لندن ـ “القدس العربي ـ من إبراهيم درويش ـ ماذا تكشف البرقيات التي سربها “ويكيليكس″عن السعودية يوم الجمعة، حيث نشرت على موقعه أكثر من 60.000 وثيقة وبرقية صادرة عن وزارة الخارجية السعودية والسفارات الملحقة بها حول العالم وسفارات الدول الأجنبية في العاصمة الرياض والممثليات الأخرى في جدة.
الجواب السريع أنها تكشف عن تفكير السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية وانشغالاتها اليومية، فمن بين الكم الهائل من البرقيات التي يقال إنه تم تسريبها بالتعاون مع صحيفة لبنانية على علاقة طيبة مع “حزب الله” اللبناني لا شيء مهم بالضرورة، فالبرقيات والرسائل المتبادلة تتحدث عن آلية عمل المبتعثين في الخارج، تعيين خادمة في سفارة السعودية بالرباط، إعداد جواز سفر لتونسية منحت الجنسية السعودية، تسهيل تأشيرة دبلوماسيين من دولة في وسط آسيا، التحضير لزيارة ولي العهد البريطاني الأمير تشارلس للسعودية، منح تأشيرة لطالب فلسطيني لمناقشة رسالته للدكتوراة بكلية نايف للدراسات الأمنية وإبلاغ ذوي عامل من مومباي بوفاته والموافقة على تنظيم حفل بالسفارة السعودية في ألمانيا طالما التزم بالقيم السعودية ولم يدع إليه المبتعثون السعوديون نساء ورجالا ولم تناقش فيه السياسة أو التجارة.
رصد ومراقبة
لكن عين الخارجية كانت على قضايا مهمة وهي الملف النووي الإيراني والتمدد الشيعي في الدول الإسلامية وسوريا وصورة السعودية في الخارج ومراقبة وضع وعمل الحكومة المصرية فيما بعد الثورة وعمل المؤسسات الإعلامية.
فالوزارة مثلا تعترض في برقية على تعيين مراسل أجنبي لقناة الإخبارية نظرا لعدم التأكد من ملفاته وحبذت تعيين سعودي بدلا عنه.
وضمن انشغال الوزارة في تنقلات الموظفين والعلاوات والإجازات كان السفراء والعاملون معهم حريصين على نقل نبض الدول التي يعملون فيها.
فهناك برقية تتحدث عن كتاب أعده عثمان محمد العربي حول صورة السعودية في الصحافة الأمريكية وتوصي الخارجية بالإطلاع عليه.
وهناك قلق حول تركيز وانشغال الدول الأجنبية بموضوعات حقوق الإنسان حيث التقى وزير العدل السعودي محمد العيسى الوزير البريطاني أليستر بيرت، مسؤول شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وقتها تحدث حول تقرير وزارة الخارجية البريطانية حول وضع حقوق الإنسان وناقشا القسم المتعلق بالسعودية فيما نقلت برقية من سفارة الرياض في بلجيكا اهتمام الدول الأوروبية بموضوعات حقوق الإنسان في دول الربيع العربي، وذلك في ضوء ندوة عقدت حول دول الربيع العربي.
وعن اليمن أوصى السفير فيها بمساعدة جامعة حضرموت وإمدادها بأساتذة متخصصين بالعلوم والإعلام وأوصى بعدم إرسال سعوديين نظرا للانفلات الأمني الذي يعيشه البلد. وبرقية أخرى تتحدث عن نتائج اجتماع مع السفير البريطاني وجهود مجلس التعاون الخليجي فيما يتعلق بحل الأزمة اليمنية بعد ثورة عام 2011.
التمدد الشيعي
وأهم ما كان يقلق السعودية ويثير مخاوفها هو التمدد الإيراني، فهناك برقية تتحدث عن التمدد الشيعي في مصر.
وأخرى تشير إلى تقرير أعده مسؤول في سفارة مالي حول النشاطات الإيرانية في هذه الجمهورية الإسلامية بغرب أفريقيا.
وأرسلت سفارة السعودية في كوالامبور برقية “خطيةـسرية وعاجلة” حول قبول جمعية علماء سريلانكا دعوة من سفير إيران في كولومبو محمد نبي حسيني لزيارته في بيته وطرح الوفد معه موضوعات تتعلق بموقف السنة من الشيعة ومحاولات إيران نشر التشيع بين المسلمين في سريلانكا وأكدوا له إنهم يتبعون أهل السنة والجماعة.
