عبد الباري عطوان لماذا صمت الذين هددوا وتوعدوا بإسقاط الرئيس الأسد وهم يرون مأساة حلب تتفاقم؟ اين جيوشهم وطائراتهم و”عاصفة حزمهم”؟ انهم يتحملون مسؤولية القتل والدمار أيضا ويجب ان يدفعوا الثمن
من حق بعض السوريين ان يوجه غضبه نحو الرئيس بشار الأسد وحكومته، ولكن الغضب الأكبر في رأينا يجب ان يتوجه الى الدول والقنوات التلفزيونية التي حرضت على الفتنة، وقلبت الحقائق، وضللت الشعب السوري، ودعته الى الثورة، وسلحته، ووعدته بأسقاط النظام في اشهر معدودة ثم تخلت عنه، ووقفت تتفرج على ما حصل في حلب، وهي تملك الجيوش والطائرات الامريكية الحديثة.
هذه الدول تحاول ان تبريء نفسها من الجريمة التي ارتكبها في حق سورية وشعبها على مدى ست سنوات، وتتباكى بكاء المنافقين على الضحايا والجرحى والمهجرين، وهي التي رفضت استقبال لاجئ سوري واحد على اراضيها.
ندرك جيدا انهم يملكون امبراطوريات إعلامية ضخمة، وجيوش الكترونية جبارة على وسائط التواصل الاجتماعي، ولكن هذا لن يدفن الحقائق حول دورهم، الرئيسي المشبوه، في تدمير المنطقة العربية، وبذر بذور الفتنة الطائفية، وشن حرب دموية في اليمن، وقتل الآلاف من أبنائه وتجويع الملايين منهم.