الإسلام ليس في أزمة يا ماكرون

ماكرون على خطأ: الإسلام ليس في أزمة، الإسلام هو الأزمة ولا يحيا إلا بوجود أزمة

Advertisements

أزاميل/خاص/ منصور الناصر

قال الرئيس الفرنسي ماكرون مؤخرا أن الإسلام في أزمة، فهل كان مخطئا ؟ وهل أن الإسلام في ازمة ام المسلمين؟
وهل يصح لو قلت شخصيا أن الإسلام هو الأزمة بل ولا يحيا إلا بوجود أزمة؟ هذا قول يبدو حادا ولكن الأمر ليس كذلك.. وسأوضح الأمر أدناه.

الإسلام في أزمة أم المسلمين؟

 كثيرون كتبوا عن الموضوع ونشروا آراءهم.. وأرى أن أغلبنا نرتكب خطأ كبيرا في التسرع بالحكم على ما يجري
فمهما كانت قيمة آرائنا، ومهما كنا معها او ضدها لابد أن نسأل ما جدوى كل هذا الحديث؟
وهل من الضروري ان نكون فرنسيين اكثر من فرنسا أو علمانيين اكثر من ماكرون
 أم أن ندين قتل المعلم باتي وفي الوقت نفسه نترحم له
ولا نقول حتى عبارة إنه لا يمثل الإسلام كما نفعل في كل مرة؟

ماهو الهدف؟

ما هو الهدف من الذي نفعله جميعا؟ هل هو الانتقام؟ الانتقام ممن ..ولماذا؟
ماكرون رجل مسؤول واجبه أن يخدم مصالح بلده.. وليس من واجب أحد أن يدافع عنه. 
لكن المسلم يعتقد ان من واجبه ان ينصر أخيه المؤمن.. ولكن كيف؟ هل ينصر شخصا قطع رأس شخص آخر.. طرح فكرة او رسم صورة؟
حسنا هناك أناس يبررون الموضوع ويقولون هذه إساءة لدين يتبعه الملايين ولنبيه.

يتانسون الضحية ويعذرون القاتل..وكأن الاديان وهي حفنة افكار أقدس من الإنسان، هكذا هم لا يحترمون حتى أنفسهم كبشر بقدر ما يحترمون افكارا نشرها رجال دين في ظروف غامضة وتلاعبت بها المصالح والسياسات.

Advertisements

ما هو المطلوب؟

مع هذا نقول لا بأس فهمنا قولكم.. ما هو المطلوب؟ أن تطبق فرنسا الشريعة المحمدية مثلا؟
من اين جئتم بهذا الحق؟ ما علاقتكم بفرنسا؟ هذه دولة لها قوانينها واختلافها الثقافي والحضاري والسياسي.. الموجودون فيها من المسلمين وجودهم حديث فيها وحصل بفضل قوانين حرية التعبير التي تتحججون بها الآن،
ستقولون يجب نشر الإسلام، وإقرار تشريعاته وو .. سنقول معكم.. لم يكن هذا سبب هجرتكم لتلك البلدان، وهي لم تستقبلكم بصفتكم مسلمين، أو فاتحين لبلادهم، إنما اعتبرتكم لاجئين أو مضطهدين، ومن واجبها تقديم العون لكم واحتضانكم..
هذا كلام ينزعج منه المتمسك بفكرته، لأنه يفسد عليه شهوته، في ممارسة العنف والانتصار للعنف والبطش بالآخرين، فعلا أو قولا او تحريضا.
لكن يجب ان نحتكم لصوت العقل..ماذا تريدون؟ مواجهة دول عظمى تستطيع إيذاءنا بألف طريقة وطريقة؟ ثم ألا يعبر هذا السلوك عن أزمة نفسية أو ثقافية داخلنا؟

https://www.youtube.com/watch?v=xVZg20JEja0&t=2239s
لماذا لا نفكر في تقدير ما نحن عليه في البلدان الغربية، ومساعداتها لنا .. والخروج من عالمنا الديني الضيق والقديم للتصالح مع العالم وجميع ثقافاته المختلفة؟
فرنسا التي نعرفها الآن كانت تعاني من أزمة مشابهة لأزمتنا الآن.. بل أن معاناتها وتعصبها الديني كان أشد مما نحن فيه الآن
.. لم يكن يسمح حتى قبل 300 عام بوجود بروتستانتي واحد.. كان الفرنسي هو الكاثوليكي.. وجرت تصفية الملايين من المذاهب الأخرى..
أهذا ما تريدون أن نتعرض له الآن؟ أن تقامروا بحياة ومصير 50 مليون مسلم في اوروبا؟ فقط لأنكم تريدون ممن استضافكم ان يترك قوانينه وقيمه ويمشي وفقا لهواكم وشريعتكم؟
هل تريدون شن حروب فتوحات جديدة؟.. ماذا لدينا لنفعل ذلك؟ وها انا أشاهد اناس يعيشون وسط أوروبا مرفهون ومنعمون بكل شيء .. لكنه حين يتحدث تظن انه قادم من القرن السابع الميلادي! .. كأنهم في عالم آخر مسحور.. في عالم نزع عنه السحر كما يقول ماكس فيبر.

