الاطلسي يرفض تفسير روسيا لحادث المجال الجوي التركي
بروكسل (رويترز) – رفض حلف شمال الاطلسي يوم الثلاثاء تفسير موسكو بأن طائراتها الحربية انتهكت المجال الجوي لتركيا العضو في الحلف في مطلع الأسبوع بطريق الخطأ وقال ان روسيا أرسلت مزيدا من القوات البرية إلى سوريا وتحشد وجودا بحريا لها هناك.
ومع توسع روسيا في ضرباتها الجوية لتشمل مدينة تدمر الأثرية قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ان صبره يوشك أن ينفد مع انتهاكات روسيا للمجال الجوي لبلاده.
وحذر أردوغان في مؤتمر صحفي في بروكسل من ان “أي هجوم على تركيا يعد هجوما على حلف شمال الاطلسي”
وقال الأمين العام لحلف شمال الاطلسي ينس شتولتنبرج ان الحلف لديه تقارير عن حشد عسكري روسي كبير في سوريا يشمل قوات برية وسفنا في شرق البحر المتوسط.
وقال شتولتنبرج عن التوغلات الجوية فوق حدود تركيا مع سوريا “لن أتكهن بشأن الدوافع … لكن لا يبدو أن هذا حادثا غير مقصود وشاهدنا اثنين منها.”
وتؤكد الحوادث – التي وصفها حلف الأطلسي بأنها “خطيرة للغاية” و”غير مقبولة” – على وجود مخاطر من حدوث مزيد من التصعيد للحرب الأهلية السورية مع قيام طائرات حربية روسية وأمريكية بمهام قتالية فوق البلد نفسه للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية ان طائرة حربية من طراز إس.يو-30 دخلت المجال الجوي التركي على الحدود مع سوريا “لمدة بضع ثوان” يوم السبت وهو خطأ نتج عن الطقس السئ. ويقول حلف الأطلسي ان طائرة دخلت المجال الجوي التركي يوم الأحد وهو حادث تقول روسيا انها تبحثه.
زاخاروفا : تذكروا ..بعد هجمات 11 سبتمبر شاركنا الولايات المتحدة ألمها
ورفضت روسيا بشدة الانتقادات الأمريكية لضرباتها الجوية في سوريا يوم الثلاثاء وحرصت على تذكير واشنطن بدعمها لها في أعقاب هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 في نيويورك.
وتنتقد موسكو بشدة ما تصفها بحملة دعائية غربية تهدف إلى تشويه هدف تدخلها في سوريا. ويقول الكرملين إن هدفه الأساسي هو مساعدة الرئيس السوري بشار الأسد في قتال متشددي تنظيم الدولة الإسلامية ولكن الولايات المتحدة ودولا أخرى تتهم روسيا بالسعي لدعم الأسد واستهداف جماعات المعارضة الأخرى.
وفي تصريحات من المرجح أن تثير رد فعل في واشنطن استحضرت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية يوم الثلاثاء رد فعل الكرملين لهجمات 11 سبتمبر أيلول في إطار رفضها للموقف الأمريكي تجاه العملية الروسية في سوريا.
وقالت في مؤتمر صحفي “أود أن أذكركم… بعد هجمات 11 سبتمبر شاركنا الولايات المتحدة ألمها إذ أننا نتفهم ما يعنيه الإرهاب.”
وأضافت “دعمنا الولايات المتحدة في كل شئ بما في ذلك في مجلس الأمن. ساعدناها على محاربة الإرهاب. لم نتساءل ‘هل هم إرهابيون جيدون أم سيئون‘؟”
وتحدثت عن تاريخ روسيا مع هجمات الإسلاميين قائلة إن قتال الإسلاميين المتشددين مسألة أمن قومي بالنسبة لموسكو.
وقالت “لقد مررنا بذلك ونعلم ما هو ولا نريد أن نرى إرهابا دوليا في بلادنا ثانية. هذا أمر مؤلم بالنسبة لنا. ونتوقع تفهما فيما يتعلق بهذا الأمر.”
(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تح
وفي تطور منفصل قال مسؤول أمريكي لرويترز ان التوغلات استمرت أكثر من بضع ثوان ووصف تفسير موسكو بأن التوغلات حادث غير متعمد بأنه “غير صحيح”.
وقال شتولتنبرج ان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لم يتلق “أي تفسير حقيقي” من روسيا بشأن التوغلات.
* انتهاكات المجال الجوي
جاء الخلاف بشأن انتهاكات المجال الجوي بعد نزاعات بشأن الأهداف الدقيقة للحملة الجوية الروسية. وتقول موسكو انها تهاجم تنظيم الدولة الإسلامية لكن الغرب اتهمها بضرب جماعات معارضة لدعم حليفها الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال الجيش التركي انه في حادث آخر “تداخلت” طائرة مقاتلة من طراز ميج-29 لا تعرف جنسيتها ونظم صاروخية مقرها سوريا مع ثماني طائرات تركية من طراز إف-16 كانت تقوم بدورية حراسة على الحدود يوم الاثنين.