مفتي سوريا
وأرسلت سفارة السعودية في الجمهورية الإسلامية سلسلة من البرقيات السرية حول الوضع هناك.
ففي برقية أخرى أشارت إلى زيارة للمبعوث الدولي السابق إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي للعاصمة طهران وزيارة مفتي سوريا الشيخ بدر الدين حسون الذي قال في كلمة له هناك “نحن أمة واحدة قبل أن نكون سنة وشيعة وربيعنا ربيع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وفكر جعفرنا الإمام الصادق سلام الله عليه وهنا تظهر الوحدة الإسلامية”.
وأضاف أن “ذنب إيران هي أنها جعلت تقدمها العلمي في خدمة الإنسانية وذنب إيران هو أن قائدها قال إن القدس في قلب الجمهورية الإسلامية”.
وعن نشاطات في لبنان تحدثت برقية كتبها عبدالعزيز بن عبدالله عبدالعزيز عن لقاء له مع الياس المر نائب رئيس الوزراء اللبناني ووزير الدفاع السابق الذي تحدث عن الوضع في لبنان بأنه غير مريح بسبب الأزمة الداخلية والأزمة السورية.
كما تحدثا عن استحقاقات الانتخابات المقبلة التي تدفع إيران كياناتها في لبنان للفوز فيها. وقال الوزير إن المسلمين والمسيحيين في لبنان يتطلعون لدعم سعودي للبنان حتى ينعم بالاستقرار.
نيويورك تايمز: كل واحد كان على ما يبدو يريد شيئا من السعودية!
ولا يعدم القارئ للبرقيات السعودية أو عينة منها أن يستخلص طبيعة العلاقة التي قامت على الحاجة والمساعدة مادية كانت أم معنوية. ففي لقاء السفير السعودي في لبنان مع نائب الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم طلب الأخير منه رفع اسم شقيقه هاني قاسم من على “قائمة ترقب القدوم” وكان اسمه قد رفع قبل ثلاثة سنوات ثم أعيد.
وزاره حسن عز الدين مسؤول العلاقات العربية في “حزب الله” وطرح موضوع هاني قاسم الذي قال إنه يدير حملة للحج ومع قرب الموسم فقد توقف عمله.
وتعلق صحيفة “نيويورك تايمز″ على طبيعة البرقيات “كل واحد كان على ما يبدو يريد شيئا من السعودية”.
فقبل أن يتولى منصب الرئاسة عبر محمد مرسي عن رغبة في زيارة وأداء العمرة وعائلته، فيما ناشد سياسي لبناني السعودية تقديم المال له كي يدفع رواتب حرسه، وحتى وكالة أنباء غينيا الرسمية طلبت معونة 2.000 دولار حتى “تحل مشاكلها الكثيرة التي تواجهها”. وتعلق الصحيفة إن الجميع كان لديهم أسبابهم المعقولة لطلب المساعدة فالسعودية استخدمت نفطها وتأثيرها الديني كي تشكل الأحداث في المناطق وتؤثر على الشخصيات المتعاطفة معها ومواقفها.
لا جديد
وتعلق الصحيفة إن البرقيات لا تحتوي على معلومات صادمة مثل التجسس على الولايات المتحدة ولم تكشف عن حقائب محشوة بالمال نقلت إلى المتشددين في سوريا ولكنها تقدم صورة مفصلة عن الدبلوماسية السعودية التي تتسم بالخصوصية والسرية وتحرج بالضرورة المسؤولين السعوديين ومن يتقرب منهم طلبا للمساعدة المالية.
وتقدم صورة فضولية عن السعودية التي تعتبر “العم الثري” للشرق اللأوسط وزبائنها الذين يمتدون من أفريقيا إلى أستراليا.
وأشارت الصحيفة إلى الموقف الرسمي من الوثائق حيث أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية السعودية أن الوثائق صحيحة وتم الكشف عنها من خلال عمليات قرصنة على الوزارة تمت في الفترة السابقة.
وحذر أسامة نقلي السعوديين من الإطلاع عليها لأنهم يساعدون أعداء الوطن ومن يثبت قيامه بنشرها سيعاقب بناء على القوانين المتعلق بجرائم السايبر المعمول بها في المملكة. وتقول “نيويورك تايمز″ إن معظم الوثائق ذات طبيعة إجرائية وتشمل على فواتير وبطاقات ائتمان وطلبات تأشيرات وبطاقات معايدة دبلوماسية وتغطيات صحافية عن المملكة في الصحف الأجنبية إلا أن الوثائق المهمة من بين هذا الركام الهائل هي تلك البرقيات التي أرسلتها سفارات المملكة في الخارج وبعضها مرر إلى مكتب الملك لاتخاذ القرار النهائي فيها.
