قال الرئيس السوري في مقابلة قناة “المنار” التابعة لحزب الله إن لديه “أمل في النصر..وهذا الأمر هو الذي شكل الحافز لمواجهة الإرهابيين والمخطط الذي وضع لضرب سوريا”. مؤكدا حرصه على العلاقة مع مصر “حتى مع وجود الإخونجي مرسي كرئيس وكل إساءاته لسوريا لم نحاول أن نسيء لمصر”،
وأضاف “اريد من مصر أن تلعب دور “الدولة الهامة الفاعلة الشقيقة التي تساعد بقية الدول العربية انطلاقا من تاريخها العريق”.
وادعى بشار وجود دعم شعبي له، قائلا: “لو لم يكن هناك دعم شعبي لما تمكنا من الصمود، وإن لم يكن لديك دعم شعبي فلا قيمة لأي توجه سياسي أو وطني لتتبناه”، وهي إشارة يفسرها كثير من المراقبين بأن جانبا من السوريين اضطر للوقوف مع الأسد ليس حبا به بل كرها بالآخرين ولأسباب مذهبية او سياسية أو اجتماعية-اقتصاية.
وعن الحوار السياسي قال: “حتى الآن لم تتكون العوامل الضرورية لكي نصل بهذا الحوار إلى نتائج نهائية، خاصة مع استمرار دعم الإرهاب”.
واعتبر المعارضة المسلحة التي وصفها بـ”الإرهابيين” أخطر من إسرائيل، وقال بشار الأسد: “إذا أردنا مواجهة إسرائيل علينا أولا مواجهة أدواتها داخل سورية والحسم بالداخل”.
وفي المقابلة ذاتها، صرح بشار بأن من سمات السياسة الأمريكية التخلي عن الحلفاء والأصدقاء، في المقابل اعتبر أن السياسة الروسية لم تكن في يوم من الأيام بهذا الشكل.
وقال إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “لديه أحلام كبيرة بأن يكون سلطانا إخوانيا بنى آماله الكبيرة عليها في البدايات بمصر وتونس، وانهارت الآن أحلامه بحكم الواقع، أردوغان وربيبه أوغلو لديهما حلم كبير الآن في سورية، هو حلم المنطقة العازلة، وهو الحلم الأخير بعد فشل كل أحلامهم السابقة في سورية، لا يستطيع أردوغان وأوغلو التحرك باتجاه أحلامهما إلا إذا أشار إليهما أسيادهما بهذا الاتجاه”.
وحول العلاقة الشخصيّة مع حسن نصر الله قال الأسد: “بالنسبة للعلاقة، لا أستطيع أن أتحدث عن جانبي، أستطيع أن أتحدث عن الجانب الآخر، لأنها علاقة وثيقة عمرها الآن أكثر من عشرين عاما، ولكن أعتقد بأن أي شخص تابع هذه العلاقة، وتحديدا نصر الله، لاحظ أن العلاقة تتسم بالصدق وبالشفافية، لأنه هو شخص صادق بشكل مطلق شفاف بشكل كامل، مبدئي إلى أقصى حدود المبدئية، وفيّ لأقصى حدود الوفاء لمبادئه وللأشخاص الذين يعمل معهم، لأصدقائه ولكل من يلتزم معه، بغض النظر عن موقع هذا الشخص أو تلك الجهة”.
وتابع الأسد قائلا: “العلاقة علاقة دولة مقاومة مع شخص مقاوم حقيقي قدم ابنه شهيدا دفاعا عن لبنان، عن الوطن، هذا هو الجانب الآخر من العلاقة، كيف ينظر للعلاقة يعني أنه لا بد من شخص ثالث ينظر إلى هذه العلاقة ويتحدث عنها”.