أختصر وأقول طالما بقيت كل جهة محافظة على موقفها.. فلن يحدث اي تغيير وسرعان ما سنعود إلى سيرتنا السابقة وكأن شيئا لم يكن.. لا نحن تغيرنا ولا الأزمة أو القضية التي حصلت جرى حلها أو وضعها في طريق الحل. نحن نعرف أن هذا الحال لا يمكن أن يستمر.. وخاصة ونحن نرى شعوبا وبلدانا تتغير كل لحظة ويطالب قادتها بإجراء تغيير حقيقي وجوهري في واقعنا الثقافي العربي.

Advertisements

يجب أن نفكر بطريقة أخرى

طالما بقيت كل جهة محافظة على موقفها.. لن يحدث اي تغيير. لذا نحن بحاجة ماسة الآن لأن نفكر بطريقة أخرى، مختلفة تماما، طريقة لا تصطدم بالآخرين إنما تتفهم وجودهم، وتتقبله، وتحترمه.. أنت تطالب باحترام معتقداتك .. ولا تحترم قيم الآخرين ومعتقداتهم .. وهذه بجاحة وصلافة بصراحة.. الغربي يرى ان امرأة منقبة تمشي في الشارع اعتداء شخصي عليه، هكذا يفكر.. وفقا لثقافته، ماذا فعلت انت لكي تعالج المشكلة؟
بدلا من ان تراجع خطابك الديني، رحت تستعين بقيم الغرب الأساسية لتحولها إلى سلاح تحاربهم به.. وهذه فضيحة، لماذا تعتز وتدافع بل وتقاتل في سبيل قيمك، أو دينك وحين تريد ان تدافع عنها، لا تجد ما يعينك داخل هذا الدين نفسه للدفاع عنه.. بل تستعير قيما غريبة عليه تماما.. مثل حرية تعبير وحقوق مساواة وإنسان؟ الا يعبر هذا عن أزمة حقيقية سواء على المستوى الشخصي او الدين ككل؟ بل ألا يعبر عن إحساس عميق بالفشل والانكسار، وهو ما يؤدي بنا للانتفاضة ضد كل من نعتقد أنه يمس عقيدتنا،
واضح اننا كمؤمنين غير متصالحين مع العالم المعاصر، واننا كلما مضى الوقت نزيد من مساحة الهوة بيننا وبينه.

في كل فعل أو اعتداء او عملية إرهابية اشعر أننا نتهاوى كل يوم اكثر وأكثر في حالة من الهبل أو الجنون الجماعي المنفلت.     

Advertisements

ما هي توقعات المستقبل؟

توقعاتي أن هذه الأزمة ستتصاعد وستتدخل فيها المزيد والمزيد من الأطراف، ولكن كيف نفهم مواقف جميع الجهات ذات العلاقة في هذه الأزمة التي يبدو انها ستتصاعد وستتدخل فيها المزيد والمزيد من الأطراف؟

التهرب من المواجهة كما يفعل كثيرون لن يزيدنا إلا تشتتا وتخلفا ودمارا..
والصحيح الاعتراف بوجود أزمة لدى جميع الأطراف، أما إنكار وجودها، فسيضاعف عدد الازمات ويؤزم الأمور أكثر.  يفترض بنا بالتالي أن نخرج من خنادق التاريخ ومشاجبه المليئة بالأسلحة الصدئة
..نخرج لنناقش واقعنا كما هو وبأدوات الواقع وشروطه وظروفه، وبروحية متفهمة وتسعى للوصول إلى حل ..

التجربة الإنسانية واحدة

نعم لابد من الدفاع عن مصالحنا كعرب ومسلمين،
ولكن ما جدوى أن تدافع عن مصالحك عن طريق الذبح، وأبناءك واحفادك وشعبك يدفعون الثمن؟
يجب ان نفهم أن التجربة الانسانية واحدة، وان هذه الحقيقة باتت تتضح كل يوم، كورونا كانت رسالة واضحة وكبيرة بهذا الصدد
 وستتبعها رسائل كبيرة اخرى، كالاحتباس الحراري وتغير المناخ وغيرها.

