للذين يسألون عن اضرار الختان تعرَّف على فوائد الغلفة، التي يفقدها الطفل الذكر عند سلخ وبتر أعضاءه التناسلية (بالختان)، هذه قائمة بأكثر من 16 ضرر يحدث للإنسان، كان تجنَّبناها لو أننا لم نختنه.
وهذا يظهر لنا كم هي عظمة وحكمة الله سبحانه وكمال خلقه وحُسنه. وكيف أن التعدي (بالتغيير والتبديل و”التعديل”) هو إساءة بالغة للطفل.
كل الأضرار مُرفق معها الأبحاث العلمية التي تُساندها.
——(الغلفة ووظائفها الستة عشر، ليست مجرد “جلدة”)الغلفة عضو رئيسي في الأجهزة التناسلية لجميع الثدييات (ذكور وإناث) منذ ولادتها، وكذلك الحال في الثدييات البشرية كغيرها من الثدييات.
تقدم الغلفة العديد من الخدمات لأغراض هامة، فهي ليست مجرد “جلدة” يفقدها الرضيع عند الختان، فهناك ما لا يقل عن ستة عشر (16) وظيفة مهمة تفقد ببترها، ونحتاج إلى المزيد من الدراسة لكي نفهمها ونتعرف عليها أكثر، وفيما يلي سرد بأهمية الغلفة للإنسان، مع المراجع الطبية المستسقاة منها:
1: مجموعة الوقايةوهي مجموعة من الأنسجة الناعمة تشبه التلال تقع بالقرب من التقاطع الذي يربط الجزء الداخلي والخارجي من الغلفة، وهذه المنطقة من المناطق الأساسية المثيرة للمتعة الجنسية في جسم الرجل السليم (غير المختون)، وفقدان هذا الحزام الحساس المكتظ بالأعصاب والأنسجة ذات الاستجابة الجنسية يقلل من الإشباع وشدة الاستجابة الجنسية.
2: آلية الانزلاق والحركة الانزلاق الآلي هو سمة مميزة ومعتادة في الغَلَفَة، وأمر طبيعي في القضيب السليم.
تحمي هذه الحركة الانزلاقية القضيب من التجلخ أثناء الاحتكاك والجماع، وتوفر لكلا الشريكين متعة على نحو سلس ومريح أثناء الالتقاء.
بدون هذا الجزء المنزلق والمواد التي يفرزها، يصبح رأس القضيب المختون بمثابة صمام يعمل باتجاه واحد فيطرد مواد الانزلاق اللزِجة للخارج، مما يجعل المواد الاصطناعية -ذات التركيبة الكيمياوية -ضرورية للحصول على جماع مريحة.
[Source: P. M. Fleiss, MD, MPH, “The Case Against Circumcision,” Mothering: The Magazine of Natural Family Living (Winter 1997): 36-45.]
3: جسيمات مايسنر بالختان يتم إزالة الآلاف من الأعصاب المستقبلة للمس الدقيق(الخفيف) التي تسمى جسيمات مايسنر، والتي تعتبر المكوّن الحسي الأهم في الغلفة، كما يتم خسران أهم فروع العصب الظهري للقضيب، وما يزيد عن عشرين ألفاً من النهايات العصبية المتخصصة والمتنوعة المثيرة للغريزة الجنسية.
كل ذلك يؤدي إلى تغيرات في الحركة ذات التدرج الرقيق الملمس والحرارة.
[Sources: 1. R. K. Winkelmann, “The Erogenous Zones: Their Nerve Supply and Its Significance,” Proceedings of the Staff Meetings of the Mayo Clinic 34 (1959): 39-47. 2. R. K. Winkelmann, “The Cutaneous Innervation of Human Newborn Prepuce,” Journal of Investigative Dermatology 26 (1956): 53-67.]
4: اللِجام اللِجام هو تركيب من الأنسجة تكون البنية الرابطة بين الجلد لمنزلق وأسفل الحشفة وهي على شكل حرف V، بالإضافة لهذه الوظيفة التي تقوم بها لربط الغلفة وإرجاعها لوضعها عند الانتصاب والحركة لها امتيازاتها الخاصة، فهي تمتلك حواس مثير للشهوة الجنسية للغاية، على الجانب السفلي من الحشفة.
وفي كثير من الأحيان هذه الأربطة إما تبتر مع الغلفة أو يقطع جزء منها أثناء الختان، الأمر الذي يدمر أو يقلل من وظائفها الجنسية والفسيولوجية.
[Sources: 1. Cold, C, Taylor, J, “The Prepuce,” BJU International 83, Suppl. 1, (1999): 34-44. 2. Kaplan, G.W., “Complications of Circumcision,” Urologic Clinics of North America 10, 1983.]
5: عضلة دارتوس الملساءالختان يزيل ما يقرب من نصف غلاف هذه العضلات الملساء الحساسة للحرارة، والتي تقع بين الطبقة الخارجية من الجلد والجسم الكهفي.
[Source: Netter, F.H., “Atlas of Human Anatomy,” Second Edition (Novartis, 1997): Plates 234, 329, 338, 354, 355.]ملاحظة: عضلة دارتوس، وهي عضلة ذات ألياف ملساء توجد في الغلفة وفي كيس الصفن، وفي الغلفة تقوم بوظيفة صمام يسمح بمرور البول للخارج ويمنع دخول اي ميكروبات أو أجسام غريبة للداخل، لاسيما لدى الرضع والأطفال الصغار.
6: مكونات الجهاز المناعيالغشاء المخاطي الناعم (الغلفة الداخلية) يحتوي على نظام ذاتي المناعة، ينتج خلايا البلازما للغلفة لتدافع عن نفسها.
هذه الخلايا تفرز الأجسام المضادة المناعية، وكذلك البروتينات المضادة للبكتيريا ومضادة للفيروسات، بما في ذلك إفراز أنزيم الليزوزيم لقتل العوامل المسببة للأمراض (انزيم الليزوزيم يفكك أغشية الخلايا المسببة للأمراض).
[Sources: 1. A. Ahmed and A. W. Jones, “Apocrine Cystadenoma: A Report of Two Cases Occurring on the Prepuce,” British Journal of Dermatology 81 (1969): 899-901. 2. P. J. Flower et al., “An Immunopathologic Study of the Bovine Prepuce,” Veterinary Pathology 20 (1983):189-202.]
