‘إعلان شركة فايزر عن اللقاح الذي يحمي الناس من العدوى بقوة، هو خبر سار، ولكن ماذا قال الخبراء عن فعالية لقاح فايزر ضد فيروس كورونا؟ وهل أن نجاحه سيكون خبرا سارا للقاحات أخرى يتم تطويرها ضد الوباء؟
وقالت شركة “فايزر” إن لقاحها المرشح فعال بنسبة تزيد عن 90٪ في منع العدوى لدى المتطوعين.
واُستُخدمت تقنية لم يسبق الموافقة عليها من قبل، تُعرف باسم “messenger RNA” أو “mRNA”، لإنتاج استجابة مناعية لدى الأشخاص الذين يتم تطعيمهم.
وأوضح فاوتشي لـCNN في مقابلة هاتفية: “هذا يدل على أن تقنية mRNA تعمل بالفعل. وهناك لقاح مرشح آخر، موديرنا، يستخدم التقنية نفسها”.
ويعمل معهد فاوتشي الوطني للحساسية والأمراض المعدية مع شركة “موديرنا”، وشركات أخرى لاختبار لقاحاتها التجريبية.
يستخدم اللقاح مادة وراثية لخداع الخلايا
واستثمرت الحكومة الفيدرالية الأمريكية 1.95 مليار دولار في لقاح شركتي “فايزر” و”BioNTech”، لكنها لا تعمل بشكل مباشر للمساعدة في تطويره.
ويستخدم لقاح “mRNA” مادة وراثية تسمى “mRNA”، لخداع الخلايا لإنتاج أجزاء من البروتين تشبه قطعاً من الفيروس. ويتعلم الجهاز المناعي التعرف على تلك القطع ومهاجمتها. ومن الناحية النظرية، سيتفاعل بسرعة مع أي إصابة فعلية.
ومن جهة أخرى قال خبير اللقاحات، روبن شاتوك، الذي يعمل فريقه في كلية لندن الإمبراطورية على لقاح “mRNA” ضد فيروس كورونا: “شجعنا حقاً رؤية هذا الإعلان المثير. بافتراض أنه مدعوم بالبيانات، فإن هذا لا يمثل تطوراً لشركتي فايزر و BioNTech فحسب، بل أيضاً للقاحات بشكل عام”.
وأضاف شاتوك أنه “يوضح أيضاً سرعة وفائدة تقنية لقاحات الحمض النووي الريبوزي RNA”، لافتاً إلى أن “هذا الإعلان بالتأكيد يعطي دفعة لبرنامج لقاح RNA الكبير الخاص بنا. لم نصل إلى نهاية اللعبة، ولكن نأمل أن تكون بداية الجهود العالمية للسيطرة على هذا الوباء.. ضوء مهم في نهاية النفق”.
فاوتشي: بروتين سبايك خيار صحيح
وهناك سبب آخر لكون نتائج شركة فايزر بمثابة أخبار جيدة للقاحات أخرى، إذ قال فاوتشي إنها تُظهر أن استخدام “بروتين سبايك” كهدف أساسي للقاحات هو الخيار الصحيح.
وقال فاوتشي: “الشيء الجيد الآخر في ذلك هو أن الاستجابة المناعية الفعلية لبروتين سبايك هي استجابة وقائية”.
ويحتوي الفيروس على بنية تعرف باسم “بروتين سبايك” لمحاربة الخلايا التي يهاجمها. وتساعد لقاحات “mRNA” في جعل الجسم ينتج نسخاً صغيرة من هذا الهيكل فقط.
وأضاف فاوتشي: “تذكر.. لم تكن الناس متأكدة من أنك إذا قمت باستجابة مناعية ضد بروتين سبايك فهذا هو الهدف الأفضل والأنسب للقاح فعلي”.
وأشار إلى أن “الخبر السار هو أن هذا هدف (بروتين سبايك)، وتقريباً جميع اللقاحات التي يتم اختبارها تستخدم (بروتين سبايك) كهدف أيضاً، سواء من خلال المادة الوراثية mRNA أو بروتين قابل للذوبان.. ويُستخدم (بروتين سبايك) في جميعها، ما يبشر بالخير لجميع اللقاحات الأخرى”.
واعتبر التحالف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة (CEPI) أن النتائج كانت علامة جيدة للقاحات أخرى في طور الإعداد.
وأوضح الرئيس التنفيذي لـ”CEPI”، الدكتور ريتشارد هاتشيت في بيان: “نعتقد أن هذه النتائج المؤقتة تزيد أيضاً من احتمالية نجاح لقاحات كوفيد-19 المرشحة الأخرى، والتي تستخدم نهجاً مشابهاً، بما في ذلك جميع اللقاحات الموجودة لدى CEPI”.
وهناك أربعة لقاحات لفيروس كورونا في مراحل متقدمة من تجارب المرحلة الثالثة في الولايات المتحدة الآن. وصُنعت بواسطة شركات “فايزر”، و”موديرنا”، و”جونسون آند جونسون”، و”أسترا زينيكا”.
ومن المتوقع أن تبدأ شركة “نوفافاكس”، ومقرها ولاية ماريلاند، تجربة المرحلة الثالثة في الولايات المتحدة، خلال وقت لاحق من هذا الشهر.
ولفت فاوتشي إلى أن شركة “فايزر” قد حصلت على مؤشر سريع أن لقاحها ضد فيروس كورونا شديد الحماية من العدوى، ويعود ذلك جزئياً إلى أن الوباء سيء للغاية.
وتم الكشف عن البيانات كجزء مما يعرف باسم “التحليل المؤقت”، وكانت هذه نظرات خاطفة مخطط لها مسبقاً للبيانات.
وفي هذه الحالة، كانت شركة “فايزر” قد خططت لإلقاء نظرة بمجرد إصابة 62 شخصاً في تجربتها التطوعية، البالغ عددهم 44 ألف شخص بعدوى “كوفيد-19”.
سيجري تكليف خبراء محايدين
ولكن، قبل أن تتمكن الشركة من إنهاء مناقشة خططها مع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، قالت إن 94 شخصاً أصيبوا في غضون أسبوع من تلقي جرعتهم الثانية من اللقاح أو الدواء الوهمي.
وبذلك، قرر مجلس مراقبة البيانات والسلامة التابع لشركة “فايزر”، وهو فريق خارجي من الخبراء الذين يشاهدون التجربة بعين محايدة، إلغاء تعمية البيانات، ولاحظ أن أكثر من 90٪ من هذه الحالات قد تلقت علاجاً وهمياً.
وقال فاوتشي إن هذا يعكس الحجم الكبير لتجربة “فايزر” ومعدل الإصابة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، التي تجاوزت للتو 10 ملايين حالة تم تشخيصها”، مضيفاً: “يعتمد الجواب على حجم التجربة وعدد الإصابات في المجتمع”.
وليس من الواضح ما إذا كانت جميع الحالات التي استخدمتها شركة “فايزر” لتحليلها المؤقت كانت في الولايات المتحدة، حيث تختبر الشركة أيضاً لقاحها في البرازيل، وجنوب أفريقيا، واليابان ودول أخرى.
ويتوقع فاوتشي أن تتقدم “فايزر” إلى إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) للحصول على ترخيص استخدام طارئ في غضون أسبوع ونصف تقريباً.
ويُذكر، أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قد طلبت من صانعي اللقاحات الحصول على بيانات السلامة لمدة شهرين قبل التقدم بطلب للحصول على إذن.CNN بالعربية