ازاميل/ متابعة: علقت مجلة “إيكونوميست” في تقرير لها، على التغييرات التي أجراها الملك سلمان بن عبد العزيز في تسلسل وراثة العرش، قائلة إنها تجلب وجوهًا شابة، وتقوي فرعه في العائلة الحاكمة.
وتقول المجلة: “استفاقت السعودية في 29 نيسان/ إبريل، على اضطراب سياسي داخل العائلة المالكة، التي تعد واحدة من أكثر العائلات المالكة في العالم غموضًا، ففي الساعة الرابعة صباحًا أُعلن أن الملك سلمان قد عيّن ولي عهد جديدًا على العرش، ووليًا لولي العهد.
فقد تم ترفيع وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف إلى منصب ولي العهد، وحل محل الأخ غير الشقيق للملك سلمان الأمير مقرن، الذي يعد أصغر أبناء الملك عبد العزيز (الذي أسس المملكة عام 1932). أما ولي ولي العهد فهو شاب في الثلاثين من عمره، وهو نجل الملك”.
وترى المجلة أن “ترفيع الأمير محمد بن نايف يعني أن العرش سيتم نقله إلى الجيل القادم بعد وفاة الملك، ما يعني نهاية تقاليد عمرها 60 عامًا لتداول العرش بين الإخوة.
وسيرحب الكثير من السعوديين بهذا؛ لأن الجيل الحاكم بعيد جدًا عن الشعب الشاب. ويبلغ الملك سلمان من العمر 79 عامًا، فيما تصل نسبة من هم في عمر تحت سن الثلاثين 70% في بلد يبلغ عدد سكانه 29 مليون نسمة. ويبلغ عمر ولي العهد الذي أطيح به 69 عامًا، أما ولي العهد الجديد فيبلغ من العمر 55 عامًا”.
ويجد التقرير، الذي اطلعت عليه “عربي21″، أن “التحرك تفوح منه رائحة المؤامرات، فهو سيعزز فرع الملك سلمان، وهم السديريون أبناء وأحفاد الملك عبد العزيز، على حساب البقية. ومنذ أن وصل الملك سلمان إلى العرش في كانون الثاني/ يناير، قام بشكل مستمر بترفيع ابنه الشاب محمد رغم عدم خبرته، فقد عينه مديرًا للديوان الملكي ووزيرًا للدفاع ومسؤولًا عن هيئة قوية تشرف على الاقتصاد، وكان وجه الحرب على اليمن، فيما لم يظهر الأمير مقرن في الإعلام إلا نادرًا، على الرغم من كونه طيارًا عسكريًا”.
وتشير المجلة إلى أن الأمير محمد بن نايف يحظى بشعبية، وهذا يعود إلى سجله الأمني، فقد سحق فرع تنظيم القاعدة المحلي، الذي قام بسلسلة من التفجيرات في الفترة ما بين 2005 و 2007، “وهو ما أجبر الأعضاء الذين نجوا إلى الفرار إلى اليمن، حيث ينتفعون من الفوضى”.
ويعلق التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، على المصادفة بين التعديل ومحاربة الإرهاب، ويقول إنه “قبل يوم واحد فقط من التعديل، أعلنت السعودية اعتقال 93 متشددًا ينتمون إلى تنظيم الدولة، بينهم اثنان كانا يخططان لتفجير السفارة الأمريكية في العاصمة السعودية الرياض”.
وتبين المجلة أن “من بين التغييرات التي أعلنت في الساعات الأولى من الصباح تعيين عادل الجبير، وهو ليس من أعضاء العائلة المالكة، محل الأمير سعود الفيصل، الذي ظل وزيرًا للخارجية مدة 40 عامًا. وكان الجبير حتى هذا الأسبوع سفيرًا للرياض في واشنطن”.
وتخلص “إيكونوميست” إلى أنه “سديري أو غير ذلك، فيجب أن تتأكد عائلة آل سعود من عدم تحول إيران إلى الحليف الأمريكي الأكبر في المنطقة”.
عن عربي 21