 فشل مشروع النهضة

لأطرح افكاري وملاحظاتي في البداية سأقدم نبذة تاريخية، عن جذور المشكلة، وهي تتعلق بمحاولاتنا الفاشلة للقيام بما يسمى الإصلاح الديني، وأسفر عن رفضنا لوجود “وحش” الحداثة، بيننا والتهرب من مواجهته.
بعدها سأتناول مظاهر هذا التهرب، وطرق استجابتنا وما هو الحل الاسلم وتتعلق بمظاهر هذا التهرب والرفض:
 وعن ذبح باتي .. وهل أن الإسلام هو الازمة أم المسلمين؟  ولأطرح رايي سأقسمه لنقاط أولا : منذ منتصف القرن 19 والعرب يشعرون بالأزمة، فقد أحدثت الحضارة الغربية انقلابا جذريا هائلا على جميع المستويات
ولم يكن من الممكن عدم التأثر به، وهنا واجهنا سؤالا مصيريا، لماذا؟
 لأننا مجتمعات ما زالت قديمة، وتقوم ثقافتها كليا على أسس دينية، فكيف يمكن التخلي عنها.. حتى لو شئنا ذلك؟

المشكلة عربيا أن التفكير ممنوع!

 فشل مشروع النهضة

لأطرح افكاري وملاحظاتي في البداية سأقدم نبذة تاريخية، عن جذور المشكلة، وهي تتعلق بمحاولاتنا الفاشلة للقيام بما يسمى الإصلاح الديني، وأسفر عن رفضنا لوجود “وحش” الحداثة، بيننا والتهرب من مواجهته.
بعدها سأتناول مظاهر هذا التهرب، وطرق استجابتنا وما هو الحل الاسلم وتتعلق بمظاهر هذا التهرب والرفض:
 وعن ذبح باتي .. وهل أن الإسلام هو الازمة أم المسلمين؟  ولأطرح رايي سأقسمه لنقاط

أولا : منذ منتصف القرن 19 والعرب يشعرون بالأزمة، فقد أحدثت الحضارة الغربية انقلابا جذريا هائلا على جميع المستويات
ولم يكن من الممكن عدم التأثر به، وهنا واجهنا سؤالا مصيريا، لماذا؟
 لأننا مجتمعات ما زالت قديمة، وتقوم ثقافتها كليا على أسس دينية، فكيف يمكن التخلي عنها.. حتى لو شئنا ذلك؟
 
إنها مهمة جبارة وتحد هائل يتطلب استعارة ادوات جديدة كليا لا توجد في خزيننا المعرفي الديني التقليدي
المعضلة الأكثر تعقيدا كانت أن هذا المهاجم الشرس، لم يكن مسلحا بأسلحة مادية جديدة فقط، إنما بفكر جديد ورؤية جيدة للعالم والإنسان، لا وجود لما يناظرها في قواميسنا الموروثة، وحتى لو وجدنا ما يقاربها في المعنى، فلن تقاربها في الإطار أو الفضاء الذي تحتاجه لكي تكون نفسها.

ما عقد الموضوع اكثر أن وحش الحداثة انتصر على شعوب كثيرة وتمكن من إبادتها، لكننا لسنا كالهنود الحمر ولا أقزام أفريقيا والامازون وسكان أستراليا، نحن أبناء حضارة تعتز بنفسها وتراثها وأديانها..وهذا ما يعرفه الغرب جيدا، فماذا فعل؟

عرف كيف يؤسس لنفسه بيننا حضور سياسي وثقافي وتكنولوجي مؤثر جدا، سواء على شكل استعمار مباشر أو نفوذ سياسي واقتصادي غير مباشر.

معاناتنا الراهنة سببها الغرب

ما نعاني منه الآن كان الغرب نفسه سببا فيه، لمجرد انه كان خائفا من التمدد الشيوعي، فبلداننا لم يكن فيها الإسلام ولا رجاله ولاالمتعصبين له هكذا..هذا إسلام مختلف لم تعرفه أمي أو امك.. أو اهلي وأهلك..
لماذا؟ لأن لم يعد إسلاما او دينا بريئا ..كل ما فيه مشبوه وتتداخل فيه المصالح والمطالح..
حسابات الدول والمخابرات والمافيات وحتى الفاسدين والفاسدات، دين مشبوه كهذا يجدر بكل إنسان يحترم نفسه الابتعاد عنه ولا يروج له، هذا الدين الشائع كلنا نعرف كيف انتشر وعن طريق أي تحالف دولي وإقليمي بشع جرى الاتفاق عليه قبل أربعة عقود
وهو ما سمح بضخ مليارات لنشر الفكر السلفي المتطرف بيننا، وها هو الآن يدفع ثمن دعمه لهذه الاديان المدمرة لنفسها ولغيرها,.

