أدناه طائفة من الأقوال والآراء الجديرة بالتقدير والمراجعة والتفكر، وتصلح كمادة أساسية للتفكير والتأمل في كل ما يتعلق بالحياة والفكر والعمل.
الجزء الثاني
□ هل انا عديم الحس ؟ ( اختبارٌ ذاتي) –
مهما بلغ بي الجوع , هل أستطيع أن التهم دجاجةً مشوية في مشرحةٍ لجثث الأموات ؟
□ اولئك الذين يحلمون في الليل يستيقظون في الصباح ليجدو احلامهم قد تبخرت , أما من يحلمون في النهار فأولئك الذين تصبح أحلامهم حقائق . (لورانس العرب)
□ عندما نترك الأمور للحظ و الصدفة فإن الأصل و القاعدة هو الفشل و الخسارة.
■ صديق عدوك من المستحيل أن لا يكون هو كذلك عدوٌ خفيٌ لك –قاعدة قديمة و لكننا ننساها دائماً أو نتجاهلها لأن شيطاناً يقنعنا بأن علينا أن ننسى هذه القواعد القديمة أحياناً لأن هنالك من يفكر عنا و يمتلك معلومات على درجة ٍ عالية من الخطورة و السرية لا يستطيع البوح بها تجعله يخرق تلك القاعدة كإجراءٍ تكتيكي و ما علينا إلا أن نستسلم له استسلاماً أعمى لأنه يعرف مصلحتنا أكثر منا .
■ الكيد المرتد :
(العنوسة ) ستدرك المجتمعات الفاشلة بعد فوات الأوان أنه مقابل كل شخصٍ دمرت تلك المجتمعات حياته حتى تحصل على المزيد من الرفاهية أو حتى لمجرد التسلية كانت هنالك فتاة تعرضت حياتها للدمار و عجزت عن إكمال دورة الحياة ربما تكون شقيقة أو ابنة أحد أولئك الذين ساهموا في دمار ذلك الشخص.
□ كيف تميز بين الطيبين الحقيقيين و بين مدعي الطيبة و كيف تميز بين السذج الحقيقيين و بين مدعي السذاجة و الذين يتخذون من ادعاء السذاجة وسيلةً لاختراق المجتمعات ؟
مدعي الطيبة و السذاجة يربحون و يستفيدون من ادعائهم للطيبة و السذاجة , بينما الطيبين و السذج الحقيقيين كثيراً ما يخسرون بسبب طيبتهم .
عندما لا يكون بإمكان مدعي السذاجة و الطيبة الاستفادة من ادعائهم فإنهم سيتوقفون مباشرةً عن ادعاء الطيبة و عندها سترى وجههم الآخر الذي لطالما أخفوه عنك .
■ أحياناً نتقرب من أشخاص لنقوم بدراستهم عن كثب لاكتشاف خفايا أعماقهم و إذ بنا نفاجأ بانهم هم من قاموا بسبر أعماقنا و اكتشاف حقيقتنا لا نحن .
□ من يعمل كاتباً إما أن يكون ثرياً مباعاً أو شريفاً جائعاً أو أجيراً بغير أجر باحثٍ عمن يشتريه و في العالم الثالث و في وقتنا الحالي فإن مهنة الكتابة ليست مهنةً يمكن أن يعتاش منها الشخص دون أن يبيع نفسه و لذلك لا بد من أن يجد الكاتب لنفسه مهنةً أخرى إلى جانب الكتابة يستطيع أن يعتاش منها في السنوات العجاف لكي لا يبيع نفسه يوماً للشيطان.
□ حتى لا يصل الابن إلى مرحلة العقوق و نكران الجميل بل و التطاول بالأقوال و الأفعال فإن على كل أبٍ في العالم الثالث أن يوضح لابنه دون أن يحبطه و دون أن يمن عليه بأن الواحة الجميلة التي يعيش فيها هي واحةٌ صناعية هو من صنعها له و انها ليست أمراً طبيعياً و أن لا شيء خارجها سوى التيه و الأفاعي و العقارب و انه لو علم بمدى بشاعة و وحشية و شؤم البيئة الخارجية و قارن بينها و بين فقاعته الصغيرة أو مملكته الصغيرة التي صنعها له والداه لعلم بمقدار الجهد العجائبي الذي يبذل فقط حتى يبقى مبتسماً و متفائلاً و سعيداً في تلك الصحراء الموحشة القاحلة .
تضحيات الآباء في العالم الثالث هي من الأشياء التي لا يدركها كثيرٌ من الأبناء إلا بعد موت آبائهم أو بعد أن يصبحوا هم أنفسهم آباءً , و قد لا يدركونها أبداً .
كثيرٌ من الاباء يتصورون بأن إدراك الأبناء لتضحياتهم هو أمرٌ بديهي ولا يتخيلون بأن أبنائهم يتصورون بأن ما يعيشون فيه من نعيمٍ نسبي يأتيه من مصدرٍ دنيوي آخر فقد يتصور الابن بأن ” الأرض الطيبة ” التي يعيش عليها هي مصدر ذلك الخير وقد يتوهم لشدة ما يحيطه به والديه من عناية بأنه يعيش في دولةٍ اسكندنافية لا فضل فيها لأبٍ على ابنه .
– الإنسان لا يفكر في مصدر الأشياء التي يكون محاطاً بها منذ ولادته أو أنه ينسبها إلى مصدرٍ دنيوي آخر.
■ اضمن لي أربعة أشياء و انا أضمن لك أن لا يعقك أبناؤك :
□ أن لا يوالي أبناؤك لأمهم و عائلتها ولاءً مطلقاً .
– أخبره بأن الشيء الوحيد الذي يميزه عن المتشردين و الجائعين و المتسولين الذين يراهم في كل مكان هو أنت و أنت فقط (من بعد إرادة الإله طبعاً ) و إلا فإنهم سينسبون ما بهم من نعمة إلى جهةٍ دنيويةٍ أخرى الله أعلم بها….
□ أن تربيهم تربية دينية و أخلاقية و أن تكون كلمتي عيب و حرام كافيتين لردعهم عن عقوقك.
□ أن لا تظلمهم بأي شكلٍ من أشكال الظلم .
■ إياك أن تصدق رأي أو نصيحة شخص إذا كان لا يقوم بتطبيقها على حياته مع أنه يمتلك المقدرة على ذلك .
■ يمر كل متابعٍ للقنوات الاخبارية و الصحف السياسية بمرحلتين اثنتين :
□مرحلة ما قبل انعدام الضمير : وهي المرحلة التي يتألم فيها الشخص مما يسمعه في تلك القنوات و ما يقرأه في تلك الصحف و يشعر بالسخط على الطريقة التي تلقي بها مذيعةٌ فاجرة خبراً مؤلماً بكل صفاقة و قلة احساس كأنها تشمت و تتشفى , وفي هذه المرحلة تمثل متابعة تلك القنوات الاخبارية عذاباً حقيقياً لذلك الإنسان وهو يستشعر كيف تستخف تلك القنوات بعقله و ضميره.
□ مرحلة موت الضمير :
و خلال هذه المرحلة يتحول المتفرج إلى جثةٍ مقتولة الضمير , فيصبح مجرد “زومبي” يتلقى برمجة تلك القنوات لعقله الباطن بملئ إرادته وهو من غبائه يتصور بأن عدم تأثره بما يسمعه دليل ” نضجٍ سياسي” و ليس دليلاً على موت الضمير و انعدام الشرف .
□ أقذر عبارة ما زلت أسمعها ” شخصٌ ثقة أعرف والده و جده” – و لكنك لا تعرف بأن والده و جده كانا ينافقان لك حتى يحصلا منك على ما يريدان بينما كانا يلعنانك في قرارة نفسيهما و لو انك كنت شخصاً مسكيناً لكانا سحقاك بنعال أحذيتهم و لكنت عندها عرفتهما على حقيقتهما و لكنت سمعت لعناتهما لك بأذنيك .
□ دائماً عندما يدعي شخصٌ لما لا يؤمن به فإن تركيزه يكون دائماً منصباً على المظهر الخارجي دون الجوهر و ذلك لأن هدفه من ذلك المظهر المبالغ به هو أقناع الاخرين بأنه ينتمي فعلياً و يؤمن بذلك الشيء.
□ بقدر ما يتملقك و ينافق لك بلسانه بقدر ما يحتقرك و يلعنك في قرارة نفسه , و بقدر ما يتاجر لسانه بالمثاليات الكاذبة بقدر ما قلبه عامرٌ بالخيانة و بقدر ما هو راضٍ عن نفسه بقدر ما هو فاشل و بقدر ما يستطيع أن يسعد نفسه بقدر ما هو عاجزٌ عن إسعاد الآخرين .
□ إذا كنت تتصور بأنك بعبادتك للأوروبيين تتمرد على أوضاعك المزرية كأحد بؤساء العالم الثالث فإن عليك أن تعلم بأن الغاية من وضعك في تلك الظروف هي أن تعبد ذلك الأوروبي و أنك بعبادتك له فإنك لا تتمرد على واقعك بل إنك تنفذ بالضبط ما خطط لك .
في المستعمرات الأمريكية اللاتينية تنتشر قصة نباش قبور كان يخرج الموتى من قبورهم و يسرق ملابسهم ثم يرميهم في العراء و كان أهل البلدة يلعنونه ليل نهار على تدنيسه للمقابر – ابنه كان يسمع بألم اللعنات التي كان أهل البلدة يستمطرونها على والده ولذلك فقد اقسم بعد وفاة والده أن يحمل اهل البلدة على أن يجعلوا من والده رمزاً للشرف و الخلق الرفيع و لتحقيق هذه الغاية كان نباش القبور الابن لا يكتفي بسرقة ملابس الموتى كما كان والده يفعل من قبل بل أصبح كذلك يقوم بالتمثيل بجثثهم بطريقة بشعة جعلت سكان البلدة يحنون إلى النباش الأب لأنه كان لا يدنس حرمة أجساد الموتى تلك هي قصة سكان المستعمرات الإفريقية و الأمريكية مع الاستعمار غير المباشر –– وهذا هو المطلوب بالضبط – تبييض صفحة الجرائم الأوروبية في العالم و إنتاج أجيال عابدة للرجل الأبيض .
□ يدهشني فعلاً كيف أن الأشخاص الذين لطالما حاربوا معتقداً ما و سخروا منه و حاولوا النيل منه بكل ما أوتوا من قوة يصرون هم و أبناؤهم على أن يدفنوا و على أن تقام جنائزهم وفق ما تقتضيه تعاليم ذلك المعتقد الذي أمضوا حياتهم في محاربته.
■ صحيحٌ بأن الحزن و الكآبة و القلق هي مشاعر سلبية , غير أن الإنسان لا يكون إنساناً إلا بها- المجموعات البشرية الماجنة هي مجموعاتٌ لا تعرف الكآبة ولا تعرف الحزن ولا تتقن فن التأمل لأن الشعور بالكآبة و الألم و الحزن و الاستغراق في التأمل الحقيقي هي أمورٌ تتطلب حداً أدنى من التفكير السليم – الشرائح الاجتماعية التي تفكر و تتأمل و تحزن و تصاب بالكآبة و تشعر بالقلق هي أصلح الشرائح لقيادة المجتمع.
وصف لورانس العرب العرب بقوله :
” العرب محدودو التفكير –ليس لديهم فنون وهم أقل الشعوب كآبة لأنهم أقلها تفكيراً .”
□ المناقشة العلمية و الموضوعية للأفكار الساقطة يعلي من شأن تلك الأفكار –الأفكار الساقطة و مهما تفنن مروجوها و المتاجرون بها في تلميعها ليست أكثر من قذارة موضوعة في علبة مجوهراتٍ نفيسة –الطريقة الأجدى للتعامل مع الأفكار الخسيسة الساقطة هو أسلوب السخرية الساحقة .
عليك الحذر من الاستهزاء بالأفكار و المعتقدات العظيمة لأنك بقيامك بذلك الأمر فإنك تعلي من شأن تلك الأفكار و المعتقدات و تزيد من تعاطف الشرفاء معها بالقدر ذاته الذي تضع فيه نفسك موضع الاحتقار و الازدراء في أعين الشرفاء – إياك أن تعتقد بأن مهرجاً استطاع يوماً أن يحطم معتقداً عظيماً .
□ ” من العجيب انني كبريطاني استطعت ان أعبر العالم العربي من شرقه لغربه دون ان أحتاج لتأشيرة بينما يحتاج العربي لتأشيرة قد لا يحصل عليها لعبور تلك الحدود من دولة عربية لدولة عربية ..ليتكم تعلمون ان حدودكم هي عليكم فقط ولا تسري علينا و أن أوطانكم و أعلامكم كلها من صنعنا نحن “. المفكر البريطاني جورج غالاوي
□ ماهي القيمة العلمية الحقيقية للكتب المدرسية و الجامعية ؟
هل تريد مقياساً لا يخيب يدلك على القيمة العلمية الحقيقية للمقررات المدرسية و الجامعية ؟
حسناً , فقط قم بعرض تلك المقررات للبيع في الأسواق بعد أن تبطل و بعد أن تنتهي صلاحيتها كمناهج دراسية , أي بعد أن تفقد قيمتها الامتحانية.
إنني متأكد بأن قيمة معظمها ستكون مساويةً للصفر مالم يتم شراؤها لغرضٍ آخر لا يتعلق بالعلم و المعرفة.
و سبب ذلك ببساطةٍ شديدة أنها كتبٌ ناقصة و مشوهة فهي تعتمد على معلم الدروس الخصوصية حتى يملأ الفجوات المعرفية الموجودة فيها و ما أكثرها و بدون معلم الدروس الخصوصية فإن تلك الكتب لا تساوي شيئاً .
□الكلام المتناقض ينبئ عن شخصيةٍ منافقة أو خائنة.
□ الكبر و انعدام الحياء , إذا وجدت إحدى هاتين الصفتين في شخص فعليك أن تتوقع منه الخيانة في أي لحظة .
□الخيانة اللفظية دائماً تسبق و تواكب الخيانة الفعلية –دائماً توقع الخيانة ممن قوله مثل بوله.
□ الحياة مثل لعبة الكلمات المتقاطعة ولذلك فإن عليك دائماً أن تكمل مالا تعرفه بما تعرفه و أن تستخدم ما تعرفه لتكتشف مالا تعرفه.
□ إلباس الحق بالباطل : يعني التمويه على البيانات الصحيحة بنشر بياناتٍ شبيهة بها و لكنها خاطئة حتى يلتبس الأمر على الجمهور لنفترض مثلاً أن هنالك معلومة صحيحة تفيد بأن عشبةً ما تفيد في علاج داءٍ معين و لنفترض بأن هنالك من تتضرر مصالحه من هذه المعلومة فماذا سيفعل ؟
إنه سيقوم بنشر معلومات أخرى خاطئة تفيد بأن أعشاباً أخرى تنفع في علاج ذلك الداء و هنا سيتعذر على الجمهور التوصل إلى المعلومة الصحيحة من بين المعلومات الأخرى الخاطئة التي قام ذلك الشخص بنشرها .
لقد هممت منذ فترة بترجمة موسوعة عن الطاقة الحرة و لكني تراجعت عن ذلك الأمر بعد أن وجدت بأن هذه الموسوعة التي تتألف من آلاف الصفحات و التي ستستغرق ترجمتها أشهرا طويلة و ربما سنواتٍ من العذاب المضنى قد تم العبث بها و أنها تحوي مئات المخططات و الدارات المكذوبة للتمويه على الدارات الحقيقية العاملة و للأسف فإن من يستطيعون تمييز الدارات العاملة عن الدارات الفاشلة هم قلة قليلة في هذا العالم , و العارفون الحقيقيون بالإلكترونيات وهم قلة يعرفون كيف تقوم الشركات بالتمويه على الدارات العاملة بداراتٍ وهمية لا عمل لها يضعونها في الأجهزة الإلكترونية الحساسة .للتضليل.
