كتب منصور الناصر مادة نشرها أيضا في فيديو عن شهادة او محاكمة السلفي محمد حسان واعتبرها “طبخة” شافعية وسلفية.. على خلفية سيسيّة! وقال فيها
تابعت شهادة الداعية محمد حسان مثل غيري.. وقلت لأرى ردود الأفعال ..
كانت هناك مئات الأخبار والفيديوات عنها
الأغلبية كانوا مشغولين بالانتصار لمعتقداتهم. وانحيازاتهم.. وكأن هذا هو صلب الموضوع..
فلم أجد رأيا واحدا يتحدث عن جدوى كل ما دار في هذه المحاكمة سواء للدواعش او رجال الدين .. ومدى تأثيره على حاجات الناس والمجتمعات.
لم يسأل أحد نفسه ما علاقة الناس بكل هذا؟
أين الدولة المصرية في محاكمة محمد حسان؟ بدت المحاكمة-الشهادة، وكأنها عملية معدة مسبقا لإغلاق ملف السلفية وإحالته على المعاش، فقد أوفى وكفّى..
المشكلة ليست هنا.. إنما في انشغال الجميع بقضايا تافهة كهذه .. لماذا؟ وما الذي سيجنوه منها؟
ما قيمة تطبيق الشريعة وتأثيرها على حياة الناس وضمان حقوقهم كبشر وخدماتهم كمواطنين؟
هل يعلمون ان الشريعة ليس فيها أي ذكر لشيء اسمه حقوق الإنسان التي لا يقوم بدونها أي شيء قانوني في العالم المعاصر؟هل فكروا بهذا؟ هل حاولوا الإجابة عنه؟
.
ثم هل حاكمت محمد حسان محكمة مصرية أم شافعية؟
حسان يهاجم الأخوان.. لأنهم لم ينتقلوا لمرحلة فقه الدولة!!
عن أي فقه يتحدث هذا الملياردير؟
الفقه في تعريفك أت ومنافسيك تعامل مع الزمن فأين الفقه الجديد؟
هل الخلاف بين السلفيين والشافعيين حول خدمة الناس، ووضع فقه جديد يضمن مصالحهم؟ كلا..
انهم جميعا يتغذون من تراث ديني فقهي مسموم وضع خصيصا لخدمة الملوك والسلاطين
ما رأيناه في المحكمة هو هذا بالضبط .. خلاف بين توجهيين فقهيين سلطانيين
هذه مشاكل الطبقات المستغلة المدمرة لمجتمعاتنا
- كانت الشهادة لحظة إعلان لموت الدولة وتراجعها.. وليس انتصارا لها.. كان المنتظر أن تنتصر عقيدة الدولة وليس عقيدة الأشعرية أو السلفية..
المصيبة انني لم أسمع أحدا يتحدث بهذا الامر أأسمع احدا مشغولا بهذا الامر!
وهذا انتصار ضمني لحسان والأخوان والازهر.. هزيمة للدولة وفكرة الدولة - فمن يصدق قول حسان أن داعش هي رأس فكر الخوارج؟ ما علاقة الخوارج بهم؟
- ما حصل لا يحدث في أي دولة حقيقية في العالم ولسببين ..اولا هذه اول مرة نشاهد دعاة وشيوخا في محكمة.. وثانيا هذه اول مرة نشاهد محكمة لدولة حديثة تدخل في نقاش وجدل ديني!
- في النتيجة المحكمة لم تنتصر للدولة إنما انتصرت لدين الدولة.. وهذا الانتصار طبعا لا يحسب لصالح الناس إنما لصالح الدين والغيورين عليه.. ولكن ما سر هذه الغيرة التي لم تبني مستشفى ولا تصدر فتوى بتحريم الفقر وتجريمه؟
كل ما يقوله رجال الدين عكسه صحيح
يتحدثون عن الرحمة؟ ويقصدون العكس .. الزهد التواضع التسامح الكلمة الطيبة الخ
https://www.youtube.com/watch?v=PJDNDhRkpvw&t=116s
أركز على حديثهم عن الشبهات .. ما هي الحقيقة؟ هم المشبوهون .. وعلاقاتهم بالدول والمؤامرات والحكومات وحتى المخابرات العالمية معروف أمرها .. .
الطريف أنهم يتحدثون عن شبهات وهم جميعا اناس مثيرون للشبهات!
أختصر وأقول
- هل كانت هناك دولة مصرية؟ ما حدث في المحكمة لا علاقة له بدولة حديثة.. إنما بدولة مصرة على أن تؤسس نفسها على أسس دينية شافعية تحديدا..
- كان هناك حوار بين شافعية وسلفية.. على خلفية سيسية
- الدولة الدينية موجودة .. بدليل ما شاهدناه في المحكمة..
- الدليل الأكبر أن نشاط حسان ضد الدولة بامتياز .. ولكن لماذا جرى التغاضي عنه؟ لأنه عمل وما زال يعمل لصالحها!
- ما حصل هو انهاء ورقة هذا الصنف من الإسلام السياسي.. وإعلاق ملفه الذي فتحه السادات.. انه أشبه بإحالة على المعاش لمتآمرين ومقاولين عملوا مع الدولة السرية ..
- عملية الإغلاق متواصلة ولم تحدث في مختلف الدول اعتباطا.. جرى ذلك في السعودية ومصر وتونس والجزائر والمغرب..
- الأمر الجوهري الثالث: اين مشاكل الناس مما جرى في المحكمة؟ لم يكن لها حضور..
كان الحضور كله للدين ومذاهبه وشرائعه.. وهي كلها تتعلق بمصالح الدين ورب الدين.. ورجال السلطة والدين
أين الناس وسط كل هذا؟
لا وجود لهم!! - هنا نقع على أمر أخطر.. وهو ان إشغال الناس بهذا الأمر التافه والجدل البيزنطي عن الشريعة وتطبيقها.. هدفه صرف الأنظار عن اهم ما يشغل بال الناس..
- والحقيقة أن الدين بأكمله بقرآنه وسنته وسيرته وفقهه لا يعنى بحاجات الناس ولا خدمتهم..
حتى الخدمات التي يقدمها في قضايا الأحوال الشخصية. مع مشاكلها التي لا تحصى.. ليس هدفها خدمتهم.. إنما التحكم بأمرهم، وفرض سلطة رجل الدين عليهم. وجعلهم مرتبطين به بشكل لا يقبل الانفصام!