أكد تحليل إعلامي، الاثنين، أن الهدف الضمني من إغتيال فخري زاده هدفه إذلال إيران، وتعميق فجوة الكراهية بطريقة يصعب ردمها، فيما وضعت صحيفة إسرائيلية 4 سيناريوهات قد تلجأ لها إيران انتقاما لفخري زاده
وذكر نك باتون والش، المحرر في شبكة CNN لشؤون الأمن الدولي، في تحليل نشرته الشبكة، إن “إيران تتعرض لمزيد من الإذلال بمقتل فخري زادة”، مبيناً ان “إدارة دونالد ترامب تريد إثارة أكبر قدر ممكن من الكراهية لجعل المصالحة المستقبلية مستحيلة، بكل بساطة”.
إغتيال فخري زاده هدفه إذلال إيران..وإسرائيل تتوقع أربع سيناريوهات لرد إيراني
وأدناه نص التحليل:
إنه فن كل شيء عدا الحرب الفعلية، الهدف الواضح لأعداء إيران، وربما إيران نفسها، خلال الأيام المقبلة حتى تنصيب الرئيس الأمريكي جو بايدن، هو عدم بدء صراع شامل.
في منطقة ساخنة ومتوترة مثل هذه، تحمل التصريحات والأفعال خطر حدوث رد فعل غير متوقع، مما قد يؤدي إلى صراع متهور. لكن لا أحد من الأطراف المعنية يريد حقا حربا صريحة الآن، حتى بعد عملية اغتيال في وضح النهار بضواحي طهران لعالم إيران النووي الأبرز محسن فخري زادة، الذي يوجه الرئيس الإيراني حسن روحاني ومسؤولون كبار آخرون أصابع الاتهام إلى إسرائيل في قتله.
أولاً، الولايات المتحدة، اللاعب الأقل مشاركة لكنها اللاعب الأكبر. ربما يبذل فريق الرئيس دونالد ترامب كل ما في وسعه لاستفزاز وإضعاف المتشددين الإيرانيين، لكن الصراع الواسع مع طهران لا يتماشى تماما مع أجندتهم طويلة المدى. إنهم مشغولون بمغادرة أفغانستان والعراق بسرعة. لقد سعوا إلى إنهاء الحروب التي لا تنتهي.
ومن المرجح أن يؤدي الصراع الشامل مع إيران إلى اندلاع حريق آخر، مع وجود دبلوماسيين أمريكيين بالمنطقة وإسرائيل في خط النار أمام صواريخ حزب الله أو الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى.
وسوف تتصاعد بسرعة، ولهذا السبب لم تصل الإجراءات الأمريكية إلى حد ضرب إيران نفسها. تريد إدارة دونالد ترامب إثارة أكبر قدر ممكن من الكراهية لجعل المصالحة المستقبلية مستحيلة، بكل بساطة.
ولكن ربما يكون هذا أيضا خطأ في تقدير الإدارة المنتهية ولايتها والذي قد يفيد خليفتها في النهاية. يريد الرئيس المنتخب جو بايدن إعادة إطلاق الاتفاق النووي لعام 2015، والذي يفترض أن يكون أوسع قليلاً في نطاقه وبشروط أكبر، إن أمكن.
إيران ستتحمل أكثر!
لقد أوضح ذلك بالفعل. إنها مسألة وقت، وقد تضطر إيران خلال ذلك الوقت إلى تحمل محاولات عدوانية أخرى لإحراجها، لجعلها تبدو غير قادرة على الدفاع عن نفسها وكبار مسؤوليها بشكل صحيح، حتى نرى الجميع في النهاية على طاولة المفاوضات. لن يعيق تقدم بايدن نحو التقارب نوبة كبيرة من التوتر والبغضاء، ويمكنه إلقاء اللوم على ترامب وتقديم صفقة أقل تفضيلا لإيقاف كل شيء.
إيران أيضا، على الرغم من ضوضاء صقورها، ليست في وضع يمكنها من تحمل صراع كامل. دمر فيروس كورونا مدنها وكبار مسؤوليها. اقتصادها في حالة يرثى لها.