ووفقا لبيان قامت الطائرة الميج-29 بتتبع طائرات الدورية التركية على رادارها لمدة أربع دقائق و30 ثانية. ونفس الطائرات تعرضت لمضايقات من نظام صاروخي مقره سوريا لمدة أربع دقائق و15 ثانية.
وهذه ليست أول نقطة اشتعال من نوعها. فقد اسقطت القوات الجوية السورية طائرة تركية في عام 2012 فوق البحر المتوسط وفي وقت سابق هذا العام أسقطت تركيا طائرة هليكوبتر سورية قالت أنقرة انها انتهكت مجالها الجوي.
تاس: الحلف يستخدم التوغل العارض لتشويه أهداف الحملة الجوية لموسكو
ووفقا لوكالة تاس للأنباء قال مبعوث روسيا لدى حلف شمال الأطلسي ان الحلف يستخدم التوغل العارض لتشويه أهداف الحملة الجوية التي تنفذها موسكو في سوريا.
ونقلت الوكالة عن الكسندر جروشكو قوله للصحفيين في بروكسل “الانطباع هو ان الحادث غير المقصود في المجال الجوي التركي استخدم لوضع حلف شمال الأطلسي كمنظمة في الحملة الإعلامية التي يشنها الغرب لتشويه اهداف العمليات التي تنفذها القوات الجوية الروسية في سوريا.”
وتقود الولايات المتحدة تحالفا يهاجم الدولة الإسلامية في سوريا وتريد تجنب الانجرار في حرب بالوكالة مع روسيا.
ومع أخذ هذا في الاعتبار قالت وزارة الدفاع الروسية انها تتفق من ناحية المبدأ مع المقترحات الأمريكية بشأن تنسيق الحملات الجوية العسكرية في سوريا. وقالت الوزارة انها مستعدة لاجراء محادثات مع تركيا لتجنب “سوء الفهم” فوق سوريا ووجهت دعوة لضباط جيش أجانب لزيارة موسكو واجراء محادثات بشأن أفضل السبل لقتال الدولة الإسلامية.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انه لن يرسل قوات برية الى سوريا حيث أدت الحرب الاهلية الى مقتل 250 ألف شخص. غير ان شتولتنبرج قال ان القوات الروسية لها وجود متزايد في سوريا.
وقال شتولتنبرج “يمكنني ان أؤكد أننا شاهدنا حشدا كبيرا للقوات الروسية في سوريا : قوات جوية ودفاعات جوية ولكن أيضا قوات برية فيما يتعلق بالقاعدة الجوية التي لديهم ونرى أيضا زيادة في الوجود البحري.”
* دبابات روسية
وقال مسؤولون أمريكيون في السابق ان روسيا أرسلت سبع دبابات من طراز تي-90 وبعض قطع المدفعية ونحو 200 جندي من مشاة البحرية. ونشرت وحدات سكنية مؤقتة ومحطة لمراقبة الحركة الجوية ومكونات نظام دفاع جوي.
ونقل عن مصادر بوزارة الدفاع الروسية في وسائل الاعلام الروسية قولها ان نحو 1500 جندي روسي يشاركون في دعم الضربات الجوية ويزودون الجيش السوري بالمعدات.
وقالت وزارة الدفاع الروسية ذاتها ان لديها أكثر من 50 طائرة حربية وطائرة هليكوبتر في سوريا. والمنشأة البحرية الروسية في طرطوس هي قاعدة لوجستية وتم عمل اصلاح شامل لها في السنوات الاخيرة. وتستخدم في تفريغ المعدات التي يجري نقل بعضها جوا.
وقال الأميرال فلاديمير كوموييدوف رئيس لجنة الدفاع بمجلس النواب الروسي فيما أوردته وكالة الاعلام الروسية نوفوستي (ريا نوفوستي) للانباء ان موسكو لا تقوم بعمليات في سوريا تشمل قواتها البرية ولن تفعل ذلك.
وقال التلفزيون الحكومي الروسي انه مع استمرار حملة جوية بدأت قبل أسبوع تقريبا ضربت طائرات روسية أهدافا تابعة للدولة الإسلامية في تدمر ومحافظة حلب بشمال البلاد في بعض من أعنف الهجمات الروسية على الجماعة المتشددة.
وسيطرت قوات الدولة الإسلامية على تدمر في مايو ايار الماضي وهو تقدم جعلها أقرب الى مركز الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة في غرب سوريا.
ووضعت الآثار التي ترجع الى العصر الروماني تحت سيطرة المتشددين.