7: الأوعية اللمفاويةخسارة هذه الأوعية بسبب الختان يقلل من تدفق الليمف داخل ذلك الجزء من الجهاز المناعي في الجسم.
[Source: Netter, F.H., “Atlas of Human Anatomy,” Second Edition (Novartis, 1997): plate 379.]ملاحظة: الليمف: Lymph هو سائل واضح، شفاف، ويتكون من البلازما التي لم ترجع بواسطة الشعيرات الوريدية للدم بالإضافة الى البروتينات من الأنسجة.
ويحمل نوع من خلايا الدم البيضاء تسمى الخلايا الليمفاوية (والخلايا الليمفاوية Lymphocytes هي إحدى أنواع خلايا الدم البيضاء وتقوم بحماية الجسم من العدوى والأمراض المختلفة، كذلك تحمي من نمو الأورام.
حيث تلعب دور هام في التعرف على الميكروبات (بكتيريا، فيروس) أو أي مواد ضارة بالجسم والقضاء عليها.
8: مستقبلات هرمون الاستروجينفقط مؤخرا تم اكتشاف وجود مستقبلات هرمون الاستروجين في الغلفة. وليس مفهوم الغرض منها حتى الآن وتحتاج إلى مزيد من الدراسة.
[Source: R. Hausmann et al., “The Forensic Value of the Immunohistochemical Detection of Oestrogen Receptors in Vaginal Epithelium,” International Journal of Legal Medicine 109 (1996): 10-30.]
9: الغدد المفرزة للفيرموناتتنتج هذه الغدد من الغلفة الداخلية فيرومونات قوية وصامتة، وتبعث إشارات سلوكية طبيعة غير مرئية إلى الشركاء الجنسيين المحتملين، لم يتم دراسة تأثير غيابها على النشاط الجنسي البشري.[Source: A. Ahmed and A. W. Jones, “Apocrine Cystadenoma: A Report of Two Cases Occurring on the Prepuce,” British Journal of Dermatology 81 (1969): 899-901.]ملاحظة: الفيرومونات هي مركبات كيميائية (عطرية) تفرزها بعض الثدييات لجذب وإثارة الجنس الآخر.
10: الغدد الدهنيةالغدد الدهنية تليين وترطب الغلفة والحشفة (رأس القضيب)، وهي عادةً تحمي الأعضاء الداخلية. وليس كل الرجال لديهم هذه الغدد الدهنية على الغلفة من الداخل.[Source: A. B. Hyman and M. H. Brownstein, “Tyson’s Glands: Ectopic Sebaceous Glands and Papillomatosis Penis,” Archives of Dermatology 99 (1969): 31-37.]
11: خلايا لانجرهانزهذه الخلايا الطلائية المتخصصة هي أحد مكونات الجهاز المناعي في القضيب. يتم التخلص من جزء كبير منها في الختان.[Source: G. N. Weiss et al., “The Distribution and Density of Langerhans Cells in the Human Prepuce: Site of a Diminished Immune Response?” Israel Journal of Medical Sciences 29 (1993): 42-43.]
12: تلوين الحشفة الطبيعيالتلوين الطبيعي للحشفة والغلفة الداخلية إلى حدٍ كبير أكثر كثافة (أكثر نضارة) من تلوين المواد الكيراتينية في القضيب المختون المكشوف بشكل دائم، ولم يتم بعد دراسة الوظائف الاجتماعية والبيولوجية من هذا التحفيز البصري.يتدرج لون الحشفة من الوردي إلى الأحمر إلى اللون الأرجواني الداكن بين الرجال السليمين ذوي البشرة الفاتحة (البيضاء)، ومن قرنفلي قليلا إلى الماهوجني (الخشبي) إلى البني الداكن بين الرجال ذوي البشرة الداكنة (السمراء).
وإذا تم إجراء الختان على الرضيع أو الصبي الصغير، فإن النسيج الضام الذي يشكل الصمامات الواقية للغلفة والحشفة معا يدمر كلا على حدة، وهذا يترك الحشفة مكشوفة ومستقبلة للعدوى، والتندب، والتقرح، والانكماش، ويتغير لونها في نهاية المطاف.
ومع مرور السنوات تصبح الحشفة كيراتينية خشنة، حيث تضيف طبقات إضافية من الأنسجة من أجل حماية كافية لذاتها منعا للخدوش، مما يساهم أيضا في زيادة تلونها.كثير من الرجال المختونين الذين عملوا على استعادة الغلفة أفادوا عن تغييرات جذرية في لون الحشفة والمظهر، وأن هذه التغييرات تعكس اللون الطبيعي، والمظهر النضر للحشفة كما في الرجال سليمين.
[Source: P. M. Fleiss, MD, MPH, “The Case Against Circumcision,” Mothering: The Magazine of Natural Family Living (Winter 1997): 36-45.]
13: طول ومحيط القضيبالختان يزيل بعضا من طول وعرض القضيب، حيث تتم إزالة الالتفاف على الطبقات المزدوجة من النسيج الفضفاض، فيكون القضيب المختون أقصر وأرق منه لو ترك سليما على حاله.[Source: R. D. Talarico and J. E. Jasaitis, “Concealed Penis: A Complication of Neonatal Circumcision,” Journal of Urology 110 (1973): 732-733.]
14: الأوعية الدموية (المغذية)تتم إزالة مئات السنتيميترات من الأوعية الدموية في الختان، بما في ذلك شريان اللجام وفروع الشريان الظهري. إن فقدان هذه الأوعية الدموية الغنية يؤدي إلى انقطاع تدفق الدم بشكل طبيعي لعمود وحشفة القضيب، ويلحق أضرارا في الوظائف الطبيعية للقضيب وتغيير في تطوره.
[Sources: 1. H. C. Bazett et al., “Depth, Distribution and Probable Identification in the Prepuce of Sensory End-Organs Concerned in Sensations of Temperature and Touch; Thermometric Conductivity,” Archives of Neurology and Psychiatry 27 (1932): 489-517. 2. Netter, F.H., “Atlas of Human Anatomy,” Second Edition (Novartis, 1997): plates 238, 239.]
