أزاميل/ متابعة: اعتبر المغرد السعودي الشهير “مجتهد” أن التغيير سيطرق أبواب المملكة النفطية “عاجلاً أم آجلأً”، مؤكداً أن التغييرات الأخيرة التي أجراها الملك سلمان بن عبد العزيز لا تصب إطلاقاً في خانة “الإصلاحات”، بل هي “على العكس، تثبت إمساك آل سعود بمفاصل السلطة في المملكة”،
وفيما اعتبر أن تدخل السعودية في اليمن عزز التغلغل الإيراني فيها وليس العكس، اكد ان رفع تدخلها في سوريا سيكون عاملا مهما في إعطاء دفعة قوية لاستمرارية الربيع العربي.
وفي حديث خصصه لموقع قناة “الحرة”، التي وصفته بـ”جوليان أسانج السعودية”، أكد “مجتهد” أنه مستعد للظهور كشخصية حقيقية وسط الشعب السعودي متى تأكد له “انطلاق حراك جدي في المملكة”، رافضاً الإجابة على أي سؤال يتعلق بهويته الحقيقية.
وحول رؤيته للتغييرات التي بدأها الملك السعودي الراحل عبد الله وواصلها الملك الحالي، لا سيما في ما يتعلق بمحاولة إشراك الشباب في الحكم، اعتبر المغرد الشهير أنه لا مجال للحديث عن “إصلاحات” في السعودية، بل أنه لم يطرأ أي تغيير “على إمساك آل سعود المطلق بالسلطة، ولا في حصانتهم المطلقة من المحاسبة ولا في توسيع الشفافية ولا في استقلال القضاء ولا في حرية التعبير ولا حرية التجمعات”، مؤكداً أن “الأمور في المملكة تسير نحو الأسوأ”.
وقال “مجتهد”: ” خلال حكم الملك عبد الله، صدرت قوانين تجرم حتى من يكتب في وسائط الاتصال الاجتماعي إذا كتب شيئا يخالف توجه الدولة، ولم يطرأ أي تغيير في محاربة الفساد المالي والإداري، ولا تزال مشاريع الدولة ومناقصاتها وسيلة ممتازة لسرقات كبار المسؤولين”.
وتساءل “مجتهد”: “عن أي إصلاح نتحدث؟ تصور أن المدن الكبرى في السعودية ليس فيها حتى الآن شبكة مياه محترمة، والسكان يقفون في الطوابير الطويلة في جدة من أجل المياه التي تنقل لهم بالصهاريج، ولا خدمات تذكر، فلا جيش ولا جامعات ولا مشاركة سياسية ولا محاسبة ولا شفافية ولا حريات”، مشيراً إلى أن الأسرة الحاكمة في المملكة “لم تتمكن طيلة 80 عاماً من الحكم من استغلال أموال النفط لتحسين أوضاع الجامعات بدلاً من إرسال مئات آلاف الطلاب إلى الخارج”.
ولكن هل يرى “مجتهد” أن الإصلاح يجب أن يطرق أبواب العائلة الحاكمة أولاً أو أنه من الممكن أن يحصل من دونها؟ في هذا الشأن، يعتبر المغرد الشهير أن “مشكلة العائلة الحاكمة هي أنها غير قابلة للإصلاح، لأن أي إصلاح حقيقي في اتجاه المشاركة السياسية والمحاسبة والشفافية واستقلال القضاء، يعني ثورة الشعب عليها والمطالبة بمحاكمة كبار الأمراء، ولأنهم يدركون ذلك، فهم يرفضون أن يبدأوا بالخطوة الأولى، وهي إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، لأن إطلاقهم يعني بالمحصلة ثورة شعبية تطيح بهم”.
وتساءل “مجتهد”: ”كيف يعقل أن يسمح آل سعود بحرية التعبير والتجمعات، وهم يعلمون أن أول من سوف يهاجم بهذه الحريات هو (ولي العهد) محمد بن نايف و(ولي ولي العهد) محمد بن سلمان؟
وعما إذا كان دوره التحريض على الثورة داخل المملكة النفطية، أجاب “مجتهد” أن جل ما يفعله هو “عرض الحقائق فقط، والشعب برموزه وتجمعاته يستفيد منها حتى يدرك درجة التغييب ويتصرف بناء على ذلك، فإذا كان الشعب على قدر مستوى التحرك فسيتحرك، و إن لم يكن فلن يحرضه مجتهد”.
