تواصل رغد صدام حسين، ابنة الرئيس العراقي الأسبق، اليوم الثلاثاء، سرد ذكرياتها في اللقاء الحصري مع قناة “العربية”، وتتطرق في الحلقة الثانية إلى ذكرياتها مع حرب إيران التي تزامنت مع زواجها من حسين كامل.
كانت رغد عبرت عن قلقها الشديد من “تقسيم العراق” أو تحوله لدولة فيدرالية، قائلة “لا أتمنى أن أرى هذا اليوم في بلادي”.
في الجزء الثاني من السلسلة، تتحدث رغد عن الظروف التي أحاطت بزواجها من حسين كامل، وموقف والدها منه، وكيف صعد نجمه ليصبح الرجل الثاني في العراق.
كما تتطرق رغد إلى ظروف انشقاق زوجها على والدها وذهابه إلى الأردن، ثم العودة إلى العراق.
وضجت مواقع التواصل بسبب ظهور رغد صدام حسين في المقابلةالتي أجرتها معها قناة العربية السعودية. وأثيرت تساؤلات عن الغاية من نشر المقابلة، وهل هي مجرد ورقة سياسية للضغط على الوسط السياسي العراقي؟
وفي المقابلة التي تحدثت في جزء كبير منها عن حياتها الشخصية كابنة رئيس أسبق وذكرياتها في العراق وكذلك مع أخويها، عدي وقصي، تضمنت أيضاً رسائل سياسية.
فقد قالت إن “التدخل الإيراني في العراق والمنطقة صار سافراً”، دون أن تنسى ذكر أن هناك تدخلات أخرى أيضاً. كما ذكرت أيضاً عدم تمنيها لليوم الذي ترى فيه “العراق يُقسّم”.
الباحث السوري المتخصص في العلوم السياسية، عبد القادر نعناع، كتب على فيسبوك تحليلاً للمقابلة ذهب فيه إلى أن رغد لا تشبه صدام ولا تملك قدرة على أن تشبهه بالمطلق، وأنها هشة فكرياً وحوارياً وتحاول أن تختبئ في جلباب أبيها الفضاض عليها جداً جداً، على حد تعبيره.
ويرى نعناع أن المقابلة وما جاء فيها ربما تندرج في “باب المناكفة الإعلامية –السياسية لا أكثر”، مشيراً إلى أن ذلك “أداة سعودية شائعة، لا تذهب إلى درجة تبني مشروع متكامل والعمل على تنفيذه، بقدر ما هو تشجيع الآخرين، ثم التخلي عنهم. وهذا يعني حرقاً لأي مشروع سياسي عند رغد (إن كان موجوداً)”.
وكانت “وكالة عمون الإخبارية” الأردنية قد نقلت عن “مصدر مقرب من رغد صدام حسين عدم نيتها أو إعلانها الترشح لانتخابات رئاسة الوزراء العراقية”، مضيفاً أن الخبر محض شائعة وكذب، فابنة الرئيس الاسبق صدام حسين لم تصرح بذلك اطلاقا وتنفيه بشدة، حسب ما نشرت الوكالة. ومن غير الواضح ما تملك رغد من أوراق حقيقية في الداخل العراقي يؤهلها للعب أي دور سياسي.
نعناع: الفيسبوك ارغمني على المتابعة!
في لقاء رغد صدام حسين:
لا تستهويني سياسات الترويج لأبناء القادة والمسؤولين، حيث لا أؤمن أن الابن قادر على اجتراح ذات سياسات أبيه، أو أن يكون بديلاً عنه، فالقيادة حالة فردية استثنائية، وليست جينات متوارثة.
لكن إصرار الفيسبوك على عرض المقابلة أمامي كلما فتحت التطبيق، دفعني لمتابعة الجزء الأول منها، وأسجل هنا، مجموعتي ملاحظات:
أولاً-في رغد صدام حسين:
– لا تشبه صدام ولا تمتلك قدرة على أن تشبهه (مطلقاً).
– هشة فكرياً وحوارياً.
– تحاول أن تختبئ في جلباب أبيها الفضفاض عليها جداً جداً.
– أهم فكرة طرحتها هي استحضار الديكتاتورية عوضاً عن تقديم بديل حضاري ديموقراطي واعٍ.