وخسرت أبرز شخصية عسكرية لديها في يناير/ كانون الثاني الماضي، وهو قاسم سليماني، الذي قتلته طائرة أمريكية بدون طيار خارج مطار بغداد، ولم تنتقم إيران بعد بشكل علني من تلك الإهانة، رغم تعهدها بذلك. إذا لم تتبنَّ فكرة الحرب الشاملة على ذلك القتل، فلا يبدو موت فخري زاده بمثابة سبب للحرب.
تلوح في الأفق انتخابات رئاسية في إيران سيواجه فيها الرئيس حسن روحاني متشددين يسعون لتغيير الموقف المعتدل للحكومة. ومع ذلك، من المرجح أن تكون أكبر مشكلة في الانتخابات هي المشاركة المنخفضة. ومن غير المرجح أن تؤثر نتائجها على صانع القرار الحقيقي في إيران، المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
من الواضح أن خطة إيران طويلة الأمد، ومشبعة بالاعتراف بأنها ستخسر، في نزاع شامل مع الولايات المتحدة وإسرائيل والحلفاء الآخرين المناهضين لإيران في المنطقة، بالمعنى التقليدي، بينما تتسبب فقط في إلحاق ضرر يمكن أن يتحمله خصومهما.
إيرانيا: الحرب لا معنى لها
الحرب لا معنى لها بالنسبة لإيران على الإطلاق. لذلك، سنرى مطالب ضخمة ومثيرة للثأر، لكن لا شيء في ردها سيتطلب رداً مضاداً من أعدائها. تم إجراء هذه الحسابات على سليماني ومن غير المرجح أن تتأثر بمقتل فخري زادة، وهو رجل لم يسمع به سوى القليل. هذه الاغتيالات المستمرة للمسؤولين الأكثر تأمينا محرجة فقط، وتجعلهم يتساءلون مرة أخرى عن التغييرات التي يمكنهم الحصول عليها من بايدن.
وهذا يقودنا إلى إسرائيل، الخصم المفترض أنه يحاول دفع الجميع إلى القتال. أخبرنا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن “نتذكر هذا الاسم” فخري زادة في خطابه الذي يروج للمواجهة لوقف برنامج إيران النووي في أبريل/ نيسان 2018.
من الواضح أنه من مصلحة إسرائيل أن تظل القوة النووية الوحيدة في المنطقة، كما هو بصراحة من مصلحة الجميع أن يكون العالم خاليا من الأسلحة النووية.
لكن إسرائيل أيضا ليست في حالة الذروة الآن، خاصة عندما يتعلق الأمر بآفاق نتنياهو السياسية. إنه يواجه انتخابات محتملة أخرى العام المقبل، وخسارة حليفه الرئيسي دونالد ترامب، الذي بذل قصارى جهده لإرضاء اليمين الإسرائيلي.
لن ترغب إسرائيل في المضي بمفردها ضد إيران. لن ترغب في تحمل صواريخ من شمالها وشرقها، بصرف النظر عن مدى تقدم أنظمة الحماية الخاصة بها، عندما يكون مستقبل نتنياهو السياسي غامضا للغاية.
رسالة إسرائيل: نعم لإستعداء إسرائيل!
إذا كانت إسرائيل وراء هذا الاغتيال، بحسب المزاعم التي لم تعلق عليها، فإن رسالتها لها ثلاثة أهداف. نعم، لاستعداء صقور إيران وتقليل احتمالية نجاح الدبلوماسية.
لكنها ترسل أيضًا رسالة مفادها أن صقور إيران ليسوا جيدين جدا في الدفاع عن أهم شخصياتهم، وأن صقور إيران ضعفاء. وترسل رسالة أيضا إلى إدارة بايدن القادمة.
بالنسبة لفريق بايدن، من المرجح أن نتنياهو مشكلة يجب حلها أكثر من كونه حليفًا، وهذا الاغتيال يشير في تلك العلاقة المتصدعة المحتملة مع الرئيس الأمريكي الجديد إلى أن إسرائيل يمكن أن تفعل أشياء مفيدة وعدوانية في الوقت نفسه للبيت الأبيض.