15: الأعصاب الظهريةهي فرع من محطة العصب الفرجي الطرفية التي تصل جلد القضيب والقلفة ومجاميع cavernosa والحشفة، ونادرا ما تدمر هذه الأعصاب، ولكنها قد تحدث نتيجة المضاعفات المدمرة للختان، فإذا قطعت أثناء الختان، فإن أكثر من ثلثي القضيب تقريبا يصبح بدون إحساس مطلقا.
[Sources: 1. Agur, A.M.R. ed., “Grant’s Atlas of Anatomy,” Ninth Edition (Williams and Wilkins, 1991): 188-190. 2. Netter, F.H., “Atlas of Human Anatomy,” Second Edition (Novartis, 1997): plate 380, 387.]
16: أضرار أخرى:· إجراء الختان في مرحلة الطفولة يعطل عملية الترابط بين الطفل والأم، فهناك أدلة تشير إلى أن الإحساس الفطري بالثقة في الاتصالات البشرية الحميمية ينخفض أو يفقد، ويمكن أن يكون لها أيضا آثار سلبية كبيرة على نمو الجهاز العصبي، وتسبب العديد من المشاكل مع الرضاعة الطبيعية والنمو.
بالإضافة إلى ذلك، الختان يؤدي إلى تضاؤل الثقة بالنفس والشجاعة عند الرضيع، من خلال إجبار الطفل حديث الولادة وإخضاعه لحالة نفسية دفاعية مع “العجز” أو “السلبية” لعدم قدرته على التعامل مع الآلام المبرحة التي كان عاجزا عن مقاومتها أو الفرار منها.
صدمة هذا الألم في وقت مبكر، تخفض عتبة الألم عند الذكور المختونين مقارنة بالأطفال السليمين، بمعنى أن قدرتهم على تحمل الألم تكون أقل، وقد ثبت ذلك من خلال دراسة استجاباتهم في فترة التطعيم.
[Sources: 1. R. Goldman, Circumcision: The Hidden Trauma (Boston: Vanguard Publications, 1997), 139-175. 2. A. Taddio et al., “Effect of Neonatal Circumcision on Pain Responses during Vaccination in Boys,” Lancet 345 (1995): 291-292.
يفقد في كل عام بعض الأولاد قضبانهم بأكملها جراء عمليات الختان والالتهابات الناتجة عنها، مما يؤدي إلى ضرورة “إعادة تأهيلهم جنسيا” عن طريق الإخصاء أو جراحة التحول الجنسي، فيعيش الذكور حياتهم كما لو كانوا إناث.
[Sources: 1. J. P. Gearhart and J. A. Rock, “Total Ablation of the Penis after Circumcision with Electrocautery: A Method of Management and Long-Term Followup,” Journal of Urology 142 (1989):799-801. 2. M. Diamond and H. K. Sigmundson, “Sex Reassignment at Birth: Long-Term Review and Clinical Implications,” Archives of Pediatrics and Adolescent Medicine 151 (1997): 298-304.]·
هناك العديد من الذكور في كل عام في الولايات المتحدة وأماكن أخرى يفقدون حياتهم نتيجة للختان، وهذه حقيقة يتم تجاهلها بشكل روتيني أو حجبها، والمزيد من الأولاد الذين ولدوا في الولايات المتحدة يموتون نتيجة لمضاعفات الختان في فترة من الطفولة ما بعد الولادة أكثر من الذين يموتون في الدول الصغيرة النامية، وحوادث السيارات، وحوادث سرير الأطفال، والاختناق.
[Sources: 1. G. W. Kaplan, “Complications of Circumcision,” Urologic Clinics of North America 10 (1983): 543-549. 2. R. S. Thompson, “Routine Circumcision in the Newborn: An Opposing View,” Journal of Family Practice 31 (1990): 189-196.
الخلاصة: تمثل الغلفة عند الإنسان حوالي ثلث إلى نصف الجلد الذي يغطي القضيب ، وتلعب وظائفها الهامة أدوار عديدة ذات تأثيرات اجتماعية وسيكولوجية للطفل، وبترها تنقص من الأداء الجنسي الطبيعي للذكر، والمتعة الجنسية في مرحلة البلوغ.———-ترجمه من الانجليزية : أحمد الطارق
أضرار ختان الإناث
يحتفل العالم اليوم، باليوم العالمي لمناهضة ختان الإناث ، تلك العادة الذميمة التي تسبب أضرارًا بالغة سواء نفسية أوجسدية للإناث في الصغر وقد تؤدي إلى الوفاة، والتي أصبحت مجرمة وفقا للقانون المصري منذ عام 2008، وكان آخر ضحاياها فتاة أسيوط “ندى”، التي توفيت جراء الختان.http://advm.ahram.org.eg/www/delivery/afr.php?zoneid=15&cb=INSERT_RANDOM_NUMBER_HERE
الطفلة “ندى”، هي الضحية الجديدة نتيجة العادة المميتة ” ختان الإناث “، بعد أن أصرت أسرتها على التشبث بتلك العادة، وأثناء إجراء الختان للطفلة تعرضت لصدمة عصبية تحت يد طبيب النساء والولادة الذي قام بإجراء العملية مما أدى إلى وفاتها على الفور.
حيث فوجئ أهالي قرية الحواتكة بمركز منفلوط بانتشار أنباء عن وفاة طفلة تبلغ من العمر 14 عاما أثناء إجراء العملية وتم إبلاغ خط الطفل بالواقعة.
ختان الإناث
فكرة الاحتفال باليوم العالمي بمناهضة ختان الإناث يوم 6 فبراير من كل عام، أتت من السيدة ستيلا أوباسانجو، في مؤتمر اللجنة الإفريقية الدولية المعنية بالممارسات التقليدية التي تؤثر في صحة المرأة والطفل، وذلك في مايو 2005 ثم الأمم المتحدة، وذلك سعيا لجعل العالم يعي مدى خطورة ختان الإناث ، وتعزيز القضاء على ممارسة هذه العادة الضارة والخطيرة التي تتعرض لها فتاة كل 15 ثانية في مناطق مختلفة من العالم.
ووفقا ل منظمة الصحة العالمية فإن ختان الإناث بمثابة تشويه جزئي أو كلي للأعضاء التناسلية للأنثى دون وجود أسباب علاجية، ولا يعود بمنافع صحية على الأنثى، في حين يعرضها للمشاكل الصحية والنفسية، بجانب كونه نوعا من أنواع العنف ضد المرأة.
