هاجم زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، الثلاثاء، آية الله كمال الحيدري، وقال إنه يحاول إبراز عضلاته الفقهية المضمحلة، مؤكدا أن الطوائف الإسلامية لا تكفر بعضها.
والحيدري لديه عدد كبير من الآراء الجريئة التي أثارت الانتقادات ضده.
وازدادت حدتها بعد عرض قناة العراقية سلسلة لقاءات تحن عنوان حوار الدين والعلمانية –
وكان متابعو برنامج “المراجعة” قد خشوا من إمكانية إيقاف بث البرنامج.
وأجري الإعلامي البارز سعدون محسن ضمد –الذي انضم إلى شبكة الإعلام العراقي حديثاً- حواراً يتألف من 6 حلقات مع المرجع الديني كمال الحيدري، على أن تُبث تباعاً بشكل أسبوعي، ضمن برنامج يقدمه ضمد، يختص بالحوار بين “الدين والعلمانية”.
ويُعرف المرجع الديني كمال الحيدري بآرائه التي توصف بالجريئة، حيث يخالف أحياناً بعض العناوين البارزة، وهو ما أثار مخاوف من إمكانية أن تظهر بعض المصاعب مع بدء بث حلقات الحوار مع الحيدري، لكن “ضمد” كشف عن رسالة من مكتب المرجع الأعلى علي السيستاني بددت تلك المخاوف.
وبثت القناة الحلقة الأولى من الحوار، في موعدها المقرر، 19 أيلول الحالي، في العاشرة مساءً، غير أن الحلقة الثانية تعرضت لتأجيل دون توضيح من القناة.
وكتب متابعو الحلقة على صفحة “ضمد” تساؤلاتهم عن سبب عدم بث الحلقة في موعدها، والذي بدا أنه لا يملك معلومات حول الأمر.
في وقت لاحق، تبيّن أن “تغطية خاصة” تسببت بتأجيل بث الحلقة الثانية إلى ما بعد الساعة الحادية عشر (أكثر من ساعة عن الموعد).
وفي السياق، كشف مقدم البرنامج، سعدون محسن ضمد، عن تلقيه رسالة دعم من مكتب المرجع الأعلى علي السيستاني، للتأكيد على عدم المساس بحرية الرأي، أو السماح لأي طرف باستخدام اسم المرجعية للتأثير على حرية التعبير.
وقال ضمد في إيضاح مقتضب “رفعا لأي التباس قد يستغله البعض، فقد وصلني قبل اربعة أيام، تأكيد من مكتب المرجعية العليا في النجف بأنها تقف بشكل كامل مع حرية الرأي وأن دعمها لهذه الحرية قضية مبدأية لا تنازل عنها. كما وأنها تحذر من استعمال اسمها للتاثير على هذه الحرية”.
ورغم بث الحلقة الثانية على شاشة العراقية، إلا ان حسابات القناة على صفحات التواصل الاجتماعي لم تبث الحلقة حتى كتابة هذا التقرير مساء الأحد، فيما تطوّع متابعون بتسجيل الحلقة وبثها.
ويبدو أن سلسلة الحلقات، تواجه عراقيل من أطراف أخرى خارج “النجف” التي كشفت رسالتها عن “موقف ثابت” في عدم المساس بحرية الرأي والإعلام.
وتحاول شبكة الإعلام منذ تسلم الإدارة الجديدة، تجديد بعض السياسات التحريرية، حيث تمنح في نشراتها مساحات أوسع للتركيز على المشاكل الخدمية التي يعاني منها السكان، كما شكّل اطلاق برنامج خاص للحوار بين الدين والعلمانية (المراجعة) خطوة وُصفت بغير المسبوقة في الإعلام الحكومي.
https://www.youtube.com/watch?v=6dVRvuU6K5I
وأدناه نص رد السيد الصدر
سيرة كمال الحيدري وفقا لموقعه
والحيدري وفقا لموقعه نشأ في مدينة كربلاء وهو النجل الأصغر للسيّد باقر السيّد حسن السيّد عبد الله، في عام 1376هـ، الموافق لعام 1956م، من عائلة ينحدر نسلها إلى الإمام السجّاد زين العابدين عليه السلام، عربية المحتدّ والمغرس.
