شهد الأسبوع الماضي ضجة واسعة حول عشرات الآلاف من الوثائق الحكومية المسربة التي بدأ موقع «ويكيليكس» نشرها،
فاتورة «ليموزين» لأميرة سعودية بلغت 882 ألف جنيه أسترليني …ولم يتم دفعها؟
من بين الوثائق المسربة التي انتشرت بصورة ملحوظة ليست وثيقة حكومية سرية، ولكنها مجرد فاتورة غير مدفوعة تعود لعام 2009 وتخص استئجار سيارة ليموزين فاخرة من قبل الأميرة «مها آل إبراهيم»، التي تصفها وسائل إعلام سعودية بأنها زوجة الأمير «عبدالرحمن بن عبدالعزيز آل سعود».
وجاء في الفاتورة الصادرة عن شركة «جولدن ليموزين سيرفيس» ومقرها في جنيف، والموجهة إلى البعثة الدبلوماسية السعودية هناك، أن الأميرة غادرت المدينة فجأة دون سداد أول دفعة من مبلغ 1.5 مليون فرانك سويسري كانت تدين به للشركة والفندق الذي أقامت فيه.
وتم إبلاغ الأميرة بالفاتورة، التي من جانبها «أعلنت أن المبلغ كبير للغاية» وطالبت دبلوماسيين بإجراء مفاوضات حول السداد، وقد تم دفع قيمة الفاتورة بالكامل بالفعل لشركة «جولدن ليموزين سيرفيس».
ومن جهته أكد «لويس روليت»، أحد المسئولين بشكر ليموزين السويسرية، أن قيمة الفاتورة تتجاوز الرقم المعلن في الوثيقة بكثير.
السعودية تسعي لتقويض إيران
تظهر وثيقة حكومية غير مؤرخة، قيل إنها مسربة من السفارة السعودية في طهران، «الإحباط المتزايد للمواطن الإيراني ورغبته القوية في تغيير النظام»، واقترحت سبلا لفضح النظام الإيراني والمظالم الاجتماعية في إيران من خلال «الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية مثل مواقع فيسبوك وتويتر».
وتقترح أيضا «استضافة شخصيات معارضة في الخارج، والتنسيق معهم، وتشجيعهم على استخدام صالات العرض لإظهار صور من التعذيب التي قام بها النظام الإيراني ضد الشعب».
وتؤكد مناقشة مسؤولين سعوديين لهذه القضايا الخاصة بطهران أن السعودية تراقب بشكل دقيق للغاية جيرانها في الخليج.
إنهم بالفعل لا يحبون «إسرائيل»
تعد هذه الوثيقة مثيرة للاهتمام بشكل خاص، وهي عبارة عن مذكرة أرسلت إلى السفارة السعودية في واشنطن تحذر من أن عشرات من الطلاب السعوديين قاموا بزيارة السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأمريكية.
وتزعم الوثيقة أن الطلاب استمعوا إلى استطلاعات دبلوماسية من العاملين في السفارة، وسألوهم عن بعض الأسئلة والتقطوا معهم العديد من الصور.
وطلبت وزارة الخارجية السعودية من سفارتها هناك إعداد تقرير مفصل عن الواقعة، وهذا الأمر يجعلنا ندرك مدى كره السعودية لـ«إسرائيل»، وأن الشيء الوحيد الذي ربما يجمع بينهما هو كرههما لإيران.
هناك المزيد من الوثائق
لقد تم نشر ما يزيد على 61 ألف وثيقة وبرقية دبلوماسية صادرة عن وزارة الخارجية السعودية وسفاراتها في أنحاء العالم، وتم تسريبها إلى الموقع الذي يمتلكه الصحافي والناشط الأسترالي «جوليان أسانج».
وما تم نشره حتى الآن هو جزء من إجمالي نصف مليون برقية أخرى سيتم نشرها تباعا خلال الأسابيع المقبلة، حسبما قال «أسانج».
ما تزال هناك أشياء لا نعرفها
إن مئات الآلاف من الوثائق السرية الحكومية من شأنها توفير نظرة مفصلة في عمل الحكومة السعودية، ولكن على الرغم من كم الوثائق التي تم تسريبها، هناك شيء واحد لا نعرفه.. كيف تم تسريب هذه الوثائق في المقام الأول؟!
وألمح بيان صحافي صادر عن «ويكيليكس» إلى أن مجموعة من قراصنة اليمنيين اخترقوا بنجاح شبكات وزارة الخارجية السعودية في مايو/أيار واستولوا على مجموعة من الوثائق السرية، إلا أنه شدد على أن مجموعة وثائق «ويكيليكس» بالكامل تم الحصول عليها عبر آلاف الاختراقات على عدة سيرفرات، ما يشير إلى أن التسريبات التي تم الكشف عنها لم تأت من القراصنة اليمنيين.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: إذن فمن أين جاءت تلك الوثائق؟ لا أحد يعرف تماما حتى الآن، يمكن أن يكون من عمل «برادلي مانينج» الجندي الذي عمل كمحلل استخبارات في القوات البرية الأمريكية وتحول الآن لفتاة تدعى «تشيليسي»، أو من عمل مجموعة من القراصنة الأكثر تنظيما.
وما يزال الأمر سرا، ولكن المتحدث باسم وزارة الخارجية السعودية، «أسامة النقلي»، ذكر في طيات كلامه «أعداء الدولة» عندما تحدث عن التسريبات، ووعد بملاحقة المتورطين في الأمر.