ومشكلة البرقيات/الوثائق أنها ليست كاملة فما نشر أحيانا الصفحة الأولى أو الثانية مما يجعل من الصعوبة بمكان معرفة طبيعة وماهية الأمر، ولا نعرف أي من الوثائق وافق الملك عليها ونفذت أوامره بناء على ذلك.
الربيع العربي
وفي المجمل تغطي الوثائق فترة الربيع العربي والوضع المضطرب الذي عاشته منطقة الشرق الأوسط ومحاولة السعودية مواجهة مرحلة ما بعد سقوط حلفائها في مصر. والعمل على مواجهة الخطر الإيراني وبناء تحالفات ضد حلفائه في لبنان والعراق.
وتظهر برقيات العراق محاولة من السعودية دعم الساسة والكتل المعادية لنوري المالكي، رئيس الوزراء الطائفي السابق.
وتقول برقية أن المملكة منحت 2.000 تأشيرة حج لمنافس المالكي إياد علاوي ليقوم بتوزيعها حسب ما يراه مناسبا.
وفي رسالة للأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أرسلها للعاهل السعودي عبدالله بناء على برقية تلقاها من السفير السعودي في لبنان طلب فيها مساعدة السياسي المسيحي سمير جعجع زعيم حزب “القوات اللبنانية” ماليا.
وأشارت البرقية إلى أن جعجع دافع عن المملكة في لقاءاته الصحافية والتلفزيونية وانتقد الحكومة السورية لنظام بشار الأسد و”أظهر استعداده للعمل بتوجيهات المملكة” وكان الفيصل قد التقى مع مبعوث جعجع إيلي أبو عاصي والذي تحدث عن صعوبات مالية يمر بها الحزب خاصة تأمين حرس جعجع نفسه “لا سيما في ظروف المواجهة الحالية مع بعض الزعامات المسيحية المتعاطفة مع النظام السوري مثل ميشال عون والبطريرك الماروني، مشيرا إلى ان جعجع جاهز للسفر للمملكة وعرض وضعهم المالي على قيادتها”.
ووصف السفير السعودي حزب القوات اللبنانية بالقوة الحقيقية امام “حزب الله”. واقترح دعوة قيادات سنية إن قررت المملكة دعوة قيادات مسيحية.
قطر والإعلام
وفي برقيات أخرى تظهر فيها محاولة السعودية الحفاظ على تأثيرها في المنطقة وتتهم قطر، البلد الثري بمحاولات إثارة الاضطرابات في الحديقة الخلفية لها وهي اليمن.
وعن محاولات المملكة التأثير على المحطات الإعلامية تشير برقية لضغوط قامت بها الحكومة السعودية على مزود للخدمات القنوات الفضائية لشطب قناة إيرانية من خدمات البث.
وفي برقية أخرى تقترح الوزارة قيام المزود استخدام الوسائل التقنية لإضعاف قدرة المحطة الإيرانية. وتظهر الوثائق كيف حاولت الحكومة تكييف البث الإعلامي بطريقة لا تؤثر على مواقف المملكة الخارجية. ففي بداية عام 2012 أخبر الملك عبدالله الوزاراء عن المحادثات الجارية مع روسيا بشـن سوريا وطلب منهم توجيه المؤسسات الإعلامية التابعة لهم بعدم انتقاد الشخصيات الروسية حتى لا تتأثر المحادثات.
ورغم سرية البرقية إلا أنها لم تشمل حديثا عن دعم الجماعات المقاتلة في سوريا والتي يتم دعمها عبر قنوات أمنية لا علاقة لوزارة الخارجية بها. وكما لاحظ المعلق الإماراتي عبدالخالق عبدالله، فما يثير الدهشة هو طلب الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السابق موافقة الملك حتى في القضايا الصغيرة.
وقال إنه لا يوجد في الوثائق ما هو صادم ويؤثر على أمن السعودية. فالجميع يعرف ما تقوم به السعودية من محاولات التأثير على الإعلام والمؤسسات الدينية. ففي برقية من سفارة المملكة في جاكرتا تتحدث عن تقديم مساعدات لجمعية التراث الإسلامي، وهناك الكثير من الوثائق التي تشير لمساعدة دعاة ومتخرجين في الباكستان ودول أخرى وهو الدور التقليدي الذي تمارسه الدولة السعودية لنشر مبادئ الدعوة السلفية.