ولكن ماذا عن مستقبل العائلة الحاكمة في السعودية؟ يرى المغرد الشهير أن هذه “العائلة تعيش فترتها الأخيرة”، متنبئاً ألا “تدوم أكثر من عامين بعد محمد بن سلمان، فخلاف العائلة والتحديات الإقليمية خطران يمكن أن يقضيا على العائلة، علماً أن الشعب سيعاني وسيمر بمرحلة فوضى، لكن سوف يستطيع ترتيب الأوضاع”.
وعن رأيه في “الربيع العربي” الذي تزامن إطلاق صفحته على “تويتر” مع ثرواته، أكد “مجتهد” أن “هذا الربيع مسيرة باتجاه واحد حتى لو تعثرت، وما يحصل لها من ثورات مضادة فهذا أمر طبيعي ومتوقع، لكن هذه الثورات المضادة ستهزم في النهاية ويعود الربيع العربي أقوى وأكثر حسما وحزما واستئصالاً للماضي الظالم الفاسد”.
وفي هذا الصدد، عبر “مجتهد” عن أسفه لـ”مدى مساهمة بلادنا بثقلها المادي والديني مع هذه الثورات المضادة، ومدى اعتماد هذه القوى المضادة على الدعم السعودي والخليجي”، معتبراً أن “انحسار نفوذ آل سعود سيعطي دفعة هائلة لعودة قوية للربيع العربي”، ورافضاً اعتبار أن السعودية ساندت “الربيع في سوريا”، مشيراً إلى أنها “لم تفعل سوى دعم عملائها سليم إدريس وجمال معروف وزهران علوش”.
وتطرق “مجتهد” في حديثه إلى “الحرة” إلى “عاصفة الحزم” التي تشنها السعودية على اليمن، مؤكداً أنها “كشفت فشل النشاط الخارجي والإستخباري والسياسة الخارجية للسعودية”.
ورأى “مجتهد” أنه “كان لدى السعودية حلفاء طبيعيين في اليمن من إسلاميين وقبائل سنية،عمدت إلى مقاطعتهم وتحالفت مع علي عبد الله صالح واخترقت الثورة في العام 2011، وأعطت صالح حصانة وسمحت له بالتحكم بمعظم الجيش ودعمت الحوثيين ضد القاعدة، واستمر هذا التصرف إلى أن طرد هادي ودخل الحوثيون عدن”، معتبراً أن “القصف الجوي لم يحقق شيئا فاستمر الحوثيون بالتوسع والسيطرة على المدن وبقية الجيش، وتمكنوا من القصف داخل السعودية”.
ولكن هل تم صد الخطر الإيراني الذي “أراد التغلغل في اليمن عبر الحوثيين”؟ “بالعكس”، أجاب مجتهد، “بل هو فتح المجال للتغلغل الإيراني، حتى استولى على كل اليمن“.
وكشف المغرد السعودي أن التفاعل مع تغريداته دفعه “إلى التحضير لإنشاء موقع لمجتهد، وذلك لمن يرغب في الحصول على المعلومات بطريقة أسهل”، بالرغم من أنه ” ما عدا ذلك، فالأمر متروك للقوى والفعاليات الشعبية في البلد لتستثمر الوضع”.
وحول المصادر التي تغني معلماته، أكد المغرد السعودي أن “كثيرة جداً هي الرسائل التي تصلني بالإيميل (البريد الإلكتروني) طبعاً، وهناك من يشكر ومن يذم ومن يطالب بالمزيد ومن يطالب بأن أدعو لمظاهرات، وهناك من يريد أن أنشر مظلمته وقصته، وبعد نجاح التجربة تمكنت من استقطاب مصادر معلومات أخرى، ولكن هناك من هو مكلف بالتضليل والخداع يرسل لي معلومات كاذبة أو يحاول الاختراق”.
