دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– ردت بعض الشخصيات، التي وردت أسمائها في “قائمة الإرهاب” التي أعلنتها المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات والبحرين، في الساعات الأولى من صباح الجمعة، وضمت 59 فردا و12 كيانا “مرتبطين بقطر”، على تصنيفهم “إرهابيين” من قبل الدول الأربعة.
وشن المصري وجدي غنيم هجوما حادا على السلطات السعودية والمصرية والإماراتية والبحرينية، بسبب وضعه في قائمة “الإرهاب” (للاطلاع على القائمة الكاملة اضغط هنا). وقال غنيم، في فيديو مدته 12 دقيقة عبر صفحته على موقع “فيسبوك”: “اجتمعوا على باطل واتهموا العلماء الشرفاء والمؤسسات الخيرية بأنها مؤسسات إرهابية”. وأضاف مستنكرا: “نحن إرهابيون؟! مؤسسات قطر أصبحت إرهابية ونحن أصبحنا إرهابيين؟! حسبنا الله ونعم الوكيل”. وتابع بالقول: “من يقول علي أني إرهابي، أقول له أنت عدو الله”.
ونشر رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي، في تغريدة عبر حسابه على موقع “تويتر”، خبرا من موقع “الجزيرة” بعنوان (قائمة الـ59.. عندما تتحول قوائم الإرهاب لـ”مسخرة”). وكتب في تغريدة أخرى، تزامنت مع الإعلان عن “قائمة الإرهاب”، دون ربطها صراحة بوجوده في القائمة، إن “الباطل كالرغوة المنتفخة؛ يعلو قليلا ثم يتلاشى ولا يبقى إلا الماء الخالص”.
قائمة الـ59.. عندما تتحول قوائم الإرهاب لـ"مسخرة" (الجزيرة نت، https://t.co/KjdiSUwiH7) pic.twitter.com/PiE5MP2LNY
— يوسف القرضاوي (@alqaradawy) June 9, 2017
وقال الكويتي حامد العلي، الذي ورد اسمه في “قائمة الإرهاب”، عبر حسابه على “تويتر”، إنه “إذا كانت حماس على قائمة الإرهاب عندهم فكيف لا نكون نحن الذين ندعم حماس على قائمتهم للإرهاب! ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل”. وأضاف: “الجمعيات الخيرية القطرية التي وضعت على قائمة الإرهاب من دول الحصار أعضاء بهيئة الأمم المتحدة وأنشطتها الخيرية تحت إشرافها”.
أعابونا بما نرضاهُ فخرا؟!
ونجعلهُ وساما في الصدورِ
فلا والله ما عابوا بعيبٍ
نصرنا دوحة الخيرِ الكثيرِ#قطر#مسرحية_قائمة59— حامد العلي (@Hamed_Alali) June 9, 2017
وبعد الإعلان عن القائمة، كتب طارق الزمر رئيس حزب “البناء والتنمية” المصري، الذي سبق أن قضى عقوبة في السجون المصرية لإدانته بالمشاركة في اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، عبر حسابه على “تويتر”: “اللهم في هذا اليوم العظيم، انصر مصر وأهلها على من طغى وبغى”. وأضاف: “في الوقت الذي يدافع فيه النظام المصري عن الكيان الصهيوني والاستيطان داخل مجلس الأمن فإنه يحرض على قطر!! هكذا تتكشف الحقائق”
فيما علّق الداعية الكويتي د. طارق السويدان، المعروف بصلاته مع جماعة الإخوان المسلمين، على الأزمة الخليجية القطرية، داعياً الى ما قال إنه “فك الحصار” على قطر، وتوجه القوى نحو من وصفه بـ”العدو الذي يحتل الأرض في فلسطين ودعم المقاومة،” على حد تعبيره.
وقال السويدان في تعليق نشره عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي: “أسأل الله أن يرفع السوء عن عباده الصالحين، وينصر الحق وأهله والذين يقفون مع القيم والمبادئ، ويعيد للأمة وحدتها على الحق كما كانت في أيام عز الإسلام، ويرفع ما نزغ الشيطان بين أهلنا وأحبائنا في الخليج.”
تابع الداعية في تدوينته قائلاً: “وينهي هذا الحصار على #قطر حيث لا يجوز ذلك بحال، ويوفق جهود الوساطة حتى لا يطول هذا الأمر، وتتوجه كل القوى نحو عدونا الذي يحتل أرضنا في قلب الأمة #فلسطين لندعم جميعنا المقاومة التي هي شرف الأمة.
ورأى الداعية الكويتي، الذي سبق أن خسر ظهوره التلفزيوني بمجموعة “روتانا” السعودية بسبب الروابط التي تجمعه مع جماعة الإخوان، أن الأحداث الحالية سببها “البعد عن الله وموالاة أعداء الأمة” على حد قوله، متهما إيران أيضا بـ”تأجيج الطائفية بدعمها للطاغية بشار في سوريا والانقلابيين الحوثيين في اليمن والممارسات الطائفية في العراق والخليج ولبنان،” على حد تعبيره.
من جهة أخرى، فضل الداعية السعودي عائض القرني، التملق لقادة بلاده وإعلان وقوفه لجانبهم ودعا الله الى أن يحفظ المملكة من الفتن ما ظهر منها وما بطن!
اللهم وفّق مليكنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي عهده لما تحب وترضى،
واحفظ مملكتنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن. pic.twitter.com/cNXO3wGoEi— د. عائض القرني (@Dr_alqarnee) June 6, 2017
فيما نشر موقع الجزيرة القطري
مغردون على مواقع التواصل يتوقعون توسع قائمة السعودية والإمارات والبحرين ومصر للشخصيات والكيانات التي وصفتها بـ”الإرهابية”، لتشمل في قادم الأيام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقادتها، وهو ما يعتبره مراقبون تجريما عربيا للمقاومة الفلسطينية وحربا عليها.
