اعتبر “ليون هدار” المحلل في شركة “ويكسترات” للاستشارات الجيو- استراتيجية وأستاذ العلاقات الدولية في كلية “بارك” بجامعة ماريلاند”، في مقال نشره بتليفزيون “i24news” الإسرائيلي، أن مصلحة تل أبيب مع طهران أكبر من الرياض.
وأشار “هدار” في مقاله إلى أن السعودية لا يمكن أن تصبح الصديق الأفضل لإسرائيل، في حين أن إيران من الممكن أن تصبح صديقًا لتل أبيب.
وتحدث عن وجود تقارير مؤخرًا، تشير إلى ما يمكن وصفه بالغزل الدبلوماسي بين القدس والرياض، على اعتبار أن إسرائيل والسعودية يواجهان الآن تهديدًا مشتركًا ممثلًا في إيران.
وأشار إلى أن إسرائيل ترى أن نظام الحكم في إيران يقود المحور الإقليمي المعادي لإسرائيل، الذي يشمل حزب الله وحماس، في حين تحذر السعودية من أن إيران تستخدم الشيعة في الشرق الأوسط لزعزعة استقرار المملكة وحلفائها السنة.
وأكد الكاتب على أن إسرائيل والسعودية لا يمكن وصفهما بالأصدقاء من قريب أو بعيد، وأن مخاوفهما المشتركة حاليًا من إيران لا تختلف عن خوفهما المشترك من التهديد الذي كان يمثله الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، في خمسينيات القرن الماضي.
واعتبر الكاتب أن التعاون الاستخباري بين الرياض وتل أبيب لم يصل مطلقًا لمستوى الشراكة الاستراتيجية، فعدو عدوي مازال عدوي كذلك.
وذكر أن إيران عبر دعمها لمن وصفها بالمنظمات الإرهابية مسؤولة عن قتل المئات من الإسرائيليين، إلا أن السعوديين دعموا في الغالب كل المنظمات “الإرهابية” المناهضة لإسرائيل، فضلًا عن تسهيلها مهمة الهجوم العربي على إسرائيل في حرب أكتوبر 1973م، واستخدام النفط كسلاح وكجزء من استراتيجيتها ضد ما وصفها بالدولة اليهودية والغرب.
وأضاف أن السعودية مازالت أشبه بالنظام الثيوقراطي الذي يعود إلى العصور الوسطي، وتفتقر إلى أي مؤسسات ديمقراطية، وتميز ضد المرأة وأصحاب الديانات الأخرى، بما في ذلك الشيعة وغيرهم.
وتحدث عن أن المملكة تعتبر راعيًا عالميًا لمعظم أشكال العداء للغرب، ومسؤولة عن نشر هذا الفكر من الإسلام المعادي للغرب في أنحاء الشرق الأوسط.
وذكر أن أغلبية من شاركوا في هجمات الحادي عشر من سبتمبر سعوديين، كما أن طريقة الإعدام بقطع الرأس تشترك فيها السعودية مع تنظيم “داعش”.
واعتبر أن السعودية لا يمكن وصفها بالدولة الطبيعية، فهي عبارة عن قبيلة صحراوية تشكلت من أجل امتلاك محطة وقود، في حين أن إيران تمتلك هوية واضحة، يمكن أن يحولها شبابها إلى اقتصاد متقدم، وأكد على أن الفارق والاختلاف واضح بين السعودية وإيران.
وأضاف أن إيران مع ذلك يحكمها نظام ثيوقراطي وليست ديمقراطية ليبرالية، لكنها تجري انتخابات “معيبة” وتحتفظ ببعض مؤسسات المجتمع المدني، وبها رجال أعمال كبار، وشركات إنتاج أفلام، وبها مجموعة صغيرة من اليهود.
وتحدث عن أن السعودية تأمل في أن يقوم الإسرائيليون إذا لم يفعل ذلك الأمريكيون بمهاجمة إيران، بينما تستمر الرياض في الاحتفاظ بعلاقات دبلوماسية مع طهران.
وذكر أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، يتفهم أن أكثر الطرق فعالية للحفاظ على الاستقرار في المنطقة، هي المساعدة على إحداث توازن قوي لا يمكن من خلاله أن تهيمن السعودية أو إيران على المنطقة.
وتحدث عن أن المواجهة العسكرية مع إيران لن تصعب فقط مواجهة الإيرانيين لـ(داعش)، لكنها ستجعل إيران تحت قيادتها المعتدلة الحالية تحتضن أجندة معادية لأمريكا وإسرائيل، ولن يمكن الاعتماد على السعودية التي تربطها علاقات بالجماعات الإسلامية الراديكالية في الحفاظ على الاستقرار بالمنطقة ومواجهة داعش.
وأشار إلى أن إسرائيل وإيران تجمعهما بعض المصالح المشتركة طويلة الأمد، كما أن إيران قد تقاوم الضغط وتدعم إنشاء خلافة عربية سنية تضمن حكمًا ذاتيًا للعلويين والأكراد.
وأضاف أن على إسرائيل أن تدرس الانضمام لأمريكا في سعيها للانفتاح الدبلوماسي مع إيران، وتحويل العدو إلى شريك محتمل.