نانسي عجرم
في السعودية لا تمنح تأشيرات للفنانين والموسيقيين إلا بموافقة من وزارة الداخلية. ولكن الفنانة اللبنانية نانسي عجرم منحت تأشيرة للزيارة مما كان موضوعا لعدد من البرقيات طلب ولي العهد في حينه توضيحات. ورد فرع وزارة الخارجية في مكة إن عجرم حصلت على التأشيرة للسفر مع زوجها ولم تحضر للمملكة بصفتها كفنانة.
الإخوان المسلمون
هناك عدد قليل من البرقيات التي تحدثت عن تفاوض بين السعودية والإخوان في مصر بعد الثورة التي أطاحت بالنظام المصري لحسني مبارك.
وتقول وثيقة إن قياديا في الإخوان عرض منع دخول مبارك السجن مقابل 10 مليارات دولار.
وفي تعليق على البرقية بخط اليد جاء إن “دفع الفدية” ليس فكرة جيدة ولأن الإخوان ليس في إمكانهم منع سجنه.
إلا ان الإخوان كانوا موضوع نقاش طويل، فكرهم وأهدفهم ووضعهم في مصر والعالم العربي. وحظيت في الوقت نفسه العلاقة بين قطر والإخوان بحظ وافر من النقاش في البرقيات.
ففي واحدة جاء إن دعم المؤسسة السياسية القطرية لبعض رموز الإخوان محاولة من دولة قطر ان يكون لديها أوراق ضغط في المنطقة، خاصة أن الحركة لديها تنظيم دولي منتشر في معظم الدول، خاصة تركيا ولهذا فعلاقة قطر مع الإخوان بطاقة جيدة للتأثير في هذه الدول.
وقالت إن مجرد وجود إخوان مسلمين مؤثرين في قناة “الجزيرة” لا يعني أنهم يملكون القرار النهائي فيها لأنه يعود للعائلة الحاكمة وألمحت إلى وجوه الشبه بين القطريين والسعوديين كونهم أتباع المذهب الحنبلي.
وفي برقية أخرى عن ندوة مقترحة حول الأحزاب العربية الإسلامية في السلطة عادت وأكدت على فكرة التنظيم العالمي.
الإخوان والإمارات
وفي برقية أخرى لخصت الخارجية الجدل الذي أثاره قائد شرطة دبي ضاحي خلفان حول وصول الإخوان للسلطة في الخليج وتسريبات المؤسسات الأمنية الغربية عن دورهم وتعقيب حاكم الشارقة الذي وصف الإخوان بأنهم بـ “خوارج البيعات الخارجية” و”إخوان البدع″ نتيجة لتغريرهم بالشباب الإماراتي.
وفي برقية أخرى تلخص الجدل الذي ثار بين خلفان والشيخ يوسف القرضاوي المقيم في قطر والذي انتقد اعتقال وافدين سوريين لتظاهرهم أمام السفارة السورية.
وهدد خلفان القرضاوي بالقبض عليه إن زار الإمارات وهو ما أثار حفيظة الإخوان في مصر.
وعلقت البرقية على مستقبل علاقات إخوان مصر بالإمارات إن فاز مرشحهم – مرسي- بالانتخابات.
وجاء في البرقية “ويبدو أن هذه التوترات بين الدولة وجماعة الإخوان من جهة وتردد المجلس العسكري لزجرهم أوجد حالة من البرودة في العلاقات الإماراتية ـ المصرية. ويبدو أن جماعة الإخوان المسلمين ستكون في حالة حرج أمام المسؤولين الإماراتيين (إذا وصل مرشحهم إلى السلطة) وإذا ما قدموا اعتذارهم عن التعرض لدولة الإمارات عن التعرض باللفظ سابقا.
ويبدو أن هذه النقطة ستكون أداة ضغط إماراتية لتركيع الإخوان إذا ما علمنا حجم المساعدات الموعودة بها مصر كبيرة كما ذكر”. وعلى العموم تتسم البرقيات سواء من القاهرة أو أبوظبي والكويت بالتعليق على السجال الذي دار بين الإخوان المسلمين والإماراتيين وما نشر في الصحف الكويتية مثل مقال مبارك الدويلة “غباء الخليج” حيث جرى تلخيصها وما نشر مترجما عن الصحافة الأمريكية. وهناك تقرير مفصل عن رموز الإخوان من خيرت الشاطر وصعوده داخل الجماعة.