4 ملايين فتاة عرضه لتلك الجريمة
وذكرت الأمم المتحدة عبر موقعها الإلكتروني، أنه في العام الحالي 2020، يوجد أكثر من 4 ملايين فتاة في كل أنحاء العالم معرضات لمخاطر ممارسة ختان الإناث ، وتشويه أعضائها التناسلية، مضيفة أن هناك 30 بلدا يجري فيها ختان الإناث ، حيث تخضع فيها ما لا يقل عن 30% من الفتيات ممن هن دون سن 15 لذلك التشوية.
وأن تلك الممارسة تتم منذ أكثر من ألف سنة، وتسعى الأمم المتحدة للقضاء عليها بالكامل بحلول عام 2030، بما يتوافق مع الهدف 5 من أهداف التنمية المستدامة.
وتسعى اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث في مصر، منذ أعوام ماضية حتى الآن، بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة للقضاء على ظاهرة ختان الإناث في كل محافظات الجمهورية، عن طريق إطلاق حملات مختلفة للتوعية من مخاطر الختان.
ونشر وعي أوسع بها بإقامة أنشطة في جميع المحافظات، لتأكيد أن هذه العادة ليس لها سند في الدين ولا الطب ولا القانون، وتعد جريمة مخالفة لأداة مهنة الطب.
عقوبة الختان
لم يتوقف الأمر على إطلاق الحملات، بل تم إصدار القانون رقم 78 لسنة 2016، لتغليظ عقوبة ختان الإناث في مصر، لترتفع إلى الحبس مدة لا تقل عن 5 سنوات ولا تتجاوز 7 سنوات، ويقصد ب ختان الإناث إزالة لجزء أو كل للعضو التناسلي للأنثى دون مبرر طبي.
وتكون العقوبة السجن المشدد إذا نشأ عن هذا الفعل عاهة مستديمة، أو إذا أفضى ذلك الفعل إلى الموت، بالإضافة إلى أن ذات القانون ينص على أنه يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تجاوز ثلاث سنوات كل من قدم أنثى وتم ختانها.
وتزامنا مع احتفال العالم باليوم العالمي لمناهضة الختان، تسلط “بوابة الأهرام”، الضوء على الأضرار والآثار النفسية والصحية التي تتعرض لها الفتاة نتيجة الختان، والتي جعلت لمناهضتها أولوية كبيرة عند الدولة، وتوضيح حكم ختان الإناث في الشريعة الإسلامية.
مخاطر الختان
في البداية، كشفت الدكتورة فاطمة حسن، استشاري النساء والتوليد، الأضرار الصحية التي تصيب الفتاة جراء تلك العملية، والتي في مقدمتها حدوث خلل بإحدى أهم وظائف العضو التناسلي للفتاة بعدم قدرته على الحماية من الميكروبات والجراثيم نتيجة إزالة تلك الطبقة التي يتم بترها في عملية الختان، وحدوث نزيف عند كثير من الفتيات بعد عملية الختان قد يؤدي إلى وفاتها إن لم يستطع أحد إيقافه مباشرة، إضافة إلى غيرها من حدوث التهابات حادة وعدوى نتيجة استخدام آلات غير معقمة، خاصة حالات الختان التي لا تتم عند الأطباء.
وتتابع استشاري النساء والتوليد لـ”بوابة الأهرام”، أن ختان الإناث يتسبب أيضا في حدوث صدمة عصبية للفتيات، وزيادة الاحتقان في الحوض، مع آلام شديدة في الحيض ونزيف، وتشويه الأعضاء الخارجية وزيادة الأنسجة الليفية، مما يؤدي إلى آلام شديدة أثناء العلاقة الزوجية، أو البرود الجنسي لبعض الفتيات، والخوف من العلاقة الزوجية، وتعسر الولادة الطبيعية، أو الإصابة بالعقم، أو النزيف التي يؤدي للموت.
الآثار النفسية
ولا تتوقف مشاكل الختان على الأضرار الصحية فحسب، فهو يتسبب في العديد من الأضرار النفسية، فوفقا لما أكده الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، ختان الإناث له أضرار أولية وأضرار تظهر على المدى البعيد، فالأضرار الأولية هي الشعور بالخوف والرعب الشديد والصدمة التي تؤدي إلى التبول اللإرادي للفتاة، مع وجود اضطرابات في النوم قد تصل في كثير من الأحيان إلى حد الكوابيس نتيجة الألم الذي عانته الفتاة نتيجة عملية الختان.
أما عن الضرر الذي يطول أمده نتيجة الختان، فيوضح أن هذا الضرر هو الضرر النفسي الذي يخلق حالة من الرهبة في نفس الفتاة من الإقبال على الزواج، ويصبح الزواج مصدر رعب للفتاة.
وهناك الكثير من الحالات التي تعرضت لهذا الضرر النفسي والخوف من العملية الجنسية بسبب ما تعرضت له في صغرها، وفي هذا الوقت لابد من علاجها حتى لا يستمر هذا الضرر مدى الحياة.
دار الإفتان: الختان “حرام شرعا”
وادعى الكثيرون أن ختان الإناث مقتبس من الشريعة الإسلامية، مما دفع دار الإفتاء للرد من جهتها على هذه المغالطات وحسم الجدل الشرعي حول هذا الموضوع، والذي اعتبرته انتهاكا صارخا لجسد المرأة، وفقا لما أكده الدكتور خالد عمران أمين عام الفتوى بدار الإفتاء.
وشدد أمين عام الفتوى بدار الإفتاء، في تصريحات لـ “بوابة الأهرام”، على أن عملية ختان الإناث حرام شرعا ولا تمت للشريعة الإسلامية من قريب أو بعيد، ولا تعد عفة وطهارة للمرأة؛ لأن العفة بالأخلاق والتعاملات، إنما الختان هو اعتداء على جسد المرأة، ولا يوجد أي حديث يبرر هذا الاعتداء، وما ورد عن وجود أحاديث غير صحيح، حيث إنه تم فهم بعض الأحاديث بطرق غير صحيحة.
https://ads.pubmatic.com/AdServer/js/user_sync.html?gdpr=0&gdprConsent=&p=156609&s=634589&predirect=https%3A%2F%2Fdelivery.adnuntius.com%2Fpixelr.gif%3Fnetwork%3Dclose2seven%26pmUserId%3D
ختان الإناث: ما أنواعه ولماذا يُمارس حتى الآن في بعض الدول؟
7 فبراير/ شباط 2020
تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 200 مليون فتاة وسيدة على قيد الحياة اليوم خضعن لشكل من أشكال ختان الإناث.
