ويضيف سبنسر في تقريره، أن وظيفته تجعله مفيدا، فقد أصبح جراحا خبيرا، وإن لم يكن مؤهلا في التعامل مع جرحى المعارك. فكتائب حزب الله معروفة بقتالها لتنظيم الدولة، ومعارضتها الأمريكيين والبريطانيين أثناء غزو العراق عام 2003.
ويعلق الكاتب بأن الولايات المتحدة وبريطانيا تجدان نفسيهما على الجانب ذاته الذي تقف عليه كتائب حزب الله في الحملة المشتركة ضد تنظيم الدولة. فهذا هو العالم الجديد الذي وصفه البعض بأنه عالم “الأصدقاء- الأعداء”، الذي نشأ من أجل مواجهة تنظيم الدولة.
ويرى سبنسر أنه في ضوء التحولات الجارية، التي يشهدها الشرق الأوسط، فإنه من المستحيل أن تجد أي شخص يقف بشكل دائم على الطرف ذاته، الذي يقف عليه الغرب.
ويشير التقرير إلى تعاون بريطانيا وفرنسا مع قطر للإطاحة بنظام معمر القذافي. مستدركا بأن الوضع تغير بعد رحيل القذافي، حيث واصلت قطر دعم حكومة طرابلس ضد حكومة طبرق، واليوم تستقبل الدولة الخليجية سجناء طالبان السابقين في عوانتانامو.
وتبين الصحيفة أن سوريا تعد مثالا آخر، حيث تقاتل الجماعات الإسلامية المدعومة من دول الخليج إلى جانب جبهة النصرة الموالية لتنظيم القاعدة.
ويقول الكاتب إن هاشم يمثل وجها لـ”الأصدقاء- الأعداء”، فالمعارك التي قاتل فيها مع زملائه أظهرت تزايدا في التعاون الأمريكي مع إيران، وهي البلد التي تواصل الولايات المتحدة فرض عقوبات عليه، ولا تزال تعد دولة داعمة للإرهاب بسبب دعمها لجماعات مثل كتائب حزب الله، ولكن هذه الأطراف جميعها تقف في العراق على الجانب ذاته ضد تنظيم الدولة.
والتقى سبنسر مع هاشم في فندق بابل في بغداد قبل ساعات من الهجوم عليه بسيارات مفخخة. وقدم هاشم صورة عن طبيعة العلاقة بين إيران وأمريكا في العراق.
وتنقل الصحيفة عن هاشم قوله: “تعرضنا للحصار مدة 70 يوما حتى لقنا تنظيم الدولة درسا لن ينساه”. ويبين أن السلاح الذي استخدموه كان إيرانيا، ويقول: “الصواريخ التي أطلقناها والذخيرة كانت إيرانية، وكل شيء استخدمناه كان إيرانيا”، مستدركا بأن الدعم من الجو كان أمريكيا.
ويلفت التقرير، إلى المعركة على بلدة إيمرلي العام الماضي، حيث شن الأمريكيون ثلاث غارات على مواقع تنظيم الدولة، قريبا من المواقع التي كان يقاتل فيها هاشم، ما ساعد على وصول الدعم، الذي جاء على شكل مقاتلين شيعة.
ويذكر الكاتب أن هاشم قد التقى بقائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، ويؤدي سليماني، من خلال الذراع الخارجي للحرس الثوري “فيلق القدس”، دورا في الحرب الطائفية، ليس في العراق فقط ولكن في سوريا واليمن أيضا.
ويقول هاشم للصحيفة: “لا أحد يقدم لنا الدعم غير المشروط، باستثناء إيران، وخاصة قاسم سليماني”. وساعد الأخير ولسنوات عدة في استهداف القوات الأمريكية في العراق عبر المليشيات الشيعية. ويعتقد الأمريكيون أن المنظمة التي تحمل اسم حزب الله أنشئت كي تقوم بزرع المفخخات على الطرق، والتي قتلت الجنود الأمريكيين والبريطانيين في العراق.
ويتابع هاشم بأنه انضم لكتائب حزب الله بسبب خيبة أمله بغزو عام 2003، الذي رحب به في البداية، وقد اعتقد أنه “سيطيح بصدام، وسيجلب الجنة”. كان هذا في الماضي، حيث قال إنه من المعقول أن يتعاون الأعداء السابقون ضد عدو جديد.
ويجد سبنسر أن هذا الكلام يتجاهل الواقع السياسي المحلي، فكتائب حزب الله تقاتل إلى جانب حزب الله اللبناني في سوريا، حيث يحاولان توفير الدعم لنظام بشار الأسد.
ويورد التقرير أن هاشم شارك الأسبوع الماضي في القتال والسيطرة على بلدة غير مهمة قرب الرمادي، وصور 200 أسير وهم يقادون إلى الصحراء، ومعظمهم من مقاتلي تنظيم الدولة، وعدد كبير منهم من المقاتلين الأجانب. ويقول ناشطون سنة إن هؤلاء كانوا مدنيين من سكان القرية.
وتفيد الصحيفة بأن الأمر لم يتوقف عند هذا، فقد قام هاشم بإجراء فحوص طبية على الأسرى “للتأكد من خلوهم من الأمراض”. وعندما سئل عن مصيرهم، سكت. ثم سأله سبنسر: “هل أنت متزوج؟”، وواصل قائلا: “لو، لا سمح الله، قتل تنظيم الدولة واحدا من أبنائك أو اغتصب زوجتك، فماذا ستفعل؟”.
وتختم “صندي تلغراف” تقريرها بالإشارة إلى رفض هاشم أي حقوق للمدنيين الذين قابلهم في المناطق التي تم استردادها من تنظيم الدولة، حيث قال إن الذين يكرهون تنظيم الدولة في الرمادي كلهم قد غادروا المدينة.