أزاميل/ متابعة: نشرت صحيفة المصري اليوم مقالا حول الصلة بين الوهابية وحركة الاخوان المسلمين، و‘ادة نشر هذه المادة ليس الهدف منه التعريف بهاتين الحركتين، او النيل منهما، إنما بهدف الإطلاع على طبيعة الصراعات التي تشهدها مصر بين مختلف التوجهات الدينية والعلمانية والسياسية، وسنتابع نشر مواد أخرى لا تتبنى بالضرورة التوجه نفسه.
وأدناه نص المقال:
الوهابية والإخوان.. صناعتهم الإرهاب عادل نعمان
الإثنين 16-02-2015
الوهابيون بارعون فى إهدار دماء غير المسلمين والمسلمين أيضا، بل أباحوا دماء فصائلهم عند الخلاف فى الرأى. الحرب بين الدواعش وجبهة النصرة فى الشام على البيعة ومقتل المئات دليل على ذلك، ولولا تدخل أيمن الظواهرى وإرساله مبعوثا، حكم بينهما بتقسيم مناطق القتال، العراق من نصيب الدواعش، والشام من نصيب جبهة النصرة لكانت الحرب دائرة حتى الآن.
والحرب التى دارت بين الدواعش وحركة أحرار الشام والتى اجتثتها الدواعش من جذورها، ولم يجد الأحياء منهم سوى الانضمام إلى الدواعش، ليس حبا فيهم، بل حبا فى أموالهم وغنائمهم دليل آخر.
فلا تتعجب فيما يفعلونه فى الآخرين، إذا كان هذا ما يحدث بينهم، هذه عقيدتهم، يجدون فى تنفيذها حلاوة الصوم وحلاوة الصلاة.
نبدأ من أول السطر، المسلمون طائفتان، طائفة أهل السنة والجماعة، ولأهل السنة مذاهب أربعة: المالكية، والشافعية والحنابلة والحنفية، والأخرى طائفة الشيعة أبرزهم: الزيدية والإثنى عشرية والإسماعيلية.
شيخ الإسلام ابن تيمية إمام السلفية، كان مؤمنا بظاهر النص، ووافقته الوهابية (الوهابيون أحيوا الفكرالتكفيرى لإمامهم بن تيمية، الذى اندثر بموته فى سجن القلعة بدمشق بعد أن اتهمه مشايخ عصره بالكفروالزندقة).
ابن تيمية يتهم أهل السنة والجماعة بتعطيل صفات الله، وأطلق عليهم (الجهمية أو المعطلة) ويرى أن ظاهر النص فى صفات الله، هو تشابه صفات الله مع خلقه من البشر، الله له يدان ورجلان وعينان كما الإنسان، والله يحمل نفس صفات خلقه، يمشى كما نمشى فى الطرقات والشوارع ونقابله ونصافحه فى هيئة بشر مثلنا، وأننا سنقف يوم القيامة نسلم عليه ونحادثه ويحادثنا.
واستواء الله على العرش كجلوسنا على الكرسى، وكان بن تيمية يستدل على نزول الله من السماوات العلا كنزوله من على المنبر (فكرة التجسيم). ويكفر ابن تيمية والوهابيون كل من لا يؤمن بالتجسيم، يقول محمد بن عبدالوهاب (من لم يقل إن الله قد خلق الإنسان على صورة الله فهو جهمى).
الغريب أنهم أضافوا إلى كفر من لا يؤمن بالتجسيم، ما هو أغرب لأهل السنة والجماعة منها ما يلى:
أولا تحريم زيارة القبور حتى لو كان قبر الرسول (ص)، واشترطوا أن تكون زيارة الرسول ليست بقصد زيارة قبره ولكن بقصد زيارة المسجد.
ثانيا: لا يؤمنون بشفاعة النبى (ص) ويحل دم كل من يطلب الشفاعة من أولياء الله الصالحين.
ثالثا: تحريم إنشاء القباب على المساجد والقبور (حاول الوهابيون هدم قبة المسجد النبوى لكنهم فشلوا).
رابعا: بطلان الصلاة فى مساجد بها أضرحة حتى لو كان مسجد الرسول (حاولوا فصل قبر الرسول عن المسجد).
خامسا: كل من خالفهم الرأى فهو كافر ومشرك ويجوز قتلهم وسلب أموالهم (هاجس التكفيريين سلب الأموال وسبى النساء).
جاملهم الشيخ بن باز فى نواقض الإسلام العشرة (من لا يكفر المشركين والكفار فهو كافر مثلهم). وبدلها إلى (من لم يكفر المسلمين غير الوهابيين فهو كافر). وقصر بذلك الإيمان الصحيح على الوهابيين فقط، وما عداهم كافر، فأصبح الإسلام الصحيح هو إسلام الوهابيين، وكل المسلمين كفار يجوز قتلهم وسبي نسائهم وسلب أموالهم.
لماذا انتشر الفكر الوهابى فى السعودية؟ أكثر من ستين بالمائة من المنضمين إلى الفصائل التكفيرية والقتالية من السعوديين. (نرد). الوهابيون كانوا أصحاب قوة ونفوذ للإعلان عن رأيهم دون مواربة، فكان لهم الأمر والنهى، بل وصل الأمر إلى سجن خصومهم دون محاكمة، وكان الوهابيون أقوى من الدولة، عكس كل السلفيين القدامى التى كانت فتاواهم تدور مع الحكام وجودا وعدما،
واستبعد الوهابيون المذاهب الأربعة (السابقة، وتكفير كافة مذاهب الشيعة) من الدراسة فى المدارس والمعاهد، عدا بعض أحكام أحمد بن حنبل التى تتفق مع أفكارهم، وكان معروفا عنه الشدة والتطرف فى الخصومة، وأورثها لابن تيمية الذى أورثها للوهابيين من بعده، ولم يجد السعوديون أمامهم للقراءة عن الدين وفهمه والالتزام بنواهيه وأوامره وأخذ الأحكام إلا كتب الوهابية.
أضف إلى كتب ابن تيمية وأبوالأعلى المودودى وابن القيم الجوزية والوهابية، كتب ابن باز، وابن عثيمين وكلهم مشايخ يدورون مع التكفير. مشايخنا الذين سافروا فى نهاية القرن الماضى إلى السعودية، كانت أكبر مؤهلاتهم الدراسية التعليم المتوسط، عادوا إلينا حاملين الدكتوراه لا أدرى فى ماذا!!..
فانتشر التكفير فى مصر وأصبحت مصر هى الموزع الرئيسى لأفكار الوهابية. أخيرا لم تكن بداية التزاوج بين الإخوان والوهابيين مع فكر سيد قطب، التلميذ النجيب لابن تيمية والمودودى وابن عبدالوهاب الذى حكم بجاهلية المسلمين وديارهم، وقسم العالم إلى دار حرب ودار سلام، ودوام الحرب بينهما حتى نصرة دينهم، لكن التزاوج تم من عهد حسن البنا مؤسس الجماعة.
الدواعش ومن على شاكلتهم أبناء شرعيون للوهابيين وابن تيمية وأبوالأعلى المودودى، وحسن البنا، وورثتهم القطبيون العشرة، ورئيسهم محمد مرسى والشاطر (مجلس شورى الإخوان) لاغرابة أنهم جميعا وسيلتهم واحدة: القتل وسفك الداء وسبى النساء وسلب الأموال واسألوا الإخوان عن ثرواتهم وأموالهم، انظر كيف يبدأ الإخوانى فقيرا معدما وكيف ينتهى به وبأولاده المطاف!.