بث مركز “الحياة” الإعلامي التابع لتنظيم الدولة والناطق بالإنجليزية، إصدارا مترجما إلى العربية بعنوان “شروق الخلافة وعودة الدينار الذهبي”.
وتميز الإصدار بمؤثرات إخراجية ومونتاجية إحترافية لكنه لم يشر إلى مصادر “نظريته” الاقتصادية في الإصدار، فيما عدا الإشارة إلى استعمال الذهب في العصور الإسلامية الأولى، موحيا بوجود نظرية إسلامية اقتصادية قائمة على الذهب، وهو أمر لم يكن خاصا بالبلدان الإسلامية آنذاك بل بجميع البلدان سواء قبل الإسلام أو بعده.
ويوثق الإصدار مشاهد صك التنظيم لعملته الجديدة، التي “ستقضي على الدولار، وستدمر اقتصاد الكفر العالمي”.
وبدأ الإصدار باستحضار نفحات من التاريخ الإسلامي، وبداية تمكين الإسلام من المدينة المنورة بطريقة “هوليودية”.
وتستعير “نظرية” داعش الاقتصادية، مقولات معروفة ومنتشرة عالميا حول الاقتصاد العالمي
وأشاد الإصدار بهجمات 11 سبتمبر”، التي نفذها تنظيم “القاعدة” مبينا أن ما يقوم به التنظيم هو استمرار للهدف الأسمى “تحكيم الشريعة، وهزيمة الكفر”.
وأكد الإصدار أن “إعلان الخلافة نجح بالفعل، حيث حُكّمت الشريعة بشكل تام، عبر تطبيق الحدود، وإيتاء الزكاة، وأخذ الجزية من النصارى”.
وتابع: “والآن يعود أعظم معيار لتقييم الأموال في العالم (الذهب)، بدخول الخلافة بقوة إلى الدائرة المالية”.
وعرض الإصدار مشاهد لكيفية صك العملة الذهبية، ومشهد لعملية بيع “خبز” بالعملة الجديدة. وقال إن “الله وفّق الخلافة في هزيمة البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الذي فرض أوراق الدولار على الناس لمنعهم من حقوقهم”.
وكشف الإصدار أن بداية تداول العملة الذهبية والفضية الجديدتين ستكون في العراق.
ومن تصوير مشاهد من نهري دجلة والفرات، انتقل “مركز الحياة للإعلام” إلى مدينة بابل التاريخية، متحدثا عن الموارد الطبيعية فيها.
وتابع: “كانت السلع الغذائية كالشعير والتمر وسائل يستعملها الناس لتبادل الخدمات والمنتجات، إلا أنها لم تكن عادلة، حيث إن العديد من السلع الغذائية تفقد قيمتها، ولا يمكن مقارنتها بأمور مادية مثل المنازل وغيرها”.
وأضاف “فإنه من فطرة الإنسان أن ينشد للمعادن الثمينة مثل الذهب والفضة”، ثم يستعرض مزايا التعامل بالذهب والفضة بدلا من الأوراق النقدية، مركّزا على ندرتهما، وعدم فقدانهما للقيمة. في تكرار لنظرية اقتصادية معروفة ولا صلة لداعش بها سوى انتحالها.
وأكدت داعش أن عملتها لا تحتوي اي صور، لأن “وضع الصور على العملات محرّم في الإسلام”.
وبحسب التنظيم، فإن التعامل بالدينار الذهبي كان له فضل كبير في ازدهار الدولة الإسلامية عبر العصور الماضية، ووصولها إلى الأندلس، في الوقت الذي كانت المجاعة والخلافات تضرب في أوروبا بـ”عصور الظلام”، كما يطلقون عليها.
وسرد الإصدار مراحل تخلي الدول الأوروبية عن العملة الذهبية، واستبدالها بالأوراق، حيث كانت بريطانيا أول من طبع الأوراق المالية، وفرضت استخدامها، لتلحق بها الدول الأوروبية بداية القرن الماضي.