وعلى الرغم من أن ممارسة هذا العملية تتركز بشكل رئيسي في 30 دولة في أفريقيا والشرق الأوسط، إلا أنها تُمارَس في بعض الدول في آسيا وأمريكا اللاتينية، كما تقول الأمم المتحدة إن بعض المهاجرين الذين يعيشون في غرب أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا ونيوزيلندا يمارسونها.
وتدعو منظمة الأمم المتحدة إلى وقف ممارسة ختان الإناث بمناسبة “اليوم العالمي لعدم التسامح مطلقا إزاء تشويه الأعضاء التناسيلة للإناث” الذي يوافق السادس من فبراير / شباط.
وقد تسبب عملية ختان الإناث أضرارا جسدية ونفسية تؤثر على حياة المرأة بعد ذلك، كما تقول بشارة شيخ همو، من جماعة “بورانا” في مقاطعة إيزيولو في كينيا.
بيد أن أحدا لم يخبر بشارة بأن العملية ستؤدي إلى حدوث اضطراب الدورة الشهرية لديها، فضلا عن مشكلات في المثانة مدى الحياة، والتهابات متكررة، وعندما يحين الوقت، لن تكون قادرة على الولادة بطريقة طبيعية، بل ستخضع لعملية ولادة قيصرية.
وتعمل بشارة حاليا في مجال مناهضة ختان الإناث.
ما هو ختان الإناث؟
يُعرف ختان الإناث بأنه عملية قطع أو استئصال متعمدة للأعضاء التناسلية الخارجية للمرأة.
وتشمل العملية في أغلب الأحيان استئصال أو قطع الشفرين والبظر، وهي عملية تصفها منظمة الصحة العالمية بأنها “أي عملية تلحق أضرارا للأعضاء التناسلية الأنثوية لأسباب غير طبية”.
وتقول أمنية إبراهيم، مدوّنة ومنتجة أفلام مصرية، إن عملية ختان الإناث شيء مؤسف وتلحق الضرر بعلاقات المرأة وشعورها تجاه نفسها.
وتضيف: “أنت مكعب ثلج، لا تشعرين، ولا تحبين، وليست لديك رغبة”.
وتقول أمنية إنها عانت من الأثر النفسي لختان الإناث طوال حياتها البالغة، وتشير قائلة إن مجتمعها علّمها “أن الجسد يعني الجنس والجنس خطيئة. وتولد في ذهني أن جسدي أصبح لعنة”.
وتضيف: “كنت أسأل نفسي باستمرار، هل كرهت ممارسة الجنس لأنني تعلمت الخوف منه، أم لأنني لا أهتم به بالفعل؟”
- ختان الإناث: لماذا تضطر المقبلات على الزواج في السودان إلى الخضوع لعملية الختان مرة أخرى؟
- الختان: “أشعر بألم حاد مع كل خطوة أتخذها”
وفي كينيا قالت بشارة لبي بي سي إن عملية ختان الإناث أجريت لها مع أربع فتيات أخريات، وتضيف: “كنت معصوبة العينين، وأوثقوا يديّ خلف ظهري، وباعدوا بين ساقي ثم حددوا موضع الشفرين”.
وتقول: “شعرت بألم حاد بعد دقائق. صرخت، وصرخت، لكن أحدا لم يسمعني. حاولت التملص وتحرير نفسي، لكن قبضة قوية كانت تقيد ساقي بإحكام”.
وتضيف أن الأمر كان “مثيرا للشفقة، إنها (عملية الختان) واحدة من أقسى العمليات الطبية، وغير صحية للغاية، إذ استخدموا نفس أداة القطع مع الفتيات جميعا”.
كان العلاج الوحيد المتاح لتسكين الألم عبارة عن عشب تقليدي، “كان يوجد تجويف في الأرض، ويوضع العشب في ذلك التجويف، ثم أوثقوا ساقي مثل عنزة ووضعوا لي العشب، ثم قالوا: الفتاة التالية، الفتاة التالية، ثم أمسكوا بفتاة أخرى”.
وعلى الرغم من أن عملية ختان الإناث غير قانونية في العديد من الدول، إلا أنها تمُارس بانتظام في مناطق في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، فضلا عن مناطق أخرى في العالم داخل مجتمعات تنحدر من دول تنتشر فيها عملية ختان الإناث.
هناك أربعة أنواع من ختان الإناث:
- النوع الأول: استئصال البظر، وهي عملية إزالة كاملة أو جزئية للبظر الحساس والجلد المحيط به.
- النوع الثاني : الاستئصال، وهي عملية استئصال كلي أو جزئي للبظر، فضلا عن استئصال الشفرين الصغيرين، أو الطي الجلدي الداخلي المحيط بالمهبل.
- النوع الثالث: الختان التخييطي (وفقا لتسمية موقع منظمة الصحة العالمية)، وفيه تجرى عملية قطع وإعادة ضبط موضع الشفرين الصغيرين والكبيرين -الطيات الخارجية المحيطة بالمهبل- ويتضمن ذلك عملية تخييط، ولا تترك سوى فتحة صغيرة.
ولا تتسبب هذه العملية في حدوث ألم وضيق حادين فحسب، بل تجعل الضحية عرضة للعدوى المستمرة. ولا تترك العملية، التي تضمنت إغلاق المهبل ومجرى البول، سوى فتحة صغيرة جدا يمر من خلالها دم الطمث والبول. وأحيانا تكون الفتحة الباقية، بعد إجراء عملية التخييط، بالغة الصغر فلا يمكن معها ممارسة الجنس أو الولادة إلا بإجراء فتحة أخرى، مما يتسبب غالبا في حدوث مضاعفات صحية تضر بالأم والجنين معا.
- النوع الرابع: ويشمل جميع العمليات الضارة الأخرى مثل وخز وثقب وكشط البظر أو منطقة الأعضاء التناسلية.