Advertisements

ولكن كيف فعل ذلك؟ تركنا نتناحر بأيدينا وثرواتنا وافكارنا القديمة.. فجعل ما نعتز به سلاحا نطعن به انفسنا، قبل غيرنا.
المفارقة ان دعاة الإسلام السياسي يعتقدون ان الغرب يحاول نشر قيمه المنحرفة بيننا، ودعم جماعات الإلحاد والعلمانية والليبرالية في البلدان العربية،
هذا كذب ونفاق صريح، وهذا وهم.. متى فعل ذلك؟ بالعكس الغرب يقول لكم أنتم تدعون اننا عرضنا عليكم قيمنا وارغمناكم عليها؟ 

ترفضون قيم الحداثة؟ نحن لم نعرضها عليكم أصلا!

يقول الغربي: كنا نحاول مساعدتكم فقط في تقبل مظاهرها شكليا، كبناء المدارس والمستشفيات والمؤسسات الحكومية،
ليس من أجلكم إنما لكي نستطيع التعامل معكم وفقا لطريقتنا في الإدارة والتنظيم والحكم.
أما ما تبقى، فغير متاح لكم.. لا حق لكم بصناعة طائرات ولا سيارات ولا أسلحة..وغير مسموح لكم اصلا..
لنراجع التاريخ القريب وسنكتشف الأمر بوضوح..

ما فعله ماكرون كان مختلفا فقد كشف الحقيقة، وواجهنا بصورتنا في ذهنه، ليس لسواد عيوننا، إنما للمحافظة على بلاده من “شرنا” على استقرار جمهوريته العلمانية .

مهما فعلنا ستبقى الحداثة شرّ لابد منه!

والحقيقة اننا مهما حاولنا التهرب من مواجهة “قدر” الحداثة ومنتجاتها وعواقبها، فلن ننجح. ولهذا لابد أن نفكر، ونجد حلا ! غير إن المشكلة الأكبر عربيا هي أن التفكير ممنوع!  فنحن بصراحة شعوب لا تفكر، تتبع تُقلد تُلقِن وتلقَن هكذا جرت تربيتنا!
لا نحتاج للتفكير بأي شيء، وإن فكرنا ففي البحث عن أفضل الطرق لتعزيز وحماية ما هو “ثابت” وجرى تثبيته عبر قرون، أو ما يسمى ثوابت الدين.

يجب  ان نعترف الإسلام هو الأزمة 

وهذه الأزمة عبر عنها الشيشاني حين قطع رأس المعلم باتي وسط الشارع وأمام المارة وهو يصرخ الله أكبر..
ماهي تهمة المعلم؟ عرض للنقاش منذ أسبوع قضية شارلي ابدو ورسومها الكاريكاتورية  لرسول الاسلام،
لم تكن الرسوم هي الموضوع، إنما مبدأ حرية التعبير، كانت الرسوم مجرد مثال توضيحي.

يومها أي قبل أسبوعين قلت على صفحتي في الفيسبوك إن وجهة نظر ماكرون ليست دقيقة وإن الإسلام هو الأزمة، وليس في أزمة. حينها زعل بعض الأصدقاء.. الآن أمضي أبعد وأقول إن الإسلام لا يمكن له أن يوجد إلا بوجود أزمة، فأن لم يجد أزمة خلقها بنفسه. لا توجد أي إساءة في هذا الكلام، الدين كأي أيديولوجية أخرى، يرفض الحاضر وكل حاضر، لماذا؟
 لأنه يعتقد ان لديه رسالة او خطة ما لا تقبل الخطأ لإصلاح العالم، وأن على الجميع اتباعها وإلا !

لابد من الاعتراف من أن الإسلام هو الأزمة وليس المسلمين أما أن يكون الإسلام في أزمة، كما قال ماكرون، فهذا واقع قديم، لم يكتشفه ماكرون.. كان الإسلام في أزمة منذ أن ظهر أول يوم في مكة وحتى هذه اللحظة. لأنه وبصراحة دين طماع هو وأصحابه .. لا يقول كفى أبدا!
يريد كل شيء.. السلطة والثروة والأتباع والحكم الاستبدادي المطلق، والطاعة العمياء. مجموع هذه المواصفات هي تلخص الإسلام الشمولي في شكله “الآيديولوجي” الذي ورثته الحركات الإسلامية المعاصرة. لهذا لم تتوقف معارك الإسلام منذ يوم السقيفة بل منذ الهجرة النبوية.

 الإسلام هو الأزمة لأنه في جوهره يرفض الآخر المختلف ويكفره، ويكافئ من يقطع رأس المختلف المحارب كما يقول بعض الشيوخ.. والأزمة اتضحت بشكل مضاعف ومباشر بظهور الحداثة وانتصار العلم وقيم حقوق الإنسان. فماذا لدى الدين ليقدمه أمام هذه المنجزات التي حققها العلمانيون الكفرة الفجرة الماديون؟. المقارنة بين منجزات مئتي عام مع العلم والعلمانية وألفي عام مع الدين تكشف الفرق الهائل بين التوجهين، بل تكشف ما هو اخطر، وهو أن الدين يفقد قيمته وحتى قداسته، كلما أوغل في القضايا السياسية والاستبدادية، إنه كمن يشوه نفسه بنفسه.

