لحظة توقيع الرئيس الأمريكي دونالد #ترمب رسميا على قرار الاعتراف بـ #القدس كعاصمة لإسرائيل
تتالت ردود الأفعال الدولية على إثر اعتراف الرئيس الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل. إذ عبر الرئيس الفرنسي عن أسفه لذلك، داعيا جميع الأطراف إلى تجنب العنف. فيما اعتبرت تركيا القرار الأمريكي “غير مسؤول” ويتعارض مع القانون الدولي.
بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها، توالت ردود الأفعال العربية والغربية.
ووقع دونالد ترامب، إثر كلمة ألقاها بالمناسبة، مرسوم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
ووصف ترامب هذا التحرك بأنه “خطوة متأخرة جدا” من أجل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط والعمل باتجاه التوصل إلى اتفاق دائم.
وأكد الرئيس الأمريكي في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة تدعم حل الدولتين إذا أقره الإسرائيليون والفلسطينيون، مؤكدا أن قرار نقل السفارة لا يعني وقف التزامات واشنطن بالتوصل لسلام دائم.
وأضاف الرئيس الأمريكي في كلمته أنه لا يمكن حل كل المشكلات بنفس المقاربة الفاشلة، مشددا على أن إعلانه سيكون بمثابة مقاربة جديدة تجاه النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وقال ترامب، من البيت الأبيض، إنه يرى أن هذا التحرك يصب في مصلحة الولايات المتحدة وفي مسعى تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وطالب وزارة الخارجية الأمريكية ببدء الاستعدادات لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، والمتوقع أن يستغرق أعواما.
وجاء قرار ترامب بالرغم من اعتراض حلفاء الولايات المتحدة.
وكان الرئيس الأمريكي قد صرح في اجتماع لحكومته قبل الإعلان عن قراره بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، قائلا: “أعتقد أنه (هذا القرار) تأخر كثيرا.. رؤساء (أمريكيون) كثيرون قالوا إنهم يريدون فعل ذلك ولم يفعلوا”.
ومن الجدير بالذكر أن الكونغرس الأمريكي أقر هذه الخطوة في العام 1995، إلا أن رؤساء الولايات المتحدة قبل ترامب أجلوا المصادقة عليها.
وتمثل قضية القدس إحدى أهم القضايا المتنازع عليها في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وعلى الرغم من أن جميع القرارات الدولية حول هذه المسألة تؤكد على ضرورة أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية، ويمثل الجانب الغربي من المدينة عاصمة لدولة إسرائيلية، إلا أن إسرائيل تصر على أن القدس بشقيها هي “عاصمتها الأبدية والموحدة”.
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في حزيران عام 1967، وأعلنت لاحقا ضمها إلى القدس الغربية، واصفة المدينة كلها بأنها “عاصمة موحدة وأبدية” لإسرائيل، وهو ما يرفضه المجتمع الدولي.
وكان ترامب وعد، خلال حملته الانتخابية نهاية العام 2016، بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس من موقعها الحالي في تل أبيب، وكرر في أكثر من مناسبة أن الأمر “مرتبط فقط بالتوقيت”.
فرنسا
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن قرار ترامب الأحادي مؤسف وفرنسا لا تؤيده. ودعا جميع الأطراف إلى الهدوء وضرورة تجنب العنف. وقال ماكرون إن وضع القدس يحدده الإسرائيليون والفلسطينيون من خلال المفاوضات.
كلمة الرئيس الفرنسي ماكرون بعد إعلان ترامب القدس عاصمة إسرائيل
اشترك مجانا في قناتنا للفيديو!
وشدد الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحافي عقده في الجزائر حيث يقوم بزيارة، على “تمسك فرنسا وأوروبا بحل الدولتين إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبا إلى جنب بسلام وأمن، ضمن حدود معترف بها دوليا ومع القدس عاصمة للدولتين”.