لماذا تُمارس عملية الختان؟
تعد أكثر الأسباب التي يُستشهد بها في إجراء عملية الختان: القبول الاجتماعي، والدين، والمفاهيم الخاطئة عن الصحة، فضلا عن اعتبار الختان وسيلة للحفاظ على العذرية، و”تهيئة المرأة للزواج”، وزيادة المتعة الجنسية للذكور.
ويعتبر ختان الإناث، في بعض الثقافات، طقسا للبلوغ، وضرورة للزواج.
وتعتقد المجتمعات التي تمارس الختان، رغم انتفاء الفوائد الصحية له، أن المهبل يحتاج إلى تشذيب، وأن النساء اللواتي لم يخضعن لعملية الختان لا يتمتعن بالصحة، أو غير نظيفات، أو غير جديرات بالاهتمام بهن.
وتجرى عملية الختان بدون إرادة الفتاة في أغلب الأحوال، ويعتقد خبراء في قطاع الصحة في شتى أرجاء العالم أن الختان شكل من أشكال العنف ضد المرأة وانتهاك لحقوقها الإنسانية، أما في حالة الأطفال فيعتبر الختان انتهاكا لحقوق الطفل.
أين تمُارس عملية الختان؟
تقول العديد من النساء اللواتي شملهن استطلاع رأي أجرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” ومنظمة الصحة العالمية إن مجرد إثارة نقاش عن ختان الإناث في مجتمعاتهن يعد من المحرمات، وبالتالي فإن الأرقام المعلنة تستند إلى تقديرات فقط.
ولا تتحدث النساء أحيانا عن ذلك علنا خشية الانتقاد، وفي أحيان أخرى، لاسيما في المناطق التي يكون فيها ختان الإناث غير قانوني، يُخشى أن يؤدي ذلك إلى محاكمة أفراد الأسرة أو مجموعة معينة.
وتشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن ختان الإناث يتركز في 30 دولة في أفريقيا وفي الشرق الأوسط، كما يمُارَس في بعض دول في آسيا وأمريكا اللاتينية وبعض المهاجرين الذين يعيشون في غرب أوروبا وأمريكا الشمالية واستراليا ونيوزيلندا.
ويقول تقرير لليونيسيف، شمل 29 دولة في أفريقيا والشرق الأوسط، إن الختان لا يزال يُمارس على نطاق واسع في تلك الدول، على الرغم من أن 24 من هذه الدول لديها قوانين أو شكل من أشكال القرارات التي تحظر عملية الختان.
وفي دول مثل بريطانيا، حيث يكون الختان غير قانوني، تكثر ممارسته مع الأطفال، وفقا لتشارلوت براودمان، خبيرة ومحامية، والتي تضيف أن العملية “يستحيل رصدها” طالما أن الفتيات غير مقيدات في مدارس أو صغيرات في السن لدرجة يصعب معها الإبلاغ عما تعرضن له.
وفي عام 2019، كانت أول شخصية في بريطانيا تدان بممارسة الختان هي أم من أصول أوغندية، بعد أن أجرت عملية ختان لابنتها البالغة من العمر ثلاث سنوات.
أربع فوائد للحتان
مفاجأة كبيرة فجرها مؤخرًا الطبيب والخبير الأمريكى بول توريك، المتخصص فى الصحة الجنسية، حيث أكد أن ختان الرجال له فوائد صحية كثيرة لم تخطر على بال أحد، وأكدت ذلك أيضًا الكثير من الأبحاث الطبية، وهو ما يفسر ارتفاع معدلات إقبال الرجال على الختان فى أمريكا، بعد اكتشاف المزيد من فوائده المثيرة، وذلك حسبما نشر فى صحيفة “ديلى ميل” البريطانية
تحسين خصوبة الرجال وتعزيز فرص الإنجاب
وكشف الخبير الأمريكى عن أن ختان الرجال يساهم فى تعزيز خصوبتهم وتعزيز فرص الإنجاب، بينما ترتفع فرص إصابة الأشخاص الذين لم يخضعوا لعملية الختان بالتهاب حشفة أو رأس العضو الذكرى، وهى غالبًا ما تنتشر بين مرضى السكر، ولكن بعد أن يخضع الشخص للختان يشفى المرض تمامًا.
وكما يرتفع فرص إصابة الرجال غير المختونين بمرض تضيق القلفة حيث لا تتحرك جلدة الحشفة ويصعب انكماشها للخلف، لافتًا أن هذه الأمراض قد تؤدى لحدوث مشاكل فى ممارسة العلاقة الزوجية وكما أنها تضر بخصوبة الرجال.
وأضاف الدكتور بول أن الختان يساهم فى اختفاء هذه المشاكل نهائيا، ويعزز خصوبة الرجال وتصبح فرصهم الإنجابية أفضل.
فوائد الختان فى مكافحة سرطان العضو الذكرى
ذكر الدكتور بول توريك أن سرطان العضو الذكرى مرض نادر للغاية، ولكنه يعتبر أكثر ندرة بين الرجال الذين خضعوا للختان.
وأوضح أن سرطان القضيب ينتشر بشكل ملحوظ بين الأشخاص غير المختونين، ويعتقد العلماء أن ذلك بسبب أنهم أكثر عرضة للإصابة بفيروس الورم الحليمى البشرى “HPV”.
وأضاف أن الختان يقلل فرص العدوى بفيروس الورم الحليمى البشري، وبالتالى يقلل فرص إصابة بالعضو الذكرى بالأورام.
الختان وتقليل فرص الإصابة بالأمراض الجنسية
ولم تتوقف فوائد ختان الرجال عند هذا الحد، بل أكد توريك أنه يساهم أيضًا فى الحد من فرص العدوى بالأمراض الفيروسية التى تنتقل بالعلاقة الجنسية مثل مرض الإيدز والهربس والورم الحليمى البشرى.
وأكد التقرير أن هذه النتائج لا مجال للشك فى دقتها، خاصة أن الحكومة الأمريكية قامت بتمويل التجارب المتعلقة بختان الرجال فى 3 مراكز بحثية مختلفة.
ويكثف الباحثون حاليًا جهودهم للتوصل إلى الآلية التى يمنع بها الختان انتقال هذه الأمراض، بينما هناك اعتقاد قوى بأن جلد العضو الذكرى يختزن داخله الإفرازات والسوائل التى تحتوى على الفيروسات وتنتقل بالممارسة الجنسية.
