لا يكف فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» عن مفاجأتنا، بغموضه وتنوع عوارضه وغموضها، ما ادى لتعارض استنتاجات الاطباء حول طبيعة الفيروس وأثاره على صحة الملايين.
وقد سجل العالم الاثنين أول حالة وفاة بكورونا بعد إصابة ثانية بالفيروس، فيما أُخضع مصاب شاب للتنفس الصناعي بعد إصابته للمرة الثانية، في ظاهرة باتت تقلق الاطباء وخاصة فيما يتعلق مدى نجاح اللقاحات مستقبلا في مقاومة الفايروس، فيما ذكرت بحوث ان الاجسام المضادة محدود.
فالدراسة الحديثة التي نشرتها دورية «لانسيت» العلمية، خلصت إلى إمكانية معاودة الفيروس التاجي إصابة المتعافين منه مجددًا، الأمر الذي يثير التساؤل حول مدى المناعة التي يكتسبها الجسم بعد مروره بالإصابة وحتى التعافي.
وهناك العديد من الحالات بالفعل التي أصيبت بالفعل أكثر من مرة، لكن العلماء كانوا يشيرون في الماضي إلى أن هذا يقف في الواقع على حقيقة «الطفرة» التي يتعرض لها الفيروس نفسه، وأن الأجسام المضادة يمكنها التغلب عليه فقط في حال كان الفيروس مماثل لما أصيب به الشخص سابقًا.
وفي تقرير منشور بالنسخة الإنجليزية من موقع DW الألماني، بحثت دراسة حالة حديثة حول الدليل الجيني لتكرار العدوى بفيروس SARS-CoV-2، المسبب لفيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، فرص تطوير المناعة للمرضى في حال تفاقم الموجة الثانية للفيروس التاجي.
بعد تقديم النتائج التي توصلوا إليها حول رجل يبلغ من العمر 25 عامًا من مقاطعة واشو في ولاية نيفادا الأمريكية ثبتت إصابته بفيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، مرتين في غضون بضعة أشهر، كتب الباحثون: «هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتقييم ردود الفعل المناعية في المختبر بعد عودة العدوى».
المرة الثانية أشد
وبحسب الموقع الألماني، لا تؤكد الدراسة فقط أن الشخص يمكن أن يصاب للمرة الثانية خلال فترة زمنية قصيرة، بل وجدت أن الأعراض يمكن أن تكون أسوأ بشكل ملحوظ في المرة الثانية.
أصيب مريض نيفادا بالفيروس لأول مرة في أبريل 2020، وجاءت نتيجة فحصه سلبية لمرتين، لكن في يونيو، سعى للحصول على الرعاية بعد إصابته بالحمى والصداع والدوخة والسعال والغثيان والإسهال، ثم جاءت نتيجة الفحص إيجابية في المستشفى، وقد تعافى منذ ذلك الحين من الإصابة الثانية وعاد إلى المنزل.
وكتب مؤلفو الدراسة: «التعرض السابق لـ SARS-CoV-2 قد لا يضمن المناعة الكاملة في جميع الحالات»، إذ يجب على جميع الأفراد، سواء تم تشخيص إصابتهم مسبقًا بـ كوفيد-19 أم لا، اتخاذ احتياطات مماثلة لتجنب الإصابة بفيروس كورونا.
كما أوصى المؤلف الرئيسي للدراسة، مارك باندوري، من مختبر الصحة العامة بولاية نيفادا بجامعة نيفادا، على أساس الدراسة، أنه حتى الأشخاص المصابون يجب أن يستمروا في التباعد الاجتماعي، وارتداء أقنعة الوجه وغسل اليدين بشكل متكرر.
وقال: «لا يزال هناك الكثير من الأمور المجهولة حول عدوى كوفيد-19 واستجابة الجهاز المناعي، لكن نتائجنا تشير إلى أن الإصابة السابقة بفيروس كورونا المستجد قد لا تحمي بالضرورة من العدوى في المستقبل.
وأضاف باندوريد أنه «من المهم أن نلاحظ أن هذه نتيجة فردية ولا توفر إمكانية تعميم هذه الظاهرة»، وبينما هناك حاجة إلى مزيد من البحث، يمكن أن يكون لاحتمال الإصابة بالعدوى آثار كبيرة على فهمنا لمناعة كوفيد-19، خاصة في حالة عدم وجود لقاح فع
شاب عمره 25 عاما يصاب للمرة الثانية
وذكر موقع “فيلت” الالماني أن رجلا في الولايات المتحدة الأمريكية أُصيب في غضون شهر ونصف فقط مرتين بفيروس كورونا المستجد ـ ومسار إصابته الثانية كان أصعب من المرة الأولى.
واستند الموقع على دراسة منشورة اليوم الثلاثاء (13 أكتوبر/ تشرين الأول 2020) في مجلة.The Lancet Infectious Diseases
وحسب الدراسة كان من الضروري نقل الرجل البالغ 25 من عمره من ولاية نيفادا بعد العدوى الثانية إلى المستشفى وتم إخضاعه للتنفس الصناعي. والرجل حصل على العدوى حسب الدراسة من صنفين مختلفين للفيروس.
وفي هذا البحث يتم ذكر أربع حالات إضافية عالميا أصيب فيها أشخاص للمرة الثانية بفيروس كورونا. وهذه الحالات تم ضبطها في بلجيكا وهولندا وهونغ كونغ وإكوادور.
ولا يُعرف إلى حد الآن ما مدى طول مدة المناعة بعد الإصابة الأولى بالفيروس المستجد، كما شرح مؤلف الدراسة، مارك باندوري. لكن البحث يكشف أن إصابة أولى لا تقي بالضرورة من إصابة ثانية.
