نشرت مجلة “فورين بوليسي” مقالا للباحث في جامعة هارفارد، الأكاديمي ستيفن وولت، يقول فيه إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لديه هدف واحد من الخروج من الاتفاقية النووية، لكنه لا يملك خطة لكيفية تحقيقه…فيما قالت الاندبندنت ان ترامب جعل نفسه نسخة أمريكية من القذافي
ويقول وولت: “أخيرا خنع ترامب لأنانيته، والحسد النكد لباراك أوباما والداعمين المتشددين له والمستشارين الصقور الجدد له، وعلاوة على هذا كله جهله، وخرج من خطة العمل الشاملة للاتفاق”.
ويرى الباحث في مقاله، الذي ترجمته “عربي21“، أن “هذا القرار مع قرارات أخرى ستكون الأكثر تأثيرا ومهزلة في السياسة الخارجية، ولا بد من معرفة أين سنذهب، من هنا، فإن قرار ترامب لا يهدف لمنع إيران الحصول على السلاح النووي، فلو كان هذا غرضه لحافظ على الاتفاقية النووية التي شهد الجميع أنها منعت إيران من مواصلة طموحاتها النووية”.
ويؤكد وولت أن “الولايات المتحدة هي الطرف الذي فشل بالوفاء بتعهداته، ولا يهدف ترامب من تمزيق الاتفاقية لمواجهة التأثير الإيراني في المنطقة ودعم بشار الأسد وحزب الله، فلو كان هذا ما يريده لحافظ على الاتفاقية التي تمنعها من الحصول على السلاح النووي، ولتعاون مع بقية الدول للضغط عليها، ولن يستطيع ترامب جمع التحالف الدولي الذي دعم الاتفاقية، بل لن يدفع إيران للتفاوض بعد اكتشافها أنه لا يمكن الوثوق في واشنطن”.
ويتساءل الكاتب: “فما الذي يحدث هنا؟ باختصار، إنه يقوم بالخروج من الاتفاقية بناء على رغبة بوضع إيران داخل (نقطة الجزاء)، ومنعها من إقامة علاقات طبيعية مع الغرب، والهدف هو توحيد إسرائيل، الجناح المتطرف من اللوبي الإسرائيلي (إيباك)، ومؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، والصقور الذين يمثلهم مستشار الأمن القومي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو، وهؤلاء يخافون مع حلفاء أمريكا في المنطقة من الاعتراف يوما ما بإيران، ومنحها مستوى من التأثير، فليست الهيمنة الإقليمية هي التي تريدها إيران، لكن الاعتراف بأن لها مصالح إقليمية يجب التعامل معها، وهذا أمر بغيض على الصقور، الذين يريدون الحفاظ على عزلة إيران ونبذها للأبد”.
ويشير الباحث إلى أن “الصقور يرون أن هناك طريقين لتغيير النظام، الأول من خلال ممارسة الضغط على إيران؛ أملا في حدوث انتفاضة شعبية تطيح بحكم الملالي. أما الثاني، فهو دفع إيران لاستئناف برامجها النووية، وهو ما يعطي واشنطن المبرر لشن هجوم عسكري عليها”.
ويعلق وولت قائلا إنه “بالنسبة للخيار الأول، فهو مجرد تعلل بالأماني، حيث استمر الحصار على كوبا مدة 50 عاما، ولم ينهر نظام فيديل كاسترو، ولم يؤد حصار استمر ستة عقود أو يزيد على كوريا الشمالية إلى انهيار النظام فيها، كما لم يمنعها من مواصلة البحث عن السلاح النووي”.
ويقول الكاتب: “قيل لنا إن النظام الإيراني على حافة الانهيار، ولم يحدث هذا، ولم تطح العقوبات بصدام حسين ولا بمعمر القذافي، وشعر الصقور بالجذل قبل أشهر عندما اجتاحت إيران تظاهرات وتوقعوا انهيار النظام، لكن أمريكا شهدت تظاهرات أوسع منذ وصول ترامب للحكم، فهل يعني هذا تغييرا قريبا للنظام في البلاد؟”.
ويجد وولت أنه “في الوقت الذي تساعد فيه العقوبات على دفع المعارضين للتفاوض وتغيير مواقفهم، إلا أن الخروج من الاتفاقية النووية لن يركع إيران، وحتى لو حصل تغيير في النظام فلن يحصل استقرار في إيران، ففي العراق غيرت أمريكا النظام، وتركت وراءها الفوضى وتنظيم الدولة، وتكررت القصة ذاتها في ليبيا والصومال واليمن وأفغانستان وسوريا، حيث تدخلت قوى أجنبية”.