بينما يساهم الختان فى منع اختزان السوائل الناقلة للفيروس وكما يقلل الوقت الذى يتعرض فيه العضو الذكر لهذه المواد، وهو ما يفسر انخفاض معدلات الإصابة بالإيدز بنسبة 60% بين الرجال المختونين، حسبما تؤكد الدراسات.
وفى الوقت نفسه كشف التقرير عن أن الختان لم يثبت حتى الآن أنه يساهم فى الحد من خطر الإصابة ببعض الأمراض الجنسية الفيروسية مثل: السيلان والكلاميديا، كما أشار الدكتور بول توريك، أن الختان ليس له تأثير سواء بالسلب أو الإيجاب على عملية المتعة خلال العملية الجنسية.
رأى الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال
ومن جانبها ترى الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ” AAP” أن فوائد ختان الذكور أكبر من أضرارها، ولكن فى الوقت نفسه لا توصى بالختان لجميع الأطفال، وترى أن هذا القرار يجب أن يترك للأبوين، مع ضرورة أن يخضع الطفل للتخدير أثناء الخضوع للختان.
وكشف تقرير نشر بمركز “مايو كلينيك” الأمريكى عن مجموعة من الفوائد الصحية لختان الذكور، وتشمل:
– تحسين الصحة العامة والنظافة للشخصية للعضو الذكرى
– يقلل فرص الإصابة بالعدوى الميكروبية للجهاز البولى
– يقلل خطر الإصابة بالأمراض الجنسية
– يقلل خطر الإصابة بأمراض العضو الذكرى مثل التهاب الحشفة
– يقلل خطر الإصابة بسرطان العضو الذكرى
مخاطر محتملة للختان
وفى الوقت نفسه، كشف التقرير عن أن هناك مجموعة من المخاطر الصحية التى قد يتسبب فيها الختان مثل: النزيف والعدوى الميكروبية، وكما قد تحدث بعض المشاكل بسبب التخدير، وكما أن هناك بعض الأمراض التى قد تحدث بشكل نادر مثل: قد تكون جلدة الحشفة أقصر أو أطول من اللازم بعد الختان، وكما أن الجروح قد لا تتعافى جيدا بعد الخضوع للعملية.
الختان في الإسلام
شرع الإسلام عَدداً من الخِصال التي فيها طهارة ونقاء للمُسلم في بدنه ومَظهره العام ممّا يعود عليه بالصحّة، وكان من بين تلك الخصال الختان؛ حيث جاء الأمرُ به مَقروناً بمجموعة خصالٍ منها تقليم الأظافر، وإعفاء اللحية، وقصُّ الشارب، وغير ذلك من الخصال.
قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: (خَمسٌ منَ الفِطرةِ: الاستِحدادُ، والختانُ، وقصُّ الشَّاربِ، ونَتفُ الإبطِ، وتَقليمُ الأظفارِ). يَتوجّب على المُسلم الالتزام بما أمر الله به، أمّا من ناحية الحُكم الشرعي لسنن الفطرة وخصالها فيختلف بين كلِّ خصلة كما قال الفقهاء. ستَبحث هذه المقالة عن خصلةٍ واحدة من الخصال السابقة هي: الختان، فما هو الختان؟ وما حُكمه الشرعي في الإسلام؟
وهل هو واجب على الذّكر والأنثى بحدٍ سواء، أم يجب على فئة دون فئة؟ وما الحكمة من تشريعه في الإسلام؟ المقصود بالختان.
مَعنى الختان لغةً: مصدر خَتَنَ أي قَطَعَ، يُقال ختن الصبي يختُنه أو يختِنه ختناً، وختاناً، ويُقصد بالختان في الاصطلاح الفقهي قطع الجلدة التي تغطّي حَشَفة الذكر، وقطع الجلدة التي تكون في أعلى فرج المرأة أعلى مدخل الذكر بشكل نواةٍ أو عُرف ديك، والمقصود بختان الأنثى هو قطع الجزء المستعلي من هذه الجلدة دون استئصالها كاملة، أما في ختان الرجل فالمراد به قطع جميع الغلفة التي تغطّي حشفة ذكر الرجل.
أثبت الطبّ الحديث أنّ للختان آثاراً وفوائد كثيرة، منها: أنّ فيه منعُ حُدوث الالتهابات؛ حيث يمنع من تَجمّع القاذورات في المَنطقة التي ينتزع منها الجلد، وفيه كذلك وقاية من الأمراض الجنسيّة والسرطانيّة.
حكم الختان في الإسلام
اتّفق الفقهاء على مشروعيّة الختان، وعلى كونه من سُنن الفطرة التي أُشير إليها في عددٍ من الأحاديث النبويّة الثابت نقلها عن النبي صلى الله عليه وسلم كقول أبي هريرة رضي الله عنه الذي يَرويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: (خَمسٌ منَ الفِطرةِ: الاستِحدادُ، والختانُ، وقصُّ الشَّاربِ، ونَتفُ الإبطِ، وتَقليمُ الأظفارِ).
ومع اتفاق الفقهاء على مشروعية الختان؛ إلا أنهم اختلفوا في حكمه على عدة آراء، وفيما يلي بيان ما ذهبوا إليه بخصوص ذلك:
وجوب الختان
ذهب جُمهور الفقهاء كالشافعي ومالك والأوزاعي وأحمد بن حنبل والشعبي ويحيى بن سعيد إلى أنَّ الختان واجبٌ شرعاً، بل إنّ الإمام مالك قد شدَّد في حُكم الختان وعقوبة من لم يختتن؛ فلم يُجز إمامته وقال بعدم قبول شهادته.
الاختتان سنة للرجال مكرُمة للنساء: ذهب أبو حنيفة والحسن البصري والإمام مالك في روايةٍ عنه إلى القول بأنّ الختان سُنّة للرجال مَكرُمة للنساء، قال القاضي عياض: (الاختتان عند مالك وعامة العلماء سنة، ولكن السنة عندهم يأثم تاركها فهم يطلقونها على مرتبة بين الفرض والندب)، وجاء في شرح المختار للموصلي: (إن الختان سنة للرجال وهو من الفطرة، وللنساء مكرمة فلو اجتمع أهل مصر (بلد) على ترك الختان قاتلهم الإمام لأنه من شعائر الإسلام وخصائصه).