■هنالك صنفٌ من البشر خبيثٌ و تافهٌ و كاذبٌ و ثرثار , يثرثر معك بأشياء مملة و مكررة و تافهة و كاذبة لساعاتٍ و ساعات و يردد عليك كليشيهات جاهزة مملة و مستهلكة,
و كما هي حال بقية الكاذبين فإن هذا الشخص يعتبر بأن كل ما يقال في الحياة مجرد أكاذيب باستثناء زلات اللسان و ما تراه عينه من أشياء , ولذلك فإنه يرمي بكل ما سيصدر منك في القمامة , ذلك أن ما يهمه في حديثه معك ليس الأشياء التي ستقولها و أنت بكامل وعيك و إنما اصطياد زلات لسانك بالإضافة إلى ما يمكن له من أن يراه بعينيه من خصوصياتٍ و أسرار نتيجة جلوسه الطويل معك .
إن أمثال هذا الشخص يعملون و فق عدة مبادئ هي:
مبدأ التفاهة المتبادلة :
و يقوم هذا المبدأ على أن جر الطرف الآخر إلى أحاديث تافهة و كاذبة و غير منطقية و منحطة سيجعل من الشخص الذي نتحدث معه كذلك شخصاً تافهاً و منحطاً و هذه التفاهة و الانحطاط تجعل الإنسان بشكلٍ لا شعوري و بغير وعيٍ منه يتراخى و يكشف كثيراً من أسراره و خفاياه .
المبدأ الثاني يعتمد على حقيقة أن الثرثرة التافهة المطولة تؤدي إلى تراخي رقابة الإنسان مما يجعله يسرب الكثير من أسراره .
المبدأ الثالث هو مبدأ الديالكتيك , و الذي يقول بأن التراكم الكمي يؤدي إلى حدوث تغيرٍ نوعي , فالكم الهائل من التفاهة و الأكاذيب و الأحاديث المنحطة سيؤدي حتماً إلى تسريب أسرارٍ و خفايا هو على أهبة الاستعداد لالتقاطها.
المبدأ الرابع يقوم على الحصول على الأسرار الشخصية إما بطرح أسئلةٍ فجة غير متوقعة و مفاجئة و في اللحظة المناسبة تماماً أي في اللحظة التي تتراخى فيها الرقابة الداخلية , أو بطريقة السخرية و الاستفزاز القائم على الانتقاص من قيمة الشخص الآخر.
□ حتى لا يتلوث دماغك بأفكارٍ لا أساس لها , إياك أن تتقبل أي رأيٍ في أي مجالٍ من مجالات الحياة إلا بدليلٍ واضح لا يقبل التأويل .
□ الحالات الخاصة الشاذة لا تنطبق إلا على صاحب تلك الحالة ولا تصلح أبداً لأن تصبح قاعدةً عامة.
□الحالات الشاذة لا تزعزع القاعدة العامة ولا تثير الشكوك حولها , بل إنها تؤكد تلك القاعدة فإذا قال شخصٌ ما بأنه رأى شخصاً واحداً أو بضعة أشخاصٍ فقراء في دولةٍ غنية فهذا يؤكد بأن بقية سكان تلك الدولة هم من الأغنياء.
□ لعبة الأسهم و تشغيل الأموال :
قد يحتاج رجل الأعمال للمال لغاياتٍ مشروعة تتعلق بتوسيع أعماله و قد يحتاج للمال لغايةٍ غير مشروعة وهذه الغاية غير المشروعة تتمثل في قيامه بعملية استثمارٍ أخيرة لسمعته التجارية ليحصل على المال الذي يمكنه من الهرب و العيش عيشةً رغيدة في مكانٍ بعيد و ذلك عندما يستشعر بأن أعماله على وشك الانهيار قبل أن يلحظ الآخرون ذلك الأمر .
الآن أمام رجل الأعمال خيارين يمكنانه من الحصول على المال و هما : أن يأخذ قرضاً من البنك و يخضع لهيمنة البنك أو أن يطرح أسهماً بقيمةٍ أسمية تفوق بكثير قيمتها الفعلية لأنه هو من يقوم عملياً بتحديدها , كما أنه الوحيد الذي يعلم عدد الأسهم التي بيعت و مقدار المبلغ الذي تم جمعه .
إذاً أمام رجل الأعمال طرفين للحصول على المال :
طرفٌ قوي و مركزي لا يمكن التلاعب معه إلا برضاه وهو بالطبع البنك .
طرفٌ ضعيف غير مركزي منساقٌ وراء الأحلام و الأوهام الكاذبة و هو بالطبع طرف مالكي الأسهم .
فأيهما سيختار ؟
إنه بالتأكيد سيختار الطرف الضعيف , العشوائي اللامركزي .
و أول خطوة سيقوم بها رجل الأعمال هذا هي دعوةٌ وهمية للجمعية العمومية لمالكي الأسهم ليتمكن من تعيين مجلس إدارةًٍ وهمي مناسبٍ له .
□ عندما تكون لديك حياةٌ حقيقية فليس مسموحاً لك أبداً بأن تؤمن بأية أكذوبة إعلامية – الإيمان بالأكاذيب الإعلامية مسموح به فقط للأشخاص الذين لم تعد تربطهم بالحياة إلا أكذوبة توهموها لأنفسهم أو ابتدعها لهم أشخاصٌ آخرين حتى يقنعوا أنفسهم بأن هنالك معنى لوجودهم في الحياة.
□ عندما لا تؤدي خدمةً صغيرة لشخص طلب منك القيام بها و أنت تستطيع فعلياً تأديتها فإنك تكون بذلك قد جرحته جرحاً بليغاً لأنك بتجاهلك له تكون قد أريته بشكلٍ عملي بأنه لا يساوي عندك تلك الخدمة البسيطة التي طلبها منك .
□ إظهار العداوة و المقاطعة :
لست من أنصار إظهار العداء العلني للآخرين و مقاطعتهم و مناصبتهم العداء , ولكن هنالك حالاتٍ تضطرك فعلياً إلى القيام بذلك , فالصديق و القريب الخائن الذي يستغل قربه منك لكي يجمع عنك معلوماتٍ شخصية و يروج ضدك الشائعات و يثير حولك الشكوك و و يحاول أن يمنع الآخرين من التعامل معك – هذا لا بد لك من أن تضع حداً لعلاقتك به حتى تمنعه من الحصول على المزيد من المعلومات الشخصية عنك , و لا بد لك من أن تشعر الآخرين بأنك تناصبه العداء حتى لا يصدقوا ما يثيره ضدك من شكوك و ما يروجه حولك من شائعات, وحتى تشعره بأنك قد كشفت كراهيته و عداوته الخفية لك بحيث يعلم بأنه لم يعد بإمكانه أن يرميك من الخلف بسهام الغدر المسمومة دون أن تعلم مصدر تلك السهام و بأنك سترد على أية ضربة جديدة تتلقاها منه أو ممن يحرضهم ضدك لأنك صرت تعلم مصدرها.
□ كلمة السر في نجاح الإعلام الغربي هي صناعة الجو و البيئة – الاستثمار الصحيح للجو العام و الموقع تعني أن تعرف كيف تصنع لثقافتك جواً جذاباً : وجوهٌ مشرقة –بيوتٌ فخمة محاطةٌ بالحدائق- سياراتٌ فارهة – شوارع نظيفة واسعة – إنسانية مكذوبة , وفي الوقت ذاته أن تعرف كيف تصور الآخر أو العدو بشكلٍ معاكسٍ تماماً , وفي الحقيقة فإن إعلاميي العالم الثالث قد تولولوا مهمة تشويه ثقافتهم و تاريخهم حتى ينالوا رضا أسيادهم البيض , إذ ليس هنالك أحب على قلب الغربي من أن تعرض له ثقافات الشرق و أديانه و تاريخه بشكلٍ بشعٍ مظلم مضحك و متخلف بدائي و همجي حتى يطمئن إلى أنه هو فعلياً العنصر السامي الأعلى و حتى يطمئن إلى أن دينه هو الأفضل .
وما زال أغبياء أو مأجوري العالم الثالث يصورون البشاعة و يسمونها ( أصالة) وجوهٌ بائسة يائسة –أحياء قذرة ضيقة –بيوتٌ مظلمة قبيحة –عاداتٌ متخلفة مكذوبة , كل ذلك حتى يرضى عنا السيد الأبيض فيمن علينا بجائزة في مهرجانٍ سينمائي .
□ من مستحيلات الكون أن تحارب عدواً و أن تنتصر عليه و أنت تؤمن إيماناً فعلياً بالأفكار ذاتها التي غرسها فيك – إن لم تتحرر من عبوديتك للأفكار التي غرسها عدوك في ذهنك ( أياً تكن تلك الأفكار ) فأنت مجرد عبدٍ آبق يتمرد على سيده الشرعي , والعبد الآبق مصيره إما أن يقتل أو أن يعود إلى قيد سيده و سوطه .
□ الكذبة هي مثل القنبلة الموقوتة إن لم نكتشفها و نفككها قبل فوات الأوان فإنها ستنفجر بنا –
القنبلة الموقوتة لا تنفجر بمن زرعها , وكذلك الكذبة فإنها لا تنفجر بمن أطلقها و لكنها دائماً تنسف من يصدقها .
□ أصناف الكتاب و المدرسين و المترجمين:
صنفٌ يفهم ما يكتب و ما يقول و يعرف كيف يعبر عن فهمه لذلك الموضوع بأبسط و أقصر الطرق و هو يقوم فعلياً بنقل فهمه ذاك للقارئ أو المستمع.
صنفٌ يفهم ما يكتبه و ما يقوله و يستطيع أن يعبر عن فهمه ذاك بأبسط و أقصر الطرق ولكنه لا يقوم بذلك الأمر محتفظاً بذلك الفهم لنفسه ليتصرف به وفق ما تمليه عليه مصالحه الشخصية , وهذا الصنف لا يختلف عمن لا يفهم و عمن لا يستطيع التعبير لأننا لا نستطيع الاستفادة لا من فهمه و لا من مقدرته على التعبير.
صنفٌ يفهم ما يكتبه و ما يقوله ولكنه لا يستطيع أن يعبر عن فهمه ولا يستطيع أن ينقل فهمه للآخرين , وهذا الصنف لا يختلف كثيراً عمن لا يفهم لأننا كذلك لا نستطيع الاستفادة من فهمه للمسألة.
صنفٌ لا يفهم ما يكتبه و ما يقوله فهو يردد كالببغاء أقوال الآخرين و يقلد أفعالهم كالقرد .
حتى نستفيد من كاتبٍ أو مدرس أو محاضرٍ أياً كان فيجب أن تتوفر فيه ثلاث مواصفات اثنتين منهما تقنيتين و واحدة أخلاقية أو دينية أو سمها ما شئت, و تلك الصفات الثلاثة هي أن يفهم المادة التي يتعامل معها فهماً حقيقياً عميقاً و أن يمتلك المقدرة على نقل فهمه ذاك للآخرين بأبسط و أقصر الطرق و أن تكون لديه رغبةٌ حقيقيةٌ صادقة بأن ينقل ذلك الفهم للآخرين و كأنه ينقله لأولاده أو لزبائن الدروس الخصوصية .
و خلاصة هذا الكلام أن الصنف الوحيد الذي يمكننا الاستفادة منه هو الصنف الذي يفهم ما يكتبه و ما يقوله و يعرف كيف يعبر عن فهمه ذاك بأبسط و أقصر الطرق و الأهم من كل ذلك أنه يقوم فعلياً بنقل فهمه ذاك للآخرين بأبسط و أقصر الطرق دون أن ينتظر شيئاً منهم.
□ الشخص الرسمي الزائف و الإنسان الحقيقي:
إحدى الجوانب التي تنفرد بها الدول المتقدمة تتمثل في سعيها الدائم لمراعاة الإنسان الحقيقي (من بين مواطنيها فقط) على حساب الشخص الرسمي الزائف بينما الدول المتخلفة تراعي دائماً الشخص الرسمي الزائف دون أن تقيم أي اعتبارٍ للإنسان الحقيقي .
الإنسان الحقيقي هو مجموعةٌ من الذكريات و الأحاسيس و المشاعر و الآمال و الأحلام , أما الشخص الرسمي فهو مجرد صورةٍ بشعة مشوهة على البطاقة الشخصية التقطتها آلة تصوير تم ضبطها لتلتقط و تضخم و تركز على أبشع ملامح الوجه التي يسعى كل شخصٍ لإخفائها.
الشخص الرسمي قد يكون من حملة درجة الدكتوراه في الإلكترون مثلاً ولكنه لا يفقه شيئاً على أرض الواقع يفيد مجتمعه في ذلك العلم غير الثرثرة الفارغة , أما الإنسان الحقيقي فقد يكون نابغةً في ذلك العلم ولكنه لا يحمل أي إثباتٍ ورقي يثبت نبوغه ذاك .
طالما أن دول العالم الثالث لا تقيم اعتباراً للإنسان الحقيقي بمواهبه و أحلامه و اهتماماته فإنها لن تخرج أبداً من جحيم التخلف .
■غالباًَ لا تتحقق إنسانية الإنسان في العالم الثالث إلا في الأعياد الدينية و الاجتماعية و المناسبات الشخصية .
هل تريد أن تمتلك مقياساً لا يخيب لتمييز الأشخاص الطيبين و الشرفاء من المنافقين و الخائنين و الأشرار ؟
اسأل أشد الناس ضعفاً و بؤساً عن رأيهم في الشخص الذي تتحرى عنه – اسأل الأيتام و المساكين الحقيقيين و المشردين و المرضى لأنه ما من أحدٍ ينافق لهؤلاء و ما من أحدٍ يدعي الطيبة أمامهم و بالتالي فإنهم يعرفون الوجوه الحقيقية لمن حولهم من الناس بل إنهم يعرفون حقائق عمن حولهم من الناس قد تموت قبل أن تعرفها .
و أنا أعتقد بأن الإنسان الذي عاش طفولةً تعيسة قد يمتلك قدراً يفوق بكثير
القدر الذي يمتلكه أبناء الأثرياء من هذه الحاسة لأنه ما من أحدٍ ينافق لطفلٍ يتيم أو طفلٍ فقير و ما من أحدٍ يخفي شخصيته الحقيقية أمام هؤلاء , و عندما يقارن الطفل البائس بين معاملة الناس له و بين معاملتهم للأثرياء و الأقوياء تتطور لديه حاسة تمييز المنافقين لأنه يرى الوضعين المتناقضين الذين يمكن أن يتخذهما الشخص المنافق .
□ لعبة الشركاء المنفصلين المتصلين:
يحلو لبعض الشركاء التجاريين أن يلعبوا لعبة الشركاء المنفصلين –المتصلين فهم يدعون بأنهم يديرون أعمالاً منفصلة و بأنهم لا يعرفون ما يقوم به شركاؤهم عندما يتعلق الأمر بمسئولياتهم وواجباتهم و تعهداتهم و بالتالي فإن كل اتفاق تعقده مع أيٍ منهم لا يعني الآخرين و لا يعتبر ملزماً لهم , و كل وعدٍ يقطعه عليك أحدهم لا يعني الآخرين بشيء , ولكنهم يعرفون تحركات شركائهم بشكل تام عندما يتعلق الأمر بمستحقات شركائهم المالية – لعبة مكشوفة للهروب من المسئوليات و التنصل من الوعود .
