أزاميل/ متابعة: بصراحة لا يمكن وصف ما يدعو له هذا الرجل “القاسم”..تعجز الكلمات عن وصف تحريضه المرعب هذا ..
الامر أكبر من الطائفية وحتى من الوحشية..وإن كانت الأغلبية الآن تتنعم بـ”بركات” الطائفية، لكن ان تصل بطائفيتك إلى درجة اللاعودة هكذا ..والتحريض على إفناء وذبح طائفة كاملة وعددها بالملايين علنا وأمام جميع الناس جميعا..فهذا لم يقم به أحد سابقا أبدا..
ما يقوم به هذا الرجل في برنامجه السيء هذا مهنيا وأخلاقيا واجتماعيا لا يشرف الصحافة ولا جميع وسائل الإعلام..ونتمنى ان لا بل ه
لا ينبع رأي “ازاميل” هذا من انشغال بالرأي السياسي فهذا لا شأن لنا به، لكننا والجميع معنيون بالشان الإنساني الأخلاقي وأهمية المحافظة على هذه القيم التي كافح الإنسان عبر آلاف السنين من اجل إعلائها ونشرها.
نحن بالطبع نتفهم في “أزاميل” حجم معاناة الشعب السوري من حكم دكتاتوري باعتراف الجميع على مدى نصف قرن كامل لكن ان يصل الأمر إلى المطالبة بإفناء شريحة كاملة وواسعة من المجتمع بهذه الطريقة، فهذا امر ليس طائفيا إنما هو أمر سادي ومرضي وبامتياز.
فما الفرق إذا بين من يحارب الدكتاتور والدكتاتور نفسه؟ ..أين هي المسافة الفاصلة؟ وهل هي بالابتعاد عن “ثقافته” الدموية وابتكار ثقافة جديدة.. أم اتقانها و”إجادتها” أفضل منه؟
حسنا لنذهب مع ما يدعو إليه هذا “الفيصل العاقل” ولنفترض ان النفير قد اعلن مثلما يريد وشرع الناس بـ”إفناء” العلويين وبعدها الشيعة وبعدهم الإسماعيليين وبعدهم الاكراد والسنة في سوريا..فماذا ستكون النتيجة سوى الدم والذبح المجاني للجميع صغارا وكبارا؟
ماهي نتيجة كل هذه الاحقاد والكوارث؟
شيء عجيب ويدل على أن شريحة واسعة من الإعلام العربي بات فاقدا ليس للوعي والمنطق فقط بل وللحس الإنساني السليم والمسؤولية الأخلاقية فيما يعرضه او يكتبه او ينشره..
ثم كيف تسمح قناة فضائية تحترم نفسها ان تسمح بظهور رجل موتور كهذا مرة أخرى؟
هكذا أمر لا يدعونا لان نطالب بمراجعة شاملة لما تبقى من قيمنا واخلاقنا.. بل لإعلان نفير شامل ضد كل من يتجرأ ويدعو لشيء مثل هذا الآن ومستقبلا.
ولكي نعرف نتائج دعوات كهذه يكفي مشاهدة هذا الفيديو القصير لشاب مسالم عابر سأله مسلح عن انتمائه وقتله فورا ودون اي مقدمات مقطع الفيديو الخاص بقتل شاب علوي
ونعتقد جازمين ان القاسم سيهلل له فرحا ويصفق له طويلا !..
نختصر ونقول انه امر مخجل بل وفضيحة وبكل المقاييس لنا جميعا..وهي دليل قاطع على فشل إنساني يفوق الوصف ولا يشرف ايا كان وفي كل زمان ومكان.
وأدناه مقالة الكاتب نبيل فياض عن “حالة” فيصل القاسم
فيصل القاسم بلغ ذروة… الانحطاط
نبيل فياض
بما كانت حلقة يوم الثلاثاء الماضي من برنامج «الإتجاه المعاكس» من أكثر الحلقات خطورة على الإطلاق. تحول البرنامج على شاشة «الجزيرة» الى مساحة تبث السموم الطائفية والتحريض ضد العلويين في سوريا. عنونت الحلقة: “مصير العلويين في سوريا بعد اقتراب الثوار مناطقهم».
حلقة بث فيها فيصل القاسم سمومه وحقده، محرّضاً على شريحة من شعبه.
“دوز” هذه الحلقة كان مرتفعاً بالسياق وبالمفردات المستخدمة. ربما، لم يعهد الإعلام العربي في أقصى درجات انحطاطه هذا المستوى من التحريض على الإبادة والقتل بحق طائفة معينة وبهذا الشكل العلني.
هكذا، ظهر القاسم بثوب «دراكولا العرب»، شاهراً أنيابه بالقول: “اليس قتل مليون سوري وتشريد نصفه وتدمير ثلاثة أرباع سوريا برقبة الجنرالات العلويين؟».
ثم عاد وأورد في مكان آخر: “اليس من حق الشعب السوري أن يشعر بالفرحة بعدما بات الثوار على مشارف المناطق العلوية؟». وبعد إفساح المجال لتحليل دماء هؤلاء، أخذ الإعلامي السوري يردد عباراته التحريضية القذرة. وصف العلويين بـ “الفاشيين».
هذه الأوصاف المحرّضة ساقها بدوره الى مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون الذي وصفه أيضاً بـ “الفاشي» ولا يقل «إجراماً» عن العلويين.
حفلة جنون القاسم بلغت ذروتها لدى تعقيبه على السؤال الإستفتائي للحلقة المذكورة الذي كتب على الشكل التالي: “هل تعتقد أن العلويين في سوريا جنوا على أنفسهم؟». طبعاً سؤال يصب في السياق التحريضي والإجرامي لنفس القاسم في هذا البرنامج.
التعقيب على هذا السؤال اختبأ وراءه القاسم بالناشطين على شبكات التواصل الإجتماعي، إذ نقل عنهم لا سيما السوريين منهم، رغبتهم بأن تكون صياغة السؤال أكثر قوة وتحريضاً على القتل. هكذا زها القاسم عندما ادعى بأن هؤلاء أي الناشطين يدعون الى “إبادة العلويين الفاشيين النازيين القتلي الذين دمروا سوريا».
هذه الحفلة استكملها ضيفه الناشط السوري ماهر شرف الدين الذي لم يقل عن مضيفه عنصرية وحقداً تجاه هذه الطائفة فقال لهم: “عليكم أن تصنعوا باباً خارجياً للزريبة التي أنشأتموها حتى تخرج السلطة منه بدلاً من أن تخرج على جثثكم».
إذاً هستيريا وجنون في التحريض على القتل والابادة لم يسبق له مثيل على الفضاء العربي. ها هو فيصل القاسم يتحول إلى سفاح وقاتل يضخ حقده وكرهه على الهواء من دون أي رادع مهني أو أخلاقي. ومع هذه السابقة، يسقط مجدداً القاسم في مستنقع الكراهية والحقد منتشياً بما حقق.