ميركل “لا تدعم” قرار ترامب حول القدس
قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن حكومتها لا تدعم قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ونقل المتحدث باسم ميركل ستيفن سايبرت عن ميركل قولها في تغريدة على تويتر إن الحكومة الألمانية “لا تدعم هذا الموقف لأن وضع القدس لا يمكن التفاوض بشأنه إلا في إطار حل الدولتين”.
الاتحاد الأوروبي
أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني عن “بالغ القلق” إزاء قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأكدت موغيريني في بيان “يعرب الاتحاد الأوروبي عن بالغ قلقه إزاء إعلان الرئيس الأمريكي ترامب حول القدس، وما يمكن أن ينتج عن ذلك من تداعيات على فرص السلام”.
وأضافت أن “الاتحاد الأوروبي يدعو كل الفاعلين على الأرض وفي المنطقة، إلى التحلي بالهدوء وضبط النفس لتجنب أي تصعيد”، مضيفة أن الاتحاد “يبقى مستعدا للمساهمة في عملية التفاوض” الضرورية لحل مسألة وضع القدس.
وقالت “إن الحل التفاوضي القائم على أساس دولتين بما يلبي تطلعات الطرفين، هو الوسيلة الوحيدة الواقعية لإقرار السلام والأمن” لما فيه مصلحة الإسرائيليين والفلسطينيين على حد السواء.
تركيا
من جهتها اعتبرت تركيا قرار ترامب حول القدس “غير مسؤول”، على حسب وصف وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو. وقال تشاوش أوغلو على تويتر “نحن ندين الإعلان غير المسؤول الصادرعن الإدارة الأمريكية (…) هذا القرار يتعارض مع القانون الدولي ومع قرارات الأمم المتحدة”.
وأضافت الخارجية التركية في بيان أن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني لا يمكن حله إلا بانشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
كما حذرت من أن قرار ترامب سيخلف “انعكاسات سلبية على السلام والاستقرار في المنطقة” ويهدد “بتدمير تام لأسس السلام”.
وجاء في البيان “ندعو الإدارة الأمريكية إلى مراجعة هذا القرار الخاطئ الذي قد تكون له تبعات شديدة السلبية”.
الأمم المتحدة
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إن وضع القدس لا يمكن أن يحدد إلا عبر “تفاوض مباشر” بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مذكرا بمواقفه السابقة التي تشدد على “رفض أي إجراء من طرف واحد”.
وأضاف بعد إعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل “لا يوجد بديل عن حل الدولتين” على أن تكون “القدس عاصمة لإسرائيل وفلسطين”.
الأردن
واعتبرت الحكومة الأردنية أن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل خرق للشرعية الدولية والميثاق الأممي.
وجاء في بيان عن وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني أن “قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة واشنطن إليها، يمثل خرقا لقرارات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة”.
طهران
شجبت طهران بقوة قرار ترامب، معتبرة أنه ينذر بـ”انتفاضة جديدة”.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان إن “القرار الاستفزازي وغير المتعقل الذي اتخذته الولايات المتحدة… سيستفز المسلمين ويشعل انتفاضة جديدة ويؤدي إلى تصاعد التطرف وإلى تصرفات غاضبة وعنيفة”.
مصر
واستنكرت الخارجية المصرية القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأكدت أنها ترفض أية آثار مترتبة عليه. وجاء في بيان الوزارة أن “اتخاذ مثل هذه القرارات الأحادية يعد مخالفا لقرارات الشرعية الدولية، ولن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال”.
وحذرالأزهر في بيان من التداعيات الخطيرة لقرار ترامب الذي تجاهل مشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم.
قطر
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية القطري أن قرار ترمب يشكل تصعيدا خطيرا وحكما بالإعدام على كل مساعي السلام.
سوريا
من جهتها، أعلنت الرئاسة السورية أن “مستقبل القدس لا تحدده دولة أو رئيس”. وكتبت الرئاسة السورية على صفحتها على فيس بوك إن “مستقبل القدس لا تحدده دولة أو رئيس، بل يحدده تاريخها وإرادة وعزم الأوفياء للقضية الفلسطينية التي ستبقى حية في ضمير الأمة العربية حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس”.
فرانس24/ أ ف ب