ولكن كيف يقيم “مجتهد” تجربته الحالية مع “تويتر”؟ في هذا الخصوص، رأى المغرد الشهير أنه “ليس الشباب فقط، بل كل من يستطيع الوصول إلى تويتر من الشعب في بلادنا يهتم بهذه التغريدات، ويعلم أن لها مصداقية عالية”، مشيراً إلى أن “ما يبلغه من مصادر في رصد وزارة الداخلية، فأنها (التغريدات) تصنع رأياً عاماً فعلاً، وأن كوادر المباحث مكلفة 24 ساعة بإسقاط مصداقيتي بسبب الضرر الذي يصيب الأسرة الحاكمة.
وأعترف “مجتهد” أن “التغريدات وحدها لا تكفي لصنع التغيير، إذ لا بد من وجود من يستفيد منها ويستثمر هذا الرأي العام الذي أثرت فيه”.
وحول مستقبل السعودية، يختم “مجتهد”: “لست متشائماً ولا متفائلاً. هي توقعات بناء على معرفة بالواقع فقط، آل سعود ليس لديهم القدرة على البقاء مع الآلية الحالية في الحكم”.
واليكم بعضا من ما نشره الموقع عن المقابلة:
من يكون مجتهد؟
موقع الحرة: يربط البعض اسمكم برئيس الحركة الإسلامية للإصلاح الدكتور سعد الفقيه فيما يرى آخرون أنكم أحد المقربين من الأسرة الحاكمة بالنظر إلى نوعية المعلومات التي تسربها، فمن هو مجتهد بالضبط؟
مجتهد: النظريات عن شخصية مجتهد كثيرة وأي سؤال في هذا الاتجاه لا يمكن الإجابة عليه.
-متى يتحول مجتهد من مجرد حساب في تويتر إلى شخصية حقيقية وسط الشعب السعودي؟
مجتهد: إذا بدأ حراك حقيقي ورأيت من المصلحة تغيير الدور نعم سيتغير الدور.
-كتاباتكم تدعو إلى إصلاح الأوضاع في المملكة العربية السعودية، كيف يرى مجتهد التغييرات التي بدأها الراحل الملك عبد الله واستمر فيها الملك الحالي سلمان بن عبد العزيز؟
مجتهد: ماهي الإصلاحات التي تتكلم عنها؟!
-مثلا تشهد المملكة سياسة إشراك الشباب في المؤسسات والهيئات الحكومية، وولي العهد وولي ولي عهده من جيل الشباب. أليس ذلك جزءا من الاصلاح الذي تطالبون به؟
مجتهد: هل هذه تصنف إصلاحات بالمفهوم السياسي؟ لم يطرأ أي تغيير على إمساك آل سعود المطلق بالسلطة ولا في حصانتهم المطلقة من المحاسبة ولا في توسيع الشفافية ولا في استقلال القضاء ولا في حرية التعبير ولا حرية التجمعات، بالعكس التوجه في هذه الأمور للأسوأ، وخلال حكم الملك عبد الله صدرت قوانين تجرم حتى من يكتب في وسائط الاتصال الاجتماعي إذا كتب شيئا يخالف توجه الدولة، ولم يطرأ أي تغيير في محاربة الفساد المالي والإداري ولا تزال مشاريع الدولة ومناقصاتها وسيلة ممتازة لسرقات كبار المسؤ ولين..
-لكن هناك ما يقارب 150 ألف مبتعث سعودي في الخارج أليس لهم دور هؤلاء في الاصلاح والتغيير؟
مجتهد: إرسال هذا العدد من المبتعثين دليل على الفشل وليس على الإصلاح، لو كانت الدولة تسعى للإصلاح لسعت لاستيعاب هذه الأعداد في البلد بجامعات ناجحة باستخدام أموال النفط، لكن أن يمضي 80 عاما ولا تستطيع الدولة استيعاب مئات الألوف من الطلاب فهذه فضيحة، تصور أننا نرسل المبتعثين إلى الأردن وباكستان.
تصور أن المدن الكبرى حتى الآن ليس فيها شبكة مياه محترمة، والسكان يقفون في الطوابير الطويلة في جدة من أجل المياه التي تنقل لهم بالصهاريج، فأي إصلاح تتحدث عنه؟
لا خدمات لاجيش لا جامعات لا مشاركة سياسية لا محاسبة ولا شفافية لا حريات
أين الإصلاح!!
