وأعرب ظريف في مقابلة قصيرة مع صحيفة السفير اللبنانية قبيل مغادرته الى دمشق، عن “تفاؤله بحلّ الأزمة في سوريا، رافضا الخوض في تفاصيل المبادرة.
وتقدم ظريف بالشكر للصحيفة اللبنانية لنشرها مقالة “الجار ثم الدّار” (عدد الاثنين 3 آب).
وأضاف ظريف: أتمنّى أن تكون الرسالة التي تضمّنتها هذه المقالة قد وصلت الى منطقتنا لأنها بحاجة الى ذلك، وبرأينا أن الموضوع النووي كان شأنا هامشيا وقد تمّت معالجته، لكنّ الشيء الحقيقي والأساسي يتعلّق بهذه المنطقة بالذات، ونحن نرغب في الواقع بالتّعاون وببذل المساعي من أجل خير هذه المنطقة وشعوبها».
وتمنّى ظريف أن تصبّ كل الجهود التي بذلت لمصلحة دول المنطقة برمّتها.
وعن سبب إلغائه زيارته الى تركيا قال: «كانت زيارتي لتركيا ستكون قصيرة، وبما أنني وصلت الى لبنان مساء أمس، التقيت مع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الذي كان يزمع مغادرة بيروت الى الأردن اليوم (أمس)».
وأضاف: «كما أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان في اسطنبول ورئيس الحكومة أحمد داود أوغلو ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو كانا في أنقرة، ولم تكن من إمكانية للقاء الثلاثة في فترة زمنية قصيرة. لكنني سأعود وأزور تركيا في الأسبوع القادم، لكي يتسنّى لي القيام بالزيارات المُجَدْوَلَة وهي مكثّفة».
وحول هل الأتراك مسرورون بالاتفاق النووي؟ قال «نعم، إنهم مسرورون من صميم القلب، وأتمنّى أن تكون المنطقة برمّتها مسرورة بهذا الاتفاق»، واستدرك: «ما عدا بنيامين نتنياهو، على الجميع أن يكونوا مسرورين بهذا الاتفاق».
وعمّا إذا كانت “الدّيبلوماسيّة الباسمة” التي اعتمدها في التفاوض مع الغرب حول الملفّ النووي الإيراني ستصلح ايضا في الحوار العتيد مع السعودية، خصوصا في ظل التشكيك السعودي والخليجي بنوايا إيران في المنطقة قال ظريف: «إننا نبتسم لأصدقائنا في هذه المنطقة من صميم القلب».
وردّا على تعقيب «السفير» بأن دول المنطقة تريد من إيران أفعالا لا ابتسامات، خصوصا لجهة عدم التدخّل بشؤونها، قال ظريف: «نحن نعتقد بأنّ أصدقاءنا السعوديين بحاجة لأن يروا الحقائق كما هي، نحن واجهنا وتحمّلنا مشاكل كثيرة، وتعرّضنا لمعاناة كبرى من جيراننا،
ونحن لم ندعم صدّام حسين ضدّ السعوديين، بل هم من كانوا يدعمون صدّام حسين في حربه ضدّنا، وعلى كلّ، إذا كان لأحد أن يرضي الجانب الآخر، فلا بدّ لهم (أي السعوديين) أن يرضونا، علما بأننا لا نطلب هذا الشيء منهم».
وعن تداعيات الملف النووي على ملفات المنطقة، قال ظريف: «آمل أن ينعكس إيجابا وان تتمّ معالجة ملفات المنطقة وتسويتها».
وكان ظريف، نشر أمس الأول مقالة في صحيفة «حرييت» التركية، اتهم فيه دولاً إقليمية، لم يسمها صراحة، بالتغاضي عن نمو تنظيم «داعش» وتقديم التسهيلات والدعم له. وقال إن من «أسباب تنامي عصابات داعش الإرهابية وهيمنتها على أجزاء من العراق وسوريا يعود إلى ضعف الحكومات المركزية، والدعم المالي والعسكري لهذه العصابات من قبل بعض الدول الإقليمية، والضعف عن عمد أو سهو في السيطرة على الحدود، وتهريب النفط من قبل هذه العصابات»، معتبراً أن «سيطرة أعضاء حزب البعث العراقي السابق وضباط جيشه على قيادة داعش في العراق وسوريا، واتحاد داعش مع عناصر نظام صدام (حسين) لعب دوراً رئيسياً في نجاحات داعش القتالية».
وأكد ظريف «ضرورة إيجاد إستراتيجية عالمية وجادة وبعيدة عن التمييز لمكافحة داعش»، داعياً «القيادات الدينية في أنحاء العالم إلى بذل جهودهم لفضح عقائد المتطرفين المزيفة».
يذكر أن الممولين الماليين الأساسيين للعراق في حرب الخليج الاولى 1980-1988 كانت، وبحسب ويكيبيديا، الدول الخليجية الغنية بالنفط، ومن أبرزها المملكة العربية السعودية (قدمت 30.9 مليار دولار أمريكي) والكويت (قدمت 8.2 مليارات دولار أمريكي) والإمارات العربية المتحدة (قدمت 8 مليارات دولار أمريكي).
وكشفت فضيحة بوابة العراق أن فرع أتلانتا لأكبر بنك في إيطاليا، بنك Banca Nazionale del Lavoro، والذي يعتمد اعتمادًا كبيرًا على قروض بضمان دافعي الضرائب الأمريكيين، قد قام بتقديم 5 مليارات دولار أمريكي للعراق في الفترة من 1985 إلى 1989.