كف العباس، كف الحسد

تعرف على أصل تعويذة الخمسة أو كف مريم

ماهو أصل تعويذة الخمسة؟ وهل هي كف مريم ام فاطمة أم مجرد رمز لدرء الحسد؟ اقرأ هذا البحث لتعرف.

Advertisements
Advertisements

كف همسة أو خمسة / كف العبّاس / طقوس الإله الرّاعي تمّوز و رمزياته و أثره في طقوس و رمزيات العزاء الحُسيني:

نحن نرى هذا الرمز المُسمى بـ”كف همسة أو خمسة” حولنا بشكل يومي تقريباً و ربما نتسائل عما يعنيه بالفعل. كف “همسة” هو رمز يستخدم كتعويذة لدرء الحسد و السحر و من أجل القوة و الإخصاب الجنسي و استجلاب الحظ و الصحة، و له عدة تسميات مُختلفة هي: همسة و خمسة و جمصة و همشة و خميسة.

كف خمسة و خميسة، ، يد موسى في اليهودية و يد فاطمة و كف العبّاس في الإسلام، الأصول التاريخية و الميثولوجية!

هذا الكف كان له أهمية كبيرة لدى العديد من الحضارات القديمة و الأديان، خاصةً اليهودية و مرآتها الإسلام كما أنه منتشر بكثرة في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا حيث يجد الجميع أنفسهم في أرضية مُشتركة متعلقة بقوة عظمى.

و مع ذلك، من المستحيل تحديد الديانة التي بدأت باستخدامه كرمز مقدس أو مُهاب لأنه لا ينتمي بأي حال من الأحوال إلى دين معين، فجذوره الضاربة في القِدَم أبعد من ذلك بكثير!!

Advertisements

الخمسة رمز يهودي لدرء الحسد

Advertisements

وحسب ويكييديا خمسة أو خمسة وخميسة أو يد فاطمة (بالعبرية:חמסה) هي رمز يهودي يستخدم كتعويذة لدرء الحسد والسحر.

وهي موجودة في التراث اليهودي والمسيحي كما أنها منتشرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وعند بعض المسلمين، إلا أنها تعتبر عند البعض نوع من الشعوذة.

لخمسة وخميسة تسميات أخرى مثل يد فاطمة نسبة إلى فاطمة الزهراء في حين ان اليهود يسمونها يد مريم نسبة إلى مريم أخت هارون وموسى كما أن المسيحيين الشرقيين يسمونها يد مريم نسبة إلى مريم العذراء.

Advertisements

كما أن للرقم خمسة ميزة خاصة في الديانتين مثل كتب التوراة الخمسة في اليهودية وأركان الدين الخمسة في الإسلام وأصحاب الكساء الخمسة لدى الشيعة.

ومع هذا يعتقد بعض من علماء الآثار أن هذا الرمز يعود إلى عصور ما قبل الديانة اليهودية. والخمسة تنتشر كعلامة لحسن الحظ بين المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط.

Advertisements

عادة يعلق هذا الرمز على الحائط أو يلبس على شكل مجوهرات.

كف همسة في اليهودية:

بالعبرية الرقم خمسة 5 ينطق “هاميش” و الحرف الخامس من الأبجدية العبرية هو “Hey” أحد أسماء الله المقدسة، و رمز للحواس الخمس للشخص في محاولة ثناء الله.

و يُسمّى أيضاً بـ”بكف مريم” تيمناً بأخت هارون و موسى “مريم بنت عمرام أو عمران أم عيسى المسيح بن مريم” (و التي اتضح لنا حديثاً أنها لم تكن أخت أراهون و لا أخت أخيه آخر بوذا / النبي موسى قمبيز قورش ذو القرنين بل كانت أمه.

فالنبي موسى ملك اليهود أو ملك بني إسرائيل محمد القرآن كان هو نفسه عيسى بن مريم بنت عمرام في القرن السادس قبل الميلاد)، حيث تمثل أصابع اليد الخمسة أسفار موسى الخمسة و الكتب الخمسة للتوراة و أسفار التكوين و أسفار الخروج و أسفار اللاويين و أسفار العدد و أسفار التثنية.