□ في عالم النشل هنالك شخصٌ يدعى بالسنيد , وهذا السنيد هو شريكٌ خفي للنشال ولكنه شريكٌ محترم , فهو يقف جانباً مدعياً الحياد و الموضوعية , و يحاول بشتى الوسائل أن يغطي على ما يقوم به النشال , وعندما يمسك أحدهم بالنشال فإن هذا السنيد يتدخل كطرفٍ محايدٍ و موضوعي و عقلاني ليحاول تمييع الأمور , وقد يتدخل في حالاتٍ أخرى منتحلاً صفة رجل مباحث ليلقي القبض على النشال ومن ثم يصحبه معه ليبلغه مأمنه, فإذا فشل كل ذلك فإنه يضطر للتدخل بشكلٍ مباشر كبلطجي للدفاع عن شريكه بقبضة يده.
يحتاج الطيب إلى فرصةٍ حقيقية واحدة فقط و ساعة حظٍ حقيقية واحدة فقط في حياته كلها حتى يتمكن من الاستمرار في الحياة , أما الخبيث فيكفيه أن يخونه الحظ في حياته كلها مرةً واحدة , مرة واحدة فقط , حتى يهلك و تتعرض كل حياته للدمار .
□استراتيجية القوي ثابتة أما تكتيكه الإعلامي فإنه متغير , أما الضعيف الخائر القوى فإن استراتيجيته راقصة متغيرة بينما تكتيكه الإعلامي ثابت .
إن استراتيجية الضعيف الراقصة المتبدلة ترجع إلى اضطراره الدائم لتقديم التنازلات الاستراتيجية الواحدة تلو الأخرى حتى يصل السيف إلى عنقه في النهاية , ولا يسمح للضعيف بالثبات إلا على المستوى التكتيكي الإعلامي في أحسن الأحوال .
ولا تظنن أبداً بأن استراتيجية الضعيف المهزوزة هي شكلٌ من أشكال المناورة السياسية , فالمسألة و ما فيها أن الضعيف يجبر على التعري من مقومات وجوده الواحدة تلو الأخرى إلى أن يصبح لا شيء .
لماذا ينجب الإنسان ؟
لتكرار ماضٍ جميل أو لتصحيح أخطاء الماضي
فإذا كان ماضي الشخص مريراً لا يرغب في تكراره و إذا كانت إمكانياته وواقعه لا يمكنانه من تصحيح أخطاء الماضي فمن الممكن أن لا يفكر ذلك الشخص في الإنجاب.
إن المشكلة كل المشكلة في أولئك الذين لا يرغبون فقط في تكرار ماضيهم المرير وحسب و إنما التمادي فيه كذلك.
كيف يعمر الكون ؟
ينشأ أبناء الفقراء محرومين من الحليب و مشتقاته فيصبحون مرضى أسنان , و ينشأ أبناء الأغنياء على الحليب و مشتقاتها فيصبحون أطباء أسنان , وهكذا يعمر الكون …
قصة كان يرويها عجائز القبيلة تقول بأن ابنة شيوخ إحدى القبائل خاصمت زوجها و غادرت منزله لاجئةً إلى منزل والدها شيخ القبيلة الذي أخرج سلاحه و أمرها بأن تتعرى أمام
جميع الأشخاص الموجودين في منزله فلم يكن أمام تلك الزوجة إلا أن تلوذ مجدداً بزوجها حتى يحميها من والدها – هذه هي العقلية القبلية .
التحريض من الداخل : يعني أن تقوم بالتحريض ضد قومٍ ما بشكل غير مباشر و أنت تدعي بأنك تنتمي لهم و أنك متعصبٌ لهم و أنك المدافع عن حقوقهم بينما هدفك الحقيقي الخفي هو التحريض عليهم ( أسامة بن لادن) .
لا تلح في طلب المساعدة من الشخص الذي لا يرغب في مساعدتك لأنك إن صدقته أدخلك في متاهات لا نهاية لها و حلقاتٍ مغلقة لا مخرج منها , و إن كذبته فإنه سيقول للناس بأنه حاول مساعدتك و لكنك أنت من رفضت عروضه .
يتوجب عليك دائماً أن تتبحر في دراسة كل شرٍ لابد منه , وهذا ما يحدث عند الحروب فأنت تكره العدو , ومع ذلك فإنك مضطرٌ إلى التعمق في دراسته حتى تتمكن من اكتشاف نقاط ضعفه حتى تتمكن من الانتصار عليه.
□ على مر التاريخ ما شاع استخدام الخدم في مجتمعٍ ما إلا و تعرض ذلك المجتمع للدمار .
بشر أي مجتمع يستخدم السائقين و الخدم في بيوته بدمارٍ قريب ما بعده دمار و ذلٍ قريب ما بعده ذل وهوانٍ ما بعده هوان.
إن نظام تشغيل الخدم في المنازل يعني ببساطةٍ شديدة أنك تجمع بين عدوين لدودين تحت سقفٍ واحد : السيد و العبد .
كثيرٌ من الغربيين تعلموا هذا الدرس و لم يعودوا يستخدمون الخدم و السائقين في منازلهم .
المحرض الأول على الثورة الفرنسية كانت إحدى وصيفات الملكة ماري أنطوانيت التي انتحلت شخصيتها لتقابل أحد الكاردينالات سراً في المساء في حديقة قصر فرساي على أنها الملكة ماري أنطوانيت إلى أن حصلت على القلادة التي كانت السبب المباشر في ما يدعى بالثورة الفرنسية.
□إياك أن تكشف نقاط ضعفك للآخرين حتى تستدر عطفهم نحوك لأنك عندها ستتلقى الضربات القاتلة في نقاط الضعف ذاتها التي كشفتها لهم .
صدقني , إن من لم يحركه لسان حالك فلن يحركه لسان مقالك , إنه فقط لا يريد مساعدتك أو أنك بالنسبة له مجرد عدو أو لأنك ببساطة لا تعني شيئاً بالنسبة له .
صدقني بأنه سيأتي اليوم الذي تكتشف فيه بأن من كنت تعتقد بأنه لا يعرف ما كنت تمر به كان عالماً بكل تفاصيل محنتك , بل إنه ربما كان أحد أسبابها و أركانها…
□ صمام تنفيس الحقد : هنالك أشخاص ينتمون لعائلاتٍ مشهورة بالحقد و الأذى الخفي المستتر , هؤلاء عليك أحياناً أن تسمح لهم بأن ينفسوا عن حقدهم تجاهك و قد يتوجب عليك أن تتجاهل وقاحتهم نحوك , لأنهم إن لم ينفسوا عن حقدهم نحوك بشكل علني فإنهم سيقومون بإيذائك بشكلٍ خفي سري …
□ في أيام (الأخلاق الحميدة ) كان حكم العائلة يؤول من بين زوجات الأبناء لزوجة الأقذر أو لأقذر زوجة , و غالباً ما كان يجتمع هذين اللقبين في امرأةٍ واحدة فتكون هي زوجة أقذر الأبناء و تكون كذلك الزوجة الأقذر فيؤول حكم العائلة إليها عن جدارة.
□ لا يحاسب الإله الإنسان فقط على الأشياء التي قام بها و لكنه كذلك يحاسبه على الأشياء التي لم يقم بها.
و التاريخ لا يلعن أشخاصاً على ما قاموا به و حسب بل إنه يلعن كذلك أشخاصاً على أشياء كان يتوجب عليهم القيام بها و لكنهم لم يفعلوها.
أكبر الأذى غالباً ما يصدر من الأشخاص اللامباليين الذين تخلوا عن واجباتهم.
الطفل اليتيم في أحايين كثيرة يكون أحسن حالاً من ابن الوالدين اللامباليين.
لكل أمةٍ تاريخين : تاريخٌ مجيد صنعه أبطالها ليس بانتصاراتهم و حسب و إنما كذلك بهزائمهم الشريفة, و تاريخٌ مخزي صنعه متبعي الشهوات و المتخاذلين و الخونة و اللامباليين و اللا منتمين و البائعين …
يروي التاريخ بأن أدولف هتلر عندما كان عريفاً في الجيش الألماني خلال الحرب العالمية الأولى كان المراسل المكلف بإبلاغ قيادة الجيش الألماني بأن صاروخاً أصاب مقر كتيبته و قتل كل من كان فيها من جنود و عندما دخل إلى مبنى قيادة الجيش وجد جنرالات الجيش الألماني يلعبون الورق مع بعضهم غير مبالين بما جرى ,و عندها أدرك فوراً بأن هؤلاء هم الخونة الذين كانوا يعطون إحداثيات مواقع الجيش الألماني للحلفاء.
□ بعد أن يلعب السمسار لعبته على المشتري و بعد أن يبيعه عقاراً ما بضعف ثمنه , و حتى لا يخسر السمسار ذلك الزبون عندما يدرك بأنه قد تعرض للخديعة فإنه يلعب معه لعبة نفسية تزيد من تمسكه و لو بشكل مؤقت بذلك العقار – إنه يتصل بمالك العقار الجديد و يبلغه بأن هنالك زبوناً يريد شراء العقار منه بمبلغٍ كبير و لكنه ينصح المالك بأن لا يبيع لأن سعر هذا العقار سيتضاعف في المستقبل القريب و يخترع أكاذيب تؤكد ذلك الارتفاع , و في حقيقة الأمر ليس هنالك مشتري إلا في خيال السمسار , ولذلك فإنني أنصحك عندما تشتري عقاراً و يتصل بك السمسار بعد بضعة أيام ليخبرك عن وجود زبون مستعدٌ لدفع مبلغٍ كبير أن توافق مباشرةً على البيع فقط لتكتشف كذب ذلك السمسار.
لماذا يفعل السمسار ذلك؟
حتى إذا ما راجعته بعد أن تكتشف الغبن الذي وقعت فيه فإنه سيقول لك بأن زبوناً قد دفع لك مبلغاً يفوق المبلغ الذي اشتريت به العقار بكثير و لكنك رفضت البيع عندها فماذا أفعل لك الآن بعد أن أضعت تلك الفرصة و بعد أن كسدت الأسواق ؟
تذكر دائماً : جميع الاتصالات التي يجريها السمسار أمامك هي اتصالاتٌ وهمية مفبركة حتى يقنعك بما يريد إقناعك به و كذلك فإن الأحاديث التي تجري عند السمسار بين أشخاص تظن بأنهم محايدين هي في الحقيقة أحاديث مفبركة وهم في الحقيقة شركاء لهذا السمسار.
□ بدلاً من أن يبدأ العروسين حياتهما الزوجية بالإنفاق التبذيري و الحفلات و الهدايا و الديون
وهما في أحوج ما يكون لكل قرش – لم لا يبتدئ العروسين حياتهما بشراء محلٍ تجاري أو إقامة مشروعٍ ما على أن تكون ملكيته مشتركة بينهما بدلاً من أن تضيع تلك الأموال هباءً منثوراً ؟
لم يبدآن حياتهما بأكذوبة يعيشان فيها بضعة أيام كاذبة كأصحاب الملايين بدلاً من تكون بداية حياتهما مشروعاً مشتركاً يكبر معهما ؟
□ لماذا نضطر دائماً إلى اللجوء إلى شركاتٍ هندسية أجنبية لتصميم المدن السياحية ؟
لأن المهندس المعماري في العالم الثالث قد نشأ و ترعرع في منازل و أحياء و مدن بشعة قبيحة , و إن كانت مكلفة, و ليس هذا و حسب بل إنه قد لقن بأنه يعيش في أجمل مدن العالم.
أن تعيش في القبح و أنت مدركٌ بأنك تعيش في القبح هي نصف مشكلة , ولكن أن تعيش في القبح و أنت مؤمنٌ بأنه أفضل و أجمل شيءٍ في العالم فتلك إذاً و الله قاصمة الظهر.
□ كيف يمكن لموقع اليوتيوب أن يحذف أي حساب دون أن يتهم بأنه قد فعل ذلك لأسباب دينية أو عنصرية أو سياسية؟
يمتلك اليوتيوب مجموعة من المقاييس و الشروط التي تجعل معظم إن لم نقل جميع الوسائط المرفوعة إليه غير قانونية و قابلة للحذف , ولكنه لا يقوم بحذفها طالما أنه يستفيد منها تجارياً و طالما أنها لا تضرب على أوتار حساسة , حتى تلك المرئيات التي نتوقع بأنها لا تحتوي أي خروقاتٍ قانونية فإنها يمكن أن تكون مواد غير قانونية و فقاً لمقاييس اليوتيوب أو وفقاً لما يراه المدراء الإقليميون و بالتالي فإنه يستطيع أن يحذف أي مادة أو أي حساب تحت مبررات تختلف عن الدوافع الحقيقية , حاله كحال الموظف أو الشرطي في العالم الثالث فهو يستند إلى قوانين بائدة ظالمة متخلفة غير منطقية و غير إنسانية تتيح له أن يفعل ما يحلو له دون أن يفسر ذلك إلا بأنه تطبيقٌ لتلك القوانين و دون أن يفسر ذلك على أنه يتم لغاياتٍ شخصية أخرى.
مثلاً إذا رفع أحدهم إلى اليوتيوب مقاطع تظهر جريمة ارتكبها جيشٌ أجنبي فإن اليوتيوب لا يحذف تلك المواد بحجة أنها تسيء إلى سمعة ذلك الجيش و لكنه يحذفه بحجة أنه يحتوي على مشاهد عنيفة أو مشاهد دماء أو بحجة أن المحتوى غير مطابقٍ للعنوان …
□ غالباً ما يكون فهم القارئ أقل بنسبة 25% على الأقل من فهم المؤلف أو المترجم للنص , فإذا كان فهم المؤلف للنص الذي كتبه 100% فهذا يعني بأن فهم القارئ لن يزيد عن 75% , و إذا كان فهم المترجم لا يتجاوز 25% فهذا يعني بأن فهم القارئ للنص سيكون معدوماً مالم يستند القارئ إلى خلفية سابقة لفهم النص .
يمكننا أن نقلل ضياعات سوء الفهم إلى حدها الأدنى عن طريق قيامنا دائماً بتكرار المعلومات و الأفكار الحاسمة و إعادة شرحها بطرقٍ مختلفة و ربطها بالكثير من الأمثلة و حذف المعلومات غير القابلة للفهم أو رميها في الهوامش , و المعلومات الغير قابلة للفهم هي المعلومات التي لا فائدة منها إلا أنها تحفظ عن ظهر قلب قبيل الامتحانات ومن ثم يتقيأها الطالب على ورقة الامتحانات و ينساها .
□ خرافة إياك أن تصدقها:
الأبوين طيبين و لكن الأبناء أشرار .
□ قلت بأن الشيخ لا يترك أخلاقه حتى يوارى في ثرى قبره –فكيف تقر إذاً بمقدرة القنوات الإخبارية على إجراء غسيل دماغ و إعادة برمجة للكبار وهم جالسون أمام شاشاتها و أصابعهم تعبث بأنوفهم ؟
إن كبير السن لا يمكن أن يتخلى عن عاداته و أفكاره الخبيثة , أما برمجته بأشياء خبيثة جديدة فإنها ممكنةٌ تماماً و كذلك فإن إجراء غسيل دماغ للأمور الجيدة ,إن وجدت, فهو أمرٌ أكثر من ممكن.
و في الحقيقة فإن خالق الإنسان قد برمجه بهذه الطريقة بإبداعٍ إلهي وذلك حتى لا يقضي شخصٌ ما شبابه في المجون ثم يحاول التوبة في آخر حياته .