وهذا يبين أنه يجب على من كانت نتيجة الاختبار لديه إيجابية “اتخاذ مزيد من إجراءات الحذر” بينها التباعد الاجتماعي من أشخاص آخرين ووضع الكمامة والغسل المنتظم لليدين.
من يتماثل للشفاء بعد إصابته بكورونا يُعتبر للوهلة الأولى محصنا. ولا توجد سوى حالات نادرة تكون نتيجة الاختبار إيجابية لأشخاص كانوا مصابين بكورونا. بيد أن حالة شاب في الـ 25 من عمره أخذت مسارا مقلقا في المرة الثانية.
أصبحت امرأةّ مسنةّ في هولندا، تبلغ من العمر 89 عاماً، أول شخص يُتوفى بعد أن تتكرر إصابته بفيروس كورونا. بعد أن عانت من نوع نادر من أورام الغدد الليمفاوية اللاهودجكينية في نخاع العظم يُسمى “الغلوبيولين الكبروي في الدم المنسوب لفالدنشتروم”، ما أضعف جهاز مناعتها.
وفق تقرير لصحيفة The Telegraph الثلاثاء 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، فإن الباحثين الذين نشروا نتائج بحثهم في دورية جامعة أوكسفورد، أكدوا أن السيدة جاءت ابتداءً لقسم الطوارئ وهي تعاني من حمى شديدةٍ وسعالٍ قبل أن تأتي نتائج فحصها لفيروس كورونا إيجابيةً، كما سُمح لها بالخروج بعد خمسة أيامٍ وكانت حالتها مستقرةً إلا من إعياءٍ مستمرٍ، بينما اختفت بقية الأعراض تماماً.
المرضى يفرزون أجسام مضادة..لبضعة أشهر فقط!
خلصت دراسات أولية أجريت في الصين وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى إلى أن المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد يطورون أجساماً وقائية مضادة للفيروس كجزء من النظام الدفاعي لجهاز المناعة في الجسم، لكن يبدو أن تلك الأجسام لا تظل فعالة سوى لبضعة أشهر فقط. دانييل ألتمان، أستاذ علم المناعة من جامعة (إمبريال كوليدج لندن) قال إن “تأثيرها (الأجسام الوقائية المطورة ذاتياً) في الغالب يخبو سريعاً”.
خياران أمام مطوري اللقاح
يقول الخبراء إن الضعف السريع للمناعة يثير مشكلات كبرى أمام مطوري اللقاحات، وأمام سلطات الصحة العامة كذلك ممن يسعون لنشر تلك اللقاحات لحماية رعاياهم من موجات تفشي الوباء في المستقبل. وقال ستيفن جريفين، أستاذ الطب المساعد في جامعة ليدز: “لكي تكون اللقاحات فعالة في الحقيقة، فإن هناك خيارين: إما الحاجة لتطوير حماية أكثر قوة وأطول أمداً … أو أن يجري الحصول على اللقاح بانتظام”.
شركات الأدوية في ماراثون
تسعى أكثر من 100 شركة وفريق بحثي لتطوير لقاحات، ومن بينها 17 لقاحاً على الأقل تجري تجربتها حالياً على البشر. وأعلنت شركة “موديرنا” الأميركية الثلاثاء (15 تموز/يوليو 2020) أنّ التجارب السريرية ستدخل المرحلة النهائية في 27 تموز/يوليو. وبذلك تكون “موديرنا” أول شركة تبلغ هذه المرحلة. وأعلنت روسيا أنها أكملت التجارب السريرية الأولى للقاح تجريبي اختُبر على البشر على أن تُنجز بالكامل بنهاية تموز/يوليو.
حددت دراسة جديدة أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة هارفارد ومستشفى ماساتشوستس العام (MGH) المدة التي تستغرقها مناعة فيروس كورونا 2 لدى الناجين من COVID-19.بأربعة أشهر
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين نجوا من مرض COVID-19 الحاد لديهم استجابات مناعية طويلة الأمد ضد -CoV-2.
تسلط الدراسة ، التي نُشرت في مجلة Science Immunology ، الضوء على استجابة الجسم المناعية ضد COVID-19. كما أنه يوفر الأمل في أن الأشخاص المصابين بفيروس -CoV-2 سيطورون حماية دائمة ضد الإصابة مرة أخرى.
الأجسام المضادة تستمر 4 أشهر
للوصول إلى نتائج الدراسة، جمع فريق البحث عينات دم من 343 مريضًا مصابًا بفيروس -CoV-2 ، وكان معظمهم يعانون من حالات خطيرة، وتم الحصول على عينات الدم هذه لمدة تصل إلى 4 أشهر بعد ظهور الأعراض.
قام الباحثون بعزل بلازما الدم ووضعوها على أطباق مختبرية مغلفة بـ RBD لبروتين السنبلة، ثم قاموا بتحليل كيفية ارتباط أنواع مختلفة من الأجسام المضادة في البلازما بـ RBD، و تمت مقارنة نتائج الدراسة مع عينات الدم التي تم جمعها من 1548 شخصًا قبل الجائحة.
أظهرت نتائج الدراسة أن مستويات الجلوبولين المناعي G (IgG) ظلت مرتفعة في مرضى COVID-19 لمدة 4 أشهر وكانت مرتبطة بوجود أجسام مضادة واقية معادلة، والتي أظهرت انخفاضًا طفيفًا في النشاط بمرور الوقت.
وخلص الباحثون إلى أنه من المرجح جدًا أن يتمتع الأشخاص بالحماية لمدة 4 أشهر، مما يدل على وجود استجابات أساسية للأجسام المضادة لـ COVID-19.