وبشأن الفارق بين وجود حزب الله على الأرض السورية، وبين أن يكون لدى الطرف الآخر مسلحون من جنسيات غير سورية، رأى الأسد أن “الفارق هو الشرعية، على اعتبار أن من دعا حزب الله إلى سورية أتى بالاتفاق مع الدولة السورية، والدولة السورية هي دولة شرعية، وبالتالي هي تمثل الشعب السوري، هي دولة منتخبة، ولديها دعم غالبيّة الشعب السوري، فمن حقها أن تدعو قوى للدفاع عن الشعب السوري، بينما القوى الأخرى إرهابية أتت من أجل قتل الشعب السوري، وأتت من دون إرادة الشعب، ومن دون إرادة الدولة التي تمثل هذا الشعب”.
واعتبر الأسد أن “التصّعيد الإعلامي للسعودية ليس له وزن، ما يهم هو الممارسات الفعلية، إذا كانت السعوديّة بالأساس تدعم الإرهاب، فما قيمة التصعيد أو غيابه”، لافتا إلى أن “التشدد والتساهل هو مظهر من مظاهر الموقف الأميركي، ولا يُبنى عليه بالنسبة لنا”، موضحا أن “ما يقوم به الأمريكي اليوم بالمختصر لا يسمح للإرهاب ربما بالانتصار، ولكن لا يسمح له بالضعف بدرجة أن يكون هناك استقرار”.
وقال الأسد في رده على سؤال عن تأثير الحراك السياسي في العراق على حجم التنسيق بين سورية والعراق اللذين يواجهان الخطر ذاته: “إن التنسيق مع العراق لم يتأثر سلبا، هناك وعي كبير في العراق لوحدة المعركة؛ لأن العدو واحد، والنتائج واحدة، أي بمعنى ما سيحصل في العراق سينعكس على سورية، والوضع في سورية سينعكس على العراق، فعندما نوحد المعركة، كما يحصل الآن بيننا وبين حزب الله في لبنان، الساحة واحدة، وعندما نوحد البندقية سوف نصل إلى النتائج الأفضل بزمن أقصر وبثمن أقل”.
وفي رده على سؤال حول ما اعتبره حديث الأردن عن إقامة منطقة عازلة، قال: “عندما تتحدث دولة أو مسؤول ما، علينا أن نسأل ما مدى استقلالية هذا المسؤول لكي يعبر عن رأيه”.
ولفت إلى إنه “حتى الآن معظم الدول العربية تسير بحسب المقود الأميركي، وليس لديها أي دور”.
وحول دور عمان في تقريب وجهات النظر والاجتماعات التي تحصل هناك من وقت إلى آخر، قال الرئيس السوري: “اللقاءات في عمّان تهدف إلى استطلاع التصوّر السوري لكيفيّة الحل، وهم يستطلعون الأجواء الإقليميّة والدولية من أجل الوصول إلى شيء محدد، وسنرى إلى أين ستذهب الأمور”.
وعن الضوابط والمحددات للموقف السوري من أي مبادرة يمكن أن تطرح بصرف النظر عن الجهات التي تطرحها، قال الأسد، “أولا، سيادة سورية ووحدة الأراضي السورية، قرار الشعب السوري بمعنى أنه لن يكون هناك إملاءات من أي جهة، ويجب أن يكون القرار بالنهاية قرارا وطنيا صافيا عمليا، يجب أن تكون هناك قاعدة لأي مبادرة، تبدأ وتستند وترتكز على مكافحة الإرهاب، أي مبادرة ليس فيها بند مكافحة الإرهاب كأولوية ليست لها قيمة، كيف نضعها في جدول زمني.. هذا موضوع آخر. هذه تفاصيل، ولكن هذه هي الأسس والضوابط والمحددات في أي مبادرة”.
وبشأن وجود مبادرات تطرح أمورا على شاكلة إعادة كتابة الدستور أو إجراء انتخابات تحت إشراف دولي، هل تعتبر تدخلا في الشؤون السورية، قال الأسد: “طالما أنها قرار سوري ونتيجة حوار واتفاق وطني لا توجد فيها مشكلة، أما انتخابات بإشراف دولي فلا، هذا تدخل بالسيادة السورية.
من هي الجهة الدولية المخولة أن تعطينا شهادة حسن سلوك “بهذا المعنى” لا نقبل بهذا الشيء.
المصدر بتصرف : عربي 21