و على فكرة إذا ظننت بأن ذلك الأمر ممكنٌ فأنت مخطئٌ تماماً فالعملية كلها تتمثل في أن ذلك الشخص قد بلغ سناً لم يعد مقبولاً فيها أن يكون ماجناً بعد أن أصبح لديه أحفاد و لذلك لم يعد أمامه إلا أن يمثل دور التائب العابد الوقور .
لقد رأيت نساءً تحولوا إلى رجال و رجالاً تحولوا إلى نساء و لكنني في حياتي كلها لم أسمع عن شخصٍ خبيث تخلى عن خبثه بشكلٍ فعلي في آخر حياته…
□ الأطفال الذي كان ينجبهم المستكشفين و الرحالة و المستعمرين الأوروبيين و الذين كان ينشأون مع أطفال السكان الأصليين و يتعلمون لغتهم و عاداتهم كانوا الوسيلة الأولى و الكبرى التي مكنت المستعمر الأوربي لاحقاً من اكتشاف نقاط ضعف مجتمعات العالم الثالث.
□ أقصى ما تستطيع الشياطين فعله هو التفريق بين الرجل و زوجته , ولكنني عرفت امرأة فاجرة كانت تستطيع التفريق بين الآباء و أبناءهم .
□ بما أن القنوات الإخبارية موجهةٌ إلى العناصر الأشد غباءً في المجتمع فإن أهم بديهيات العمل الإعلامي تتمثل في أن تعرض المعلومة (صادقةً كانت أم كاذبة) بشكلٍ بسيط مسطح و مجردٍ من أية ارتباطاتٍ منطقية أو تاريخية أو أخلاقية , لأنك بمجرد أن تعرض على الشخص الغبي المعلومة بارتباطاتها المنطقية و تسلسلها التاريخي و أبعادها الأخلاقية فإنه لن يفهمها , أو أنه سيفهمها بطريقةٍ مختلفة , أو أنه سيلتقط كلمة من الخبر و يفهمها بالطريقة التي تحلو له.
أهم شيءٍ في المعلومة التي تقدمها كإعلامي للجمهور أن تكون بسيطةً إلى درجةٍ سخيفة – دائماً دائماًُ و دائماً افترض بأنك تتوجه في خطابك إلى أغبى خلق الله – الجمهور لا يهمه أن تكون المعلومة صادقة و لا يهمه أن تعرض بطريقة منطقية و عادلة فكل ما يهمه هو أن يستطيع فهم المعلومة أو الخبر , وبما أن الجمهور عاجزٌ عن إصدار الأحكام الأخلاقية لأنه قاصرٌ عقلياً , فيجب عليك كإعلامي أن تتولى تلك المهمة .
المتفرج يعتقد بأنك موجودٌ لتسليته , أما أنت كإعلامي عندما ترتدي أفخر الملابس و عندما تكون جيوبك عامرةٌ بآلاف الدولارات و عندما تنتظرك في خارج مبنى القناة سيارةٌ فارهة فما عليك إلا أن تتخيل بأنك تخاطب حميراً بائسة تبحث عمن يقودها … و أنت لها.
□ المبدأ الأساسي الذي يتدرب عليه الإعلاميين المبتدئين أن جمهور القنوات الإخبارية ليس غبياً و حسب و إنما هو ذو ذاكرةٍ مثقوبة : إنه ينسى ما حدث منذ شهر و ينسى ما قيل منذ أسبوع – إنه ابن يومه لا يهمه الماضي , بل إن دماغه يعجز عن ربط الحاضر بالماضي.
□ إياك أن تقوم بعملٍ شرير بالمجان لأنك عندما تقوم بعملٍ شرير بالمجان فأنت تصبح أشد شراً ممن يقوم به لقاء المال – هنالك أفكارٌ تتقاضى القنوات الاخبارية و وسائل الإعلام المليارات على ترويجها , و أنت تتبنى تلك الأفكار الشريرة و تؤمن بها و تقوم بترويجها مجاناً بدون أدنى تفكير – أنا لست ضد تبنيك لأفكار وسائل الإعلام المأجورة ولا أستطيع منعك من ذلك و لست ضد قيامك بنشر تلك الأفكار ولا أستطيع منعك من أن تقوم بذلك , ولكنني ضد أن تقوم بذلك الأمر مجاناً و دون أن تطالب بنصيبك في تلك الكعكة المليارية…
□ في المجتمعات التي تكون فيها المرأة أشد تهميشاً ( من الناحية الظاهرية) يكون دورها الحقيقي و الخفي هو الأشد خطورةً و تأثيراً – لعبت المرأة أخطر الأدوار في تاريخ الشرق عندما كانت جاريةً تباع و تشترى .
في حال الأبوين ذوي الانتماءات المتناقضة يوالي الابن للطرف الذي ينجح في برمجته و غالباً ما تكون الأم هي الأقرب لبرمجة ولدها.
يقول نابليون : دائماً دائماً و دائماً فتش عن المرأة في حياة الرجل (الأم و الزوجة و الخليلة ) :
و أول خبث الماء خبث ترابه
و أول خبث المرء خبث المناكح
على سبيل المثال :
إذا كان والد شخصٍ ما بوذي و كانت أمه هندوسية فإن هذا الشخص هو بالتأكيد نصف بوذي و النصف كثيرٌ عليه .
إذا كان والد شخصٍ ما بوذي و أمه هندوسية و زوجته كانت كذلك هندوسية فإن هذا الشخص هو بالتأكيد ربع بوذي و الربع كثيرٌ عليه .
إذا كان والد شخصٍ ما بوذي و أمه هندوسية فإن هذا الشخص هو بالتأكيد نصف هندوسي و النصف قليلٌ عليه .
إذا كان والد شخصٍ ما بوذي و كانت أمه هندوسية و زوجته كانت كذلك هندوسية فإن هذا الشخص هو بالتأكيد ثلاثة أرباع هندوسي و الثلاثة أرباعٍ قليلةٌ عليه .
□ أنماط المجتمع :
المجتمع الديني : هو المجتمع الذي تتحكم المؤسسات الدينية بكل تفاصيل الحياة في ذلك المجتمع.
المجتمعات القبلية و العنصرية : وهي المجتمعات التي يكون سيد القبيلة فيها إلهاً على أفراد قبيلته بينما تكون أعراف و قوانين القبيلة هي الشرع الحقيقي للقبيلة .
المجتمعات الطبقية : وهي المجتمعات التي تقوم العلاقات الاجتماعية فيها على أساسٍ طبقي و مصلحي لا يعرف الرحمة .
ومن الغريب بأنه في الوقت الذي تدعي فيه المجتمعات الدينية أنها مجتمعاتٌ علمانية -و العلمانية منها براء- فإن المجتمعات القبلية و المجتمعات الطبقية تدعي بأنها مجتمعاتٌ دينية و الدين منها براء.
العلمانية في المجتمعات الدينية هي مجرد ثوبٍ خارجي تخفي به المجتمعات المتدينة تدينها تماماً كما هي حال الدين و التدين في المجتمعات القبلية و الطبقية حيث تخفي به تلك المجتمعات إلحادها و سوءتها .
لطالما كانت المجتمعات الطبقية و المجتمعات القبلية المدعيتين للتدين أكبر منتجٍ للإلحاد و الملحدين الحقيقيين الذين لا يؤمنون إلا بإلاهين اثنتين هما المال والشهوة .
□ لطالما كان الانتماء للجغرافيا مناقضاً تماماً للانتماء للإله و كقاعدةٍ تاريخية عامة
فإن من قدم انتمائه الديني أياً يكن ذلك الانتماء على انتمائه الجغرافي فتحت له جنات الأرض , ومن قدم انتمائه الجغرافي على انتمائه الديني خسر نفسه و أرضه و حياته الأخرى.
عندما قدم الغربيون انتمائهم الديني على انتمائهم الجغرافي وهبوا للتبشير بدينهم في نواحي الأرض فتحت لهم جنات الأرض التي أصبحت أوطاناً لهم ( الولايات المتحدة , كندا, أستراليا… ) وهذا الأمر حدث مع كل فاتحٍ على مر التاريخ .
أما من قدم انتمائه الجغرافي على انتمائه الديني فمصيره يصبح كمصير ابن نوح الذي قال فيه الشاعر أمل دنقل :
يرقد تحت حطام المدينة وردةً من عطن
بعد أن قال لا للسفينة و أحب الوطن
نحتاج إلى كثيرٍ من الغباء حتى نصدق بأن أوروبا قارةٌ علمانية فقد كان عدد المبشرين المسيحيين الإنكليز في الهند يفوق عدد جنود الاحتلال الإنكليزي في ذلك البلد , و لولا الحملات الصليبية الاستعمارية التي قامت بها أوروبا لما أصبحت الديانة المسيحية هي الديانة الأولى في العالم من حيث عدد متبعيها ولولا الحملات الصليبية الاستعمارية الأوروبية لما كان هنالك وجودٌ مسيحي يذكر في آسيا و إفريقيا و استراليا و الأمريكيتين .
“The
man who finds his homeland sweet is still a tender beginner; he to whom every soil is
as his native one is already strong; but he is perfect to whom the entire world is as a
foreign land.
Hugo of St. Victor’s Didascalicon
” الشخص الذي يرى وطنه حلواً ما زال غراً يافعاً , بينما الشديد البأس فإنه ذلك الذي اتخذ من كل العالم وطناً له , أما الكامل فإنه ذلك الذي يرى العالم كله أرضاً غريبة “.
هوغو – سانت فيكتور ديدا سكاليكون
□ يمتلك الطفل حاسةً صادقة نادراً ما تخطئ في التمييز بين الأشرار و الطيبين و لكن عندما يتم تدريب الطفل على عبادة أشخاص معينين مهما كانوا سيئين و عندما يتم تدريبه على كراهية أشخاص طيبين تتعطل لديه إلى الأبد خاصية التمييز بين الأشرار و الطيبين .
□ كذابٌ أشر :
الشخص الذي يعيش في مجتمعٍ ما يتزوج من أفراده و يزوجهم و يتاجر معهم ولكنه يطعن بهم في السر دون تمييز ما هو إلا كذابٌ أشر لأنه لوكان غير مقتنعٍ بهم
لما عاش معهم و لما تزوج منهم و زوجهم , ولو أنهم لم يتقبلوه كواحدٍ منهم لما تعاملوا معه تعاملاتٍ مادية ولما استطاع أن يزدهر بينهم.
□ التطبيق العملي لمبدأ التعويد:
إذا كان لديك ما يكفي من المال لإقامة قناة فضائية فإن بإمكانك أن تحصل على مئات أضعاف رأس المال فقط عن طريق إنشاء قناةٍ ذات فكرٍ جريء , وعندما تستقطب قناتك الجمهور فإن هنالك من سيدفع لك مئات أضعاف التكلفة حتى يشتريك و حتى يتحكم بما تبثه هذه القناة , و ريثما يكتشف الأذكياء من متابعي قناتك أنك بعت ذمتك و ريثما ينفضوا من حولك تكون ثروتك قد تضاعفت مئات المرات , وهنالك أشخاصٌ لا يمتلكون منبراً إعلامياً و لكنهم يبيعون أنفسهم بعد أن يعتاد الجمهور على متابعة برامجهم بالطريقة ذاتها , وريثما يكتشف (الأذكياء) من الجمهور أن أولئك الأشخاص قد باعوا أنفسهم يكونون قد أصبحوا من أصحاب الملايين .
□ تعرفون هذه الحيلة الممجوجة التي كان يكاد لا يخلو فلم مغامراتٍ أجنبي منها , وهي حيلة الأوروبي (الذكي) الذي يعلم بأن خسوفاً للشمس سيقع في وقتٍ ما , وعندما يقع ذلك الأوروبي (الذكي) في يد متوحشي و إرهابيي العالم الثالث المتخلفين و قبيل تنفيذ حكم الإعدام به و برفاقه فإنه يخبر أولئك المتوحشين بأن الآلهة غاضبةٌ منهم و أن آية ذلك أن الشمس ستغيب عنهم , وهو ما يحدث فيهرع متوحشي و أغبياء العالم الثالث إلى السجود لذلك الأوروبي و رفاقه .
فإذا كان هنالك أمرٌ ما سيقع لا محالة فلم لا نستفيد منه و ننسبه لأنفسنا, و إذا كان هنالك فعلٌ شريرٌ ما سيتوقف عن الحدوث لأنه لم تعد هنالك حاجةٌ إليه فلم لا ندعي بأننا نحن من أوقفناه أو أمرنا بإيقافه حتى نكسب قلوب متفرجي العالم الثالث .
□ و إذا ا كان هنالك أمرٌ كنت تعرف بأنه واقعٌ لا محالة أو امرٌ كنت تعرف بأنه لم يعد هنالك من داعي لحدوثه فلم لا تنسب حدوثه أو توقفه عن الحدوث لنفسك و تستفيد من ذلك, طالما كان هنالك أغبياءٌ يصدقونك؟
□ قوتك الشرائية سلاحٌ ما بعده سلاح فإياك أن تضعه في غير موضعه الصحيح لئلا تدعم به الشر من حيث لا تدري .
وحتى إن بدى لك التجار غير مكترثين لك و لأموالك فإنهم في قرارة أنفسهم يتحرقون شوقاً لكل قرش و لكنهم متدربين على إخفاء مشاعرهم .
□ هل القرآن هو فعلاً كتابٌ إلهي منزلٌ من عند خالق الكون ؟
كثيراً ما يسألني أشخاصٌ غربيون هذا السؤال و يطلبون إجابةً مقنعةً و مختصرة عن هذا السؤال :
□ يا ترى لو أراد شخصٌ ما أن يؤلف كتاباً ( يدعي بأنه كتابٌ سماوي) أو إذا أراد ذلك الشخص أن يحرف كتاباً سماوياً فماذا سيفعل ؟
إن ذلك الشخص سينطلق بكل تأكيد من غرائزه الدينية كإنسان و مصالحه الدنيوية كرجل دين و أن ذلك كله سيتجلى في الكتاب الذي سيضعه ذلك الشخص من خلال النقاط التالية:
يجب أن تكون هنالك آلهةٌ متعددة ( غريزة دينية بشرية) .
يجب أن يكون الإله على صورةٍ بشرية أو أن يكون للإله و كيلٌ أو وكلاء على صورةٍ بشرية.
بما أن واضع الكتاب رجل دين فإنه سيمنح نفسه و سيمنح كل رجل دينٍ سيأتي من بعده صلاحيةً مطلقةً في التشريع , كما أنه سيمنح رجال الدين من بعده وكالةً (إلهية) لا تحدها أية حدود أي أن رجل الدين لن يطالب بتقديم أي دليلٍ علمي عندما يبدي أي رأيٍ في أية مسألة و بالتالي عندما يشذ أحد رجال الدين بشكلٍ كبير عن ذلك الدين فإن ذلك سيؤدي بكل بساطة إلى تشكل مذهبٍ أو دينٍ جديدين .
على مر التاريخ لم يتعرض دين للتحريف إلا على يد رجال ذلك الدين أنفسهم ولا أحد سواهم.
□إذا ألف شخصٌ ما ديناً فإنه لن يلتفت إلى المسائل الأخلاقية و الإنسانية و لن يعيرها أي التفاتة
□ سيغلف واضع الدين الدين الذي وضعه إما بنظرياتٍ فلسفية منحولةٌ من هنا و هناك أو أنه سيغلفه بمثاليات كاذبة غير قابلةٍ للتطبيق .
