في ذروة الهجوم الكاسح لاستئصال #داعش من #الموصل، أطل التنظيم المتطرّف برأسه في كركوك في هجوم مباغت مربكًا بذلك الحشود الكبيرة من القوات العراقية وحلفائها المحلّيين والاجانب التي تجمّعت لإخراجه من ثاني أكبر مدينة في العراق تمهيدا لكسر شوكته في بلاد الرافدين.
واستيقظ اهالي كركوك على دويّ الرصاص والقذائف وأصوات مسلحين يهتفون الله اكبر وينادون عبر مكبرات الصوت في المساجد ان “دولة الاسلام باقية”. فقد وقعت اشباكات في اماكن متفرقة من المدينة، وتلا ذلك هجوم على محطة كهرباء التي تقوم ببنائها شركة إيرانية. وقال نقيب في قوات الامن الكردية (الاسايش) ان “مجموعة انتحاريين يرتدون احزمة ناسفة نفّذوا هجمات متفرّقة بدأت حوالى الثالثة ضد قوات الامن” في المدينة.
وأوضح ان “هجوما استهدف مقرّ مديرية شرطة كركوك وسط المدينة، أعقبته هجمات متفرّقة ضد حواجز تفتيش ودوريات للشرطة في حيَّي الوسطي و”دوميز” في جنوب #كركوك.
وأعلنت قوات الامن اثر وقوع الهجمات نظام منع التجول في عموم مدينة كركوك بينما ظلت اصوات الرصاص تسمع في احياء عدة. وتبنى تنظيم “الدولة الاسلامية” عبر وكالة “أعماق” التابعة له الهجمات التي تعرضت لها كركوك و”العملية الاستشهادية” في الدبس. وقالت ان “قوات الدولة الإسلامية تهاجم كركوك من عدة محاور”، مشيرة الى انها “أحكمت السيطرة على نحو نصف المدينة”.
وقال محافظ كركوك نجم الدين كريم انه يشتبه بأن “خلايا نائمة في تنظيم الدولة الاسلامية” نفّذت الهجوم.
ويرى المحلل الامني فاضل ابو رغيف ان تنظيم “داعش يسعى لزيادة هجماته مع زيادة تقدم القوات الى مدينة الموصل”. ويضيف “تهدف عملية داعش لإشغال القوات العراقية المتوجهة لتحرير الموصل”، مشيرا الى ان “عدم نشر مفارز امنية وعدم اتخاذ اجراءات استخباراتية هي السبب وراء وقوع الهجوم”.
أعلنت القواتُ الأمنية العراقية سيطرتَها على الوضعِ في كركوك وإرسالَ تعزيزاتٍ إلى المدينةِ بعد هجماتٍ انتحارية شنها مقاتلو داعش على مقارَ حكومية راحَ ضحيتها عددٌ من القتلى والجرحى.. إنها كركوك، وهذا هو خامس أيام عملية الموصل التي احتلت صدارة الاهتمام الإعلامي والسياسي العالميين.
وصفت مصادر أمنية عراقية هجوم كركوك بالتشويش الذي يحاول التنظيم القيام به بعد أن شد وثاق الحصار عليه بتقدم القوات العراقية في عملياتها بالموصل.. غير أنه، أي هجوم كركوك، وضع في خانة أخرى تقلل من مستوى العمل الاستطلاعي والاستخباراتي من قبل التحالف الدولي الذي تمتد المنطقة برمتها تحت ناظريه،
ويعزز العمل فيها بآلاف المستشارين العسكريين على الأرض.
وبعد كل ذلك يجد إقليم كردستان نفسه محرجا كما يقول البعض ذاك أن المدينة في مدار سيطرته وإن أشفع ذلك ببعض الحساسيات العراقية، فمن هو المسؤول عن هجوم كركوك وما الذي يعنيه في هذا التوقيت بالذات؟
مع أول خيوط الفجر، استيقظ حيدر عبد الحسين على صرخات وهتافات واطلاق نار قرب منزله في جنوب مدينة #كركوك، وعندما نظر الى الخارج، شاهد عشرات الجهاديين المسلحين في الشارع.