إنه لا يعيق أن يكون بايدن الشرطي الجيد، بعدما أظهر الشرطي السيء للتو أنه يمكن أن يقتل أحد أثمن الموارد البشرية لإيران في ضواحي طهران.
يتفوق الشرق الأوسط في التقلبات والتعصبات المتصاعدة والخطابات والأفعال المتفجرة، على أي جزء آخر من العالم. لكن الحروب تحتاج إلى كل الأطراف لكي تشتعل بشكل صحيح.
وإيران والولايات المتحدة وإسرائيل ليس لديهم سبب ملح للصراع الآن. لذلك، من المحتمل أن نرى المزيد من التحريضات الحربية غير الفعلية في الأشهر المقبلة، لا يسعنا إلا أن نأمل ذلك.
صحيفة إسرائيلية: هناك 4 سيناريوهات لرد إيراني
استعرضت صحيفة عبرية، 4 سيناريوهات قالت إن إيران قد تلجأ لها للانتقام من مقتل عالمها النووي محسن فخري زاده بالعاصمة طهران أمس الجمعة.
وتسائلت صحيفة “يسرائيل هيوم”، مساء اليوم السبت، عن “الأدوات التي تملكها طهران للرد على عملية الاغتيال، والأهداف التي يمكن أن تختارها، والثمن المتوقع حال قررت استخدامها”.
وتتهم إيران إسرائيل بالوقوف خلف عملية اغتيال الرجل الذي تقول تقارير عبرية إنه “رقم 1” في البرنامج النووي الإيراني.
عمليات اغتيال
وقالت الصحيفة إن أولى الأدوات بحوزة طهران تتمثل في تنفيذ عمليات اغتيال في الخارج.
وزعمت أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني يضم وحدة اغتيالات معروفة بـ “الوحدة 804”.
وأضافت أن عناصر الوحدة بعضهم أجانب والبعض الآخر إيرانيون مقيمون بالخارج.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية فإن عناصر “الوحدة 804” مدربون على تنفيذ عمليات خارج الحدود الإيرانية بما في ذلك عمليات اغتيال.
وتابعت:”خلال الخمس سنوات الماضية، ارتبط اسم الوحدة بـ6 عمليات تصفية في دول أوروبية وبمحاولة اغتيال فاشلة في الولايات المتحدة”، لافتة إلى أن “فكرة اغتيال مسؤوليين، وشخصيات إسرائيلية أو مقربين لإسرائيل بإحدى البلدان الأوروبية هي احتمال وضمن قدرات فيلق القدس والوحدة 804”.
هجوم ضد هدف إسرائيلي بالخارج
الاحتمال الآخر للهجوم على إسرائيل، كما تقول “يسرائيل هيوم” هو عملية انتقامية ضد أهداف إسرائيلية في الخارج.
وأضافت الصحيفة “تحدث مسؤولون إيرانيون يوم أمس عن الحاجة إلى ضرب أهداف “دولية”، مشيرين على ما يبدو إلى أهداف تابعة لإسرائيل في الخارج”.
وتابعت أن إيران و”حزب الله” اللبناني سبق “ونفذوا هجمات ضد أهداف إسرائيلية بالخارج بينها الهجوم على مطار فارنا في بلغاريا وهجمات ضد سفارات إسرائيلية ومقر الجالية اليهودية في الأرجنتين عام 1992”.
وقالت إن الميزة في تنفيذ هجوم ضد أهداف إسرائيلية في الخارج هو القدرة على نفي أية صلة به بشكل رسمي وتقليل احتمال تنفيذ إسرائيل عملية عسكرية فورية.
مع ذلك ينطوي العمل في دولة أجنبية على مخاطر التسبب في إحراج دولي حال الفشل، وعدم القدرة على الإعلان عن تحقيق هدف الانتقام لمقتل فخري زاده، بحسب الصحيفة.