ما هو معنى كلمة الازمة؟

وهنا أصل لجوهر الأزمة. فماذا نقصد بكلمة أزمة، وما هو المقصود بكلمة الأزمة؟

الأزمة كمفهوم معناها أن هناك فردا أو أسرة أو جماعة تقع تحت تأثير واقع أو حدث قاهر يتجاوز قدراتها على التحمل، ويرغمها على مراجعة واقعها وإعادة التكيف مع الذات أو مع العالم الخارجي أو كليهما معا.
مصطلح قديم استخدمه الأطباء الإغريق وكانوا المقصود به الإشارة لنقطة تحول حساسة جدا يجب اتخاذ قرار حاسم ونهائي فيها
وتتوقف على عواقبها حياة المريض، تدل  أيضا على حدوث تغيير جوهري ومفاجئ في جسم الإنسان،
وشاعت الكلمة في المعاجم الطبية، في القرن 16 و17 للإشارة لارتفاع درجة التوتر في العلاقات بين الدولة والكنيسة، ثم استخدم في القرن 19 للدلالة على ظهور مشكلات خطيرة أو لحظات تحوّل فاصلة في العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وتنطوي على تهديد واضح للوضع الراهن المستقر في طبيعة الأشياء، وهي النقطة الحرجة، واللحظة الحاسمة التي يتحدَّد عندها مصير تطور ما، إما إلى الأفضل، أو إلى الأسوأ.

وللتوضيح: اضغط هنا لقراءة مقال كامل عن كلمة الأزمة

الإسلام بمسلميه ولا يمكن الفصل بينهما

وفقا للتعريف لا يوجد فكر او عمل او أي شيء في الوجود يخلو من الأزمة،
 فما دامت هناك حركة وحياة فهناك ازمة، نكران وجودها كلام فارغ،
 من هنا نقول إن الأزمة الموجودة في نصوص الإسلام الأساسية،
هي التي تتسرب إلى المسلمين عبر اللغة والعادات والتقاليد والعبادات، وطرق العمل والتفكير والنظر.
 فتظهر عليهم بأشكال مختلفة.. أي انهم جميعا فروع وسواقي وروافد صادرة عن النبع نفسه، ومحسوبة عليه.. بمعنى أن كل تيار إسلامي أو حتى مسلم فرد هو ساقية من سواقي الإسلام، أو موجة من أمواج بحره الكبير. ولكن لماذا رفض الإسلام و”بقادته” جميعا، ومنذ قرن ونصف، أي إصلاح وأي مراجعة، وقضوا الوقت كله في توجيه الاتهامات وادعاء الإصلاح ونحن ننحدر من سيء إلى أسوأ؟.
قبل كل شيء الإسلام بمسلميه.. ويجب الاعتراف أن الإسلام الحديث والمعاصر وبرجاله الكبار،
 فشل تماما في معالجة أي قضية، لكنه بصراحة يستحق المديح، لأنه نجح في التهرب حتى الآن من مواجهة جميع الإشكالات.
..يجب أن نذكر للناس محاسنهم!

Advertisements

رجال الدين عجزوا عن معالجة أي مشكلة

ولكن يجب الإعلان عن عجز رجال الدين عن معالجة أي أمر مقلق تتسبب به الأديان أو تواجهه،
تغير العالم بل والإنسان والطبيعة نفسها ولم يتغيروا
 فماذا فعلوا للخروج بنا من شرائع قديمة ما زالوا يتمسكون بها ويفرضوها علينا؟ لا شيء!
شرائع مثل قطع الأيدي والرؤوس والجلد والرجم والسبي
وبيع الأسرى وقتلهم وقتل المرتد، والمجدف والممتنع عن الصلاة الخ.. هذه كلها لم يقدم رجل دين واحد إجابة مقنعة واحدة عنها.. التغاضي عنها لم يعد ينفع.  ستبقى قضايا حادة تتعارض ليس مع قيم العصر، إنما مع إمكانية بناء مستقبل مشرق للشعوب المسلمة،  فكيف لنا ان ننشئ أجيالا تفكر وتعمل وتبدع بحرية ودون خشية من عقاب الدين والمجتمع لهم؟
الإجابة واضحة اعتقد ولا تحتاج شرحا.

رجال الدين هؤلاء يجب أن يكونوا حقيقيين في ردود أفعالهم وصريحين، لا نريد تصريحات سياسية ومجاملات، وتغاض عن جوهر الإشكالات والأزمات.
التاريخ سيحاسب هؤلاء وسيدمغهم بوسم الدجل واستغلال الشعوب واستعبادهم وتجهيلهم.
ولو كانوا صادقين وشجعان حقا لثقفوا اتباعهم على الرد بالحجة إذا كان الكلام يستحق المحاجة.
أن يثقفونهم على أن المنتمي لحضارة راسخة وواثقة من رسوخها لا يهزه الكلام ولا يلجأ إلى العنف،
لأنه دليل ضعف وعدم ثقة بالنفس ويكشف فعلا عما أشار إليه ماكرون عن وجود أزمة هوية داخلنا.