□ سيطلب من أتباع دينه أن يدفعوا بالأموال له و لرجال الدين من بعده و ليس للمحتاجين و الفقراء بشكلٍ مباشر .
□ لا يرضى من يضع ديناً بأن يكون أقل من إلهٍ أو وكيلٍ للإله .
القرآن هو الكتاب الوحيد في العالم الذي يدعو دون مواربة لعبادة إلهٍ واحد ليس على صورة بشر وليس كمثله شيء ولا وكيل بشري له سواءً أكان حياً أو ميتاً.
القرآن هو الكتاب الوحيد الذي يجزم بأن الإله لن يقبل أن تعبده إلا بالشكل الذي أراده هو و أنه لا وجود لوسيط من أي نوع بين الإنسان و خالقه .
من المستحيل أن تجد كتاباً يتحدث عن علم النبات و الفلك و خلق الإنسان أنزل منذ 1500 سنة أو لنقل كان موجوداً منذ 1500 سنة دون أن تعثر في ذلك الكتاب
على عشرات إن لم نقل مئات الأخطاء الفاضحة – فهل هنالك مثل هذه الأخطاء في القرآن ؟ ( يستثنى من هذا السؤال الجهلة و المغرضون) .
لدينا آياتٍ قرآنية محكمة وهي الآيات التي يكون لها تفسيرٌ واحدٌ فقط ولا يكون هنالك مجالُ للرأي فيها, و هنالك آياتٌ متشابهات لها عشرات التفاسير المقبولة طالما أنها لا تعارض آيةً محكمة و طالما أن التفسير لا يخالف قواعد اللغة.
ولدينا حقائق علمية ثابتة و قطعية لا مجال للشك فيها مثل كروية الأرض و أن الأرض تدور حول نفسها , و لكن هنالك كذلك نظرياتٍ و آراء علمية متضاربة لم تكتسب الدرجة القطعية و قد تكون خاطئة مثل القول بأن الكرة الأرضية مملوءة بالحمم الذائبة .
و هنا لا يجوز أن أربط ربطاً نهائياً بين آيةٍ محكمة و بين نظرية علمية لم تكتسب الدرجة القطعية و لم تصبح حقيقةً علمية ثابتة .
حتى لا أربط بين آية محكمة و نظرية علمية قد تكون خاطئة.
ولا يجوز أن أربط ربطاً نهائياً بين آيةٍ متشابهة أو لنقل بين إحدى تفاسير الآية المتشابهة و بين حقيقة علمية ثابتة لأن ذلك التفسير قد لا يكون دقيقاً .
ولا يجوز أن أربط بين أحد تفاسير الآية المتشابهة و بين نظرية علمية لم تكتسب الدرجة القطعية لأن تلك النظرية العلمية قد تكون خاطئة.
لأنني في الآيات المتشابهات أربط بين أحد تفاسير تلك الآية وقد لا يكون ذلك التفسير دقيقاً و بين حقيقة علمية أو بين نظرية علمية قد تكون خاطئة .
إذاً تتبقى لدينا الآيات المحكمة و الحقائق العلمية الثابتة و هذه ترتبط مع بعضها بشكلٍ تلقائي في ذهن القارئ دون أن نقوم نحن بذلك.
□ صنع القرآن شيئاً من لا شيء و صنع من أشخاص و قبائل و شعوب لا يجمع بينها أي جامعٍ و كان يضرب بعضها رقاب بعض دولةً لا سابق لها في المنطقة .
■ من يؤمن بكل شيء هو كمن لا يؤمن بشي ومن لا يؤمن بشيء هو كمن يؤمن بكل شيء , ذلك ببساطة هو المنافق , إنه يؤمن بكل شيء ولا يؤمن بشيء ولا يؤمن بشيء ويؤمن بكل شيء.
إما أن تؤمن بشيءٍ واحدٍ فقط إيماناً حقيقياً و إما أن لا تؤمن بشيءٍ على الاطلاق و عندها ستستطيع أن تؤمن بكل شيء ولا شيء.
الإيمان الحقيقي لا يكون إلا إيماناً بمعتقدٍ واحدٍ فقط لا شريك له , وأنا هنا لا أعني الإيمان بالإله وحسب فقد يكون ذلك الإيمان هو إيمان الإعرابي بألوهية شيخ قبيلته و أنه الإله الحقيقي المطاع و إيمانه بقدسية أعراف القبيلة و أنها المصدر الأول الحقيقي للتشريع ولا شيء سوى ذلك , فذلك هو الإيمان الحقيقي – أنا هنا لا أقصد موضوع الإيمان و لا طبيعته , ولكنني أعني وحدانيته .
و قد يتفرع عن هذا الإيمان مستلزماتٌ أخرى فقد يأمره شيخ قبيلته بأن يعبد مثلاً لورنس العرب و أحفاده و عندها ستكون عبادة ذلك الإعرابي للورانس العرب و أحفاده إحدى مستلزمات عبادته لشيخ قبيلته .
و لهذا السبب فقد اعتبر بعض الفقهاء بأن العودة للعادات القبلية ارتدادٌ حقيقي عن الإيمان.
ولهذا السبب فإن انتماء الأم المتعصبة لقبيلتها ( و التي تؤمن بألوهية شيخ قبيلتها و قدسية عادات القبيلة) يفوق بكثيرٍ عاطفة الأمومة عندها عندما تتزوج شخصاً من قبيلةٍ أخرى , ولهذا السبب فإن أسوأ الأمهات هن الأمهات القبليات المتزوجات من غير قبائلهن لأن هذا الأم لا يمكن أن تنظر إلى أبنائها إلى كأعداء لأنهم لا ينتمون إلى قبيلتها.
لقد توصلت إلى هذه الحقيقية بعد بحثٍ طويل عن الكيفية التي تستطيع بها مراسلة قناةٍ إخبارية أو مذيعة في مقتبل العمر أن تعبث بعقول أشخاصٍ في أرذل العمر و بعمر أجدادها لأن الذي أعرفه أن الإنسان الذي هو فعلاً على شيء ( أياً يكن ذلك الشيء) لا يمكنك أن تغير أفكاره عندما يكون شاباً يافعاً فكيف عندما يصل إلى أرذل العمر , ولذلك فإن من تستطيع مذيعة قناةٍ إخبارية أن تعبث بعقولهم هم أشخاص في الحقيقة ليسوا على شيء .
لا يمكن للإعلام ولا للتعليم أن يغير معتقدات من يؤمن فعلياً بمعتقدٍ واحد لا شريك له أياً يكن ذلك المعتقد .
■ دائماً تركز الحملات الإعلانية و حملات القنوات الإٌخبارية على العنصر الغبي في المجتمع , لأن هذا الغبي يتقبل الأفكار الظالمة الشريرة دون أن يعمل عقله فيها و يقوم بنشرها و الدفاع عنها باستماته دون أن يطالب بأي أجرٍ لقاء ذلك , بل دون أن يدرك أصلاً أن هذه الأفكار الخبيثة ليست إلا سلعةً تجاريةً خبيثة قابلةٌ للبيع و الشراء.
□هل تريد أن تكتشف الأفكار التي زرعتها وسائل الإعلام و القنوات الإخبارية في دماغك دون أن يكون لها أي أساسٍ من الصحة ؟
فقط اسأل نفسك سؤالاً بسيطاً وهو : ماهي الأشياء التي تروج لها تلك القنوات الإخبارية و التي أستطيع أن أقسم بأقدس شيءٍ عندي بأنها صحيحة و بأنها قد حدثت فعلاً أو بأنها لم تحدث ؟
و أنت تعرف بلا شك بأن القسم لا يكون على الأمور الظنية .
□ استراتيجيات الأشرار نحو الطيبين:
أفضل وسيلةٍ للدفاع هي الهجوم.
سياسة خلط الأوراق.
و هاتين السياستين تتضمنان مهاجمة الطيبين و الشرفاء و إثارة الشكوك حولهم و إشغال الناس بمراقبتهم و التشدد نحوهم و على حسابهم و المزايدة عليهم بشكلٍ لا يقره دينٌ ولا قانون , مما يتيح الفرصة للأشرار بالتحرك بحرية .
لا تكن فرداً في المجتمعات التي تخون الأمين حتى تقتله و تثق بالخائن إلى أن يقتلها.
□ خسارتين دنيويتين لم أجد أمر منهما و لم أندم بمرارة على شيء سواهما : خسارة منزل الطفولة و خسارة الإنسان الطيب الذي تودد لي فقابلت تودده بجفاءٍ و عدم اكتراث حتى خسرته إلى الأبد.
□يمكن للإنسان أن يصاب بالتخمة من أي شيءٍ سواءً بالمتعة أو الألم – الإنسان الذي آلمته الحياة طويلاً و أدارت له ظهرها يصاب في نهاية الأمر بنوعٍ من التخمة و الإشباع و السأم شبيهٌ بالتخمة التي يشعر بها في نهاية الأمر مدللو الحياة.
مهما كان الشيء جميلاً و حلواً فإن النفس تعافه و تكرهه إذا كان مؤلماً .
□ هنالك أشخاص يتجاهلون ما يجري من حولهم عندما يكون التجاهل في مصلحتهم , و يعلمون عندما يكون العلم في مصلحتهم – كان هنالك أيتامٌ فقراء يسكنون إلى جوار أثرياء كانوا يتظاهرون بأنهم لا يعلمون مبلغ فقر أولئك الأيتام إلى أن حدث خلافٌ ذات يوم بينهم و بين أولئك الفقراء فكان أول ما عيروهم به أنهم جائعون يمر عليهم اليوم و اليومين ولا شيء يؤكل في منزلهم.
كثيرٌ من الأشخاص المقربين إليك ممن كانوا غارقين في الإنفاق التبذيري و إقامة الحفلات و الولائم و من كانوا يستطيعون مساعدتك بألف طريقة بينما كنت غارقاً في محنتك ظاناً بأنهم لا يعلمون شيئاً عما تمر به من ضيق , ستكتشف يوماً , ربما عن طريق زلة لسان واحدٍ منهم, بأنهم كانوا محيطين بتفاصيل محنتك التي كنت غارقاً فيها و بشكلٍ أكبر مما تتخيل .
□ المجتمع المخنث : هو المجتمع الذي يعرض أفراده الفقراء أنفسهم و أطفالهم للجوع و الحرمان حتى يتمكنوا من شراء مزهرية لا فائدة منها أو نجف ٍ يعلقونه في السقف.
…
□ أخفي معلوماتك الشخصية و العائلية و المهنية عن الفضوليين ما أمكنك ذلك :
وذلك لأن كل معلومة يعرفها الفضوليون عنك سيستخدمونها ضدك في يومٍ من الأيام ,
إن المعلومات البسيطة التافهة سيتم تبادلها بسرعة البرق بين أولئك الفضوليون
, و سيتمكن أولئك الفضوليون عندما يربطون هذه المعلومات البسيطة التي
قاموا بتبادلها مع بعضهم البعض من أن يصلوا إلى معلومات هامة , ودون إطالة فإن ما يفعله أولئك
الناس هو وضعك تحت الإنارة الشديدة بحيث تصبح هدفاً مكشوفاً في الوقت الذي يحرصون
فيه على إبقاء أنفسهم في الظلمة وهي حيلةٌ قديمة اعتاد رعاة البقر في الغرب الأمريكي على إتباعها أثناء مبارزاتهم الليلية .
تذكر دائماً أن أمهر الناس في التجسس هم أمهرهم في إخفاء المعلومات التي تخصهم , وتذكر كذلك أن المعلومة الصحيحة في وقتها المناسب هي أثمن من الجوهرة النفيسة.
□ أخفي أخبارك السعيدة عن الناس :
وخصوصاً في الأيام الأولى لوقوع الحدث السعيد , دع أولئك الفضوليون يسألون أنفسهم
ويسألون بعضهم البعض , هذا التساؤل من الناحية النفسية يجعل لدى أولئك الفضوليون
استعداداً لتقبل موقعك الجديد في الحياة بشكلٍ تدريجي عوضاً عن أن تصدمهم بشكلٍ فجٍ
و مباشر بأخبارك السعيدة فتستفز أحقادهم و شرورهم و تدفعهم إلى بذل الغالي و النفيس
حتى يؤذوك , وتذكر دائماً أن أخطر الأعداء هم أولئك الذين تجهل عداوتهم لك و
أولئك غالباً ما يخفون عداوتهم و كراهيتهم لك بحرفية عالية , وتذكر دائماً أن أخطر
لحظات الحياة هي اللحظات و الأيام التي تعقب ساعة الحظ لأن الفرحة الغامرة غالباً
ما تنسينا الحذر .
أخطر اللحظات في مباراة كرة القدم هي اللحظات التي تعقب تسديد الهدف .
□ أخفي مصائبك عن الناس :
وهذه أشد صعوبةً من الأولى لأنك عندما تخفي أخبارك السعيدة فإنك ستشعر بإحساس
رائع و أنت تراقب أولئك الفضوليين و هم يتحرقون بنار الحيرة و التساؤل , أما إخفاء
المصائب فهو مدعاة كمدٍ و غم لأننا معشر البشر جبلنا على حب الشكوى , لكنني هنا
أؤكد لك أن أحد المتسببين في مصيبتك قد يكون من أقرب المقربين إليك وهو ينتظر
بفارغ الصبر نتائج أعماله الشريرة التي قام بها , لذلك فإن خير هدية يمكن أن تقدمها
إليه هي أن تشتكي له ما أصابك .
ضع في ذهنك دائماً أن اقتناع العدو بأن ما قام به من أعمال خبيثة ضدك لم يؤت
نتائج مرضية قد يدفعه إلى صرف النظر عن إيذائك ‘ على الأقل بالطريقة التي يتبعها
الآن , بالرغم من أن هذه الطريقة التي يتبعها ضدك قد تكون من أفتك الطرق و أشدها فاعلية .
و سأذكر هنا قصةً تاريخيةً تؤيد هذا الكلام فأثناء الحرب التي وقعت بين
الولايات المتحدة و اليابان ابتكر اليابانيون مناطيد ذات قدرةٍ عاليةٍ على التفجير و
الإحراق وكانوا يرسلون هذه المناطيد باتجاه الأراضي الأمريكية , وفي حقيقة الأمر
فإن هذه المناطيد قد كبدت الولايات المتحدة خسائر فادحة في الأرواح و الممتلكات
فقد تسببت هذه المناطيد في إحراق عشرات آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية
و الغابات كما تسببت في تدمير وإحراق مئاتٍ من المؤسسات الحيوية , لكن السلطات
الأمريكية أصدرت أوامر مشددة لوسائل الإعلام بعدم ذكر أي شيء عن هذه المناطيد و
عما تتسبب به و بالنتيجة فإن هذا الصمت المطبق من الجانب الأمريكي قد حدا باليابانيين
إلى الاعتقاد بأن هذه المناطيد كانت تضل طريقها في المحيط و بأنها كانت لا تصل
إلى الأراضي الأمريكية لذلك فقد توقفوا عن إرسالها .
□الغبي الذي لا يستحق الحياة هو ذلك الشخص القابل للخداع المرة بعد الأخرى بالطريقة ذاتها , لأن هذا الشخص قد أثبت بتعرضه للخداع المتكرر بأنه أدنى من الكائنات الدنيا الدقيقة التي تحفظ في ذاكرتها معلوماتٍ عن الجراثيم التي هاجمتها أول مرة حتى تتمكن من التعرف عليها و التعامل معها عندما تواجهها ثانيةً حتى و إن تنكرت بشكلٍ آخر .
