قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية: إن دول الخليج في نزاع حاليا مع واشنطن وموسكو بشأن سوريا، مبينة أن النقاش الخليجي الروسي يدل على تردد حكومات الخليج في التخلي عن علاقاتها مع روسيا،فيما أكدت كريستيان ساينس مونيتور أن هناك حملة سورية بدعم إيران وحزب الله وروسيا لإخراج المعارضة من شمال سوريا ولكن السؤال المهم هو ماذا بعد ذلك، فهل سيتجه التحالف شرقا لاستعادة ما خسره النظام من مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة السورية والجهاديين من تنظيم الدولة؟
.وسألت “فايننشال تايمز” مسؤولا خليجيا في اجتماع لمناقشة التدخل العسكري الروسي في سوريا، عما إذا كان يأمل بالتحالف مع روسيا بدلا من الولايات المتحدة، فوافق مبتسما، مشيرا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقف مع أصدقائه ويشن حربا لصالحهم أكثر مما يفعل الأمريكيين.
وقال المسؤول الخليجي إنه عن عدم أسفه على العلاقة مع الولايات المتحدة المستمرة منذ عقود والتي ستبقى على الرغم من اختلاف وجهات النظر بشأن سوريا، مضيفا أنه في ظل العلاقة مع الولايات المتحدة يجب أن نكون صبورين.
وذكرت الصحيفة أن حكومات الخليج التي دعمت ثوار سوريا منذ 4 سنوات في الحرب، مكبلة أيديهم من قبل واشنطن، حيث رفض البيت الأبيض باستمرار طلباتهم من أجل التدخل العسكري بشكل أقوى في سوريا، في حين أن روسيا ألقت بثقلها العسكري خلف نظام بشار الأسد.
وتحدثت عن أن التقدم الذي أحرزه الثوار المدعومون من دول الخليج مؤخرا أصبح مهددا بعد انضمام روسيا إلى جانب إيران في القتال لصالح “الأسد”.
وكشفت عن أن السعودية ردت على حملة القصف الجوي الروسي بإرسال المزيد من الصواريخ المضادة للدبابات لصالح الثوار، كما أن قادة الخليج مازالوا يصرون على أن السلام في سوريا لن يتحقق إلا برحيل الأسد، على الرغم من أن توقيت رحيله يمكن أن يكون محل تفاوض.
وأشارت الصحيفة إلى أن دول الخليج مازالت في شراكة وتواصل مع روسيا وهو ما ظهر في اللقاء الذي جمع ولي ولي العهد السعودي وولي عهد أبو ظبي مؤخرا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضافت أنه لا توجد إشارات عن حدوث تقدم في المناقشات، فالخلافات يبدو أنها مازالت قائمة، لكن النقاش الخليجي الروسي دل على تردد حكومات الخليج في التخلي عن العلاقة مع روسيا التي يستثمرون فيها سياسيا واقتصاديا، في ظل سياسة تنويع علاقاتهم الدولية.
وأشارت إلى أن دول الخليج تنظر إلى التدخل الروسي في سوريا على أنه قد يمثل قوة موازية للنفوذ الإيراني على المدى البعيد، على الرغم من كونه مدمرا وضد مصالحهم على المدى القريب، فقوى الخليج السنية تعتبر أن شيعة إيران وطموحاتهم في العالم العربي مازالت هي القضية المقلقة.
وأكدت الصحيفة على أن الخليج ليس أمامه سوى القليل ليقوم به في سبيل إيقاف “بوتين”، ونقلت عن المسؤول الخليجي أن دول مجلس التعاون الخليجي لا يمكن أن توضع في مسار تصادمي مع روسيا.
وتحدث الصحيفة عن أن الاتجاه السائد في الخليج مثله مثل واشنطن حيث يتوقعون أن موسكو ستقع في مستنقع بسوريا وستأسف على لك، كما أن التدخل الروسي سيؤدي إلى تشدد المزيد من السوريين ويجلب المزيد من الجهاديين.
ونقلت عن مسؤولين أن “بوتين” سيدرك في النهاية أن قتال مسلحي “داعش” من الجو غير فعال وسيضطر للدخول في حرب برية تقود إلى خسائر كبيرة وإحراج كبير له.
وتوقع المسؤول الخليجي أن روسيا سيكون عليها أن تسعى لوساطة الخليج، وسيكون عليها أن تتفاوض مع “طالبان” جديدة في سوريا، في إشارة إلى حركة طالبان الأفغانية.