كذلك فإن عيب آخر لهذه الطريقة يتمثل في التراجع الكبير في عدد السياح الإسرائيليين بالخارج حاليا، على خلفية تفشي جائحة كورونا، وفق ذات المصدر.
فخرى زاده… العقل المدبر لجهود إيران السرية لتطوير أسلحة نووية
هجوم صاروخي دقيق
تقول الصحيفة: “في المرة الأخيرة التي نفذت فيها إيران عملية انتقامية اختارت طهران استخدام هجوم بالصواريخ الباليستية الدقيقة على قاعدة للجيش الأمريكي في العراق، ردا على اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني”.
وتضيف: “العملية الإيرانية ورغم أنها لم تسفر عن مقتل جندي أمريكي واحد، وتسببت في إحراج كبير على خلفية إسقاط طائرة ركاب أوكرانية فوق طهران بنيران مضادة للطائرات عن طريق الخطأ، إلا أنها كانت بالفعل نجاحا عسكريا باهرا”.
وبحسب وسائل إعلام أمريكية، تمكنت الصواريخ الإيرانية من إصابة وحدة الطائرات المسيرة المسؤولة عن اغتيال سليماني وتدمير مقر قيادتها وضرب الطائرات نفسها.
وتتابع “يسرائيل هيوم”: “يدور الحديث عن إنجاز عسكري مذهل في مجال الصواريخ الباليستية. وبينما أُطلقت الصواريخ على القاعدة الأمريكية في العراق من داخل الأراضي الإيرانية، حال قررت إيران إطلاق صواريخ دقيقة على الأراضي الإسرائيلية، فسوف تضطر على الأغلب إلى القيام بذلك من داخل الأراضي السورية أو العراقية”.
واعتبرت الصحيفة أن “الصواريخ الدقيقة تشكل تهديدا من نوع جديد على إسرائيل التي اعتادت مواجهة تهديد صاروخي يفتقر إلى وسائل توجيه متطورة”.
ومضت قائلة: “العيب في هذه العملية هو أن مطلقي الصواريخ سيكونون عرضة للاستهداف الإسرائيلي، وكذلك أي تنظيم يساعد إيران في سوريا نفسها. كذلك هناك احتمال إسقاط بعض الصواريخ من قبل أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية التي تتضمن منظومة “العصا السحرية” و”القبة الحديدة”.
هجوم على الحدود
تقول الصحيفة: “دربت إيران خلال العقود الأخيرة قوتين هامتين على الحدود الشمالية لإسرائيل، منظمة حزب الله والميليشيات الموالية لإيران في سوريا. ويتواجد كلاهما على حدود إسرائيل، وسبق أن استخدمتهما إيران لإلحاق الأذى بإسرائيل”.
وتتابع “استهداف جنود الجيش الإسرائيلي على الحدود سيسمح لإيران باستهداف كرامة إسرائيل مع تقليل المخاطر على قواتها وعناصرها. فسوف تستخدم البنية التحتية المتواجدة بالفعل على الأرض ويمكنها أن تتضمن عبوات ناسفة كتلك التي تم العثور عليها على حدود الجولان الأسبوع الماضي، أو استخدام صواريخ مضادة للدبابات تجاه قوات الجيش الإسرائيلي، مثلما أعتاد حزب الله أن يفعل. كذلك فشل مثل هذه العملية لن يضر كثيرا بمكانة إيران”.
مع ذلك تؤكد الصحيفة أن “العيب في تنفيذ عملية على حدود إسرائيل هو إمكانية أن ترى فيها إسرائيل سببا في استهداف واسع لحزب الله أو المليشيات الإيرانية في سوريا”.
وختمت الصحيفة بالقول: “فيما لم تنته الحرب الأهلية في سوريا تماما، فإن ضررا كبيرا يلحق بالموالين لإيران ونظام الأسد في البلاد قد يعرض للخطر إنجازات المحور الإيراني خلال القتال. عملية متهورة في لبنان يمكن أن تقود إلى مواجهة شاملة بين إسرائيل وحزب الله”.