نحن اسرى فلسفة الثوابت ولا أحد يعترف بمشكلة

المشكلة أن لا أحد يريد ان يعترف بالمشكلة ولا حتى بوجودها..!
هناك فقط طارئون على الإسلام ..داعش مجرمة؟ ليسوا إسلاما، القاعدة حزب الله الأخوان الخ.. كلهم ليسوا إسلاما!
باختصار، لا حاجة لأن يتعب الناس في الأمر، الإسلام كله جيد، أي شيء تجده سيئا قل إنه لا يمثل الإسلام، وهذه فلسفة أسميها فلسفة الثوابت.. كل ما يخرج من قلعتي الجميلة هو جيد، أما إذا خرج ما هو سيء، فلا علاقة لي به! ولو تطلب الأمر سأعتبره مطرودا، ولا يمثلني!!
عليه اقول ان هذه المناورات والفذلكات لا تنفع.

الإسلام والمرسيدس

الأزمة موجودة سواء في الإسلام أصولا وفروعا او في المسلمين حاضرا وماضيا
ولأقرب المثال.. سأقول أن شركة مرسيدس مثلا أنتجت عشرة موديلات جديدة.
أدت الآلاف منها إلى حوادث قاتلة.. فماذا ستقول الشركة؟ هل ستقول إنها لا تمثل مرسيدس؟ أو أن هذه الموديلات مدسوسة أو مرسلة من شركات اخرى؟.. لن نتناول عدد الاحتمالات لصالح الشركة او ضدها.. ولكن مهما اختلفت الحقائق فستبقى المشكلة مشكلة مرسيدس.. فهناك الملايين ستتم إعادتها إلى الشركة.. وكلها تعمل وفقا لفقه الشركة وتصميماتها ومناهجها.. 
هكذا نحن جعلنا الدين بأكمله سياسة، وسياسة بالمعنى القديم وليس الحديث لها.
 خسرنا الجانب الروحي الجميل للدين، وبتنا نقضي الوقت كله، في زيادة خزيننا من الأكاذيب والادعاءات المزيفة. لم يعد الدين دينا خاصا نقيا من الشوائب والمصالح ووصمة الجرائم التي تدمغ اسمه.. أصبح تناول موضوع الدين في مكان عام، مسالة حساسة وتثير الخلافات والجدل الذي لا ينتهي أحيانا إلا بسفك الدم.. لماذا.. أهذه هي وظيفة الدين الوحيدة أن يجعل الناس متصارعين متقاتلين ابد الدهر؟

أزمة الدين تتضح اكثر برفضه لقيم وواقع الحداثة
ومبادئ التنوير والعلمانية والديمقراطية وهذا الرفض معلن وليس سرا،
 نعم هناك كلام عن إصلاح وتجديد لكنه دعائي ويخضع لأجندات سياسية، تدعي ما لا وجود له لتنفيس احتقانات أو لمصالح مرحلية

والآن ماذا عن ماكرون؟ الرجل كان بصراحة مجاملا..
لكنه كان واضحا في ما يتعلق برفضه القاطع بالسماح لإنشاء دولة موازية لدولته، وهذا من حقه وواجبه الذي لا يحق لنا سلبه منه.
سواء كرهناه او العكس.
وأشار إلى نقاط الخطر فهو لا يريد أحياء سكنية مغلقة تفرض شريعة وقوانين خاصة بها، ولا يسمح لامرأة بالسير فيها دون حجاب.. إنه يعرف وظيفته وهي تطبيق شريعة العلمانية، وعدم السماح لأي شريعة أخرى بمنافستها.  الذي لم يقله ماكرون قاله اليساري ورئيس الوزراء فالس أيام هولاند حين أعلن بصراحة نحن نتعامل مع فاشية إسلامية وعلينا مقاومتها.  مفهوم الفاشية الإسلامية ابتكره فوكوياما .. ولكن لا بأس هذه هي الحقيقة، ولا يستطيع إنكارها جميع المسلمين.    ..وإلا هل يمكن لامرأة الآن أن تسير في شوارع آلاف المدن حاسرة الرأس؟
الإنسان في حالة حرب متواصلة مع المتغيرات.. ما نسميه بالحياة هو  التعبير الدقيق الذي يعبر عن هذه الحرب، ولا توجد طريقة لمحاربة أي متغير إلا بالثبات على موقف واحد لأطول فترة ممكنة.. لنلاحظ الكلمات لأساسية التي تصف أو تتضمن أقصى رغباتنا ككائنات بايولوجية، كلها تتضمن قيما ثابتة  تطمح للتثبيت.. الصحة الأمان السلام الصداقة الحب الحياة السعادة الثراء الوفرة المتعة.