و كانت خمسة 5 هي عدد الكلمات التي وردت في التوراة أن الله قالها للنبي موسى عندما أقام على قمة جبل حوريب لمدة أربعين 40 يوماً و أربعين 40 ليلة. و لا تزال هذه الكتب الخمسة من العهد القديم في الكتاب المقدس تحظى بتقدير كبير من قبل المجتمع اليهودي اليوم لأنهم يعتقدون أن تلك الكلمات مقدسة قد تمّ الحِفاظ عليها لآلاف السنين (مثل إيمان المُسلمين اليوم باللوح المحفوظ).

و يعتقد بعض الناس من اليهود أن أصابع الهمسة الخمس تمثل الطرق الخمسة للتّسبيح لله أثناء الصلاة، على غِرار المسبحة الكاثوليكية. و مريم بنت عمرام أو عمران (مايا أم آخر بوذا) هي شخصية محترمة و مقدسة للغاية في اليهودية لأنها كانت أخت النبي موسى (كما وصلت إليهم بدلاً من كونها أمه في الحقيقة)، ساعدته في إخراج الشعب اليهودي (الهندو-فارسي) من العبودية من مصريم (ماصورا / ماثورا عاصمة سوراسينا / السراسنة في شمال غرب الهند و منطقة وادي الإندوس في أفغانستان و الباكستان اليوم).

و بحسب المعتقدات اليهودية فمريم هذه كانت خادمة لأميرة مصريم أنقذت “شقيقها” موسى من فرعون (فرعون هو برعون / برعونا أو بورانا إسم إله هندوسي تسمى العديد من ملوك الهند و فارس باسمه كملك إكبتانا في فارس والد الملك قمبيز قورش / موسى ذو القرنين) الذي قتل كل صغار اليهود من أجل القضاء على السكان.

فأقنعت مريم الأميرة بتبنّي الصبي موسى سراً لها الذي ربي ليصبح أميراً في قصرىالملك (الأمير قمبيز نشأ و تربى في قصر أبيه الملك برعون أو بورانا ملك إكبتانا في فارس): فأنقذت بذلك السكان اليهود من الإنقراض (نعتقد أن قمبيز / موسى حاول الإنقلاب على أبيه بدعم من جيشه و مناصريه و استلاب السلطة و الحكم منه.

مما أدّى إلى نشوب صِراع عائلي داخلي على السلطة تغلب فيه جيش الملك القوي بورانا / بوران / برعون / فرعون / سيدهودانا أي ملك اليهود على جيش إبنه غير الشرعي الأمير قمبيز / قمبوزا / آخر بوذا سيدهارتا غواتاما أي سيد السهام.

و يعتقد اليهود أن أي شخص يرتدي “يد مريم” بنت عمرام كحُلي على جسده يحمل جزءاً من مكانتها و تاريخها على جسده، مما يجلب له الحظ و النعمة!!

كف همسة في الإسلام:

الرقم خمسة 5 هو رقم مهم أيضاً في الإسلام، ف”كف همسة” يمثل أركان الإسلام الخمسة: الإيمان بالله و رسوله و الصلاة و الصوم و الصدقة و الحج، و عند الشيعة فهو يمثل “أصحاب الكساء” الخمسة (محمد و علي و فاطمة و الحَسن و الحُسين).

Advertisements

و هناك رواية ضعيفة مفادها أن فاطمة كانت ذات يوم تطبخ حلوى طحينية (حلاوة؟) في مِقلاة في الحديقة عندما انفتح الباب فجأة و دخل زوجها الخليفة علي مع زوجة جديدة كون الإسلام أجاز للرجل أن يتزوج أربع زوجات، فحزنت فاطمة حزناً شديداً و لم تنتبه وسط ارتباكها أنها أسقطت الملعقة الخشبية فاستمرت في تحريك الحلوى بيدها.

و بسبب الحزن في قلبها لم تشعر بالألم، لكن عندما سارع زوجها إلى جانبها و صرخ بدهشة: “ماذا تفعلين يا فاطمة؟” شعرت بحرق يدها، و منذ ذلك اليوم، استُخدِمَ “كف السيدة فاطمة” كطوق في العالم الإسلامي يرمز للصبر و الوِفرة و الإخلاص و الإخصاب.

و تعتقد الفتيات و النساء المُسلمات اللواتي يرتدين هذا الطوق حول أعناقهن أن “يد السيدة فاطمة” ستمنحهن تلك الصفات!

