على صفحته في الفيسبوك كتب الباحث في الأديان آرنست وليم مقال سخر فيه من فكرة إصلاح الأديان، وقال إنه امر مستحيل. وإليكم نص ما قال:
في باب مقارنة الاديان وأثارها المدمرة على الحضارة – لا يجب مطلقا صنع متوازيات الهدف منها اظهار من كان الأفضل – ومن كان ممتلكا قدرة على الاصلاح عجز عنها الاخر، وغيرها من النقاط
– فلكل نص ودين ، هو ابن مجتمع ظهر فيه ، له ظروفه الخاصة التي تجعل التطابق في كل امر او لفظ او تخريج امر عبثى ، ولكن المشترك كبير إلى الحد الذي يجعل الفصل بينهم تماما امر مستحيل .
اكتفي بالقول من باب المفاضلة اننا في نقطة ما يمكن ان يكون هذا سرطان والاخر بواسير ، وفي نقطة اخرى يصير السرطان في الشرج والبواسير في الشفاه الناطقة جهلا وفخرا واستعلاء سخيف.
– اما القابلية للإصلاح الذاتي فهي في الواقع منعدمة في كل دين فيه رجل دين يريد السيادة والمزايدة بغير أي مؤهل حقيقي للحكم والإدارة وخلفه مريدين زادهم التجهيل بنص ابن عصر غير العصر عصبية وتشنج وحرقة ، اعمى بطبيعة تأدلجه وخطوط نصه الحمراء بلون الدم ، قاتل او شهيد .
هؤلاء جميعا وعلى وجه العموم ، باستثناءات عاجزة عن قلب الموازين صارت هي بدورها متهمة لان المزايدة في الدين هي فضيلة المتنطعين وهي ضد مصلحة من قال ان ما كان خير ما يمكن ان يكون ، والعودة للأصول هي طريقنا للمستقبل . يا وقعه طين !
على مر مئات من السنين اثبتت المؤسسات الدينية عجزها عن تقديم أي عون في مجال ارتقاء المجتمعات انسانيا ، على المستويين : الأخلاقي والعلمي ، بل وجودها صار مرهون بالإبقاء على الخرافة ومدح الهمجية الاولى أو في افضل الاحوال اغفال ذكرها او تبريرها عند المواجهة او المفاضلة بينها وبين سواها من اديان تفوقت عنها في السوء.
فصار مدحنا للأقل سوء فخر عند اهل الهطل ودراويش كل ملة ودين . فلم تكن هذه الاديان بمؤسساتها ودراويشها والمتفاخرين بها بعد ان قهروا التدين الشعبي البسيط الذي نجى بنفسه منهم، إلا قوة جذب نحو القاع الذي لو بقي اكثر لكان هلاك الجنس البشري منا اقرب من حبل الوريد.
– فالمنتظر الاصلاح الذاتي للدين من اهل الدين كالمنتظر السمنة من طيز النملة كما نقول بفصيح القول العامي.
وعليه فان الاصلاح الذاتي من الداخل لمن خاض فيه شوطا محمودا، لا يجب ان يُغيب عنا انه لم يكن ابدا ، مطلقا ، من داخل المؤسسة على يد سلة من المصلحين عندما اشرق فيهم نور الايمان الذي بزغ يوما فكان الغزو – الفتح المبين – وراية الصليب خفاقة على رقاب الجرمان وكهنة ايزيس ومن ابتغى غير قرارات المجامع بديل ، وبامر الامبراطور المسيحي المتين – انه هري سذج سقيم – بل استجابة لضغط سياسي مؤيد بوعي شعبي وشبشب مرفوع مستعد للطرقعة على قفى اجعص جعيص ، فكان الاصلاح ممكنا ، وبالله التوفيق
ومن التعليقات على الموضوع قال بهاء عواد
يندر أنك تجد نص مختصر يحتوي مع اختصاره كم ضخم جدا من المفاهيم و الافكار الهامة كهذا المقال .. من امتع ما قرئت مؤخرا .. و اذا سمحت لنفسي اني اضيف شيئ بسيط فقط أقول :دائما كنت با أرى الفكرة العنصرية القائمة في بذرة و تاسيس أي دين و هو ان فيه ناس بتولد فيه .. يعني فيه ناس مختار لهم هذا الاله انهم يكونوا في الشيئ الصحيح بالميلاد ..
ما فيش اي دين على وجه الارض الا و بيعتبر انه هو الحقيقي و ان الاخرين على خطأ .. الافكار ان كلها طرق تؤدي الى غاية واحدة و هذا الكلام كلها عبارات يقولها ناس لهم اتجاهات ليبرالية و علمانية في فهمهم للدين .. لكن الدين نفسه ..
اي دين لابد و انه بيرى نفسه هو فقط الصحيح و يمتد ذلك الى المذاهب ايضا في كل دين .. فمعنى ميلاد ناس معينة في الدين الصحيح و المذهب الصحيح .. معناه ان الاله اختارهم و ميزهم بالميلاد في الجانب الصحيح من البداية .. و مش عارف ازاي الناس مش شايفة هذه الفكرة التمييزية العنصرية في بنية اي دين …
العلمانية و الافكار الحداثية استطاعت خلق تجاور اجتماعي بين المؤمنين بالاديان و سمحت للملحد و اللاديني بالتواجد المجتمعي ايضا و التعبير عن افكاره .. فقلمت اظافر الدين المؤذية تقليما كبيرا …
لكن مع ذلك مازلت كثيرا استغرب عندما افكر كيف وصل الانسان الى كم التطور العلمي و الفكري و الحضاري الحالي و ما زالت على وجه الكرة الارضية فكرتين موجودتين و معبرتين عن نفسهما بمؤسسات و هيئات ..
و في كلاهما بذرة تمييز و تفضيل لبشر عن بشر آخرين .. الفكرتين هما : الدين .. و النظام الملكي .
وقالت ألفت فرح
الشيء النّادر في تفكيرك صديقي.. هو عدم المفاضلة بين الأديان..
وهذا يحصل بعد الخروج من تضخيم الأنا أو جلدها..
ويتم بعد الاطلاع على تاريخ البشريّة بعين مجرّدة من كلّ لون..أما نظريّة الشبشب فأنا متفقة تماما.. لنرفع الشباشب عاليا..