أنواع ردود الأفعال وتحليلها

هناك انواع من الردود الإسلامية المتحيزة ..وتتوزع في ثلاث اتجاهات أو أكثر
الأول رفض الاعتراف بالأزمة: وأغلب أصحابها مسؤولون ومسيسون متحيزون سلفا لخطابهم الأيديولوجي
ويستعملون لهذا الغرض جميع الأسلحة المعرفية لمهاجمة ماكرون والعالم الغربي والعلمانية
 ولو كان باستعمال مفاهيم علمانية وحداثية!
كحق التعبير والتفكير والعبادة وممارسة الحريات والإساءة للأديان الخ
من بين التعليقات التي قرأتها يقول أحدهم لا أعرف الغاية من نشر هذه الرسوم التافهة
ومع هذا يتكلمون عن الحرية وحقوق الانسان
وأنا أسأله وعن ماذا نتحدث نحن؟ هل نتحدث عن رفضنا الاعتراف بحقوق الإنسان أو العمل بها؟
لماذا نجد عشرات الملايين من المسلمين إلى أوروبا؟
أليس للتمتع بهذه الحقوق التي نفتقدها في بلداننا؟ عليك ان تعرف انها حزمة واحدة لا تأخذ منها ما يعجبك فقط
ثم تخرج على الناس شاهرا سيفك، وتقطع الرؤوس لأن أحدهم ومن اهل البلاد التي استضافتك، نشر رسما كاريكاتوريا سخيفا.

النوع الثاني من ردة الفعل كان في تقبل حقيقة وجود ازمة وأغلب القائلين بها مثقفون وعلمانيون ..ومتعلمون.
والثالث راح يتحدث بصفاقة خارج الموضوع وهم الأغلبية.
1- مثل الكلام عن زوجة ماكرون، او أنه كان ينبغي ان يتحدث عن ازمة البطالة في فرنسا وغيرها، أو أنه العداء للإسلام..
وهذه وسائل توجيهية وتعبوية ما زالت منتشرة بيننا. ولا يليق بأي مجتمع حديث أو قديم ممارستها.

2-هناك من قال إن فرنسا دولة استعمارية: والجواب أن هذا الأمر أصبح من الماضي، نحن كعرب ومسلمين كنا ايضا دولا استعمارية .
هناك أيضا من اتهم فرنسا بأنها تكره الإسلام والمسلمين، ولو صح هذا فيجب أن نتساءل كيف استقبلت 6 ملايين مسلم ومنحتهم حقوقا كاملة؟ أهذه علامة كراهية؟ والظاهرة تشمل اوروبا الغربية كلها، فهناك 50 مليون مسلم فيها..إذا كانت هذه الكراهية فمرحبا بها!
                
3-سمعت الكثيرين يقولون إن ما فعله الشاب الشيشاني مرفوض وإلا ما الحاجة للإساءة لنبي يقدسه ربع سكان العالم؟ أهذه حرية تعبير؟
وأقول نعم.. بالنسبة إلى العالم الغربي هكذا الأمر، فقد تعلموا منذ الصغر، أن من حقهم نقد أي فكر ورأي ودين، دون الإساءة للأشخاص..
لكن النبي صاحب دين وأصبح بالتالي ملكٌ البشرية كدين وتوجه روحي إنساني، وليس شخصا حيا تُخترق خصوصيته.. وما فعله الصبيّ الشيشاني أساء للنبي ألف الف مرة والاسلام بما فعل.

4-فيما يقول آخرون أن احترام العلمانية للدين وعدم معاداته مجرد كذبة..النظم العلمانية لا تتدخل بالشأن الديني ولكن من حق الدولة العلمانية او أي دولة، أن تتدخل في الشأن الديني، لو أصبح عاملا يهدد وجودها. فكيف بدولة قامت اصلا على حطام الدين ومؤسساته المستبدة مثل فرنسا؟
5-هناك من يسأل هل تستطيع صحيفة اوروبية نشر رسوم مسيئة للسيد المسيح بحجة حرية التعبير
سأقول نعم فعلتها ليبراسيون والبسته واق كوندوم قبل سنوات ورفعوا عليها دعوى، وكان الرد أن التجديف حق مشروع في الدستور لجميع الفرنسيين.