□ يمثل الشخص الغافل صيداً ثميناً للسماسرة حتى إن كان هذا الغافل شخصاً فقيراً , و هنا فإني أؤكد لكم بأنه من الخطأ الاعتقاد بأن المنفعة الكبرى تكمن في التعامل مع الأثرياء فكثيراً من المعاملات التي تجرى مع هؤلاء تكون معاملاتٍ خاسرة لأنه ما من ثريٍ غافل و لذلك فإن صيد السماسرة الثمين يكون من الغافلين الفقراء-
كانت شركات النقل البحري تربح من الفقراء ركاب الدرجة الثالثة أرباحاً خيالية لأنها كانت تحشرهم كالماشية في أسفل السفن بينما كانت تلك الشركات تخسر مع الأثرياء ركاب الدرجة الأولى-
صحيح أن الأثرياء كانوا يدفعون الكثير من الماء و لكن متطلبات رفاهيتهم كانت تفوق بكثير ما يدفعونه من مال-
الغافل يمثل بالنسبة للسمسار ما يمثله الغزال السمين للصياد و لذلك فإن السمسار يحرص على أن يكون هذا الصيد من نصيبه فيزين له شراء أملاكه الخاصة أو أنه يحاول أن يشتري من ذلك الغافل أملاكه
□ غالباً ما تكون عصبية الانتماء إلى القبيلة أقوى بكثيرٍ من عاطفة الأمومة و لذلك ليس هنالك أتعس من أبناء الأم القبلية المتعصبة لقبيلة أهلها , ولهذا السبب فإن أكبر جريمة يمكن أن يرتكبها أبٌ بحق أبناءه تتمثل في أن يتزوج من قبيلةٍ أخرى امرأة قبليةً متعصبةً لقبيلتها فهذه الأم إما أن تكره أولادها و تهملهم و إما أن تجعلهم ينتمون لمجموعةٍ بشرية لا تنتمي لهم , و لا ينتمي لمن لا ينتمي له إلا العبد .
نظرة المرأة القبلية المتعصبة لقبيلتها و نظرة المرأة العنصرية المتعصبة لعنصرها تجاه الأطفال الذين تنجبهم من رجلٍ لا ينتمي لقبيلتها أو عنصرها تشبه نظرة المرأة المسترجلة العدائية تجاه أطفالها.
■ مبدأ التعويد في التجارة و الإعلام :
إذا افتتحت محلاً تجارياً جديداً غالباً ما يتوجب عليك أن تجذب الزبائن إلى ذلك المحل عن طريق تقديم شيءٍ جديد و مختلف عما يقدمه الآخرين أو من خلال القيام بتخفيضاتٍ مؤقتة , و بعد أن يعتاد الزبائن على ارتياد هذا المحل فإنك تصبح بكل تأكيد غير مضطرٍ لتقديم أية تنازلات وهذا الأمر تماماً نجده في المجال الإعلامي فالمشاهد الشرق أوسطي لم يلاحظ مثلاً بأن القنوات الاخبارية التي يتعبدها ليست أكثر من نسخة مكررة شوهاء مثل آلاف النسخ الشوهاء الأخرى التي تكرر كالببغائات البيان الذي يصدره أسيادها في وكالات الأنباء الأمريكية .
□ في أحايين كثيرة يمكن أن يمتلك المحروم من شيءٍ ما خبرةً في التعامل مع ذلك الشيء تفوق خبرة من يمتلك ذلك الشيء , ربما لأن الحرمان من أمرٍ ما يزيد من اهتمام الشخص بذلك الأمر و البحث فيه.
□هنالك مجتمعاتً مادية طبقية تنظر للشخص الطيب على أنه مجرد ديكور أو خيال مآته و ليس ككائن بشري مكتمل الإنسانية وله متطلبات و احتياجات و مشاعر .
□ انتبه جيداً للبائع الذي يسألك أسئلةٍ من قبيل : هل منزلك بعيد عن المتجر , و البائع الذي يريد أن يعرف ما إن كنت شخصاً مقيماً أو عابر سبيل .
لماذا؟ لأن بعض البائعين إن علموا بأنك لن تستطيع أن تراجعهم أو أنك لن تستطيع
الإساءة إلى سمعتهم في منطقة عملهم فإنهم سيقدمون على غشك بلا تردد.
□ إذا كنت صاحب مشروعٍ تجاري و تعتمد على أشخاص آخرين في التعامل مع الزبائن فاحرص على إنشاء قنوات اتصالٍ للزبائن( بريد الكتروني , أرقام هاتف …) حتى تمكن الزبائن من الاتصال بك بشكلٍ مباشر لأن هنالك صنفاً من الناس لا يكف عن التلاعب و محاولة السرقة في أي مكانٍ يوضع فيه – إن كلمة سيئة من بائعٍ في متجرك قد تجعلك تخسر أفضل زبائنك إلى الأبد.
□ الطيبون هم ملح الأرض – الأشرار و المنافقون و الخائنون جيدون لقضاء السهرات و لعب القمار و الاجتماع في الولائم و المعاملات التجارية غير الشريفة, ولكن الطيبون و الشرفاء هم من نترك أيتامنا لإحسانهم بعد موتنا.
□ هل تريد أن تكتشف شيطاناً : إنه الشخص الذي يريد أن يوقع بينك و بين شخصٍ ما و يريدك أن تقطع علاقتك بذلك الشخص في الوقت ذاته الذي يحتفظ فيه بصداقتك و صداقة ذلك الشخص على حدٍ سواء ولا يفكر أبداً في التخلي عن ذلك الشخص وذلك ليلعب دور الوسيط بين عدوين .
□ إذا أراد خبيثٌ أن يدمر أحمقاً أقنعه بأنه ذكي .
□ من الجيد أن يعتاد الإنسان على عدم قول أشياءٍ يناقضها واقعه , ومن الجيد أن يعتاد الإنسان أن يحترم نفسه إلى درجة لا يقول فيها أشياء تجعل المستمع إليه يقول له في قرارة نفسه : (يالك من كاذب ).
□ إذا كنت شخصاً محسناً و كنت تفكر في الإحسان للمحتاجين و إذا كان بإمكانك أن تقدم الإحسان بشكلٍ مباشر لأولئك المحتاجين فإن أكبر خطأ تقع فيه يتمثل في قيامك بتقديم الإحسان عبر وسيط , لأن بعض وسطاء الخير لا يختلفون كثيراً عن السماسرة بل إن منهم من كان سمساراً بالفعل في وقتٍ من الأوقات.
إن ما يفعله بعض وسطاء الخير يتمثل في أنهم يتسولون باسم أشخاصٍ آخرين و يتاجرون بآلامهم و مآسيهم ثم يرمون إليهم بالفتات بعد ذلك أو لا يرمون إليهم بشيءٍ على الإطلاق .
□إيذاء الحيوانات دليلٌ على وجود نوازع إجرامية عند الشخص لابد من أن يمارسها يوماً ما على البشر .
□ الكذبة مثل درس الجغرافيا الذي يتحدث عن بحيرةٍ ما , أما الحقيقة فهي كالبحيرة الحقيقية التي قمنا فعلياً بزيارتها و تنزهنا بقربها و التقطت ذاكرتنا تفاصيلها الدقيقة ولذلك فإن الكذبة أكثر قابليةً للنسيان و التشويه من الحقيقة .
□كل كذبة تحتاج إلى حمايتها بكذباتٍ أخرى حتى لا تنكشف و لذلك فإن طريق الكذب يبدأ بكذبةٍ واحدة و ينتهي بغابةًٍ من الأكاذيب .
□ هنالك علمٌ رخيص و هنالك علمٌ غالي : العلم الرخيص هو ذلك الذي تجده في الكتب المدرسية و الجامعية وما يدعى بالمراجع العلمية و هو كذلك ما يتحدث به المدرسون في الصفوف (ولكن ليس كلهم) , أما العلم الغالي فهو الدرس الخصوصي الذي يلقيه عليك مدرسٌ خبير لأنه سيقول لك أشياء غير موجودةٍ في الكتب و أشياء لا يقولها لك المدرسون غالباً في الصفوف, أشياء قد تبدو بسيطة و لكنها ستفتح أبواب عقلك بمصراعيها على فهم المادة التي تتعلمها – هذه ليست دعاية مجانية للمدرسين الخصوصيين و لكنها واحدة من حقائق الحياة المرة.
□ من أساسيات عمل السماسرة القدرة على إخفاء تعاليم الوجه و المقدرة على إظهار عدم التأثر , فلو عرضت على سمسار كيلو غرام من الذهب الخالص بمبلغ دولارٍ واحد لأبدى عدم اكتراثه و لقال لك بكل برود : إنه لا يساوي أكثر من ربع دولار , مع أنه في داخله يكاد يحترق شوقاً لإتمام هذه الصفقة .
□ الشخص الذي لا يعترف بالخطأ هو شخص لديه استعدادٌ أكيد لتكرار خطأه و التمادي فيه إلى أقضى الحدود , فإياك أن تربط مصيرك بمثل هذا الشخص .
□أعظم الفنانين :
في كل حي و في كل مدرسة هنالك أولاد رائعون لا يمكن أن ننساهم , إنهم مؤدبون لا يسيئون لأحد ولا يؤذون حيواناً أو نباتاً, إنهم أولاد متوازنين نفسياً و محبوبين من الجميع ,و لكننا ننسى بأن هنالك فنانين حقيقيين يقفون وراء هذه الإنجازات الرائعة و هما الأبوين الذين قاما بتربية هؤلاء الأولاد و كم وددت و كم تمنيت لو كان بالإمكان أن نتعلم من هؤلاء الآباء و الأمهات ذلك الفن الرفيع و الذي أرى بأنه أعظم الفنون و أعني به فن تربية الطفل و كم تمنيت لو كان بالإمكان منح أولئك الآباء و الأمهات جوائز على إنجازاتهم الرائعة تلك .
□ إن خلاص المجتمع من أمراضه الاجتماعية لا يكون إلا بخلاص الفرد من أمراضه و عقده النفسية و أس كل العاهات النفسية يتمثل في تأليه الأجداد وعبادتهم ضمنياً فكل من يؤله أباه أو جده يعني بأنه سيعيد الماضي بكل موبقاته .
إن الخلاص من أمراض الفرد النفسية ومشكلات المجتمع لايتم إلا بأن يمرر الآباء لأطفالهم أفضل الصفات و أن يطرحوا جانباً كل العادات الاجتماعية و القبلية التي لا تستند إلى قيم دينية و أخلاقية فالعادات و التقاليد السيئة هي كالأمراض الخبيثة القاتلة وإن على الآباء أن يختاروا بين أن يعاملوا أطفالهم بالطريقة التي يتمنون لو أنهم كانوا قد عوملوا بها في طفولتهم و بين أن يكونوا كمريض الإيدز الذي ينقل فيروساته التي يحملها للآخرين .
إن علينا أن نترحم على أجدادنا و أن نحتفظ بذكرياتهم لكن علينا ألا نسمح لفيروساتهم و تقاليدهم الاجتماعية و القبلية التي لا تستند إلى منطق أخلاقي أو ديني بأن تقتل مستقبلنا.
□ سبب فشل كثيرٍ من الكتاب أنهم ينسون أنفسهم عندما يكتبون عن موضوعٍ ما و يتصورون بأنهم سماسرة يروجون لبضاعةٍ ما مما يفقد كتاباتهم الشيء الكثير من المصداقية و الموضوعية.
□ الأهم من مضمون النصيحة الطريقة التي يتم بها تقديم النصح لأن أساليب النصح التي تتضمن السخرية أو الاستفزاز أو الانتقاص من قدر من نقدم إليهم النصح غالباً ما تعطي نتائج عكسية فتدفع بمن نقدم لهم النصح إلى العناد و المكابرة .
نحن نقدم نصحاً ضبابياً عمومياً للأشخاص الذين لا يعنينا أمرهم و النصيحة العمومية لا تمتلك قيمةً تطبيقية , فنحن إذا رأينا شخصاً لا يعنينا أمره بلا عمل نصحناه بأن يجد عملاً .
ما هي القيمة التطبيقية لهذه النصيحة؟ … لا شيئ.
أما إذا وجدنا شخصاً يعنينا بلا عمل فإنا نعلمه القيام بعملٍ ما و ندخله إلى سوق المهنة و قد نقدم له المواد الأولية وقد نساعده على تصريف إنتاجه .
النصائح العمومية لاقيمة لها – إننا نقدم النصح العمومي الرخيص للأشخاص الذين لا يعنينا أمرهم لأننا نستسهل كل شيءٍ على أعدائنا و على الأشخاص الذين لا يعنينا أمرهم بينما نستصعب كل شيءٍ على أنفسنا و على الأشخاص الذين يعنوننا .
□ يعبر الأطفال بالأفعال و ليس بالأقوال عما يشعرون به و عما يتعرضون له :
تصرفات الأطفال تكشف حقيقة عائلاتهم .
□ ينافق الغبي و يكذب و يخون دون أن يكون مضطراً للنفاق و الكذب و الخيانة و دون أن ينال أي أجرٍ لقاء ذلك , و يستعبد الغبي نفسه للآخرين بملء إرادته قبل أن يستعبدوه بالقيد و السوط .
□ كثيراً ما يقع إحسان المحسنين على غير المستحقين من المنافقين و أصحاب الأملاك من أدعياء الفقر – ويحدث هذا الأمر حين نقيم الشخص بناءً على مظهره الخارجي و مظهر أولاده الصغار الذي كثيراً ما يكون مظهراً خادعاً ولا ننظر إلى الأمر بناءً على حجم أملاك الشخص الفعلية و ما ينتظره من إرث .
الأثرياء أصحاب الأملاك أدعياء الفقر ممن يأخذون إحساناً لا يستحقونه هم دائماً من الجاحدين لأنهم يعرفون وهم محقون بأنهم لم ينالوا ذلك الإحسان بطيبة قلب المحسن و إنما نالوه بدهائهم و مقدرتهم على التمثيل و ادعاء الفقر .
هنالك كثيرٌ من الفقراء ممن يخفون فقرهم بمظهرٍ أنيق يخفون جوعهم ورائه .
و غالباً ما يتأنق الفقراء الذين نشأوا في مجتمعٍ نسائي لشدة ما تعرضوا له في طفولتهم من ازدراء بسبب مظهرهم الذي كان يدل على فقرهم وذلك قد ولد لديهم ردة فعلٍ عكسية تدفعهم إلى العناية بمظهرهم و مظهر أطفالهم حتى يخفوا فقرهم الذي كان سبب ازدراء الآخرين لهم.
في البيئات التي تسيطر عليها شخصياتٌ نسائية طبقية يجد الفقراء أنفسهم مضطرون دائماً لإخفاء فقرهم ذلك أن الفقر هو العيب الوحيد و الأكبر في المجتمعات النسائية الطبقية .
الغير مستحقٍ للإحسان هو من يبحث عنك أما المستحق الحقيقي للإحسان فعليك أن تبحث عنه بنفسك , وفي المثل الإفريقي فإن الحيي يموت جوعاً لأنه يخفي دائماً جوعه و فقره .
□ الشخصية النسائية هي الشخصية التي لديها استعدادٌ كبيرٌ لأن تتذلل للآخرين كما أن لديها رغبةٌ عارمة في أن تذل الآخرين عندما تسمح ظروفها بذلك.
□ يعتقد كثيرٌ من وسطاء الخير و القائمين على الجمعيات الخيرية بأن أموال التبرعات قد أصبحت ملكاً شخصياً لهم بمجرد أن تصبح بين أيديهم أو بالأصح تحت أقدامهم.
