هذه مقالة بقلم: د. عبدالخالق حسين أطرحها للنقاش مع ردود عدد من الشيوخ
ولكن قبل أن نبداء يجب أن نتذكر
1- أن الرجل لايسمعنا ولن يقراء ما نكتب .
2 – أن الموضوع ليس الزهور بل هل نحن كما ذكر الكاتب أم هو يحمل ثقافة تختلف عن ما يدور في ثقافاتنا .
3- يجب أن يكون النقاش موضوعي ومتجرد من الثقافة والعادات المكتسبة و أن لا نخلط بين الدين والثقافة .
( هـل حـقـا حـتـى الـزهــور مـحـرمـة فـي الإســلام؟ )
يبدو أن الفقهاء والمتفيقهين والمتأسلمين، مصرون على تحويل حياة الشعوب العربية والإسلامية إلى جحيم في هذه الدنيا قبل الآخرة وإظهارنا للعالم وكأننا مخلوقات غريبة وعجيبة نزلنا تواً إلى الأرض من كوكب آخر. فبعد ما يقارب من 15 قرناً من ظهور الإسلام الحنيف، المعروف باحترامه للحياة والعمل على سعادة الإنسان، يطلع علينا هؤلاء بفتاوى وفرمانات ما أزل الله بها من سلطان لم يسمع بها حتى المسلمون الأوائل، ليفرغوا الحياة من معانيها ومن كل ما هو جميل من شأنه أن يجعلها ذات قيمة تستحق أن تعاش.
ولا أدري لماذا كل هذه الكراهية ضد الجمال والفنون الجميلة (والله جميل يحب الجمال) ورغم عدم وجود أية آية أو حديث يؤيد موقف هؤلاء المتزمتين من أعداء الحياة. فما يجري من تعسف ضد الفنون والقيم الجمالية والأفكار التنويرية لم يعرفه الإسلام طوال تاريخه وحتى في أشد فترات الظلام قهراً وسيطرة السلفيين المتشددين كما حصل في عهد الخليفة العباسي المتوكل الذي لقبه المستشرقون ب(نيرون الشرق) والذي دشن حكمه بملاحقة خيرة المفكرين الإسلاميين من المعتزلة وغيرهم وحرق كتبهم وقتلهم في الساحات العامة.
مناسبة هذه المقالة هي أني استلمت عن طريق البريد الإلكتروني رسالة تتضمن فتوى صادرة عن(اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء) في المملكة العربية السعودية. وإن كانت الرسالة منتحلة، فعلى اللجنة المذكورة توضيح الأمر وتبرئة نفسها وإلا فالرسالة صحيحة.
أنقل صورة الفتوى في نهاية هذا المقال. والغريب في هذه الفتوى أنها تقضي بتحريم تقديم الزهور كهدايا للمرضى الراقدين في المستشفيات. وكالمعتاد، تبدأ على أنها رد على رسالة من مستفتي يسأل: (انتشرت في بعض المستشفيات محلات بيع الزهور وأصبحنا نرى بعض الزوار يصطحبون باقات الورود لتقديمها للمزورين. فما حكمكم ذلك…)…
وتضيف الرسالة: “وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بما يلي: ليس من هدي المسلمين على مر القرون إهداء الزهور الطبيعية أو المصنوعة للمرضى في المستشفيات أو غيرها وإنما هذه عادة وافدة من بلاد الكفر نقلها بعض المتأثرين بهم من ضعفاء الإيمان.
والحقيقة أن هذه الزهور لا تنفع المزور، بل هي محض تقليد وتشبّه بالكفار لا غير. وفيها أيضاً إنفاق للمال في غير مستحقه وخشية مما تجر إليه من الاعتقاد الفاسد بهذه الزهور من أنها من أسباب الشفاء. وبناء على ذلك فلا يجوز التعامل بالزهور على الوجه المذكور بيعاً أو شراءً أو إهداءً.
والمشروع في زيارة المرضى: هو الدعاء لهم بالعافية وإدخال الأمل في نفوسهم وتعليمهم ما يحتاجون إليه حال مرضهم كما دلت على ذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم. وبالله التوفيق.”.
قبل أيام كتب الأستاذ العفيف الأخضر مقالة بعنوان (في سبيل تعليم وإعلام ينشطان غرائز الحياة، إيلاف: الجمعة 04 يونيو 2004 ) نقل لنا أمثلة من المتأسلمين المغاربة الذين جعلوا المجتمع والجامعة “فضاءً كارهاً للفن والإبداع بكل أشكاله.