الختان واجبٌ على الرجال مكرمة بحق النساء: ذكر ابن قدامة المقدسي رحمه الله في المُغْنِي إنّ حكم الختان الوجوب في حقّ الرجال وإنّه مكرُمة في حقّ النساء وليس واجباً عليهن. الختان واجب على الرجال والنساء: نُقل هذا القول عن الإمام أحمد بن حنبل؛ حيث قال بوُجوب الختان على الرّجال والنساء بحدٍ سواء.
فوائد الختان
تَتعدّد فوائد ومنافع الختان الصحية كما يقول الأطباء، فلم يَقف الكَلام في منافع وفوائد الختان على كونه مجرّد توقّعات وتكهّنات؛ بل إنّ الأطبّاء المتخصّصون قاموا بمَجموعة من الدّراسات الطبيّة التي تُثبت تلك الفوائد وتؤكّدها؛ حيث يَرى أصحابُ تلك الدّراسات أن الختان يُعتبر وقاية من الكثير من الأمراض المُنتشرة في العالم، والتي تكون في الغالب مهلكة لغير المختونين.
ومن تلك الفوائد ما يلي:[٣] الختان وقاية من الالتهابات: يتسبّب عدم اللجوء للختان والاختتان إلى حدوث التهابات موضعيّة في قضيب الرجل؛ لأنّ الحشفة المُحيطة به تكون مَكاناً خصباً لتجمّع الأوساخ والقاذورات ممّا يؤدي للإصابة بالالتهابات بسبب تجمّع الجراثيم بأنواعها وتكوّنها واستقرارها فيها، وتلك الأوساخ يصعب تنظيفها وإزالتها بوجود تلك الجلدة التي تُنتزع بالختان.
فإن أُصيب الرّجل بتلك الالتِهابات أصبح اللجوء إلى الختان ضرورةً علاجيّةً لا بُدّ منها، وربّما يتفاقم الأمر إن لم يُلجأ إلى الختان حالاً، وربما أدّى ذلك إلى حدوث التهابات في المجاري البولية عند الصغار غير المختونين. الختان يقي من الإصابة بالتهاب المجاري البولية عند الأطفال: أُشير في النقطة السابقة إلى خطر عدم التختن في حدوث الالتهابات الموضعية، ممّا قد يؤدّي إلى حدوث التهابات في المَجاري البوليّة عند الأطفال، فإن تمّ الاختتان قبل البلوغ كان ذلك وقايةً للطّفل من حُدوث التهابات المجاري البولية عنده.
وقد وجد الدكتور جنز برغ في دراسةٍ أجراها أنّ السبب في 95% من أمراض التهابات المجاري البولية عند الأطفال يُعزى إلى عدم الاختتان؛ حيث ينتشر في الغالب عند الأطفال غير المختونين وبنسبة تُقارب 95% من المُصابين بتلك الالتهابات.
كما يؤكّد الدكتور جنز برغ أنّ الاعتياد على إجراء الختان يؤدي إلى منع حدوث أكثر من 50 ألف حالة من التهابات الحوض والكلية في كلّ سنة عند الأطفال في أمريكا تحديداً. بعض المصادر الطبيّة قد توصّلت إلى معلومةٍ شبه مؤكدة تُفيد بأنّ التهابات المجاري البوليّة التي تُصيب الأطفال تؤدّي إلى تجرثُم الدم عندهم بنسبةٍ تَصل إلى 35% من الحالات المرضية، وهو ما قد يؤدّي بالنتيجة إلى التهاب السحايا أو الإصابة بالفَشَل الكلوي.
الختان وقاية من الأمراض الجنسية: توصّل الأطبّاء إلى أنّ الختان يقي من الإصابة بالكثير من الأمراض الجنسية، ومن ذلك ما توصّل إليه البروفيسور وليم بيكوز الذي كان يعمل في الدول العربية لمدّةٍ تزيد عن عشرين عاماً، قام خلالها بفحص أكثر من ثلاثين ألف امرأة عربية؛ حيث وجد أنّ الأمراض الجنسية فيهن نادرة، بل شبه معدومة، وخاصّةً ما يُسمّى بمرض العقبول التناسلي، أو مرض السيلان والكلاميديا، والتريكوموناز، وسرطان عنق الرحم.
ويُعزي البروفيسور وليم ذلك إلى أمرين رئيسيين هامين هما: ندرة الزنا والفاحشة في المجتمعات العربية بالمقارنة مع المجتمعات الغربية، وانتشار الختان بين الرّجال بنسبةٍ كبيرةٍ جداً، مقابل انعدام ذلك تقريباً في الدول الغربية، كما يرى آريا وزملاؤه أنّ الختان الذي يقوم به المسلمون والعرب يقي من الإصابة بالكثير من الأمراض الجنسيّة خصوصاً العقبول والثآليل التناسلية.
وقد أثبتت أكثر من 60 دراسة علميّة ذلك من خلال إثبات ازدياد حدوث الأمراض الجنسيّة عند غير المختونين. الختان وقايةٌ من السرطان: يقول البروفيسور كلودري: (يمكن القول ودون مبالغة بأن الختان الذي يجري للذكور في سن مبكرة يخفض كثيراً من نسبة حدوث سرطان القضيب عندهم، مما يجعل الختان عمليّة ضرورية لا بدّ منها للوِقاية من حدوث الأورام الخبيثة).
أحصى الدكتور أولبرتس ما يصل إلى (1103) حالات مرضية لمُصابين بسرطان القضيب في الولايات المتحدة الأمريكية، ليس من بينهم رجلٌ مختونٌ منذ طفولته، كما أُشير في مؤتمر عُقد في مدينة دوسلدورف الألمانية حول السرطان والبيئة إلى أنّ النساء اللاتي تزوّجن من رجال مختونين يَكنَّ أقلّ عُرضةً للإصابة بسرطان الرحم من المتزوّجات من غير المختونين.
مما يُشير إلى دور الختان في الوقاية من الإصابة بسرطان القضيب عند الرّجال المختونين، كما أنّه يقي كذلك من الإصابة بسرطان الرحم عند النساء المتزوجات برجال مختونين.