ويعتقد الباحث أن “خيار المواجهة، الذي يقوم على فرضية توجيه ضربة عسكرية، على طريقة صقور
بوش (الصدمة والترويع)؛ أملا في دفع الإيرانيين للانتفاضة والتخلص من حكامهم، سيناريو مضحك، ففي اللحظة التي تغير فيها الطائرات الأمريكية والإسرائيلية على إيران، سيكون رد فعل السكان هو دعم حكامهم، والتعبير عن حس الولاء للوطن”.
ويؤكد وولت أن “الغارات الإسرائيلية أو الأمريكية لن توقف طموحات إيران النووية، وربما أخرتها لعام أو عامين، بل ستقنع كل إيراني بضرورة تأمين سلاح ردع، تماما كما فعلت كوريا الشمالية، ولو اندلعت حرب إقليمية وأدت إلى خسارة أرواح وبذرت فيها أموال، فسيتحمل مسؤوليتها ساكن المكتب البيضاوي، ولن يستطيع إخفاء الحقيقة من خلال حرف اللوم على الآخرين أو كتابة تغريدات على (تويتر)”.
ويلفت الباحث إلى أن “ترامب لا يقدم سياسة خارجية منضبطة، كما وعد ناخبيه عام 2016، ولا يقوم بتصحيح أخطاء سلفه الكثيرة، بل إنه يجرنا إلى السياسة الخارجية الساذجة غير الواقعية وغير المقنعة، التي تبناها جورج دبليو بوش في ولايته الأولى، وتعيينه لبولتون وبومبيو في مجلس الأمن القومي والخارجية، وترشيحه لجينا هاسبل لـ(سي آي إيه) ليسا عودة للتشينية (نسبة إلى ديك تشيني)”.
ويختم وولت مقاله بالقول إن “أمريكا في عهد ترامب أصبحت ترتكب الأخطاء، لكن بعد النظر في الخيارات الصائبة كلها”.
فيما نشرت الإندبندنت في عددها، اليوم الخميس، مقالا سخرت به من الرئيس الأمريكي جاء فيه: “ترامب جعل نفسه نسخة أمريكية من القذافي بعد موقفه الأخير من الاتفاق النووي مع إيران”.
وقال روبرت فيسك كاتب المقال إن “ترامب بهذا الشكل الذي اتخذ به القرار وما فيه من اتباع لأهوائه وعدم إنصات للآراء الأخرى قدم نفسه للعالم على أنه نسخة أمريكية من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي الذي كان منفصلا عن الواقع بشكل كامل”.
واستهجن فيسك “الطريقة المخزية والمندفعة التي انسحب بها ترامب من اتفاق دولي” وقال إنه فكر في مقارنته بالرئيس الأمريكي “المتبجح والعنصري تيودور روزفلت الذي كان يستمتع بالحروب وإطلاق التهديدات”، لكنه توصل في النهاية إلى أنه يذكِّره بالقذافي.
ومن بين أوجه الشبه بين الإثنين ومنها “أن القذافي كان منفصلا عن الواقع ومهووسا بالنساء ومتبعا هواه، وكما كتب له الآخرون الكتاب الأخضر كتب آخرون لترامب دليله الاقتصادي.“
ويضيف “كان القذافي يمتلئ بالحقد على معارضيه، كما كانت آراؤه بخصوص منطقة الشرق الأوسط شاذة، إذ اقترح بكل جدية إنشاء دولة واحد للفلسطينيين والإسرائيليين معا واقترح أن يصبح اسمها إسراطين، وفي ذلك شبه بخطوة ترامب القاضية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها”.
المصدر: القدس العربي
خبير تسلح: ترامب لا يعلم شيئا عن تفاصيل الاتفاق النووي الذي ألغاه مع إيران
فيما سئل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد التوقيع علنا على مذكرة مخالفة للاتفاق النووي الإيراني، عن كيف سيجعل هذا الإجراء أمريكا أكثر أمنا؟ فقال: هذا الاتفاق سيجعل أمريكا أكثر أمنا.
