دخلت الاختبارات على إيجاد لقاح ضد فيروس كورونا مراحلها الأخيرة في عدة دول كروسيا والصين وألمانيا. ومنذ اندلاع جائحة كورونا تم إجراء اختبارات على عشرات الأدوية واللقاحات التي قد يصبح بعضها الدواء المطلوب للفيروس القاتل.
وأعلنت شركة “مودرنا” الأميركية أن مصير لقاح فايزر سيتحدد الاسبوع المقبل، مؤكدة أن اللقاح فعال بنسبة ٩٠٪ وفق النتائج المؤقتة الأولى في التجارب واسعة النطاق عليه، مشيرة إلى ان البت بمصيره سيتحدد الاسبوع المقبل..
وذكرت الشركة أن النسبة العالية لمن يتمتعون بالحماية تجعل نتائج اختبارات اللقاح مقنعة، من خلال تجارب المرحلة الثالثة التي شاؤك فيها أكثر من 43000 شخص.
وقال المنظمون، بحسب تقارير اطلعت عليها “أزاميل نيوز”، إنهم سيوافقون على لقاح فعال بنسبة 50 ٪ فقط – يحمي نصف أولئك الذين يحصلون عليه. وتقول الشركة إنه لم تكن هناك آثار جانبية خطيرة.
واعتبر الدكتور ألبرت بورلا ، رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة Pfizer “اليوم هو يوم عظيم للعلم والإنسانية، المجموعة الأولى من نتائج المرحلة الثالثة من تجربة لقاح Covid-19 توفر الدليل الأولي على قدرة لقاحنا على الوقاية من كورونا.
“لقد وصلنا إلى هذا الإنجاز الحاسم في برنامج تطوير اللقاح لدينا في وقت يحتاجه العالم أكثر من غيره مع تسجيل معدلات الإصابة بأرقام قياسية.
وقد يثير اكتشاف أن 90٪ من الإصابات قد تم منعها بواسطة لقاح فايزر، السياسيين وقادة الصحة العامة ويضع نهاية محتملة للوباء.
شارك في تجارب المرحلة الثالثة أكثر من 43000 شخص.
وتقول الشركة إنه يبدو أن الأشخاص من ذوي الخلفيات العرقية السمراء والأقليات يتمتعون بحماية جيدة مثل أي شخص آخر.
فايزر ذكرت أن جمع بيانات السلامة المطلوبة ستستغرق حتى الأسبوع الثالث من نوفمبر، ثم يتم تقديم الملف إلى المنظمين للموافقة عليه.
بحسب الشركة؛ قد يعني الترخيص السريع إعطاء الجرعات الأولى للعاملين في مجال الرعاية الصحية بحلول نهاية العام.
ويوفر لقاح فايزر الحماية من كوفيد ١٩ بعد ٢٨ يوما من التطعيم الاولي، وتتحقق الحماية منه بعد اسبوع من الجرعة الثانية.
بيانات السلامة يوم 25 نوفمبر
وكانت أعلنت شركة “مودرنا” الأميركية مطلع اكتوبر الماضي أن الاختبارات السريرية على لقاحها التجريبي ضد كوفيد-19، وهي بين الأكثر تقدماً، لن تظهر نتائج قبل 25 نوفمبر، مستبعدة بالتالي أي تسويق تجاري لهذا اللقاح قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، المقررة في 3 نوفمبر.
وقال المدير العام لشركة “مودرنا”، ستيفان بانسيل، خلال مؤتمر نظمته صحيفة “فايننشال تايمز” إنه “ستكون لدينا بيانات سلامة كافية في 25 نوفمبر، لنتمكن من تقديم طلب طارئ لإدارة الغذاء والدواء، بشرط أن تكون بيانات السلامة جيدة، أي أن يعتبر اللقاح آمنا”.
وتجري “مودرنا” إضافة إلى شركتي “فايزر” و”جونسون أند جونسون” المرحلة الثالثة من التجارب السريرية على لقاحات تجريبية للفيروس، يتم خلالها حقن عشرات آلاف المتطوعين باللقاح، وعدد مماثل لهم بلقاح وهمي، وذلك للتحقق من فعالية اللقاح وسلامته.
