أزاميل/ متابعة: رجح آثاريون بريطانيون عملوا في مدينة أور التاريخية، اليوم الثلاثاء 7-4-2015، تمكنهم من العثور على المجمع الإداري لعاصمة الامبراطورية البابلية، ومدرسة يعود تاريخها إلى 1500 سنة قبل الميلاد، وفي حين بينوا أنهم أودعوا 300 قطعة أثرية جديدة في المتحف العراقي، واقاموا معرضا مؤقتاً لها في بغداد، أكدوا أن عملهم يساعد على عدم “محو” التاريخ العريق للحضارة الرافدينية كما يحاول (داعش).
وقال العلماء، بحسب ما أوردت جامعة مانشستر البريطانية، وتابعته (المدى برس)، إن “أعمال التنقيب التي يقومون بها قرب مدينة أور الأثرية تتواصل بتحقيق اكتشافات مهمة جديدة”، مشيرين إلى أنهم “عثروا على 50 وثيقة بابلية جديدة خلال مدة عمل دامت لأكثر من ثلاثة أشهر، فضلاً عن دليل لوجود مدرسة لتعليم الكتابة تعمل في تلك الإمارة التي يعود تاريخها إلى 1500 سنة قبل الميلاد” .
وذكرت الجامعة، أن “فريقها من الآثاريين، الذي يترأسه البروفيسور ستيوارت كامبيل، ويضم كل من جين موون وروبرت كليك، قد رجعوا تواً إلى بريطانيا بعد إكمال ثلاثة أشهر من العمل الميداني في منطقة تل خيبر، قرب مدينة أور الأثرية، جنوبي العراق، برفقة فريق عمل من الآثاريين العراقيين”.
ونقلت الجامعة عن البروفيسور كامبيل، قوله إن “المقتنيات تم العثور عليها ضمن هيكل لمبنى عام بحجم ساحة كرة القدم، لم يسبق له مثيل في طريقة هندسته، حيث يعتقد أنه كان بمثابة مجمع إداري لعاصمة الامبراطورية البابلية” .
وأضاف كامبيل، أن “الفريق عثر على نصوص لتمارين مدرسية على هيئة قوائم وصور لحيوانات غريبة، وأحجار كريمة، فضلاً عن أدلة على صناعة الألواح الطينية وإعادة تدويرها”، مبيناً أن “المجمع بأكمله يعود لحقبة العصر المظلم، الذي اعقب سقوط بابل وانهيار امبراطورية حمورابي.”
وذكرت الجامعة، أن “علماء الآثار أودعوا قبل عودتهم إلى بريطانيا 300 قطعة أثرية جديدة في المتحف العراقي، واقاموا معرضا مؤقتاً لها في بغداد”.
وقال عالم الآثار جين موون، وفقاً للجامعة، إن “تنظيم داعش كان يقوم خلال عمل الفريق الآثاري في العراق، بتحطيم آثار الحضارة الاشورية في نينوى، وتجريف آثار الحضر ونمرود”، مستدركاً إذا كان “المسلحون يعتقدون أن بإمكانهم محو التاريخ فنحن نساعد على ضمان عدم حدوث ذلك، لأن مشروعنا يساعد بتقديم شيء ايجابي للعراقيين وهذا أمر يثنى عليه .”
وعد موون، أن “الفريق الآثاري يحقق اكتشافات جديدة يفخر بها تساعده وتساعد زملائهم العراقيين وبقية العالم، على فهم وتقويم ما يمكن لتلك الآثار أن تكشف عنه .”
يذكر أن مدينة أور الأثرية تقع في محافظة ذي قار، مركزها الناصرية، (350 كم جنوب العاصمة بغداد)، وفيها بيت النبي إبراهيم الخليل ، فضلاً عن زقورتها المشهورة، وأن العديد من فريق التنقيب العالمية والعراقية تعمل فيها، ومنها بريطانية وإيطالية.
وتضم محافظة ذي قار، نحو 1200 موقع آثاري يعود معظمها إلى عصر فجر السلالات والحضارات السومرية والأكدية والبابلية والأخمينية والفرثية والساسانية والعصر الإسلامي، وتعد من أغنى المحافظات العراقية بالمواقع الأثرية المهمة، إذ تضم بيت النبي إبراهيم وزقورة أور التاريخية، فضلاً عن المقبرة الملكية، وقصر شولكي ومعبد (دب لال ماخ) الذي يعد أقدم محكمة في التاريخ.
وكان تنظيم (داعش) قد قام بـ”فضائع” كثيرة منذ استيلاءه على الموصل، مركز محافظة نينوى،(405 كم شمال العاصمة بغداد)، في (العاشر من حزيران 2014 المنصرم)، منها على سبيل المثال لا الحصر، تدمير ونهب العديد من مقامات الأنبياء ودور العبادة والمواقع التاريخية والحضارية، منها متحف الموصل ومدن الحضر والنمرود، ما عدتها جهات محلية وعالمية، منه مجلس الأمن الدولي “جرائم ضد الإنسانية