عدم قدرة ترامب على الإجابة عن سؤال أساسي حول قراره بالإنسحاب من الإتفاقية النووية الإيرانية يدل على سبب تشكيك العديد من الخبراء في حكمة القيام بذلك في المقام الأول، إذ أنه كان بإمكان الوكالة الدولية للطاقة الذرية بموجب اتفاقية العمل المشتركة للتعاون القيام بفحص البرنامج النووي الإيراني بشكل منظم للتأكد من أنه مخصص للأغراض السلمية. وبكل الحسابات فقد كانت هذه العملية تعمل ولكن، الآن، وبعد نجاح ترامب في اخراج الولايات المتحدة فانه من غير الواضح ما الذي سيحدث بعد ذلك.
واستخدم ترامب مرارا لهجة تهديدية خلال خطابات سابقة لتوقيع المذكرة، وفي وقت ما تعهد بأن النظام الإيراني سيواجه مشاكل أكبر من أي وقت مضى إذا استمر في تحقيق طموحاته، ولكن الرئيس الأمريكي لم يحدد خطة بديلة للإشراف على برنامج إيران النووي، ولم يفصل أية أسباب محددة تجعله مضطرا للإنسحاب في هذا الوقت، وفي الواقع، وجدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أن إيران ملتزمة في 11 مرة منذ اعتماد خطة العمل المشتركة التي تم التوقيع عليها تحت إدارة أوباما في عام 2015.
وقال جيمس ماكيون المحلل السياسي في مركز الحد من التسلح ومنع الانتشار، إن الأشهر القليلة المقبلة بعيدة عن الوضوح. وأضاف «لا نعرف ما هي الخطوة التالية والخبراء لا يعرفون ماذا سيحدث والبيت الأبيض، أيضا، لا يعرف ماذا سيحدث؟».
وأشار إلى أنه من غير المرجح أن تبقى الاتفاقية دون أن تكون الولايات المتحدة طرفا فيها. وقال إن فهم الإدارة الأمريكية للاتفاق معيب للغاية، وإن فكرة أن الاتفاقية تساعد إيران على امتلاك سلاح نووي هو مجرد خطأ جوهري.
وقال محللون إن الولايات المتحدة انتهكت هذه الصفقة عبر رفض تمديد التنازلات المفروضة على العقوبات في غياب أي انتهاك من جانب إيران، وستكون لدى إيران التي تحتفظ ببرنامج نووي سلمي أسباب للشكوى أمام اللجنة المشتركة التي أقيمت للفصل في المسائل المتعلقة بالصفقة.
واكد خبراء أمريكيون أن تفجير الاتفاقية كان خطأ فادحا لأن الحقيقة هي أن الاتفاقية، بأي معيار موضوعي، كانت أقوى اتفاقية يمكن التحقق منها في تاريخ السيطرة على الأسلحة النووية، وقالوا إنه من الصعب تخيل كيف يمكن لكوريا الشمالية أن تتفاوض بحسن نية مع إدارة ترامب بشأن إغلاق برنامج أسلحتها النووية.
رائد صالحة – القدس العربي
سوزان رايس: الانسحاب من صفقة إيران أغبى قرار لترامب
فيما وصفت مستشارة الأمن القومي الأمريكي السابقة سوزان رايس قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بانسحاب الولايات المتحدة من الصفقة النووية الإيرانية بأنه “أكثر القرارت حمقًا حتى الآن”، قائلة إن “الخطوة ستترك أمريكا غير مستقرة ومعزولة عن حلفائها وأقل أمنا بكثير”.
وأضافت رايس أن “الصفقة الايرانية عملت بالشكل المطلوب، ووفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية واجهزة الاستخبارات بالولايات المتحدة، ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والمستشارين الكبار للرئيس، فإن إيران قد امتثلت بشكل كامل لالتزاماتها”، وتابعت “بدلًا عن ذلك كانت الولايات المتحدة هي من تنتهك من جانب واحد الاتفاق الذي تفاوضت فيه بفرض العقوبات بينما كانت ايران في حالة امتثال للاتفاق“.
وأشارت الى أن “قرار ترامب قد خاطر بعزل الحلفاء الامريكيين عن الاوروبين الذين حذروا الإدارة بان الإتفاق متعدد الاطراف لا يمكن إنهاوه من قبل طرف واحد فقط، وحذروا أيضا من احتمال حدوث صراع آخر في الشرق الأوسط“.
المصدر: العهد