أزاميل/ متابعة: الردود الخليجية على باكستان بشأن خيار اسلام آباد الحل السلمي تشير إلى نزعة قصوى للحرب، لكن باكستان، كإيران وتركيا، تحاول حماية الخليج من الارتدادات.
باكستان التي حثّها خليجيون على الحرب تتوخى أيضاً تعزيز مصالحها في الخليج
وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي دفع باتجاه الحرب في اليمن ربما ضرب على الوتر الحساس في لقائه مع وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، من أجل زيادة بيع السلاح، وتعزيز مواقع الشركات النفطية، كما اتهمه بعض مناهضي الحروب في فرنسا وأوروبا.
باكستان التي زارها موفدون خليجيون لحثّها على الحرب تتوخى أيضاً تعزيز مصالحها في الخليج، كما تتوخى تركيا هي الأخرى.
لكن باكستان تقارن، كما تقارن تركيا بين ما يمكن أن تكسبه في الحرب، وما يمكن أن تخسره، نتيجة ارتدادات الحرب من احترابات وانقسامات، قد ترتد إليها في طريقها إلى مجمل بلدان المنطقة.
في هذا الإطار، نبّه نائب وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان من مخاطر الحرب على تفتيت دول الخليج، حيث يستعد “داعش” للانفجار في الخليج، ومن الخليج إلى أرجاء المعمورة.
بيد أن دول الخليج تندفع مع الدول الغربية في طريق معاكس، معوّلة على إعادة اليمن إلى الحرب الأهلية الباردة طيلة السنوات الأربعة، قبل انفجارها السنة الماضية، وإطاحتها المبادرة الخليجية. في هذا السبيل تدعو إلى حل سياسي، كما سماه سعود الفيصل لا يختلف عن الانتحار والاستسلام التام، كما يصفه بعض الذين يأملون تسوية ومصالحة وطنية، تتيح انتقال الجميع في مركب واحد، من ضفة إلى أخرى.
أغلب الظن أن جهود إيران وباكستان وتركيا تحاول البحث عن إطار مبادرة لوقف الحرب عند الخسائر الفادحة التي أدت إليها. لكن هذه المحاولة تراها دول الخليج مراهنة عدائية، لا تقف أمام دول الخليج في خندق الحرب، لمنع اليمن من الخروج عن طوعها.
الدول الإقليمية التي تحاول نزع فتيل الحرب، للحفاظ على ما يمكن حمايته من الدمار تنفخ في بوق، طالبة مؤازرة من يعنيه الأمر من العرب، لكنها تبدو كمن ينفخ في قربة مثقوبة…
المصدر: الميادين.