-الإصلاح في نظركم يكون ضمن العائلة الحاكمة أو بدونها؟ بمعنى الأولى إصلاح العائلة أو إصلاح الوطن؟
مجتهد: مشكلة العائلة الحاكمة أنها غير قابلة للإصلاح، لأن أي إصلاح حقيقي في اتجاه المشاركة السياسية والمحاسبة والشفافية واستقلال القضاء يعني ثورة الشعب عليها والمطالبة بمحاكمة كبار الأمراء، ولأنهم يدركون ذلك فهم يرفضون أن يبدؤوا بالخطوة الأولى وهي إطلاق سراح المعتقلين السياسيين دون قيد أو شرط، لأن إطلاقهم يعني حصانة للمعارضين ومن ثم جرأة على الأسرة الحاكمة ومن ثم ثورة شعبية تطيح بهم، كيف يعقل أن يسمح آل سعود بحرية التعبير والتجمعات وهم يعلمون أن أول من سوف يهاجم بهذه الحريات هو محمد بن نايف ومحمد بن سلمان.
تحريض أم عرض الحقائق؟
-هل هذا معناه أن مجتهد يطالب بثورة على آل سعود والخروج إلى الشارع؟
مجتهد: مجتهد يعرض الحقائق فقط، والشعب برموزه وتجمعاته يستفيد من هذه الحقائق حتى يدرك درجة التغييب ويتصرف بناء على ذلك، فإذا كان الشعب على قدر مستوى التحرك سيتحرك، و إن لم يكن فلن يحرضه مجتهد.
-كيف يتعامل الشباب السعودي مع تغريداتكم؟ وهل تعتقدون بقدرة وسائل التواصل الإجتماعي على التغيير؟
مجتهد: ليس الشباب فقط كل من يستطيع الوصول للتويتر من الشعب في بلادنا يهتم بهذه التغريدات ويعلم أن لها مصداقية عالية، وحسب ما يبلغني من مصادر في رصد وزارة الداخلية أنها تصنع رأيا عاما فعلا وأن كوادر المباحث في التويتر مكلفة 24 ساعة بإسقاط مصداقيتي بسبب الضرر الذي يصيب الأسرة الحاكمة، لكن هل التغريدات هي التي تصنع التغيير؟ طبعا لابد من وجود من يستفيد منها ويستثمر هذا الرأي العام الذي أثرت فيه، التغريدات ذاتها لا تصنع التغيير.
-هل هناك تجاوب إيجابي مع ما تكتبون؟
مجتهد: التجاوب الإيجابي في الجو البوليسي يصعب قياسه علميا.
لكن يبدو من انطباعات الناس أن التغريدات لها أثر كبير وهي حديث المجالس فعلا في كل الدوائر والمستويات.
-هل تصلك رسائل من قبل المواطنين السعوديين؟
مجتهد: كثيرة جدا هي الرسائل وتصلني بالإيميل طبعا وهناك من يشكر ومن يذم ومن يطالب بالمزيد ومن يطالب بأن أدعو لمظاهرات، وهناك من يريد أن أنشر مظلمته وقصته، وبعد نجاح التجربة تمكنت من استقطاب مصادر معلومات أخرى، وبالطبع هناك من هو مكلف بالتضليل والخداع يرسل لي معلومات كاذبة أو يحاول الاختراق.
-بعد نجاح هذه التجربة هل من تجارب أخرى في الأفق؟
مجتهد: نحن في طور إنشاء موقع لمجتهد، لمن يرغب في الحصول على المعلومات بطريقة أسهل، ما عدا ذلك الأمر متروك للقوى والفعاليات الشعبية في البلد لتستثمر الوضع.
-كيف تنظر إلى مستقبل الشعب السعودي؟
مجتهد: العائلة الحاكمة في فترتها الأخيرة، ولا أعلم بعد محمد بن سلمان إن كانت ستدوم أكثر من عامين، خلاف العائلة والتحديات الإقليمية خطران يمكن أن يقضيا على العائلة، الشعب سيعاني وسيمر بمرحلة فوضى لكن سوف يستطيع ترتيب الأوضاع.
تفاؤل / تشاؤم
- هل أنت متفائل بمستقبل السعودية مع كل التحولات التي تشهدها العائلة الحاكمة؟
مجتهد: ليس تفاؤل أو تشاؤم. هي توقعات بناء على معرفة بالواقع فقط، آل سعود ليس لديهم القدرة على البقاء مع الآلية الحالية في الحكم.