أزاميل/ متابعة/ وكالات: قال الداعية السعودي سلمان العودة إن الواقع يشير لوجود أقلية شيعية تحاول أن تتصدر المشهد في العالم العربي، مؤكدا أن حق الشعوب يجب أن يكون مضمونا دون أي مصادرة.
وفي مقابلة سابقة مع الجزيرة بيّن العودة أن الشيعة يشكلون نسبة 10% أو أقل في العالم الإسلامي، ودائما هنالك ما يسمى بطغيان وتوسع الأقلية.
وأضاف أن إيران بلد أقليات، ولا تتجاوز الأقلية البارزة فيها نسبة 30%، لذلك فإن إمكانية التفكك واردة جدا في هذا البلد، وتابع “كما تحاول أن تؤذي الآخرين فالنتيجة الطبيعية أن الآخرين يحاولون إيذائك”، في إشارة إلى التدخل الإيراني في عدة بلدان عربية.
وقال العودة إن من يروّج لمقولة وجود قوى غربية تحاول زرع صدام بين السنة والشيعة واهم.
وقد انتشر الخبر عن موقع الجزيرة غير أنه لم يعد موجدا على الموقع، وربما تم رفعه من الصفحة لأسباب مجهولة.
وكان العودة قد انتقد بشدة ظاهرة انتشار وامتداد التوجهات الشيعية داخل الإطار السني، واعتبر أن هذه الظاهرة لا يمكن السكوت عليها.
وقال الشيخ العودة وهو المشرف العام على “مؤسسة الإسلام اليوم”، وفقا لمانشره موقع الجزيرة في وقت سابق “هناك انتشار كبير للمد الشيعي في بلاد الشام وسوريا على وجه الخصوص وفي عدد من بلاد العالم الإسلامي “وأعتقد أن جزءاً من هذه الظاهرة يمكن أن نقول عنه إنه تشيع سياسي، بمعنى أنه ولاء للحضور السياسي لإيران، ولكن هذا لا يمنع أن يكون هناك آخرون يخلطون بين الجانب السياسي والجانب العقدي”.
وأوضح “أن التشيع انتشر في بلاد الشام بطرق ملتوية تستخدم الوسائل المادية لدعوة الناس لاعتناق المذهب الشيعي، مما أدى إلى انتشار الحسينيات، ومحاربة كل من يقف في طريقها”. واعتبر “أن هذه القضية خطيرة جداً ولها ما بعدها، مشدداً على أن أهل السنة هم الأغلبية المطلقة بشكل قطعي وصارخ جدا”.
وأضاف العودة في تصريحات لإحدى القنوات المستقلة أن الخلاف مع الشيعة هو خلاف جذري وأصولي في الأصول، “فليس خلافنا معهم مثل خلاف المذاهب الفقهية كما بين المالكية والشافعية في الفروع. بل هو خلاف أصولي، خلاف في مناهج التلقي، وخلاف مع موقفهم من الصحابة الذي ينطوي على كثير من المجافاة بل إن بعضهم يتعبد الله بسبهم والانتقاص منهم، حتى من الشيخين الجليلين أبو بكر وعمر رضي الله عنهما”.
غير أنه شدد على القول “نحن لا ندعو للتصادم بطبيعة الحال لا في العراق ولا في غيره، فالصدام ليس مقصداً بذاته حتى مع الكافر والمشرك، لكن لا بد أن يفهم بعضنا بعضاً، وندعو للحوار والتعايش”.
وفي تصريحات للجزيرة قال العودة إن “الطرف الأجنبي وتحديدا الأميركي, استغل الشيعة, في فترة من الفترات, لضرب السنة في العراق, كما أنه يسعى لاستغلال الأطراف ضد بعضها البعض”.
ورأى أن “إيران غمست يدها بالشأن العراقي بشكل سافر بالمال والاستخبارات إضافة للتأثير المعنوي على الجماعات الشيعية في العراق”, وهو ما أدى لتغيير ميزان القوى هناك وإطلاق فرق الموت التي قامت بعمليات “تطهير عرقي وهجرت عددا كبيرا من العراقيين إلى شمال البلاد ودول الجوار”.
ورأى العودة أن شرارة التوتر الأولى بين السنة والشيعة كانت من العراق، معتبراً أن التمدد الشيعي في الإطار السني هو “لعب بالنار وتهديد كبير جداً للحضور الإسلامي وللشيعة وللسنة أيضاً على حدٍ سواء”.
لكنه طالب بمعالجة سياسية بالدرجة الأولى لهذه القضية، موجهاً رسالته إلى أصحاب القرار في إيران والعراق قائلاً “يجب أن تدركوا المخاطر وأن النار تغلي تحت الرماد”.