كف همسة في الهندوسية و البوذية:

بالنسبة للهندوس و البوذيين، يحمل رمز همسة أهمية روحية يمكن أن تؤثر بعمق على أولئك الذين يرتدون هذه التميمة أو الطلسم، حيث يجسد كلٍ من الأصابع الخمسة عنصراً طبيعياً و روحياً ومركز طاقة (تشاكرا) فيمثل الإبهام عنصر النار و السبابة عنصر الهواء و الوسطى العنصر الأثيري أو الغير مادي و البنصر عنصر الأرض و الخنصر عنصر الماء!

كف همسة في المجتمعات القديمة:

لا تشتهر كف همسة فحسب في معتقدات و ديانات العالم القديم، لكن هذا الرمز كان موضع تقدير من قبل العظيد من الأجناس و الحضارات البشرية القديمة؛ إذ تم العثور على صور لهذا الرمز مرسومة على لوحات جدارية في معبد دورا أوربوس (دير الزور حالياً)، رسمت حوالي عام 244 م.

و المعروف أن دورا أوربوس كانت مكاناً لواحدة من أقدم الكنائس المسيحية في سوريا، كما استخدم الفينيقيون صورة كف همسة لتمثيل الإلهة تعنيت / تانيت / تينيت / تانايت / تانيث / تنت أو تانيس (رمز الأمومة و الخصب و النّماء و ازدهار الحياة) الرّاعية لعاصمتهم قرطاج و المتحكمة في الدورة القمرية.

و مع مرور الوقت أصبحت يدها تميمة واقية في حد ذاتها، و كانت تستخدم لدرء العين الشريرة، و هي واحدة من أقدم مظاهر تعابير الخوف البشري!!

كف همسة في الحضارات الرافدينية:

هناك العديد من الأعمال الفنية في بلاد الرافدين التي تصّور رمز كف همسة حيث تظهر الكف اليُمنى مفتوحة في القطع الأثرية كدلالة على التطهير و الحماية، و أبرزها كف الإلهة عشتار البابلية (إنانا السومرية) المسؤولة عن دورة تغيير الفصول.

و من يرتديها يؤمن بدورة تغيير الفصول (فترة الجدب و الوفرة المتمثلة بنزول الإلهة عشتار إلى العالم السفلي و من ثم صعودها منه)، و كذلك من أجل الحب و الجمال و الإخصاب و الجنس و الحمل و حماية النساء من العين الشريرة …

طقوس عاشوراء و رموز العزاء الحُسيني / كف العباس:

تعود الأحزان الجماعية في تاريخها إلى العصر المعروف بفجر السلالات في حدود 3,200 ق. م.، ففي بابل كانت المواكب الدينية تخترق شارع الموكب سنوياً لندب الإله تمّوز، إله الخصب و النّماء، للنّواح عليه إثر الفوضى و الخراب الذي حلّ بالأرض عند نزول الإله الزراعي الأخضر تمّوز (الخضر / خضر الياس فيما بعد) إلى العالم السفلي، و نواح عشتار عليه.

و كان الكهنة يقومون بتنظيم تلك المواكب التي كان الملك يُشارك فيها أيضاً، و كانت تعبر من بوابة عشتار و تقام مهرجانات أو احتفالات الأكيتو التي كانت تستمر لإثني عشر يوماً. و في اليوم السابع من تلك الإحتفالات كانت تقام دراما مُحزنة تمثل موت الإله تمّوز، ثم تنتهي الإحتفالات في معبد كبير الآلهة الذي كان يقع قرب نهر الفرات، حيث تعاد فيه تمثيلية قصة الخليقة.

Advertisements

يطرح د. ابراهيم الحيدري تساؤلاً، هل هي صدفة أن يكون هناك تشابه، مع الفارق بين الغاية و الهدف، بين إنطلاقة مواكب العزاء الحُسيني في يوم عاشوراء من أطراف المدن خاصةً في (كربلاء) لتذهب إلى المساجد و الحُسينيات و المراقد المقدسة لاستذكار يوم عاشوراء.

و بين ما كان يجري في سومر و أكد و بابل و عاشور أو آشور من مواكب و احتفالات باستذكار عودة تمّوز من العالم السفلي؟!

لقد أدّى الإحتكاك مع الشعوب و الحضارات و الأديان إلى تقليد أو خلق مثل تلك الإحتفالات الطقسية التي كانت تمثل إنبعاثاً جديداً.