وفي برقية تحدثت عن زيارة الشاطر لقطر التي قال كاتبها إن الهدف منها لقاء القرضاوي وحصول الشاطر على دعمه وقادة الإخوان المصريين في قطر لخطط ترشحه للرئاسة.
وهناك تقرير صحافي أرسل للوزارة حول “خيرت الشاطر.. الرجل القوي في الإخوان” ودراسة وردت في برقية أخرى عن علاقة الإخوان المسلمين بقضية فلسطين وحماس.
زيارة مرسي
أما عن رغبة مرسي في الزيارة وأداء العمرة فقد جاءت بناء على رسالة للخارجية من الدكتور خليل بن عبدالله الخليل، العضو السابق في مجلس الشورى الذي التقى مرسي بصفته رئيسا لحزب الحرية والعدالة.
وأظهر مرسي في اللقاء تقديرا ومحبة للقيادة السعودية والشعب السعودي وعلماء البلد وعبر عن رغبة في زيارة البلد مع عائلته واستقباله كزعيم سياسي “وقال إنه لا يثق بالإيرانيين السياسيين ولا يتفق مع أمثال د. محمد العوا المهادنة لإيران ويرى أن السعودية هي زعيمة الإسلام السني”.
وتقول البرقية إن استقبال مرسي كزعيم حزب مؤثر في الأحداث السياسية بمصر ينفع السعودية خاصة أنها ستقيم روابط مع القيادات السياسية المعتدلة.
ويعلق وكيل وزارة الخارجية لشؤون المعلومات والتقنية كاتب الوثيقة “الرأي والرأي الأتم لسموكم الكريم ضرورة تحقيق ما ورد في اقتراح الخليل واستضافة رئيس حزب الحرية والعدالة وترتيب بعض اللقاءات له مع بعض الشخصيات الإسلامية المعتدلة”.
وفي برقية أرسلها الأمير سعود الفيصل للملك عبدالله يخبره تلقيه برقية من السفير السعودي في لندن وتتضمن حديثه عن تقرير أعده السفير الأردني هناك عن ملامح الانتخابات المصرية لعام 2012 وتوقع فيه فوز مرشح الإخوان المسلمين مرسي وتولي الشاطر رئاسة الوزراء. وجاء فيها أن ضابطا بريطانيا قدم من مصر حيث ذهب لمساعدة وزارة الداخلية لاحظ أن ضابطا من كل سبعة ليس من الإخوان مما يعني أن ولاء هؤلاء سيكون لرئيس الوزراء وليس لوزير الداخلية.
وأوضح التقرير أن وصول الإخوان المسلمين لسدة الحكم يعني لعب دور أكثر حزما في المسـألة السورية. كما أن وصولهم إلى السلطة سيقوي من ساعد الحركات الإسلامية.
وتكهن السفير الأردني بأن تكون علاقات الأردن سلبية معهم فيما سيصبح إخوان الأردن أكثر جرأة وستتأثر اتفاقية الغاز المصرية – الأردنية. ويقترح الفيصل مساعدة الأردن لضمان استقراره.
تقارير صحافية
وعلى العموم تتسم الوثائق في مجملها بالنزعة التقريرية والصحافية خاصة في تغطيتها لأحداث السودان وانفصال الجنوب عن شماله والجولات التي قام بها الرئيس طيب رجب أردوغان- عندما كان رئيس للوزراء – لأفريقيا و طهران حيث فشل في زيارته للأخيرة نظرا للهوة بين البلدين فيما يتعلق بالأسد.
وكذا الموقف من فلسطين. وفي برقية بعثها سفير السعودية في لبنان علي عواض العسيري لوزير الخارجية الفيصل جاء فيها تعليقه على مقال كتبه ناصر شرارة في صحيفة “الأخبار” اللبنانية الذي قال فيه إن الرياض ستنقل العسيري إلى اليمن بعد أن انتهت مهمته “الأمنية” في لبنان خاصة أنه رجل متخصص في القضايا الأمنية وحاول أثناء فترة وجوده في لبنان بناء صلات مع القاعدة السلفية هناك.
وفي النهاية تغطي الوثائق مهما كانت أهميتها وإن كانت ستخدم من يقفون وراءها حقبة مهمة من تاريخ المنطقة وكيف ردت السعودية على أحداث الربيع العربي وتيار الإسلام السياسي ونظام الأسد لكن بدون أسرار.