وحول الحرب العالمية الأولى، قال الإصدار إن الولايات المتحدة الأمريكية خدعت الدول الأوروبية؛ بتمويلها بالذخيرة مقابل أخذ الذهب منها، ما دفع دول أوروبا للتعامل بالأوراق النقدية.
واستذكر الإصدار عام 1933، حينما أصدرت الحكومة الأمريكية قرارا بأمر الناس بتسليم ما لديهم من ذهب، مقابل إعطائهم أوراقا نقدية أزيلت منها عبارة “قابلة للتحويل إلى ذهب”.
وبرسالة إلى شعوب العالم، قال تنظيم الدولة: “الذهب مال حقيقي يستخرج من قشرة الأرض بمشقة، وينخل ويصهر ويتحول إلى نقود”.
وتابع: “استبدلوا به نقدا ورقيا فرضوه على الناس، يطبعه طواغيت العالم حسب رغبتهم”.
وأوضح الإصدار أن أمريكا استمرت في دور “السرقة” بالحرب العالمية الثانية، خلال بيعها الذخيرة والطعام لدول أوروبا مقابل الذهب، الذي نفد لديهم.
وواصل الإصدار سرده التاريخي للأحداث، مستذكرا مؤتمر النقد الدولي “بريتون ووودز“، الذي نتج عنه ربط جميع دول العالم عملاتها بالدولار، ليصبح البنك الاحتياطي الفيدرالي المصرف الحصري للعالم.
واقتبس الإصدار خلال حديثه عن نظام القروض “الفاسد” في البنوك الأمريكية، بحديث للمحلل المالي الأمريكي “رون بول”، الذي قال إن “هذا النظام المالي يسرق الناس”.
وهاجم الإصدار المملكة العربية السعودية، لا سيما الملك فيصل بن عبد العزيز، متهما إياه بالمسؤولية عن تسليم النفط لأمريكا، عبر بيعه بالدولارات التافهة بدلا من الذهب، مقابل تلقي الدعم السياسي والعسكري”.
وتابع: “تقوم حكومات الخليج باستعمال جزء كبير من عائدات النفط لشراء السندات المالية الأمريكية التي كسبوها منها (الفائدة)”.
وأضاف: “وبذلك يتيحون الفرصة لأمريكا لإعادة استخدام تلك الدولارات في شراء المزيد من صادرات الدول الأجنبية”.
تنظيم الدولة كشف أن طريقته في تدمير نظام “البترودولار” العالمي هو عن طريق ضربه عسكريا، ليتم “حرق الدولار”.
ومع حديثه عن التهديد الحقيقي الذي يتعرض له الاقتصاد الأمريكي في ظل امتلاك روسيا والصين لسندات مالية كثيرة، أشرك الإصدار “هاجس” تنظيم الدولة على بقاء أمريكا.
وبين الإصدار أن “الجنود الذين يتسلحون بالإيمان، ويقاتلون في سبيل الله صفا مرصوصا، هم من يهدد عرش أمريكا وطواغيتها”.
وتابع: “سيطرت الدولة الإسلامية على أهم حقول النفط في العراق والشام، ولن تبيعها صادراتها بإذن الله إلا بالذهب”.
وفصّل الإصدار في شرحه حول الدينار الذهبي، قائلا إن وزنه يبلغ 4.25جم، ونقاوته 21 قيراطا”.
فيما يبلغ حجم فئة الخمسة دنانير 21.25جم.
وفي نهاية الإصدار، تجوّل عناصر من تنظيم الدولة في الأسواق والشوارع؛ لتعريف الناس بالعملة الجديدة.
وكان تنظيم الدولة قد أعلن عن عملته الجديدة نهاية العام الماضي، فيما شكّك مراقبون بقدرته على إصدارها فعليا، إلا أن أنصار التنظيم اعتبروا هذا الإصدار ردا كافيا على المشككين.