أنجب والده السيد باقر ستة من الذكور، مات أكبرهم كاظم بمرض عضال، وبقي خمسة على قيد الحياة، رحل أربعة منهم إلى دار البقاء، ثلاثة عدّوا شهداء حيث أعدمهم النظام البائد وهم: السيّد صالح والسيّد محمّد والسيّد فاضل، وذلك في عام 1982م. أمّا الرابع من إخوته فهو المرحوم السيّد صاحب حيث توفّي بمرض ألمَّ به عام 1992م. وبقي من الذكور الولد الوحيد لأبيه هو المترجَم له: السيّد كمال.
استطاع لما يملكه من نباهة وذكاء حاد أن يجتاز المرحلة الابتدائية والمتوسطة بتفوّق وامتياز، حتى نال إعجاب أقرانه وزملائه، وأساتذته ومعلميه، لينتقل إلى المرحلة الإعدادية، ليشمّر عن سواعد الجدّ فيها، ليحقّق رغبة والده وأهله.
كانت رغبة والده وأهله أن يكون مستقبله طبيباً أو مهندساً، فكان عليه أن يختار الفرع العلمي لتحقيق هذه الرغبة، فبدأت الأفكار تجول في خلد المترجم له مخلّفة حيرة منقطة النظير؛ أيحقّق ما تصبو إليه نفسه وما يريد، أم يحقّق طموح العائلة ورغبتها؟ وهكذا بقيت الحيرة تراوده حتى قرر أخيراً اختيار الطريق الحوزوي الذي عشقه منذ البداية، اختاره دون أن يخبر والده وأهله بالأمر، بل علموا أن المستوى الدراسي لولدهم قد تراجع دون أن يعرفوا الأسباب، وهذا ما كان يطمح المترجم له أن يوجده في نفوس أهله، ليفوّت بذلك فرصة الالتحاق بكلية الطب أو الهندسة… وهو موقف يكشف عن أن صاحبه يتّسم بالكثير من الجرأة والتصميم والتفاني في سبيل تحقيق خياراته الفكرية المبكرة. وفي هذه المرحلة بالذات تبدأ قصة علاقته بالعلوم السائدة في أروقة الحوزة العلمية من خلال اهتمامه الجدي بدراسة الفقه الإسلامي خارج أوقات المدرسة الرسمية.
تأثّر سماحة السيد دام ظله بجو كربلاء الروحاني الهادف، وبحضوره مجالس الوعظ الديني والإرشاد التربوي، كما أنّه لطالما شدّته المجالس الحسينيّة وهو يستمع إلى ألمع خطباء كربلاء في تلك الحقبة كالمرحوم الشيخ عبد الزهراء الكعبي، والشيخ هادي الخفاجي، والشيخ عبد الأمير المنصوري، إضافةً إلى ما كان يُعقد في بعض البيوتات الكربلائيّة من مجالس الوعظ يرتقي فيها أعواد تلك المنابر كالشيخ أحمد الوائلي والشيخ محمّد علي اليعقوبي رحمهم الله.
بداية الشروع في الدراسة الحوزوية من المعروف أن الدراسات الدينية في الحوزات العلمية تُقسَّم إلى ثلاث مراحل، يتدرج فيها طالب العلوم والمعارف الإسلامية دراسياً من الأسهل معرفياً إلى ما هو أعقد وأعمق وأكثر اتساعاً وشمولاً، كما أن لكل مرحلة محوراً يتم التركيز عليه واستيعابه بنحو أكبر، حتى إذا أنتقل الطالب إلى المرحلة اللاحقة كرَّس جهوده لنوع جديد من تلك العلوم والمعارف، حتى إذا انتهى من هذه المرحلة المتوسطة اتضح له خياره النهائي في صنف العلوم التي ينوي أن يتفرغ لها أكثر من غيرها ويتخصص بها، ولا تكون الفرصة للتخصص في أكثر من صنف من العلوم الدينية إلا للطالب الألمعي الجاد في دراسته وتحصيله. وهذه المراحل عبارة عن: مرحلة المقدمات، والسطوح، ومرحلة البحث الخارج.
أتمّ سماحته دام ظله دراسة المقدمات وشيئاً من السطوح في كربلاء المقدسة في نفس الوقت الذي يزاول دراسته الأكاديمية الرسمية؛ حيث كان يحضر دروسه عصراً عند معلمه وأستاذه الأول الشيخ حسين نجل العلامة الشيخ علي العيثان الأحسائي (رحمهما الله تعالى)؛ وذلك على دكّة من دكّات إيوانات الصحن الحسيني الشريف على يمين الخارج من الصحن الشريف عند باب السلطانيّة، كما وحضر بعدها عند والده الشيخ علي العيثان رحمه الله أيضاً.