أزاميل/ وكالات: قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الاحد، إن الخطر الأكبر الذي يهدد عرب الخليج ليس من إيران إنما من سخط الشبان الغاضبين العاطلين داخل بلدانهم، والذين لا خيارات أمامهم غير الانضمام لداعش
وقال أوباما إنه سيجري “حوارا صعبا” مع حلفاء الولايات المتحدة العرب في الخليج، سيعد خلاله بتقديم دعم أمريكي قوي ضد الأعداء الخارجيين لكنه سيقول لهم إن عليهم معالجة التحديات السياسية الداخلية.
وفي مقابلة أجراها اوباما مع الكاتب توماس فريدمان عن صحيفة “نيويورك تايمز” نشرت الأحد 5 أبريل/نيسان، قال إنه سيبلغ دول الخليج أن عليها أيضا أن تكون أكثر فعالية في معالجة الأزمات الإقليمية.
وقال في المقابلة التي أجريت السبت “أعتقد عندما تنظر إلى ما يحدث في سوريا، على سبيل المثال، كانت هناك رغبة كبيرة للولايات المتحدة للدخول هناك وفعل شيء. لكن السؤال هو: لماذا لا نرى عربا يحاربون الانتهاكات الفظيعة التي ترتكب ضد حقوق الإنسان أو أن يقاتلوا ضد ما يفعله (الرئيس السوري بشار) الأسد؟”.
وقال أوباما في اللقاء حول طرق حماية حلفاء واشنطن العرب السنة، مثل المملكة العربية السعودية إنه “يريد أن يناقش مع الحلفاء في الخليج كيفية بناء قدرات دفاعية أكثر كفاءة، ويريد طمأنتهم على دعم الولايات المتحدة لهم في مواجهة أي هجوم من الخارج.
وأضاف لديهم بعض التهديدات الخارجية الحقيقية للغاية، ولكن لديهم أيضا بعض التهديدات الداخلية – “السكان الذين يكونون في بعض الأحيان منعزلين، والشباب الذين يساء استغلال مهاراتهم (العاطلين)، وأيديولوجية مدمرة ومهلكة، وفي بعض الحالات، مجرد الاعتقاد بأنه لا توجد مخارج سياسية مشروعة للمظالم”.
يشار إلى أن أوباما ذكر الأسبوع الماضي إنه سيلتقي مع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي الست هذا الربيع في منتجع كامب ديفيد خارج واشنطن لمناقشة قضايا منها مخاوف هذه الدول من الاتفاق النووي مع إيران.
وتعقيبا على وعده بحماية دول الخليج قال “هذا ربما يخفف بعضا من مخاوفهم ويسمح لهم بإجراء حوار مثمر أكثر مع الإيرانيين”، مبينا “لذلك ومع تقديم دعم عسكري ينبغي على الولايات المتحدة أن تتساءل “كيف يمكننا تعزيز الحياة السياسية في هذه البلاد كي يشعر الشباب السنّة أنهم لديهم شيئا آخر سوى (داعش) للاختيار من بينه”حتى يشعر الشبان السنة أن لديهم شيئا آخر يختارونه غير (تنظيم الدولة الإسلامية)”.
وأضاف “أعتقد أن أكبر التهديدات التي يواجهونها قد لا تكون قادمة من إيران، إنه يأتي من الاستياء المنتشر داخل بلدانهم”، لافتا إلى أن “هذا حوار صعب إجراءه معهم ولكن يجب علينا أن نجريه”.
ومضى أوباما قائلا: “أعتقد أيضا أنني أستطيع أن أرسل رسالة إليهم حول التزامات الولايات المتحدة للعمل معهم، وضمان أنهم لا يتعرضون لهجوم من الخارج، وهذا ربما سيخفف بعض شواغلهم ويسمح لهم بإجراء حوار مثمر على نحو أكبر مع الإيرانيين.
أي إضعاف لإسرائيل سيشكل فشلا جذريا لرئاستي
من جهة أخرى اعتبر أوباما أن أي إضعاف لإسرائيل خلال عهده أو بسببه سيشكل “فشلا جذريا لرئاسته”.
وقال أوباما:”سأعتبره فشلا من جانبي، فشلا جذريا لرئاستي، إذا أصبحت إسرائيل أضعف خلال عهدي أو نتيجة لعمل قمت به”.
وأضاف الرئيس الأمريكي في المقابلة المسجلة ومدتها 45 دقيقة أن هذا “لن يشكل فشلا استراتيجيا فحسب، بل أعتقد أنه سيكون فشلا أخلاقيا”.
ويشوب التوتر العلاقات بين إسرائيل وحليفتها التقليدية الولايات المتحدة خاصة بعد إلقاء نتنياهو خطابا في الكونغرس في 3 آذار/مارس رغما عن إرادة الإدارة الأمريكية هاجم فيه المفاوضات النووية مع إيران.
وأكد أوباما أنه لا يمكن لأي خلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل أن يؤدي إلى كسر الرابط الذي يجمعهما.
المصدر: وكالات