محمد النجار-الجزيرة نت
القائمة التي أعلن عنها الليلة الماضية، وشكلت الحلقة الثالثة من مسلسل الهجوم على قطر بعد الاختراق وإغلاق الحدود وقطع العلاقات؛ وضعت فيها هذه الدول أسماء 59 شخصية و12 منظمة ومؤسسة أو جمعية غالبيتها مؤسسات خيرية مسجلة لدى الأمم المتحدة.
الجنسيات التسع التي تشكلت منها قائمة الشخصيات ضمت 26 مصريا، و18 قطريا، وخمسة ليبيين، وثلاثة كويتيين، وأردنيين اثنين، وبحرينيين اثنين، وسعوديا وإماراتيا ويمنيا.
يوسف القرضاوي
وأبرز هذه الشخصيات كان العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إضافة لشخصيات من جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية المصريتين، ووجوه عرفها الشارع العربي إبان الثورات التي ارتدت عليها الثورات المضادة ليصبح ثوارها إما مسجونين أو مطاردين، واليوم هم “إرهابيون” في عرف أربع دول عربية قررت معاقبة قطر التي انحازت لتلك الثورات.
اللافت فيما يتعلق بالقرضاوي تحديدا، أن وضعه على القائمة جاء بعد نحو شهرين ونصف فقط من زيارته للمملكة العربية السعودية كأبرز شخصية في المؤتمر الإسلامي الذي احتضنته مكة المكرمة، والتقاه وقتها رئيس هيئة كبار العلماء مفتي المملكة عبد العزيز آل الشيخ.
بل المفارقة أن القرضاوي التقى على مدار عقود معظم ملوك السعودية وكبار المسؤولين فيها، وحصل على أرفع جائزة في المملكة، وهي جائزة الملك فيصل.
كما أن القرضاوي حظي بتكريم في دولة الإمارات العربية التي منحته قبل سنوات جائزة الشخصية الإسلامية الأبرز، وحصل وقتها على مكافأة الجائزة البالغة مليون درهم إماراتي.
تساؤلات
وأثار وضع شخصيات عديدة في القائمة تساؤلات نشطاء مواقع التواصل، ومن أبرز هذه الشخصيات مدير تحرير صحيفة العرب القطرية جابر بن ناصر المري، والدكتور أحمد البلتاجي المعتقل في مصر ورغم ذلك تطالب القاهرة الدوحة بتسليمه لها.
ولا تتوقف المفارقة عند ذلك، فمن ضمن القائمة أموات، وفيها أيضا شخصية تقيم مطمئنة في السعودية هي نائب رئيس حزب رشاد السلفي الذي يعمل مستشارا للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
كما ضمت القائمة جمعيات خيرية قطرية معترفا بها دوليا، وتمتد مشاريعها على اتساع القارات الخمس.
أبرز هذه الجمعيات على الإطلاق جمعية قطر الخيرية التي صنفتها الدول الأربع “كيانا إرهابيا” رغم أنها مسجلة ومعتمدة لدى الأمم المتحدة، وهي شريك معتمد لعدد من أبرز منظمات الأمم المتحدة، وعلى رأسها: برنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، ومنظمات الأمم المتحدة للاجئين، ومنظمة الأونروا لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين وغيرها.
والأكثر من ذلك أن كل هذه الجمعيات شريك للوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) التابعة لوزارة الخارجية الأميركية، ونفذت معها عددا من المشاريع كان أبرزها العام الماضي في ماليزيا، عندما أرسلت آلاف الخيام التي جرى شحنها من دبي. كما أن للجمعية القطرية مشاريع عدة تنفذ بالتعاون مع جمعيات وهيئات سعودية.
وتكشف تقارير قطر الخيرية المعلنة على موقعها الرسمي أنها نفذت وتنفذ عشرات الآلاف من المشاريع في 84 دولة حول العالم، واستفاد من برامجها -وما زال- حتى اليوم نحو ثمانين مليون شخص من مختلف الأعراق والديانات.
وجمعية أخرى صنفتها الدول الأربع “إرهابية”، هي جمعية عيد الخيرية التي تكشف أرقامها وتقاريرها المنشورة على موقعها الرسمي أنها نفذت عام 2016 فقط آلاف المشاريع التعليمية والصحية والإغاثية وغيرها، استفاد منها ما يزيد على 14 مليون إنسان على امتداد البسيطة.
التصنيف المذكور طال أيضا مركز قطر التطوعي، ووضعه على قائمة ما سمي بالكيانات “الإرهابية” -بحسب الدول الأربع- مما أثار الدهشة أكثر، لأن المركز معروف بكونه مركزا شبابيا تطوعيا في دولة قطر، وكافة أنشطته ومبادراته المنشورة والمعلنة على موقعه الرسمي مجتمعية خالصة.
وأحدث فعاليات المركز الاحتفال بما يعرف داخل قطر بـ”القرنقعوه”، وهو احتفال يتم منتصف شهررمضان الفضيل من كل عام، يبتهج فيه الصغار والكبار بصيامهم واقتراب عيد الفطر المبارك.
وأخطر ما حمله البيان الذي أذيع في وقت واحد الليلة الماضية في عدة وسائل إعلام -كانت قد جهزت محلليها وضيوفها مسبقا لتحليله والإشادة به، استمرارا في حفلة الاتهامات ضد دولة قطر- الإعلان أن بيان القائمة سيتم تحديثه بشكل مستمر، وهو ما دفع مغردين على مواقع التواصل لتوقع أن يتوسع البيان ليشمل في قادم الأيام “عجائب أخرى”.
كلمات مفتاحية: