بعد #صفقة_نصرالله_داعش: التعويل على الحركات الإسلامية لن يورثنا إلا الجحيم والحروب الأبدية

كتب #منصور_الناصر

تابعت مواقف العديد من النشطاء من #صفقةنصراللهداعش
واضح أن المرضى بحمى الطائفية عاشوا صدمة كبرى، كنت أراقب بين السطور محاولاتهم لتبرير ما جرى، ولكن الكلمات كانت قاصرة و “تتلجلج” في زردوم طالما هتف وبح صوته من الصياح والنواح.
.
لا جديد، وكالعادة لا يفكر هؤلاء مطلقا باختيار الطريق السهل والسليم، بتوجيه نقد ولو بسيط لحليفهم، ولكن لا فهذا لا يجوز وسيكون علامة نكوص عن واجب مقدس تجاه مولانا فلان أو علان..
حتى أن هناك من تفاخر بانه يثق 100% بالسيد..وان العالم كله لو وقف ضده فسأتشرف بأن أكون خادما له
ولا أعرف معنى الثقة بإنسان آخر بنسبة 100% فهذه معناها عبودية وذيلية مطلقة..ولا تفعلها حتى اكثر الحيوانات ألفة وخضوعا.
كما لا أعرف ما الداعي لجعل كل شيء في حياتنا حربا مفتوحة يجب أن لا تبقي ولا تذر؟
.

Advertisements

مصدوم آخر قال بعد اعترافه بانه لم يستطع النوم إثر “طعنة الظهر” هذه، إن هناك غاضبين سعداء باتفاق جرود، لكنهم لم يفتحوا فمهم يوماً لطعنة أخرى في الظهر حين تعاون مسعود مع داعش وسلم سنجار لها، ((ولا أعرف من يقصد، مع أن الأغلبية كانت تقف ضد مسعود او أي طرف يمس مصالح العراق العليا)).
مؤكدا أن هؤلاء تغير موقفهم من رفض مشاركة عراقيين في قتال داعش داخل سوريا ((وكأن تواجدهم في البو كمال، التي احتلت مدن الانبار انطلاقا منها عدة مرات، شأن داخلي سوري!))


Advertisements

باختصار، هناك حرج هائل أصاب هؤلاء، وما عادوا يعرفون بم يهرفون..
مشكلة العقل “الطائفي” أو الدوغما، مهارته الفائقة في التهرب والالتفاف على الحقائق والتركيز على هوامش الأحداث والمواقف.
وأبرز ما يميز هذا العقل “ألمعتقل” مهما كانت درجة رقيه معرفيا، انه لا يبحث عن الحقيقة مطلقا، بل عما “يهواه” داخله، ففيه فقط تكمن حقيقة ما يعبدها كما هي ولا يمكن لأي كان المساس بها.
من هنا يضطر هؤلاء، وبفعل ضغط “حقائق أرض الواقع”، لشن الحروب دائما، دفاعا عن “حقائقهم” الوهمية المقدسة، ولن يتحقق ذلك إلا بإلغاء أي آخر “مزعج”!
أما الآخر الذي معه وليس ضده، فهو أيضا مشكوك فيه، ويجب “فحصه” دائما وتقويمه.
.
هكذا يعيش هذا المخلوق في حرب دائمة، دفاعا عن “الحق” وهو عبارة وهمية اخترعها وصدقها بنفسه، ولا قيمة إنسانية لها بأي شكل من الأشكال، بدليل أنها غير قابلة للقياس والاختبار والمقارنة.


بناء على أعلاه، فضل هؤلاء تحشي الحل السهل بنقد حليفهم “والحق يقال أنه حقق صفقة ممتازة لصالحه، وهو أمر يحصل بين جميع الشركاء”
وتناسوا أن الإنسان يبقى إنسانا لا ملاكا، وهو يفضل بطبيعته نيل أمنه وسلامه، إن استطاع، على حساب حتى أمن حلفائه.
وهذا ما عجر عن فهمه “ولد الخايبة” هؤلاء، وخاصة في عملية تحرير الموصل.
.
والسر يكمن في أنهم فقدوا شخصيتهم، واحترامهم لأنفسهم، وقدرتهم على الحكم السليم.. فقدوا حتى القدرة على القيام بأسط شيء وهو ان يذهب وينتقد أو يعاتب السيد ويقول له: مولانا هاي دكة ما مقبولة نهائيا، قلها! ..فسوف لن تنقلب الدنيا..فالرجل سياسي، وصفقته سياسية، كل ما في الأمر انه يضع عمامة لا أكثر.
.
لكن لا : هذا مساس بالمقدس..تشكيك به، وإساءة لرمز ((حاول كثيرون إمساك زلة واحدة عليه وما استطاعوا-كما قال أحد الذيول-))
ليس مهما إذن سقوط ضحايا من العراقيين غدا، المهم أن يبقى الرمز مصانا وإن كان الثمن أرواح الآلاف من البشر، فهم سيذهبون في كل حال شهداء.
.
يجب إذا مهاجمة كل من يتعرض لمولانا فلان أو الشيخ علان..ففيهم فقط كل الخير والبركة التي ننعم بها منذ توليهم السلطة وحتى اليوم!!


إسلام + سياسة = حروب أبدية

Advertisements
Advertisements

وبعد هذه الصفقة ماذا ننتظر؟
خروج تظاهرة احتجاج؟؟ ليس ضد السيد “فهو يبحث عن مصالحه على أية حال”
بل ضد مغفلين باعوا دمنا بأرخص الأثمان، ويريدون توريط شبابنا المظلوم بمعارك لا أول لها ولا آخر ولعشرات السنين..بدأت مع داعش وبعدها مع إسرائيل وحتى اميركا!
وراحوا يهيئون ذلك بالمبالغة في إطلاق الأسماء على مؤسساتهم وإضفاء صفة المقدس على كل شيء


بعد كتابتي لهذه الملاحظات، اطلعت على خطاب السيد نصر الله، وقال فيه ان ما جرى هو مجرد تبديل من جبهة لجبهة فتساءلت: لو كانت الجبهة ذاتها لماذا تفاوضت إذا معهم مولانا؟ ولم اعتبرت الاتفاق نصرا، ولم تشر لمخاطره؟
شخصيا: لست ممن لديه موقف مسبق من السيد نصر الله، ولكني لا أتردد في نقد اي كان..فلا يوجد لدي تاج راس ولا مقدس، بل أنا اعتبر أن كل مقدس في حياتنا هو سبب خرابنا.


خلاصة ما أريد قوله: إن التعويل على أي حركة إسلامية مهما كنا متعاطفين معها، لن يؤدي إلا إلى خراب ودمار وحروب لا نهاية لها. ولن يورثنا إلا الجحيم، ونحن، و”لله الحمد” ننعم به منذ قرون!!.
.
والمعادلة طوال التاريخ هي : إسلام + سياسة = حروب أبدية
ومن لديه اعتراض على هذه المعادلة فلينصحني بتبديلها

Advertisements

Advertisements
Advertisements

Advertisements

شاهد أيضاً

بالفيديو: هل أن الدين ظاهرة اجتماعية أم أن المجتمع ظاهرة دينية؟

في فيديو على اليوتيوب قال الكاتب منصور الناصر أن القطيع هو الأصل.. وهو الكلمة المرادفة …