وهناك لقاح رابع في الولايات المتحدة بلغ هذه المرحلة الثالثة، لكن التجارب السريرية عليه علقت مؤقتاً، وهو لقاح تطوره شركة “أسترازينيكا” بالتعاون مع جامعة أكسفورد.
وعبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مرات عدة عن أمله في التوصل إلى لقاح قبل انتخابات 3 نوفمبر، مما أثار مخاوف لدى خبراء الصحة العامة من ممارسة “ضغوط سياسية” على العملية التنظيمية لاعتماد اللقاحات، وفق ما نقلت “فرانس برس”.
ووحدها شركة “فايزر” تتوقع تحقيق نتائج بحلول نهاية أكتوبر، أي قبل أيام من تاريخ الاقتراع، مما يسمح للشركة فوراً بإيداع طلب ترخيص من إدارة الغذاء والدواء.
وينصّ بروتوكول الاختبارات على إجراء تحليل للمعطيات سريع نسبياً، لكنّ علماء وإحصائيين في مجال البيولوجيا وخبراء في الاختبارات السريرية حذروا من مخاطر منح اعتماد متسرّع، وفضّلوا اختبار اللقاح لبضعة أشهر إضافية، للتأكد من فعاليته وآثاره الجانبية المحتملة.
أوكسفورد: نأمل بتوزيع اللقاح نهاية ديسمبر
أكدت جامعة أكسفورد البريطانية عن قرب التوصل إلى انتهاء التجارب السريرية للقاح فيروس كورونا. وذكرت الجامعة أنها تأمل في البدء بتوزيع لقاح ناجع ضد الفيروس نهاية الشهر المقبل.
أطباء: حذار من التفاؤل المفرط
يحذر أطباء وكبار العلماء من التفاؤل المفرط بقرب التوصل للقاح لفيروس كورونا. الدكتور والخبير في الوبائيات البريطاني سايمون كلارك”مستشار حزب المحافظين الحاكم”، قال في مقال له قبل أيام”عندما نسمع السياسيين وأطباء التلفزيون يعلنون أن التجارب السريرية تسير على ما يرام فإنهم يقومون بتظليلنا،لأن التجارب عمياء، وهم لايعرفون إلى أي مدى تسير بشكل جيد”. ويضيف أن الحديث عن حقنة مليئة باللقاحات الفعالة سوف تصل قريبا هي أفضل مهدئ للناس في العالم 2020 ليس أكثر.
لو نتذكر فأن التوقعات كانت تشير إلى قرب توفير اللقاح في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، لكن ذلك لم يحصل بالطبع. وإذا كان بعض أطبائنا يعول على لقاح أكسفورد البريطاني، فها هو رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يعلن لمواطنيه أن الحياة قد لا تعود إلى طبيعتها حتى نهاية 2021.
الانتهاء من مرحلة التجارب السريرية وتقييم النتائج، قد يستغرق وقتا غير معروف بعد، حتى وإن أكد البعض بأن شركات عالمية بدأت الاستعداد لإنتاج اللقاح. هذه ليست النهاية السعيدة، فقد تحمل المعطيات السريرية نتائج تتطلب مزيدا من الدراسة والتجربة. كما ان انتاج مئات الملايين من الجرعات وتوزيعها في العالم يتطلب وقتا طويلا. وليس هناك من مبرر للاعتقاد بأن الأردن سيكون من أوائل الدول التي تحصل على اللقاح، في ظل تنافس عالمي شديد، وسيطرة كبريات الدول على سوق الانتاج والتوزيع.
إن مثل هذه التصريحات المتفائلة التي يطلقها الطبيب المحترم والمتحمس، تؤدي إلى رفع مستوى التوقعات عند المواطنين،لا بل تشجعهم على عدم الاكتراث، فما دام المطعوم في السكة إلينا بعد أسابيع، لماذا نخشى التجمعات والتواصل الاجتماعي، ونلزم أنفسنا بالكمامة.