□ لا ليس كافياً أن نمتدح الإنسان الطيب و نشيد بأخلاقه ثم ننساه بعد ذلك – إنه إنسان من لحمٍ و دم و يحتاج إلى مقومات وجودٍ مادية – إنه يستحق الحياة مثله مثل الشرير لابل إنه أولى بالحياة من الأشرار .
□ بتعاملنا المادي مع الأشرار فإننا مسئولين عن زيادة الشر الذي لابد أن يلتهمنا يوماً ما كما تلتهمنا ألسنة النار .
□ أكبر جريمةٍ ارتكبت بحق البحث العلمي أن يفرض على الباحث أن يكون بحثه بحجمٍ معين مما اضطر الكتاب و الباحثين إلى تعلم أساليب الحشو و فنون كتابة المقدمات المملة المطولة التي لا فائدة منها .
□ مجال الدبلوماسية و المراوغة السياسية في الحياة هو الأمور التكتيكية أما مجال الخيانة فهو التفريط في المسائل الاستراتيجية و المبادئ.
□ الكلام المتناقض ينبئ عن شخصيةٍ منافقة أو خائنة.
□ هنالك حالة في علم النفس تعرف بحالة التوحد مع المعتدي وهي الحالة التي يقوم الشخص الخسيس فيها بنقل الضغوط التي يتعرض لها في الوقت الحالي أو التي تعرض لها في الماضي إلى من هم أضعف منه , فمثلاً شخص يتعرض للضرب أو الإهانة من قبل شرطي أو موظفٍ حكومي فيعود للمنزل و يضرب أبناؤه الصغار فيشعر براحة كبيرة بعد ذلك , أو امرأة كانت تتعرض للضرب و الإذلال من قبل والدتها في طفولتها فتقوم بإذلال و ضرب أطفالها .
و لكن هنالك وضعٌ آخرٌ معاكسٌ تماماً لا أعرف له اسماً ( و أتمنى ممن يعرف له اسماً علمياً أن يطلعني عليه) , إنه موقف ذوي النفوس النبيلة الذين قرروا أن يضعوا حداً لهذه الدورة الشريرة و الذين قرروا ألا يحملوا مآسيهم للآخرين , بل الذين قرروا أن يكون المستقبل أفضل من الماضي البشع.
بئس صديقٍ الغبي , تحذره خلسةً لئلا يقع في فخٍ نصبه له عدوه فينتبه إليك عدوه و أنت تحذره وهو غافلٌ عن تحذيراتك .
□أصدقاء الفيل:
يقول الرحالة ابن بطوطة بأن مروضي الفيلة و بعد الإيقاع بالفيل كانوا يقسمون أنفسهم إلى مجموعتين : مجموعةٌ تقوم بضرب الفيل و مجموعةٌ ثانية تتظاهر بأنها تدافع عنه و تدعي صداقته , وبعد عدة معارك وهمية بين هاتين المجموعتين كان الفيل يتبع المجموعة التي تتظاهر بحمايته و صداقته و يصبح مطيعاً لها في كل ما تأمره به – فما لا يمكن الحصول عليه من الفيل بالقوة يمكن القيام به باللين و الحيلة و ادعاء صداقته كذباً .
□في إحدى محاضرات الترجمة الفورية سأل أحد الطلاب السيدة التي تلقي المحاضرة و هي مترجمة محترفة السؤال التالي:
ماذا لو قال الشخص الذي يتوجب علي أن أترجم كلامه كلاماً لم أفهمه و لم أستطع أن أخمن معناه ؟
فأجابته المحاضرة : عندها عليك أن تلجأ إلى الكليشيهات الجاهزة المناسبة للموقف من النوع الذي لن يستطيع أن ينكر قولها و إن لم يقلها , قل مثلاً إنه سعيدٌ بوجوده هنا و أنه لمس نهضة في كافة الميادين و أن المباحثات كانت إيجابيةً و بناءة و مثمرة و أنه يشكر المسئولين على كرم الضيافة و أن هنالك تقارباً في وجهات النظر و أنه يشكر الجهود المبذولة لإنجاح المؤتمر و أن الرؤية مشتركة و أن هنالك تقارباً في وجهات النظر و إن كانت هنالك بعض المسائل العالقة فهي في سبيلها إلى الحل , و ثق تماماً بأنك ستجد في اليوم التالي صحفياً سبقك إلى كتابة هذه الكليشيهات دون أن يقرأ ترجمتك.
و أهم شيء في الترجمة الفورية الصوت الأخنف – الصوت الأخنف دليلٌ على حرفية المترجم و دليلٌ على أنه عاش لفترةٍ ليست بالقليلة في ما وراء البحار .
ثم إنك أيها المترجم مهما كنت كاذباً فإنك لن تكون أكثر كذباً و تفاهةً من السياسي الأجنبي ,
إنك كمترجم تكذب لكي تعيش أما هو فإنه يكذب لكي يقتل .
□ هنالك أشخاصٌ طيبين بحق و هنالك أشخاصٌ يدعون الطيبة و السذاجة و يتخذون منها وسيلةً للوصول إلى أموال الإحسان و طريقة للنفاذ إلى المجتمع و نيل الثقة .
كيف نميز بين الطيبين الحقيقيين و بين مدعي الطيبة و السذاجة؟
الطيبين الحقيقيين يتعاملون بطيبة و تسامح مع جميع الناس ضعفيهم و قويهم , فقيرهم و قويهم , أما مدعي الطيبة فإن طيبتهم لا تظهر إلا مع الأقوياء و الأغنياء .
الطيبين الحقيقيين كثيراً ما يتعرضون للخسائر المادية نتيجة طيبة قلوبهم و تسامحهم و عدم توقعهم للغدر و الخيانة من الآخرين , أما مدعي الطيبة فإن ادعاء الطيبة و السذاجة هو بالنسبة لهم و سيلة و تجارة رابحة و بمجرد إحساسهم بأن ادعاء الطيبة لم يعد يأتي بالنفع عليهم فإنهم سيتوقفون مباشرةً عن تمثيل دور الطيبة و سيظهرون لك وجههم الآخر الدميم الوقح.
إن أموال الإحسان هي خير رباطٍ بين أفراد المجتمع , ولكن تلك الأموال عندما تذهب إلى مدعي الطيبة من ذوي الأملاك و مصادر الدخل المتعددة فإن تلك الأموال لن تحقق تلك الغاية , بل إنها ستزيد من انقسام المجتمع عندما يرى عديم الدخل و الأملاك كيف تنهال المساعدة على غير مستحقيها.
و إذا كنت تقدم المساعدة و أموال الإحسان لغير المستحقين انطلاقا من مبدأٍ ديني فإن جميع ما دفعته لغير المستحقين لن يبرئ ذمتك المالية من الناحية الدينية مهما بلغ حجم تلك الأموال.
■ من مبادئ ” جو جيرارد ” في التجارة و التسويق التجاري:
□ متوسط عدد الأشخاص الذين يقابلهم الشخص الاعتيادي بشكلٍ دوري هو 250 شخص وهم أقارب الشخص و جيرانه و أصدقائه و زملائه في العمل – الصفقة الرابحة بالنسبة للوسيط التجاري الناجح هي الصفقة التي ترضي العميل بحيث يقوم هذا العميل بعمل دعاية مجانية لدى هؤلاء ال 250 شخص الذين يعرفهم , كما ان ذلك العميل سيقوم بإجراء صفقات مستقبلية أخرى مع ذلك الوسيط التجاري و في حال حدوث عكس ذلك , أي عند شعور العميل بالغبن فإنه سيقوم بالتشهير بذلك الوسيط التجاري عند هؤلاء ال 250 شخص .
□ العملاء الذين سبق لهم أن تعاملوا معك في الماضي و كانوا راضين عنك سيصبحون عملاء مستقبليين أكيدين و سيجرون صفقاتٍ أخرى , لأن الناس يفضلون القيام بتعاملاتٍ آمنة مضمونة و يتجنبون المخاطرة .
□ كلما ازداد حجم نشاطك الدعائي ازداد حجم مبيعاتك , فإذا تضاعف حجم نشاطاتك الدعائية فإن حجم مبيعاتك سوف يتضاعف.
□ اعمل بذكاء و ليس باجتهاد لأن الاجتهاد لا يفيد إذا كان نهج العمل غبياً.
□ أن تخسر يوم عمل خيرٌ لك من ان تخسر ما بنيته طوال سنين وخيرٌ لك من أن ترتكب خطأً فادحاً تدفع ثمنه غالياً , و لذلك خيرٌ لرجل الأعمال إذا كان مزاجه سيئاً أن يقضي يومه في منزله أو في أي مكانٍ آخر من أن يذهب للعمل بمزاجٍ سيئ .
□ العميل الذي يقوم بأنه سيعود لاحقاً فإنه غالباً ما يقصد بقوله هذا بأنك لن تراه ثانيةً.
□ تطلب المؤسسات من مندوبي مبيعاتها في حال فشلهم في إقناع الزبون في عقد صفقة ما ان يحيلوا هذا الزبون إلى مندوب مبيعاتٍ آخر ذو طبيعة و شخصية مختلفة عن طبيعة المندوب الأول كإجراءٍ أخير و قد أثبتت هذه الطريقة فاعليتها .
□ يخاف معظم العملاء من الوسطاء التجاريين الذين يرتدون ملابس باهظة الثمن لأنهم يعتقدون بان اولئك الوسطاء التجاريين يقومون بالبذخ من الأموال التي سيسلبونها من عملائهم بغير وجه حق و لذلك فإن على الوسيط التجاري ان يتجنب ارتداء الملابس و الساعات الفاخرة , كما أن عليه ان يتجنب حمل الهواتف المحمولة الباهظة الثمن.
□ يمكن أن تقول للزبون المتردد : بإمكانك السؤال عن الأسعار في السوق و انا مستعد لأن أقدم لك سعراً أدنى بألف دولار (مثلاً) من ادنى سعر ستحصل عليه .
و هنا هنالك احتمالين :
الاحتمال الأول أن يكون حظ هذا العميل سيئاً بحيث لا يصادف أثناء سؤاله عن الأسعار إلا سماسرة مغالين و عندها ستتمكن فعلياً من منحه سعراً يقل بألف دولار عن أدنى سعر سيعرضه عليك أولئك السماسرة .
الاحتمال الثاني ان يكون حظه جيداً بحيث يحصل فعلياً على أسعار متدنية و عندها لن تتمكن من منحه التخفيض الذي وعدته به عن أدنى سعر عرض عليه و لن يكون أمامك عندها حتى لا تظهر بمظهر الكاذب إلى أن تعتذر منه و أن تقول له معترفاً بأنك عندما عرضت عليه ذلك التخفيض لم تكن تتصور بأنه بهذه المهارة و الحرفية في الشراء و بدلاً من أن ينظر إليك العميل كشخصٍ لا يفي بعهوده فإنه سيتفاخر أمام أصدقائه بما قلته عنه .
□ يمكن ان تحوي السلعة عيباً مصنعياً واحداً و إذا كان العميل سيئ الحظ فمن الممكن أن تجتمع عدة عيوبٍ مصنعية في منتجٍ واحد و إذا لم يتم تدارك هذا الأمر و التعامل معه بأسلوبٍ لائق فإن سمعة الشركة المصنعة و سمعة المنتج كلها ستكون على المحك.
إياك ان تقلل من الأذى الذي يمكن أن يتسبب به شخصٌ مغبون يشعر بأنه تعرض للخداع – مهما كنت قوياً و مهما كان العميل ضعيفاً فأعظم النار من مستصغر الشرر – لا تحقرن صغيرةً إن الجبال من الحصى .
إذا كنت من منكري وجود الحسد و السحر والأرواح الشريرة فإنك ضحية سهلة المنال لمن يستخدم هذه الوسائل :
فالشرير لا يدفع ثمن خدمة لا تحقق له أية نتائج , فعندما يذهب الخبيث إلى
الساحر و يطلب منه أن يؤذي عدواً له و يدفع لقاء ذلك مئات الدولارات فإنه لن يعاود
الكرة مالم يحصل على نتائج مرضية تساوي قيمة الدولارات التي دفعها للساحر , فما
بالك بمن استمر في التعامل مع السحرة طيلة عقودٍ من الزمن واستمر أبناؤه من بعده
في التعامل مع السحرة هذا من جهة ومن جهةٍ أخرى فإنك إذا تكلمت في أي منتدى عن
الأرواح الشريرة و إمكانية تسخير هذه الأرواح بغية الحصول على المعلومات أو التسبب
في الأذى للآخرين فسيقف دائماً أحدهم ويقول لك متحدياً : لماذا إذاً لا تستخدم أجهزة
الاستخبارات العالمية هذه الأرواح الشريرة ؟؟ ولعل هذا الشخص وأمثاله لا يعلمون
أن الولايات المتحدة وما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي كانا طوال الحرب الباردة يستخدمان
أصحاب القوى الخارقة و الأشخاص الذين يتميزون بمقدرة على الاتصال بالأرواح حتى
يكتشفوا مواقع قواعد الصواريخ لدى الجانب الآخر , وكان هذا الاستخدام يتم ضمن إطار
ما يدعى بعلم الباراسايكولوجيا أو علم الظواهر الخارقة , ويمكنك أن تبحث في محركات
البحث العالمية عن موضوع تسخير أجهزة الاستخبارات للأرواح
الشريرة ( الشياطين) وأعتقد بأنك ستحصل على نتائج مبهرة لبحثك هذا , علماً أن كثيراً
ممن ينكرون وجود مثل هذه الأشياء هم ممن يستخدمون
السحر , وهذا أمرٌ معهودٌ لدى بني البشر فإخفاء السلاح يزيد من فعاليته , وأكثر أشكال الأذى
حرفيةً هو الأذى الذي ترى نتائجه دون أن تعرف أسبابه.
لإحداث الأذى فإن المشعوذ يستخدم أرواحاً شريرة على درجةٍ ما من القوة ( غالباً ما تتناسب قوة الأرواح الشريرة التي يستطيع المشعوذ استخدامها مع درجة تمكن هذا المشعوذ من السحر ) , و عندما تذهب لساحرٍ ما ليخلصك من الأرواح الشريرة التي سلطها عليك ذلك المشعوذ فإن هذا الساحر يستخدم أروحاً شريرة أقوى من الأرواح الشريرة المسلطة عليك لتطردها , و هنا تكمن المشكلة,حيث أن هذه الأرواح تحل مكان الأرواح التي كانت مسلطةً عليك و تصبح بحاجةٍ إلى أرواح أخرى أشد قوةً منها لتطردها , و لذلك فإن الحل الحقيقي لهذه المعضلة تتمثل في اللجوء مباشرةً إلى الإله القاهر .
أما الحسد فهو مفهومٌ سلبي موجود في معظم الحضارات البشرية و هنالك ثلاث نقاط تتعلق
بالحاسد الأولى هي أنه ليس جميع الناس قادرون على الحسد والثانية أن معظم الحساد غالباً ما يحسدون البسطاء و الفقراء على النعم البسيطة أكثر مما يحسدون الأثرياء ولا أعرف لذلك
سبباً لكنني أعتقد بأن الأثرياء يتميزون بمستوىً أعلى من الحصانة و هذه الحصانة التي تصد
الحساد وتخسئ أبصارهم , أما النقطة الثالثة فهي أن الحاسد يتميز بنظرةً تختلف عن نظرة
الشخص العادي و خصوصاً عندما يتكلم عن الشخص أو الشيء موضوع الحسد أو عندما
يوجه طاقة الشر الموجودة في عينيه حيث نلاحظ جحوظ عينيه و تجمدهما بشكل غير طبيعي
كما نلاحظ تركيزه العالي و تجمده لبرهة من الزمن أثناء توجيه طاقة الشر تجاه الشخص أو
الشيء موضوع الحسد.