فالمهربون الدينيون يحرمون الغناء ويعتبرونه دنساً ودعارة ويحرمون استخدام الآلات الموسيقية التي يسمونها “معازف الشيطان” ويحرمون تعليم الموسيقي (…) وقد حولوا الأعراس وحفلات العقيقة إلى مآتم يحرم فيها الغناء ومختلف أشكال الفرح…الخ”.
وقد وصلت هذه الدعوات حتى إلى الجامعات المغربية كما حصل في كليتي الطب والصيدلة. وكذلك في مصر بدأت حملة محاربة الغناء والموسيقى وتحويل حفلات الأعراس إلى حفلات الزار وحرق البخور وتحضير الأرواح ..! كما وهناك حملة ضارية ضد الكتب التنويرية والكتاب المستنيرين.
أما في العراق فتقوم عصابات المتأسلمين السائبة بإلقاء ماء النار على وجوه النساء السافرات وإرغامهن وحتى المسيحيات على الحجاب. وقد حوَّلوا الجامعات إلى حسينيات للعزاء واللطم، وقاموا بقتل أصحاب محلات بيع الخمور من المسيحيين واضطهاد الصابئة المندائيين وهم من سكان العراقيين الأصليين منذ فجر التاريخ، بحجة أنهم وثنيون ويطالبونهم إما أن يتحولوا إلى مسلمين أو يدفعوا الدية أو يواجهوا القتل.
وفعلاً تم قتل العديد منهم وإلقاء المتفجرات على بيوتهم في الوقت الذي التزم “المعتدلون” من الإسلاميين ورجال الدين، صمت المقابر إزاء هذه الجرائم المروعة دون أن تصدر منهم أية إدانة.
نعود إلى موضوع الفتوى العتيدة في تحريم تقديم الزهور للمرضى. حجة هؤلاء أن عادة إهداء الزهور لم تكن موجودة في عهد الرسول، لقد أدرك الرسول الكريم أن الحياة تتقدم وتتطور ولذلك جرت تعديلات على بعض الآيات الكريمة من وقت لآخر، العملية التي تسمى بنسخ الآيات وحسب أسباب التنزيل.
والرسول هو الذي قال (انتم أعلم بشؤون دنياكم). فعدم وجود (عادة إهداء الزهور) في عهد الرسول لا يجعلها محرمة. إذ هناك الألوف من الأمور المستجدة تفرزها الحياة المتجددة دوماً، والتي لم تكن موجودة في عهد الرسول ومنها “وافدة من بلاد الكفر ” في أغلب الأحوال مثل السباقات الرياضية، والمدارس والجامعات والمعاهد العلمية وحتى المستشفيات بصورتها الحالية وجميع وسائط النقل الحديثة والمطابع والتكنولوجية والثورة المعلوماتية والكهرباء ومشاريع إسالة الماء وصرف المجاري وآلاف مؤلفة المخترعات .. فهل نقاطعها لأنها لم تكن موجودة في عهد الرسول؟ وهل كان عهد الرسول هو نهاية التاريخ وجمد الزمن يوم وفاة النبي محمد ص.
إن السلفيين المتزمتين يسلكون ذات السلوك في كل زمان ومكان. ففي بدابة القرن الماضي عندما دخلت السيارات في العراق لأول مرة، عارضها بعض رجال الدين حتى أصدر أحدهم فتوى بتحريم ركوبها مفضلاً عليها ركوب الحمير. ولحد الآن يتندر المعمرون ممن عاصروا ذاك الزمان بسخرية على قول هذا الرجل في مواعظه الدينية صارخاً في الناس: (أتتركون حمير الله وتركبون الشمندفر؟) حيث كان الناس يسمون السيارة بشمندفر في ذلك الوقت.
إن الزهور وسيلة حضارية ورمز بمثابة لغة معبرة يستخدمها الناس المتحضرون كوسيلة للتعبير عن أصدق مشاعر الحب والمودة والاحترام والتقدير في مناسبات الأفراح والأتراح. وهي تدخل البهجة في نفس من يستلمها والناظر إليها وزارعها وبائعها.
ففي البلدان المتحضرة عندما تقوم بزيارة عائلة أو مريض في المستشفى، من التقاليد الجميلة أن تصطحب معك باقة ورد للتعبير عن المشاعر الإنسانية النبيلة وهي تعبر أكثر من جميع الكلمات.