6- طيب يقولون ما هو أساس القضية؟ لماذا تعمد الإساءة لنبي يقدسه ملياري شخص.. أهذه حرية؟
أقول نعم..هذه حرية انا أجلس في بيتي وبين اهلي، وعوّدني أهلي أن اطرح افكاري كما أشاء، وانتقد أي فكرة أيا كانت.. أنا أفرق بين الشخص والفكرة.. هكذا علمني بلدي
هناك فرق بين الإساءة لأشخاص وأفكار، الدين فكرة وحتى النبي كنبي وليس كشخص، فكرة
وحرية التعبير عن رأينا في الفكرة أقدس من أي شيء آخر.
الفكرة ليست محمدا او غيره.. الفكرة هي في ان للكل حق طرح رأيه في أي شيء.
ثم واذا افترضنا وجود إساءة.. أهذا يعني أن تقطع راس الناس؟
الرجل كان عنده درس حرية تعبير وهاي بلادهم وقوانينهم التي تتيح له حتى التجديف..ما عاجبك ارجع لبلدك.

Advertisements

يحتج على العلمانية بأدوات العلمانية!

هناك مفارقة أكبر وهي ان من ينكر وجود ازمة يضطر لكي يثبت صحة مزاعمه للانتصار ضمنا للقيم الغربية وفرنسا، دون ان يشعر
. فماذا يفعل؟ يشتري منهم قيمهم وأخلاقهم ثم يعود ليبيعها عليهم!.

وهذا تصرف يعبر بشكل صارخ عن أزمة الإسلام والمسلمين بعجزهم عن الدفاع عن قيمهم ويضطرون للاستعانة بالقيم العلمانية!
.. (بالمناسبة هم فعلوها مرار عبر التاريخ، بداء من انتحال النص التوراتي وانتهاء بانتحال المنطق الأرسطي وغيره).

من الذي أساء فعلا؟

والآن من الذي أساء فعلا؟ ولماذا نتناساه؟ لماذا لا نرى الرأس المقطوع ونتذكر الفكرة التي زرعها مشبوهون في رأسنا؟
ألا يكشف هذا عن ازمة فعلا؟ واعني بتجاهل الضحية والتضامن البدائي مع القاتل؟

‏الحقيقة ان الإساءة كانت فيما فعله الفتى وما جرى بعده..
نعم قتل المعلم الفرنسي أساء لصورة الإسلام والمسلمين أكثر بمئات الأضعاف مما أساء لها هذا المعلم بغض النظر عما قاله.
يجب إدانة القتل على الكلام، لأن الرد على الكلام يكون بمثله، وحتى على السخرية بمثلها.
قلت الدين مجموعة أفكار، والأفكار بطبيعتها تُنتقد وتختلف حولها وجهات النظر، حتى لو افترضنا انها مطلقة وصائبة مئة بالمئة.
الواثق من نفسه ودينه يترفع، ولا ينحدر لمستوى سوقيّ، تتآكله شهوة الانتقام وإلغاء الآخر..
الآخر لن يختفي.. لا حل أمامك كمؤمن بأي دين او فكرة، إلا القبول به، الدخول في حوار معه..
وهذا هو الحل السليم والأسلم وشبه الوحيد أمام أي دين أو معتقد،
أما الرفض فيجعل الجميع خاسرين، المختلف ليس شرا مطلقا،
إن وجوده ضروري جدا، علاوة على استحالة غيابه.. كما أشرت قبل قليل.

ما هو الحل؟

الحل معروف، وينقسم إلى مرحلتين.. الاولى التشخيص والثانية المعالجة..
 وسأختصر الامر أولا ثم افصّله. الحل في تقبل الآخر، وجعل الدين أمرا شخصيا، وفي أبعد الحالات، أمرا طقسيا مشتركا بين جماعات المؤمنين.  وهذا ما قبلته الاديان اليهودية والمسيحية تقريبا فيما عدا الإسلام،
والسبب يعود إلى أن رجال الدين المسلمين انتصروا في معركتهم على العقل والعلم مبكرا،
فيما فشل نظرائهم في اوروبا وخسروا المعركة مع العلم والفكر بعد 14 قرنا من الصراع المرير بين الطرفين..

لكن هذا الانتصار كان له ثمنه الباهض على واقع الشعوب العربية والإسلامية
.. هم الذين خسروا وباتوا متخلفين وفي آخر مراتب الأمم، فيما تحضى الطبقات السياسية والدينية بالعز والجاه.

أصبح الدين مجرد توجه عقائدي يدور حول فلك السلطة والحكم، وعلى كل شيء عداه ان يصبح تابعا خانعا له، وظيفته الوحيدة طاعته وتنفيذ رغباته. حتى اصبح هذا الخنوع سليقة وطبعا راسخا في أذهاننا ولا نتخيل الحياة بدونه. بل ولا نتخيل وجود من يعترض عليه باسم الإنسانية وقيم الحرية والمساواة.

شاهد أيضاً

ملخص الجذور التاريخية للشريعة الاسلامية

“القبائل العربية التي كانت موجودة في الجزيرة العربية وقت البعثة المحمدية لم تنل حظها من …