– أعادت طرح نظرية: الأمن والغذاء والاستقرار ثمنه الاستبداد. وقدمت معادلة ترضي دول الخليج وهي أن: “الدولة الثرية عليها أن تكون استبدادية”.
– إذاً، إن كان لديها مشروع حقيقي، فهو مشروع دولة استبدادية. تعزز الاستبداديات في المنطقة.
ربما يكون لديها أفضل من ذلك بكثير في الجزء الثاني، تجعلني أحذف ما كتبت.
….
ثانياً-في قناة العربية:
– تحاول قناة العربية أن تتلبس ذاكرة الأسماك، وتتبنى خطاباً مخالفاً تماماً لما صورته القناة (باعتبارها الذراع الإعلامي للسعودية)، حول صدام، طيلة العقود الماضية.
– أيضاً، تعكس سياسة السعودية، في سوء الاختيارات، والرهان على الأحصنة الخاسرة، كالعادة. واختيار شخصيات ذات نزعة استبدادية. (ربما السيسي هو الحصان الوحيد الذي ربح)
– وربما يكون ذلك، من باب المناكفة الإعلامية-السياسية لا أكثر، وذلك أداة سعودية شائعة، لا تذهب إلى درجة تبني مشروع متكامل والعمل على تنفيذه، بقدر ما هو تشجيع الآخرين، ثم التخلي عنهم. وهذا يعني حرقاً لأي مشروع سياسي عند رغد (إن كان موجوداً).
– مع ملاحظة أن السعودية معنية بشدة باستقرار العراق، لكنها مثلها مثل الكويت وإيران وتركيا وإسرائيل ونظام الأسد، جميعهم لا يرغبون بعودة عراق قوي إلى جوارهم.
….
بانتظار لقاءات العربية مع عِلاء مبارك، وسيف الإسلام القذافي، وأحمد علي عبد الله صالح.
…نقول ألو وناخذ أول ممتعض
ردود أفعال أغلبها ساخرة
بين الأمس واليوم
المقابلة هذه لن تكون الأخيرة بل بداية لسلسة من المقابلات. وقد حظيت المقابلة بحضور ومتابعة على وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ بلغ عدد مشاهداتها الملايين بعد ساعات قليلة من بثها كما هو واضح مثلاً على موقع Al Arabiya Programs – العربية برامج على فيسبوك. وعلى موقع تويتر انتشر هاشتاغ #رغد_صدام_حسين بكثافة.
وفور الإعلان عن المقابلة وبعد بثها ثارت أسئلة حول تحول الإعلام الممول سعودياً من “شيطنة” صدام بعد احتلاله الكويت وبعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 إلى رسم “صورة” مختلفة عن الرئيس العراقي السابق. عبد القادر نعناع أشار إلى هذه النقطة في منشوره على فيسبوك: ” تحاول قناة العربية أن تتلبس ذاكرة الأسماك، وتتبنى خطاباً مخالفاً تماماً للقناة حول صدام طيلة العقود الماضية”.
وغرد أحد المتابعين على تويتر سمى نفسه حسين الموسوي بصورة لإحدى اعداد جريدة عكاظ السعودية، وفيه عنوان عريض لرجل الدين السعودي الشهير عبد العزيز بن باز يقول فيه إن صدام “ملحد وقتاله جهاد في سبيل الله”:
“تقسيم العراق”
وكانت رغد عبرت عن قلقها الشديد من “تقسيم العراق” أو تحوله لدولة فيدرالية، قائلة “لا أتمنى أن أرى هذا اليوم في بلادي”.
وقالت في الجزء الأول الذي عرض الاثنين من سلسلة حصرية مع “العربية”، إن موضوع “تقسيم العراق أصبح أحد الخيارات المطروحة على الساحة السياسية”، مشددة على “أن لكل مرحلة متطلباتها إلا تقسيم الوطن”
وأكدت رغد ابنة صدام حسين، أن التدخل الإيراني في المنطقة سافر، مشيرة إلى أن “الإيرانيين استباحوا العراق بعد غياب السلطة الحقيقية”.
كما اعتبرت أن وقت حكم صدام حسين كان وقت عز للعراق، لكنها أقرت أيضا أنه كان يتم التعامل بقسوة في حالات معينة.
وقالت إنه “عندما يكون رئيسك صدام حسين عليك أن تختار بين الرخاء والحرية”.