أزاميل/ متابعة: أشعلت دعوة لتظاهرة لخلع الحجاب بمصر جدلا جديدا . مطلق الدعوة أعلن أنّ من أهدافها مواجهة “الفكر المتطرف” فيما اعتبر معارضوها أنّ فحواها تناقض حرية اللباس ، الدعوة تأتي في خضم هجمات إرهابية متصاعدة ووضع اقتصادي متدهور.
تشهد مصر جدلا شديدا مستمرا حول موضوع الحجاب الذي بدأ الظهور في مصر منذ سبعينات القرن الماضي وتنامى انتشاره بشكل ملحوظ على مدار العقدين الأخيرين، حيث سيطرت مسألة الحجاب على خطاب معظم رجال الدين ومن وصفوا في الإعلام بـ”الدعاة الجدد” بشكل ربما تفوق على الحديث عن مسائل دينية أخرى.
وبدرجة الاهتمام نفسها، سيطرت قضية الحجاب على تصريحات وأحاديث من يوصفون بـ”الليبراليين” ممن يرون أنّ الحال في مصر بدأ يتدهور بعد انتشار الحجاب على كافة الأصعدة ويرفعون شعار أنّ مصر كانت أجمل “بدون حجاب” في إشارة لفترة الخمسينات والستينات والسبعينات.
وبين حين وآخر يتجدد الجدل حول كيفية ظهور الحجاب في مصر وما إذا كان فريضة أم عادة دخلت إلى مصر بعد عودة العمالة مصرية من دول الخليج جالبة معها تقاليد تلك الدول.
وصل الجدل لذروته مؤخرا إثر دعوة الصحفي شريف الشوباشي لما أطلق عليه في الإعلام “مليونية خلع الحجاب” إذ دعا المحجبات المضطرات لارتداء غطاء الرأس، حسب قوله، لخلع حجابهن علنا في ميدان التحرير بقلب العاصمة المصرية وسط حماية الرجال مطلع مايو / أيار المقبل.
الحجاب بين الإجبار والاختيار
أثارت هذه الدعوة جدلا كبيرا سواء على صفحات الجرائد وشاشات التلفزة وبالطبع وسائل التواصل الاجتماعي التي ضجت بآراء منها مؤيد ومعارض. وبرر الصحفي المصري دعوته بقوله إن “سبعة من كل عشر فتيات يرتدين الحجاب إما قصرا أو خوفا أو تهديدا من أفراد العائلة”، بحسب تقديره.
ويرى الشوباشي أن دعوته تهدف إلى التصدي “للإسلام السياسي والتيار المتطرف” من خلال التصدي لأهم رموزهم وهو الحجاب، بحسب قوله وهو التبرير الذي قوبل باعتراضات شديدة على ترتيب أولويات مواجهة فكر تيار بعينه.
ولم تقتصر الانتقادات لدعوة الشوباشي على رجال الدين والمؤسسات الإسلامية فحسب، بل امتدت لناشطات غير محجبات، اتفق بعضهن مع ما يقوله الشوباشي في كون بعض الفتيات مجبرات على الحجاب، إلا أنهن اعترضن على الفكرة التي رأين أنها لا تختلف عن دعوات التيار الديني المؤيدة للحجاب إذ أن كليهما يرغب في تحريك المرأة في الاتجاه الذي يراه دون أن يترك لها حرية الاختيار.
من ناحية أخرى قوبلت دعوة الشوباشي بتأييد من رأوا أن من حقه الترويج لفكرة خلع الحجاب كما روج العديد من رجال الدين في السنوات الأخيرة لارتداء الحجاب، كما حظيت بتأييد شخصيات عامة عرف عنها رفضها لفكرة الحجاب. وبعيدا عن تأييد أو رفض الحجاب خرجت تساؤلات حول جدوى ظهور هذه الدعوة في الوقت الذي تشهد فيه مصر اضطرابات أمنية وتفجيرات تحدث في أنحاء متفرقة من مصر على مسافات زمنية قصيرة.
الجدل يشتعل على تويتر
وانتقل الجدل سريعا إلى شبكات التواصل الاجتماعي إذ اشتعل موقع “تويتر” بالتغريدات التي تطرح وجهات نظر مؤيدة ومعارضة لدعوة خلع الحجاب في ميدان التحرير إذ تصدر هاشتاغ “مليونية خلع الحجاب” مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما بعد تصريح الشوباشي الذي رأى فيه أن “99% من العاهرات يرتدين الحجاب” وهو تصريح أثار جدلا واسع النطاق.
وانعكس الجدل على موقع “تويتر” إذ نشر المغردون الرافضون للدعوة صورا لحجاب المرأة في اليهودية والمسيحية والإسلام وصورا لأول مذيعة محجبة في التليفزيون الأمريكي، في حين بدأ مؤيدو الدعوة في نشر صور تظهر نساء مصر في خمسينات وستينات القرن الماضي بدون حجاب مع دعوات للعودة إلى “الزمن الجميل”.
و بين شعار “سيستمر الغلاء ما لم تتحجب النساء” ودعوات “خلع الحجاب لمكافحة الفكر المتطرف”، تتباعد طرق كافة الأطراف ، فيما يرى البعض أنّ غطاء رأس المرأة هو مجرد قطعة قماش ولا يمكن تحميله مسؤولية كل مشكلات مصر.