وتحولت المدينة التي لم يسبق لتنظيم #الدولة_الاسلامية أن دخل إليها الى ميدان قتال بين الجهاديين وقوات الامن.
وقال حيدر عبد الحسين (35 عاما)، وهو مدرس: “عند فجر اليوم، شاهدت عناصر داعش يقتحمون مسجد المحمدي في حي تسعين” في جنوب المدينة.
واضاف: “قاموا بالتكبير واطلاق عبارات “دولة الاسلام باقية” عبر مكبرات الصوت” في المسجد.
وشاهد مراسل “فرانس برس” في كركوك تسعة جهاديين بلحى طويلة ويرتدون لباسا على الطريقة الافغانية بألوان الصحراء ويضعون قبعة او وشاحا على رؤوسهم، ويحملون أسلحة رشاشة وقنابل يدوية، يمرون في شارع آخر. وكانوا يتقدمون كمجموعة واحدة على جانبي الطريق.
وتعرضت مناطق متفرقة من مدينة كركوك لهجمات متفرقة من عشرات عناصر تنظيم الدولة الاسلامية فجرا، وفق ما اكدت مصادر امنية ومحلية وبيانات للتنظيم المتطرف.
واستهدفت الهجمات مقرات امنية وحواجز ودوريات لقوات الامن في المدينة، وفقا للمصادر الامنية.
ويثق الامنيون بامكان دحر الهجوم نظرا لعدم تمكن الجهاديين من الوصول بعجلات مفخخة او مدرعة الى المدينة، لكنهم لا يخفون قلقهم.
ويقول الامنيون ان منفذي الهجوم هم من الذين يطلق عليهم اسم “الانغماسيين”، اي الذين ينفذون هجمات مسلحة ويرتدون احزمة ناسفة لتفجير أنفسهم كخاتمة للهجوم.
وبادرت القوات الامنية مع وقوع الهجوم الى فرض حظر تجوال في المدينة التي بدت شوارعها خالية تماما على الفور، فيما انتشرت فيها قوات الامن التي فرضت كذلك اجراءات مشددة حول المقار الحكومية والامنية.
ونقلت قنوات تلفزيونية محلية صورا من شوارع المدينة شوهد فيها انتشار لقوات الامن وحرائق وكانت تسمع في الخلفية اصوات اطلاق النار.
وذكر سكان ان اطلاق النار واصوات الانفجارات كانت متواصلة بعد 12 ساعة على بدء الهجوم.
وقالت ايثار خليل، الطالبة في جامعة كركوك (19 عاما): “الشوارع خالية تماما ولا توجد اي حركة نقل ونحن في حيرة ونشعر بخوف ونريد الهرب”.
واضافت ايثار: “خرجنا مع صديق لوالدي ونحاول التوجه الى اربيل”، كبرى مدن اقليم كردستان الشمالي.
وقتل، وفق الشرطة العراقية، ستة عناصر من الشرطة و12 جهاديا في الاشتباكات التي تلت الهجوم.
وقال ضابط في الشرطة ان عناصر تنظيم الدولة الاسلامية “يتحصنون” في ابنية في احياء في جنوب المدينة.
واوضح مصدر امني ان قوات امنية تحاصر منزلا في منطقة الدوميز يوجد فيه “ثلاثة الى خمسة من عناصر داعش”.
وقال العقيد اركان حمد من شرطة كركوك ان “قواتنا حريصة على انهاء الجيوب التي تتواجد فيها عناصر داعش قبل مساء اليوم”، مشيرا الى ان “رصاص قناصة داعش يعرقل عملية حسم الاشتباكات”.
وذكر المصدر الامني ان مجموعة اخرى من المسلحين اختبأت داخل فندق “الجهاد” في وسط المدينة في محاولة لمواصلة المواجهات اطول فترة ممكنة.