياة.

يقول صبري، 45 عاماً، إن 14 فرداً من عائلته هم في عداد المفقودين. فقد أسر المقاتلون والدَيه وشقيقات زوجته الثلاث، وابنتَي أخيه، وأشقاءه الأربعة واثنين من أبناء عمه خلال هجومٍ العام الماضي. وهناك 30 مفقوداً من عائلة كمال، 24 عاماً، وخير، 22 عاماً. ولم يبقَ لعدد كبير من الناجين سوى مقتنيات قليلة تذكّرهم بالمفقودين.

تمسك زهرة ببطاقة هوية تعود لابنتها بشارة، 18 عاماً، التي وقعت في الأسر عندما اقتحم مقاتلون منزل العائلة.

وتأتي روايات الناجين مع عثور منظمة الأمم المتحدة على أدلّة تثبت ارتكاب تنظيم “داعش” إبادة بحق الأقلية الأيزيدية في العراق.

وقد نشر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تقريراً مروّعاً يصف القتل والتعذيب والاغتصاب والاستعباد الجنسي وتجنيد الأطفال من قبل المتشددين، في إشارة إلى أن هؤلاء قد يكونون مذنبين بارتكاب “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وعمليات إبادة”. يسلّط التقرير الذي يستند إلى مقابلات مع أكثر من مئة شاهد وناجٍ بين حزيران 2014 وشباط 2015، الضوء على هجمات “داعش” الهمجية على الأيزيديين.

فقد عمد الجهاديون بصورة مستمرة إلى فصل الرجال والفتيان الذين تجاوزوا سن الـ14 بهدف إعدامهم، كما ورد في التقرير. وأُرغِم الفتيان الصغار على التحوّل جنوداً في التنظيم، في حين خُطِفت النساء والفتيات باعتبارهن “غنائم حرب”.
ولفت التقرير الذي وُضِع بطلب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في أيلول الماضي بناءً على طلب من الحكومة العراقية، إلى أن بعض القرى “أُفرِغت بالكامل من سكّانها الأيزيديين”. وأُرغِم فتيان لم يتجاوزوا الثمانية من العمر على اعتناق الإسلام، وتلقّوا تدريباً دينياً وعسكرياً، بما في ذلك إرغامهم على مشاهدة مقاطع الفيديو التي تُظهر عمليات قطع الرؤوس. وقد دعت الأمم المتحدة إلى محاكمة المرتكبين أمام المحكمة الجنائية الدولية.

يشار إلى أن تنظيم “داعش” الذي يسيطر على جزء من الأراضي في العراق وسوريا المجاورة، شنّ سلسلة من الهجمات المنهجية والواسعة النطاق على معقل الأقلية الأيزيدية في محافظة نينوى شمال العراق في آب الماضي.
وقد طردت قوات البيشمركة الكردية مقاتلي “الدولة الإسلامية” في شمال غرب العراق الشهر الماضي، منهيةً بذلك حصاراً استمر لوقت طويل – لكن عدداً كبيراً من القرى الأيزيدية لا يزال خاضعاً لسيطرة “داعش”.

Advertisements