أشهر أقوال الكتاب والفلاسفة والشعوب عن الحرية
□احذر من التحرك برأس المال ومن التصرف بالعقار أو البنية التحتية بقصد دخول مجالٍ
جديدٍ من مجالات العمل لا خبرة لك به و بخفاياه
ويكفيك التحرك بالأرباح لأن مقدار الربح هو المقدار الآمن للقيام بالمغامرة التجارية سواء
بالتوسع غير المحسوب في النشاط ذاته الذي تمارسه , أو الدخول في
مجالاتٍ جديدةٍ تجهل خفاياها , أما التحرك برأس المال أو البنية التحتية
فهو مجرد مقامرة , و اعلم أن كل مجالٍ لم تمارسه بشكلٍ عملي على
أرض الواقع هو مجالٌ مجهول بالنسبة لك مهما قرأت أو استشرت عنه.
□ ابحث عن الإنسان النظيف و الطيب في كل ميدان من ميادين الحياة و إذا عثرت على
هذا الإنسان فتمسك به وحافظ عليه واحذر من التعامل مع قليلي الضمير لأن التعامل مع
أمثال هؤلاء يؤدي إلى نتائج كارثية , فطبيب الأسنان اللامبالي مثلاً قد يهمل تعقيم أدواته
وقد يعيد استخدام الحقنة ذاتها و بذلك فقد يتسبب في إصابة المريض بأحد الأمراض
القاتلة , وقليل الضمير لن يقول لك بأنه بلا ضمير , لكن عليك أن تكتشف هذه السمة لديه
من خلال ملاحظة تصرفاته .
□الجمود خيرٌ من التحرك غير المحسوب :
هنالك نمطين من التحرك , النمط الأول هو التحرك الواقعي و الواعي وهو التحرك القائم
على دراسةٍ موضوعيةٍ دقيقة للظروف الموضوعية و القائم كذلك على معرفة الإنسان
الواقعية لقدراته الذاتية , أما النمط الثاني من أنماط التحرك فهو ذاك القائم على الجهل
والخيال والوهم و التوهم ومبالغة الإنسان في ثقته بنفسه وبقدراته , وهذا النوع من التحرك
لايمكن أن يوصف إلا بأنه مشروع انتحار , وللأسف فإن ضحايا التفاؤل هم أكثر بالآف
المرات من ضحايا التشاؤم , وليس المهم هنا أن نفكر أو ألا نفكر , وليس مهماً مستوى عملية
التفكير لدينا , لكن المهم في الموضوع هو مقدار البيانات الصحيحة المتوفرة لدينا ,
فأعظم العقول وأكثرها استغراقاً في التفكير لا يمكن أن تصل إلى نتيجةٍ صحيحة إلا إذا
كانت البيانات الأولية المتوفرة لديها هي بياناتٌ صحيحة.
□ عقوق الوالدين :
في كثيرٍ من الأحيان يستحق الوالدين عقوق أبنائهم لهم وذلك عندما يقوم اولئك الآباء
بتعليم الأبناء منذ الطفولة أن قيمة الإنسان مرتبطة بحجم علاقاته الاجتماعية و مرتبطة
كذلك بمستوى هذه العلاقات و مقدار الثروة التي يمتلكها هذا الإنسان , لذلك فإن من
الطبيعي جداً بالنسبة للابن الذي نشأ على هذه الأفكار أن يرمي أبويه في أقرب مأوىً
للعجزة عندما يفقدان قيمتهما الاجتماعية و المالية , بعد أن يتسلم زمام الأمور المالية
و الاجتماعية منهما و بعد أن يستحوذ منهما على كل أوراق اللعبة و يتقن جميع
فنونها و أسرارها.
ثقوا تماماً أن أولئك الأبناء لو كانوا قد نشأوا على الرحمة والعطف لما فعلوا ذلك.
□ إذا كنت شخصاً ً غير متعجرف و غير مؤذٍ و كنت لا تستغل حاجة أحد
ولتبتز أحداً و لا تستفز أحداً ولا تتكبر على أحد ولا تعتدي على أحد ومع
ذلك كنت شخصاً منبوذاً و مكروهاً ممن حولك فاعلم بأن هنالك شيطاناً بشرياً يوقع
بينك وبين الآخرين ويحرضهم ضدك , حاول أن تعرف ذلك الشيطان البشري
حتى تعرف كيف تتصرف تجاهه , علماً أن سؤال الناس عما إذا كان هناك من يوقع
بينك و بينهم غالباً ما لا يؤت أية نتائج لأن معظم الناس يحرصون على إخفاء شخصية المحرض.
□ هنالك نوعين من الخديعة التي يمكن للإنسان أن يتعرض لها , النوع الأول
هو أن تتعرض للخديعة وأنت تعرف بأن هنالك من يخدعك لكنك لا تملك حيلةً تجاه
هذا الأمر, كما يحدث عندما يتفق التجار على احتكار أو رفع أسعار سلع معينة
أما النوع الثاني من الخديعة فهو أن تتعرض للخداع دون أن تعرف
أنك إنسانٌ مخدوع , وهذا النوع أشد خطراً من النوع الأول لأنك عندما لا تعلم
بأنك إنسانٌ مخدوع فإنا لن نحاول الخروج من دائرة الخداع , كما أننا لن
تفعل ذلك مهما أتتنا من فرصٍ ,و هذا النوع من الخداع يكبر و يتغول
مع مرور الوقت حتى يصبح جزءاً من حياتنا .
□احذر الأشخاص الذين يحبون مشاهد الموت و المشاهد المؤلمة حتى و إن كانوا يظهرون أسفهم لتلك المشاهد أو ينطقون ببعض عبارات الأسف لأن الشخص الذي يحب تلك المشاهد هو شخص سادي محب للتعذيب أو أنه في أفضل الظروف شخص عديم الإحساس .
لا تكترث أبداً لعلامات الأسى و الأسف التي يرسمونها على وجوههم و لا تكترث لعبارات الأسف الرخيصة التي ينطقون بها عند مشاهدة تلك المناظر فهم يستمتعون في أعماقهم بمرأى تلك المشاهد .
□ في العائلات المفككة نجد أحياناً شخصاً خبيثاً يحتفظ بعلاقات طيبة مع جميع أفراد العائلة ولا يمكن لشخصين أن يجتمعا إلا بمعرفته .
إن هذا الشخص يعتاش على إشعال الفتن في كل مكان يوجد فيه بحيث يصبح نقطة الاتصال الوحيدة في ذلك المكان و مما لاشك فيه أن أي شخص سيحصل على مكاسب كبيرة إذا كان يمثل نقطة الاتصال الوحيدة بين بين مجموعة متنافرة و متناحرة من الناس .
ولكن احذر من أن تخلط بين هذا الشخص الخبيث و بين أشخاص طيبين استطاعوا بطيبتهم و إخلاصهم أن يكسبوا ثقة مجموعة متنافرة من الناس و أصبحت لديهم مكانة محترمة لدى الآخرين.
□ هل يمكن للسمعة الطيبة أن تكون نقمة على الإنسان ؟
على الأشخاص الطيبين ذوي السمعة الحسنة أن ينتبهوا جيداً إلى أن السمعة الحسنة قد تكون مجلبةً للأشرار فالمرأة المستبدة المسترجلة تبحث عن رجل طيب حتى تذله وتمارس طغيانها عليه وهي بالطبع لن تقوى على فعل ذلك مع رجل شرير , كما أن الرجل المتسلط يبحث عن امرأة طيبة حتى يذلها و هو بالطبع لن يقوى على فعل ذلك مع امرأة متسلطة .
ماذا يريد الله؟ تعرف على تعاليم وغايات أبرز خمس ديانات
□ تعلم أن تحكم على الناس من خلال أفعالهم و ليس من خلال أقوالهم و لا من خلال ما يقال عنهم .
إذا سالتني ” متى سيكف الناس عن خداعي ؟ ” سأجيبك بأن هذا سيحدث عندما تتعلم أن تغلق أذنيك و أن تفتح عينيك و عندما تتعلم أن أكثر من 80% من معارف الإنسان الصحيحة يحصل عليها عن طريق بصره و ليس عن طريق أذنيه , فالأذنين هما ألد أعداء الإنسان أما العينين فهما أصدق أصدقائه فلا تكذب عينيك كرمى لأذنيك و احذر أن ترى الحياة بعيني شخص آخر و إذا كانت لديك هذه العادة فاقمعها بشتى الوسائل ولا تسمح لأي كان بأن يؤول لك ما تراه عينيك كما يحلو له .
□ أعلى درجات الشر أن يتمكن العدو من قتلك و أنت لازلت على قيد الحياة أي أن يجعل منك ميتاً حي أو حياً ميت وذلك بقتلك نفسياً و اقتصادياً و اجتماعياً .
□القتل النفسي : هو التدمير المنهجي لنفسية إنسان واقع تحت السلطة المطلقة للعدو – مثلاً الطفل الواقع تحت سلطة زوجة أب أو زوج أم عديمي الضمير أو سلطة أبوين عديمي العاطفة أو أبوين مصابين بأمراض و عقد نفسية , و كل طفل أو كبير واقع تحت سلطة شخص عديم الضمير .
القتل الاقتصادي : ذكرت سابقاً أن القتل النفسي يتطلب حكماً الوقوع تحت سلطة العدو المباشرة لذلك فإن معظم الأعداء لا يتمكنون من ممارسة القتل النفسي لذلك فإنهم يمارسون نوعاً آخر من القتل يؤدي حتماً إلى الموت النفسي وهو القتل الإقتصادي و يقوم هذا النوع من أنواع القتل على التضييق و الإقصاء الإقتصاديين و المقاطعة الاقتصادية .
إن القتل الاقتصادي كما ذكرت سابقاً يؤدي إلى القتل النفسي و بالمثل فإن القتل النفسي يؤدي إلى القتل الاقتصادي لأن الشخص المقتول نفسياً يصبح عاجزاً عن التعامل مع الاخرين بشكل سوي غير خاسر .
القتل الاجتماعي : إذا تمكن شخص ما من قتلك اقتصادياً فقد قتلك اجتماعياً لأن محافظة الإنسان على كيانه الاجتماعي يتطلب توفر حدٍ أدنى من الكينونة المالية كما أن القتل النفسي يؤدي كذلك إلى القتل الاجتماعي لأن الإنسان المقتول نفسياً لايمكن أن يقيم علاقات اجتماعية سوية مع الآخرين .
تشويه السمعة كذلك هي إحدى وسائل القتل الإجتماعي و الاقتصادي .
□ في فترة زمنية ما لايمتلك جميع الناس القوة ذاتها فتوزع القوة و الثروة يختلف من وقت لآخر , لكن بعض قصيري النظر يعتقدون عندما تهب رياحهم بأنهم هم خاتمة التاريخ فيستغلون قوتهم المؤقتة إلى أقصى درجة .
و المشكلة اننا ننسى الأشخاص الذين قمنا بظلمهم و سلب حقوقهم لكنهم لا ينسوننا و في الحياة ليس هنالك شخص ضعيف لا يستطيع رد الإهانة ولا يستطيع استرداد حقه المسلوب ولكن هنالك شخص ينتظر الظروف المناسبة للقيام بذلك أي أن ردة فعله ستأتيك بعد حين في المكان و الزمان الذين يختارهما هو و في الظروف التي تناسبه هو و ليس في المكان و الزمان الذين اخترتهما أنت لإهانته أو لسلب حقه ,أي الظروف التي كانت مناسبة لك.
□ إن أنجح الزيجات هي تلك التي تتم بين أزواج كانوا يعرفون بعضهم البعض منذ الطفولة لأن مرحلة الطفولة هي المرحلة التي يظهر فيها الإنسان على حقيقته دون تمثيل أو تصنع .
أما معظم الزيجات الفاشلة فقد كانت نتيجة تمثيل طرف ما على الطرف الآخر أو تمثيل الطرفين على بعضهما البعض في فترة الخطوبة ( ادعاء الفتاة للخجل و الحياء و ادعاء الشاب للثراء) .
□ إن أخطر ما يمكن لعدو ما ان يقوم به ضدك يتمثل في أن يجمع الناس على عداوتك و أن يجعل منك عدواً مشتركاً للآخرين .
□ نوبات الغضب ليست حالة عابرة من حالات الإنسان بل إنها مقياس حقيقي للؤم.
□من الطبيعي ان يوالي الأولاد للأب و الأم على حد سواء و من الطبيعي ان ينال أحد الوالدين قدرُ أكبر قليلاً من الولاء , لكن البشع أن يجعل أحد الوالدين من الولاء له أمراً مطلقاً فالمرأة المسترجلة المتسلطة تستخدم وسائل القوة و الإرهاب حتى تحصل على ولاء مطلق من ابنائها و كذلك يفعل الرجل المتسلط بحيث يصبح الطرف الاخر بلا قيمة , كما أن الرجال و النساء الذين ينتمون إلى جماعات عرقية أو قومية أو دينية أو مذهبية مغايرة للطرف الآخر يحاولون الحصول على ولاء الأولاد المطلق بحيث يلغون أي تأثير أو وجود للطرف الآخر .
□ الأخ الكبير ما بين طائر الوقواق و الحارس الأمين
الأخ الكبير إما أن يربى كحارس أمين لإخوته و هذا ليس أمراً سيئاً بالطبع , و إما أن يكون كفرخ طائر الوقواق الذي يرمي ببقية الأفراخ من العش لأنه لا ينظر إلى إخوته ( الافتراضيين ) إلا كمنافسين و أعداء لا أكثر ولا أقل .
لقد ذكرت سابقاً أن تربية الإخوة الكبار كحراس أمينين هو أمر جيد , كما أن تربية الأخوة الكبار كفرخ طائر الوقواق هو أمر بالغ السوء , لكن هنالك أمر بشع آخر وهو تربية الأخ الكبير ككلب حراسة لإخوته , وقد تسألني ما البشع في ذلك فأقول لك إن تربية شخص ما ككلب حراسة يتطلب حدوث الأمور التالية :
• زراعة الكراهية في ذلك الشخص تجاه كل الناس باستثناء الأشخاص الذين يقوم بحمايتهم و بالتالي فإن هذا الشخص يصبح شخصاً كريهاً لا يحسن إقامة العلاقات الاجتماعية السوية .
• حرمان ذلك الشخص من طفولته و تحويله من طفل أو فرد في عائلة إلى مجرد كلب حراسة .
• استنفاذ طاقاته قبل الأوان و تحميله مسئوليات لا يتوجب عليه حملها .
□ يفرح كثير من التجار و السماسرة عندما يتمكنون من خداع زبونٍ ما ولكنهم لو علموا بمقدار السمعة السيئة التي كسبوها ولو علموا بمقدار التعاملات المستقبلية التي خسروها و التي كان ذلك الزبون سيجريها معهم لو أنهم سلكوا معه سلوكاً شريفاً لانقلب سرورهم إلى تعاسة أكيدة , كما يسر الكثيرين عندما لا يعيدون شيئاً ما قد أعارهم إياه أحد أصدقائهم أو عندما يعيدونه إليه تالفاً و لو علموا بمقدار الأشياء الجميلة التي أخفاها عنهم أصدقائهم بعد ذلك التصرف لانقلب سرورهم إلى ندم .
لو علم الجاحد بمقدار الأشياء التي حرمه جحوده منها لتخلى عن جحوده .
لطول المادة قسمناها لثلاث أجزاء
أدناه رابط الجزء الثالث من أقوال ( قبل أن يدمرك الأشرار) https://azamil.com/?p=35727