في ذكرى 14 تموز بأرض”مسحلْبوتاميا” أو جدلية الساحل والمسحول في بلاد مابين الساحِلين
منصور الناصر
1
كل من سحل يسحل ولو بعد حين !!
.
بدءا من هذه الليلة قبل 58 عاما بدأ السحل .. ولم يتوقف بعد!!!!
هذا هو الوصف الوحيد الذي لا يقبل الجدل الكثير منذ ذلك اليوم وحتى الآن
فهو مرئي وملموس وكلنا دفعنا ثمنه من اهلنا وأقاربنا
..فنحن لا نحتاج لسفسطة كثيرة حول هذا الأمر، بغض النظر عن آرائنا حول الأحداث والشخصيات التي سحلت او أعدمت او قتلت بعد ذلك ..
..
فالمؤكد، هو أن جميع المشاهد اللاحقة كانت “مسحولة” بامتياز ومن يعترض فليفتح اقرب نافذة إليه أو شاشة موبايل او تلفاز وليشاهد بنفسه أيامنا كيف تسحل نفسها سحلا وتجر خلفها ملايين العراقيين من المجهول وإلى المجهول.
.
ويمكن أن نقول إن القاعدة الوحيدة الصحيحة التي استمرت بنجاح من يومها وإلى الآن هي ان من سحل يسحل .. ومن قتل يقتل .. والحسابة مازالت تحسب كما يقول عادل إمام .
.
العنف لا يولد إلا العنف، ومن حمل سلاحا اليوم واستعمله فهو لن يلقيه غدا ..فسيبقى مصوبا بطريقة أو بأخرى باتجاه الآخرين.. وهو درس لم نتعلمه بعد، خاصة وأن بعض الجهات هددت قبل ايام بسحل كل من يعترض طريقها!!
2 متن على هامش ………………………………………………………………..
نواصل الجدل والمفاضلة بين العهد الملكي وما بعده من “ابطال” و”أشاوس” جعلوا العراق كله حلبة نزال مفتوحة لهم
نزال لا نهاية مفضلة و”مشوقة” له الا السحل أو النهش أو الحرق وما شاكل
كنا معهم في كل جولات هذا النزال “ننسحل” أيضا و”نسحل” ما طاب لنا من مسحولين أو على وشك الانسحال.
كنا نمارس هذا “الجهاد” والعالم كله يتفرج علينا من مدرجاته ويمدنا بما يلزم لمواصلة ممارسة هوايتنا المفضلة.
.
هذه هي الصورة بلا رتوش..الصورة التي مازلنا نتناولها “بحثا” و”نظرا” و “حربا” من داخل الحلبة فقط ولم نتجرأ بعد على رؤيتها بشكل شامل ومنفصل لا محايث.
وعليه اقترح لتروها أفضل ان تخرجوا من اطارها ..اذهبوا واجلسوا على القمر الذي ظهرت فيه صورة عبد الكريم يوما وشاهدوا ما يجري..اختاروا اي يوم من أيام الروزنامة وشاهدوا من الأعلى،
فماذا سترون ؟
سترون حشودا من اجساد بشرية تتصادم وتفيض على بعضها رصاصا وصواريخ ..خنادق لا نهاية لها “تتساحل” مع بعضها
سترون في كل خندق مواضع للراصدين وحول رأس كل راصد تلتف عصّابة بلون ما، وكل منهم يوجه فوهات رشاشه على عصّابات الآخرين، فقط لأنها بلون آخر.
.
..ولكي تتضح الصورة جيدا ارفعوا، وانتم على القمر، يدكم قليلا وقدموا عصا الروزنامة
لتشاهدوا إلى أين وصلت تحولات أرض سحلوبوتاميا أو بلاد السحل والساحلين منذ 58 وحى الآن.
سترون “والحمد لله” انها فاضت وربت على كل ما حولها، فقد انتقلت من مبنى وزارة الدفاع وما حوله لتنتشر في كل مكان على أرض خريطتنا “الخارْطة” ..ويستطيع كل من يرغب لمزيد من التفاصيل رؤية شوارع وازقة واسواق صغيرة وهي تسحل بعضها بعضها بتلذذ او على وشك ذلك..
انظروا أعمق فستجدون في كل منها وزارات دفاع جديدة مصغرة ويحيط بها حرس مدججون وجكسارات الخ
.
وبالمناسبة، كانت هناك قبل أيام في الكرادة احتفالية ممتازة رفعت فيها أعلام لا أول لها ولا آخر لعشرات المهددين بالسحل..وكان عدد استعراضات الساحلين فيها اكبر بكثير من الاستعراض الذي سيجري اليوم، برعاية “الحكومة” ورئيس وزرائها العبادي.
.
نتمنى أن لا تكونوا قد فوتم فرصة مشاهدتها
.
#تموزاستعراضومظاهرات
#مسحلبوتاميا