و يرى باحثون آخرون أن الأحزان الجماعية تعود بجذورها إلى الطوفان الذي ضرب بلاد الرافدين فترك الناس يتذكّرون و يندبون ما حلّ بهم من كوارث و يتناقلونه من جيلٍ لآخر على شكل قصص و أساطير و ملاحم شعبية، إلى جانب عوامل سياسية أخرى، كهجوم الكوتيين الذي سبب دماراً و رعباً في أكد و أور و الوركاء و ترك وراءه مآسٍ و كوارث لا يمكن نسيانها.

مع أن كثيراً من المستشرقين، و منهم (إيردمن) و (شتريك) و (مايسنر)، أقاموا مُقارنات ما بين طقوس العزاء الحُسيني التي كانت تجري في القرن الميلادي التاسع عشر 19 و بين طقوس الموت و البكاء على الإله دوموزي السومري / تمّوز البابلي التي كانت تقام في سومر و بابل تباعاً كتعبير رمزي على التّحول في فصول السنة.

و على وجه التحديد على فصل الربيع الذي يمنح الخصوبة و الحياة حتى فصل الصيف الذي يؤدي إلى تلف المحاصيل و دمار العشب بسبب شمسه المحرقة التي تقتل الإله الزراعي الأخضر دوموزي / تمّوز و تسرق منه قوة الخصب التي فيه.

يقول الباحث (إیردمن): “يوجد تشابه كبير بين طقوس و رمزيات العزاء الحُسيني و بين طقوس رمزيات العزاء السومرية – البابلية فمثلاً ترفع رايات في طقوس عاشوراء فوقها “كف العبّاس” على عمود طويل و هي تشبه الكف السومرية التي كانت ترفع عند إقامة طقوس كوتشينة (زينب) الحزينة و التي كانت ترمز إلى الوعي بعودة الإله دوموزي / تمّوز ثانيةً (مريم الحزينة و عودة يسوع المسيح إلى الحياة لاحقاً).

و قد دعم (إيردمن) نظريته بأدلة لغوية مفادها أن إسم دوموزي أو تمّوز هو إسم مُرَكَّب في اللغة السومرية من معنيين هما “يد” و “حبوب” / “يد – حبوب”، أو “اليد المعطاءة”، لأنه يُعتَبَر إله الخير و المُضَحِّي من أجل الإلهة عشتار البابلية (إنانا عند السومريين) حيث نزل إلى العالم السفلي بدلاً منها فداءً لها فالمسيح في الحقيقة لم يفتدينا بل افتدى أمه كما هو واضح في أصل هذه القصة من الأسطورة الرافدينية السومرية البابلية!

و لا تختلف “كف العبّاس بن علي” و شخصيته المُضحيّة و صاحب الإيثار في الفولكلور الشيعي عن الإله دوموزي السومري / تمّوز البابلي، الذي ضحّى ب”كفّيه” من أجل أخيه (الحُسين) أثناء جلبه للماء له!

* المزيد في بحثنا السابق على الرابط التالي:

كيف تمّ تعريب الشمال الأفريقي؟ من قام به و متى؟ من أين أتت عبارة السلام عليكم؟ ما هي اليد السلبية و اليد الإيجابية و ما معنى رفع الذراع اليمنى عند شعوب البحر المتوسط و عند قبائل الأمازيغ؟! ما حقيقة “الفتوحات” الإسلامية لإسبانيا؟

Advertisements

m.facebook.com/story.php?story_fbid=1293659330984457&id=263584180658649

* لمراجعة الصور على الرابط التالي:

m.facebook.com/story.php?story_fbid=1293651504318573&id=263584180658649

للمزيد، مصادر و مراجع:

1- فراس السواح، لغز عشتار

2- فاضل عبد الواحد علي، عشتار و مأساة تمّوز

3- طه باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، ص257 الجزء الأول، بغداد، 1,955 م

4- إبراهيم الحيدري، تراجيديا كربلاء، سوسيولوجيا الخطاب الشيعي ص 322 و ما بعدها، بيروت، 1,999 م

المصدر تاريخ الأسطورة و الأديان

ملاحظة: أزاميل لا تتبنى بالضرورة كل ما في هذا المقال.

شاهد أيضاً

الدين هو المؤامرة والشيطان هو المصمم الذكي ج1

أعلن المفكر منصور الناصر في عنوان رئيس لمقال له عن اكتشاف حقيقة الدين..كما نشر فيديو …