ويهتم المتحضرون بالزهور سواءً في حدائقهم المنزلية أو العامة والشوارع والساحات لأنها تضفي بهجة وجمالاً يسر الناظرين. ولا أدري ماذا يضر الإسلام في أن يتبنى المسلمون هذا التقليد الجميل الذي من شأنه تهذيب النفوس.
طبعاً لا نستطيع أن نتهم أصحاب هذه الفتوى بالإرهاب، ولكني أعتقد جازماً أنها وغيرها من الفتاوى والإجراءات التي تحارب الجمال والفنون الجميلة والأفكار التنويرية، من شأنها أن تجعل طباع الناس خشنة وقاسية وتفرغ الحياة من معانيها الجميلة.
وبذلك تجعل الناس تكره الحياة وتقدس الموت وتهيئ الأرضية لتفريخ الإرهابيين. ولا عجب فإن الشعب السعودي الذي يدفع الثمن الآن بسبب الجرائم الإرهابية هو من أكثر الشعوب المتعاطفة مع بن لادن ومنظمته (القاعدة) الإرهابية كما كشفت استطلاعات الرأي.
والسبب هو مواقف رجال الدين المتزمتين هناك ضد الحياة وسيطرتهم الكاملة على جميع مرافق الحياة وخاصة التعليم الذي استخدموه لنشر روح الكراهية والبغضاء في الإنسان السعودي ضد غير المسلمين ومن غير مذهبهم، منذ نعومة أظفاره وحتى شيخوخته. وبذلك راحوا يضيقون الخناق على الإنسان في حياته وحتى في أبسط الأمور مثل تقديم باقة ورد للمريض في المستشفى.
حكم تقديم باقة الورد للمريض
AfuSpoucnlguSust mf1soh4,f hir2ae016nd · «حكم تقديم باقة الورد للمريض»الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:سئل الوالد العلامة صالح الفوزان – حفظه الله – عن ذالك بسؤال جاء فيه :فضيلة الشيخ وفقكم الله يقول : عند زيارة المريض فهل يجوز أن يقدم له باقة من الورد ؟فأجاب فضيلته : لا لا هذا يعمله بعض الناس الجهال …لا ما يقدم له ..يقدم له :الدعاء بالشفاء والعافيةالرقية يرقيهأما الورد والزهر هذا ما هو نافعه بشيء وهو من العادات السيئةوبعد الانسان يعتقد فيه هذا شر بعد … شر في العقيدة .تحميل المادة الصوتيةhttp://cutt.us/Hh1YL•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••[ السؤال ] انتشر في هذا الزمن ما يسمى: باقات ورد، خاصة عند دخولك المستشفيات، فما حكم إهداء الورد للمرضى، وهل هذا له أصل؟ ولماذا لا ينبه المسئولون عن هذه الظاهرة حتى تُتحاشى؟الجواب: لا أعلم لها أصلاً، لكن إذا كان فيها رائحة طيبة توجب سرور المريض واستئناسه فلا بأس بها، ولكن أخشى أن تتطور المسألة، ولذلك لو تركت لكان أحسن. ثم فيها -أيضاً- قد يكون فيها ملاحظة أخرى وهي أن العائد للمريض كأنما يريد أن يفرحه تفريحاً حسياً جسدياً دون أن يدعو له بالشفاء والعافية ويقول: اصبر واحتسب فلك الثواب والأجر، لأنه يظن أنه بهذا الإهداء يُسر ويكسوه السرور الجسدي، هذه -أيضاً- قد توجب على الإنسان أن يتوقف في القول بحلها.الشيخ العلامة العثيمين (نور على الدرب) شريط(171).•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••الفتوى رقم ( 17156 ):السؤال : انتشر في الآونة الأخيرة ظاهرة بيع الزهور عند أبواب المستشفيات، وبأسعار متفاوتة؛ بين الخمسين ريالا، ومنها ما يصل إلى الألف والألفين، وتقدم هذه الزهور بعد شرائها للمريض في المستشفى، على غرار ما يفعله الكفار في بلادهم لمرضاهم، وأصبح الناس يتباهون في ذلك، ويبذرون الأموال في ذلك؛ لأنها سرعان ما تذبل وترمى في القمائم، وإننا لنخشى يا سماحة الوالد أن يستفحل الأمر إلى وضعها عند الأموات وعند قبورهم، كما يفعل عند الغرب، وفي بعض البلدان العربية، علما أن هذه المحلات الخاصة بالزهور توجد عادة بجوار الكنائس في بلاد الكفر. فنأمل من سماحتكم إصدار فتوى بهذا الشأن والسعي لمنعها.الجواب: بناء على ما ذكر أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بتحريم هذه العادة؛ لما في ذلك من تبذير المال وإضاعته في غير حق، والتشبه بأعداء الله في هذا العمل.وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاءبكر أبو زيد … عبد العزيز آل الشيخ …صالح الفوزان … عبد الله بن غديان … عبد العزيز بن عبد الله بن باز••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاءالأمانة العامة لهيئة كبار العلماءفتوى رقم (21409) وتاريخ 29/1/1421هـالحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبىّ بعده… وبعدفقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتى العام من المستفتى/ محمد بن عبد الرحمن العمر والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (1330) وتاريخ 3/3/1421 هـ. وقد سأل المستفتى سؤآلاً هذا نصّه: (إنتشرت فى بعض المستشفيات محلات بيع الزهور وأصبحنا نرى بعض الزواريصطحبون باقات الورود لتقديمها للمزورين، فما حكم ذلك؟). إهـوبعد دراسة اللجنة للإستفتاء أجابت بما يلى: ليس من هدى المسلمين على مر القرون إهداء الزهور الطبيعية أو المصنوعة للمرضى فى المستشفيات أو غيرها وإنما هذه عادة رافدة من بلاد الكفر نقلها بعض المتأثرين بهم من ضعفاء الإيمان والحقيقة أن هذه الزهور لا تنفع المزور، بل هى محض تقليد وتشبّه بالكفّار لا غير، وفيها أيضاً إنفاق المال فى غير مستحقّه وخشية مما تجر إليه من الاعتقاد الفاسد بهذه الزهور من أنها من أسباب الشفاء، وبناء على ذلك فلا يجوز التعامل بالزهور على الوجه المذكور بيعاً أوشراءً أو إهداءً، والمشروع فى زيارة المرضى هو الدعاء لهم بالعافية، وإدخال الأمل فى نفوسهم، وتعليمهم ما يحتاجون إليه حال مرضهم كما دلت على ذلك سنّة النبى صلّى الله عليه وسلم، وبالله التوفيق. هوصلى الله على نبينا محمد وصحبه وسلّم… إهـاللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاءبكر بن عبد الله أبو زيد – عضوصالح بن فوزان الفوزان – عضوعبد العزيز بن عبد الله آل شيخ – الرئيس
وهذه فتوى عظيمة صدرت منهم تحرم هذه الوردة الخبيثة التي تجلب الروائح المغرية للجنس والغرائز؛ وهي تقليد للغرب اللعين ومسخ للهوية الإسلامية الصافية.
وبذلك فقد أُلقم أهل الشهوات بهذه الفتوى العظيمة حجراً، ولله الحمد والمنة. والفتوى بين يديكم أيتها الأمة وهي أعظم من كل شرح وتعليق؛ نسأل الله أن ينفع بها الأمة الإسلامية وقد بلغتكم الحجة، والله المستعان! ليس من هدي المسلمين على مر القرون إهداء الزهور الطبيعية أو المصنوعة للمرضى في المستشفيات، أو غيرها. . وإنما هذه عادة وافدة من بلاد الكفر، نقلها بعض المتأثرين بهم من ضعفاء الإيمان، والحقيقة أن هذه الزهور لا تنفع المزور ، بل هي محض تقليد وتشبيه بالكفار لاغير ، وفيها أيضا إنفاقٌ للمال في غير مستحقه ، وخشيةٌ مما تجر إليه من الإعتقاد الفاسد بهذه الزهور من أنها من أسباب الشفاء ! وبناء على ذلك: فلا يجوز التعامل بالزهور على الوجه المذكور ، بيعاً ، أو شراءً ، أو إهداءً . انتهى. وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء ، أجابت بما يلي: وبعد، فلقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من المستفتي محمد عبد الرحمن العمر، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم 1330 وتاريخ 21/3/1420هـ ، وقد سأل المستفتي سؤالاً هذا نصه : ( لقد انتشرت في بعض المستشفيات محلات بيع الزهور ، وأصبحنا نرى بعض الزوار يصطحبون باقات – طاقات الورود – لتقديمها للمزورين ، فما حكم ذلك ؟ الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده . فتوى رقم 21409 تاريخ 21/3 /1421 : 1 CommentLikeCommentShare
ملاحظة: أزاميل لاتتبنى بالضرورة الآراء الواردة في المقالات المنشورة