“إذا افترضت أن ليس هناك أمل، فأنت تضمن أنه لن يكون هناك أمل. إذا افترضت أن هناك غريزة للحرية، وأن هناك فرصاً لتغيير الأشياء، إذن فهناك إمكانيةٌ أن بمقدورك المساهمة لجعل العالم أفضل”.
إن قلت لا أمل فسوف لن يكون هناك أمل
وإن قلت هناك غريزة للحرية وأن هناك فرصة للتغيير فسيكون لك ان تساهم وتجعل العالم أفضل
وأضاف “نأمل بأن يكون الكتاب فاتحة لإعادة قراءة وتقييم الفوضوية، وللدفاع عن القيم المشتركة الكونية، وعن حقّ كلّ إنسان بالحرية، ولنقاش أوسع في هذه المواضيع”.
المقالات بمجموعها توفّر تصوّراً واضحاً لنقد تشومسكي للسياسات الأميركية وللتطرّف السياسي، وتناقش ضرورات البدء بفهم نظري وفلسفي للانطلاق إلى فهم سياسي. ومما يميّز مقالاته هذه هو الاستنتاجات التي يتوصل إليها من خلال براهين قدّمها من هم في السلطة أنفسهم.
عنوان الكتاب “غريزة الحرية” مأخوذ من تعبير تشومسكي نفسه حين كتب متفائلاً “إذا افترضت أن ليس هناك أمل، فأنت تضمن أنه لن يكون هناك أمل. إذا افترضت أن هناك غريزة للحرية، وأن هناك فرصاً لتغيير الأشياء، إذن فهناك إمكانيةٌ أن بمقدورك المساهمة لجعل العالم أفضل”.
في إحدى المقالات التي تضمّنها الكتاب بعنوان “الفلاسفة والفلسفة العامة”، يناقش صاحب “مسؤولية المثقفين” الوعي السياسي والأخلاقي في أميركا اليوم، ويتناول فيه السياسات الأميركية داخل وخارج الولايات المتحدة، وقدرتها التدميرية مستحضراً أمثلة كثيرة من التاريخ الحديث، كما يتطرّق إلى المشاكل الداخلية من الفقر والعنصرية وخيانة المؤسسات الأكاديمية لثقة الشعب بارتباطها بالسياسات والمؤسسات الرسمية.
من جهة أخرى، صدر كتاب آخر لتشومسكي عن دار “كنوز المعرفة” قبل أيام، وهو “أي نوع من المخلوقات نحن”، بترجمة حمزة بن قبلان المزيني، وهو أحدث كتب الفيلسوف الأميركي، إذ صدر عام 2015، وفيه يبحث نطاق وحدود القدرات الإدراكية البشرية وما يمكن للعقل البشري استكشافه فعلاً، وذلك في ضوء تاريخ العلم والتفكير الفلسفي والفهم الحالي. ينتقل تشومسكي من اللغة والعقل إلى المجتمع والسياسة، ويختتم باستكشاف الدفاع الفلسفي عن ما يصفه بأنه “التحررية الاشتراكية”.