بورتريه: محمد بن سلمان.. أمير مدني يقود الجيش الأقوى عربيا
ازاميل/ متابعة: يعتقد بأنه أصغر وزراء الدفاع في العالم وقت تعيينه، وثاني أصغر وزير دفاع سعودي تقلد هذا المنصب في تاريخ السعودية (الأول كان عمه الأمير منصور بن عبد العزيز الذي تقلد وزارة الدفاع وهو دون الثلاثين)، كما أنه أول حفيد من أحفاد الملك عبد العزيز يتولى منصب وزير الدفاع.
يقول المقربون منه إنه متحمس وطموح، وجد نفسه تحت الأضواء وفي بؤرة الحدث منذ بدء عملية “عاصفة الحزم” في اليمن التي تقودها المملكة العربية السعودية بالتحالف مع عشر دول عربية وإسلامية.
بعد نحو شهرين من استلامه حقيبة الدفاع خلفا لوالده الذي أصبح ملكا، وجد الأمير الشاب نفسه في الصفوف الأمامية للحرب التي أعلنت ضد “الحوثيين” وفلول المخلوع علي عبدالله صالح في آذار/ مارس الماضي.
الأمير محمد بن سلمان نجل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ورئيس ديوانه، يحظى كرئيس للديوان الملكي السعودي، بموقع ذي نفوذ كبير لا يوازيه نفوذ.
الأمير محمد بن سلمان المولود في الرياض عام 1985، وتقول روايات أخرى إنه ولد عام 1980، حائز على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود في الرياض، وشهادة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جورج تاون الأمريكية.
وحسب الويكيبيديا ولد محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود (15 ذو الحجة 1405 للهجرة / 31 أغسطس 1985[1] الرياض)، وهو وزير الدفاع ورئيس الديوان الملكي والمستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين في المملكة العربية السعودية. وهو الإبن السادس لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. والدته سمو الأميرة فهدة بنت فلاح بن سلطان آل حثلين العجمي. وحصل على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود، كما تلقى تعليمه العام في مدارس الرياض. وهو متزوج وله الامير سلمان والاميرة فهدة.
انخرط في مناصب رفيعة في العمل الحكومي، وعمل أميناً عاماً لمركز الرياض للتنافسية، ومستشاراً خاصاً لرئيس مجلس إدارة “دارة الملك عبد العزيز”، ثم رئيساً للجنة التنفيذية للدارة.
وعمل مستشارا متفرغا بهيئة الخبراء بمجلس الوزراء عام 2007، ثم مستشارا خاصا لأمير منطقة الرياض عام 2009، انتقل بعدها مستشارا خاصا ومشرفا على المكتب والشؤون الخاصة لولي العهد بمرتبة وزير، وذلك بعيد تولي والده ولاية العهد.
وفي تموز/ يوليو عام 2013، عين مشرفا عاما على مكتب وزير الدفاع بالإضافة إلى عمله،كما أنه عين وزيرا للدولة بالإضافة إلى عمله.
وفي كانون الثاني/ يناير الماضي عين وزيراً للدفاع خلفا لوالده ورئيساً للديوان الملكي ومستشاراً خاصاً للملك بمرتبة وزير.
ويتولى الأمير محمد بن سلمان رئاسة مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي يقوم بترتيب كل ما له صلة بالشؤون الاقتصادية والتنموية في المملكة، كما أنه عضو في مجلس الشؤون السياسية والأمنية الذي يتولى رسم سياسات المملكة سياسيا وأمنيا، ويرأسه ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف.
ورغم أنه لم يتقلد أي أنواط أو نياشين عسكرية، أو يلتحق بأي برنامج عسكري، ولم تطأ قدماه أي كلية عسكرية، فإن الأمير محمد بن سلمان يجلس على قمة هرم القيادة في أقوى جيش خليجي، وربما أقوى جيش عربي بعد خروج الجيش المصري والعراقي والسوري من المعادلة.
ويتنازع في مدحه وهجوه الموالون والمعادون..فيطنب الموالون في مدحه حيثما حانت الفرصة فينقل موقع سبق السعودي لزيارة له هكذا “لقاء مطول بـ”البشير” أثمر مشاركة الخرطوم بـ”العاصفة” وطرد مبعوثي طهران..ولينشر الخبر بعنوان عريض ((دبلوماسية “محمد بن سلمان” تقطع أذرع الملالي وتقلب الخارطة السودانية)). وهو إطناب واضح.
اما العدو اللدود “إيران”، فهي لا تتركل فرصة إلا وغمزت ولمزت ضده، وباتت كلمة انعدام الخبرة والنضج السياسي العلامة البارزة في مجمل حديثهم، بل انها لم تعد تقتصر على وزير الدفاع بل امتدت لعموم السياسة السعودية.
ويرى رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية في الرياض، الدكتور أنور ماجد عشقي، أن اختياره لمنصب وزير الدفاع “أمر يشير بوضوح إلى مرونة الحكم المدني في السعودية”.
وتقلد مدني وزارة الدفاع السعودية ليس بجديد، فقد شغل منصب وزير الدفاع الأمير سلطان بن عبد العزيز، وكان مدنيا أيضا، والبذلة العسكرية ليست ضرورية لشغل منصب وزارة الدفاع على أية حال، إذ إن دولا عدة تعين وزراء دفاع مدنيين، كما في الولايات المتحدة وفرنسا وبعض الدول الأوروبية، لأن المنصب في النهاية منصب سياسي وإداري أكثر منه منصبا تقنيا أو فنيا. أما الأمور الفنية الأخرى فهي من اختصاص العسكريين والجنرالات.
وثمة تساؤلات حول مدى إصغاء الأمير محمد بن سلمان للقيادات العسكرية، خصوصا أنه مدني وليست لديه خلفية عسكرية.
مصادر سعودية مقربة منه تشير إلى أن الأمير الشاب يعمل بتفاهم مع القوات المسلحة وهو يغتنم “فرصة فريدة ليظهر فاعليته، وهي فرصة يعطيه إياها والده الملك” وفقا للمصادر.
وهو ليس ببعيد عن الشؤون العسكرية والأمنية؛ فقد شارك في إدارة الشؤون الأمنية للبلاد مع الأمير محمد بن نايف عندما كان وزيرا للداخلية، ومع قائد الحرس الوطني الأمير متعب بن عبد الله.
الأمير الشاب يعمل ضمن معادلة داخلية تعطيه موقعا مؤثرا في البلاد وفي الأسرة الحاكمة، وهو يحظى بمساندة الملك وولاية العهد والجيش، ونجاحه في إدارة “عاصفة الحزم” سيضعه في مكانة لا ينافسه فيها أحد.
وحتى اللحظة، تبدو “العاصفة” وقد مكنت السعودية من تدمير العصب في القوة العسكرية لبقايا فلول المخلوع علي عبدالله صالح وحلفائه “الحوثيين”، وبالتالي فقد ضمنت السعودية أمنها وحدودها، بينما هي تعيد ترتيب البيت الداخلي اليمني.
هل ينطبق وصف “نصف انتصار” للتحالف العربي الإسلامي و”نصف هزيمة” للحوثيين و”هزيمة كاملة” للمخلوع، على مجريات الأحداث في اليمن؟!
اسم العائلة صنع منه أميرا، و”عاصفة الحزم” أعطته لقب أمير بمرتبة جنرال مدني، فهل جعلت منه رقما صعبا في بلاده وفي المنطقة؟ لندع نتائج “العاصفة” التي ستضح قريبا تجيب عن السؤال.
المصدر بتصرف: عربي 21