بعد ساعات قليلة على توقيع السعودية مذكرة تفاهم مع الرئيس الصيني في الرياض لإنشاء أول مفاعل نووي ذي حرارة عالية يبرد بالغاز، وأطلاق وزير الخارجية السعودية المنفعل عادل الجبير، تصريحات أوحت بإستعداد السعودية لشراء أو تصنيع قنبلة نووية، إلا وجاء الرد الأمريكي القاسي مباشرة وبدون تأخير.
فقد حذر وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري في مقابلة مع سي أن أن، السعودية من امتلاكها السلاح النووي، وذلك رداً على الاتفاق مع إيران، مبينا انها “إذا فكرت في امتلاك السلاح النووي، فإنه سيطبق عليها ما طبق على إيران، وذلك رداً على تلويح السعوديين بالحصول على قنبلة نووية رداً على الاتفاق مع إيران.
وأضاف: “لا يمكن لدولة شراء قنبلة نووية من السوق هكذا. لأن هناك الكثير من القوانين الخاصة بحظر الانتشار النووي، وسيكون هناك تداعيات كبيرة لأي خطوة من هذا النوع، والسعودية تدرك ذلك، وتعرف أن أمراً مماثلاً لن يكون ممكناً، ولن يكون أمراً سهلاً؛ لأن المملكة عندها ستمر بكل الأمور التي مرت بها إيران وستخضع للتدقيق والتفتيش الدولي
يأتي هذا بعد ان وقّعت المملكة السعودية الثلاثاء 19 يناير/ كانون الثاني 14 اتفاقية مذكرة تفاهم مع الصين من بينها إنشاء مفاعل نووي ذي حرارة عالية يبرد بالغاز.
ولم يستبعد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في تصريحات صحافية السعي لامتلاك قنبلة نووية إذا حصلت إيران على واحدة، معتبراً أنّ رفع عقوبات إيران سيكون له تأثير سلبي إذا استخدمت الأموال في “أنشطة شائنة”.
وحول إذا ما كانت السعودية قد ناقشت سعيها لامتلاك قنبلة نووية، قال «الجبير»: «لا أعتقد أنه سيكون من المنطقي أن نتطرق لمثل هذه المسألة للعموم، مضيفا «أنا لا أعتقد أنه سيكون من المعقول أن تتوقع مني إجابة عن هذا السؤال بطريقة أو بأخرى».
وأفاد بأن «رفع العقوبات عن إيران إثر الاتفاق نووي مع القوى العالمية الست الكبرى سيكون تطورا سلبيا إذا استخدمت طهران الأموال الإضافية لتمويل أنشطة شائنة».
وتعد تصريحات «الجبير» أول تعقيب رسمي على بدء مسار رفع العقوبات عن إيران تنفيذا للاتفاق النووي الذي توصلت إليه طهران ومجموعة الدول الست (أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين) في يوليو/تموز الماضي في العاصمة النمساوية فيينا.
وكان «الجبير» قد قال في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية على أن المملكة لن تسمح لإيران بالعبث بأمنها أو بأمن حلفائها.
سرعة الرد الأمريكي على تلميحات الجبير، تعطي إنطباعا بأن زيارة الرئيس الصيني للمنطقة والعقود التي ستوقع معها تحت نظر ومتابعة الخارجية الأمريكية بأدق التفاصيل، وان محاولة السعودية كحليف سابق لأمريكا توقيع أتفاقية مهمة لإنشاع مفاعل نووي مع الصين كرسالة إستقلالية سياسية من جهة، والبحث عن حلفاء آحرين من جهة أخرى، فهمتها أمريكا وردت عليها بالتحذير المباشر، ” سنفعل بكم مثلما فعلنا بإيران”؟!
ووصل الرئيس الصيني الثلاثاء، إلى العاصمة السعودية الرياض، في إطار جولة في الشرق الأوسط تشمل أيضاً مصر وإيران، لمناقشة تعزيز التعاون الاقتصادي مع البلدان الثلاثة، بالإضافة إلى مناقشة الأزمة القائمة بين السعودية وإيران.
ووقّع الطرفان مذكرة تفاهم من أجل التعاون لإقامة المفاعل النووي ذي الحرارة العالية والمبرد بالغاز، وقّعها من الجانب السعودي رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور هاشم بن عبدالله يماني ، فيما وقّعها من الجانب الصيني رئيس مجلس الإدارة لشركة الهندسة النووية وانغ شو جين.
وشملت الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مختلف مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي والعلمي والفضائي والتقني والنفطي بين البلدين، كان من بينها مذكرة تفاهم حول تعزيز التعاون المشترك في شأن الحزام الاقتصادي لطريق الحرير.
فضلاً عن التعاون في مجال العلوم والتقنية وفي مجال الملاحة بالأقمار الصناعية وتنمية طريق الحرير المعلوماتي من أجل التوصيل المعلوماتي.
كما تم توقيع مذكرة تفاهم بشأن إقامة آليّة للمشاورات حول مكافحة الإرهاب، وتوقيع مذكرات تفاهم للتعاون في المجال الصناعي ومجال الطاقة المتجددة و
مجال البحث والتطوير بين شركة أرامكو السعودية ومركز بحوث التطوير التابع لمجلس حكومة جمهورية الصين الشعبية