على مائدة من الدجاج وسلطة الأفوكادو، تحدثت سيدة قطر الأولى سابقا، الشيخة موزة بنت ناصر المسند، لـ«فاينانشيال تايمز» البريطانية، عن إمبراطوريتها «قطر فاونديشن»، ونشأتها فى القاهرة، ورأيها فى ثورات الربيع العربى.
والشيخة موزة، التى أشارت إليها الصحيفة باعتبارها إحدى أكثر النساء جاذبية فى العالم، تصر على أن زوجها حمد بن خليفة الثانى يستمتع بتقاعده، بعد أن تنازل لابنه تميم عن العرش، رافضة التكهنات التى تشير إلى أنه لايزال ممسكا بخيوط الحكم من خلف الكواليس. وأوضحت أن «الأمير الوالد» كما يعرف فى قطر «لديه مكتب ويتابع أموره إلا أنه يسافر كثيرا لأنه يحب الغطس والسباحة».
وأوضحت الصحيفة أن الشيخة، التى ترأس مؤسسة «قطر فاونديشن» التعليمية التى لا تتوقف عن التوسع، والتى تحتفل هذا العام بالذكرى الـ20 لتأسيسها، تحاول جعل قطر مركزا تعليميا عبر استيراد فروع مؤسسات تعليمية عالمية مثل جامعة جورج تاون وكلية طب «ويل كورنيل» من الولايات المتحدة، وجامعة «كوليدج لندن» من بريطانيا.
وقالت الشيخة إنها اكتسبت هذا الهوس بالتعليم من والدها، الذى كان رجل أعمال قطريا تم سجنه ثم نفيه بعد خلافه مع الحاكم فى ذلك الوقت، وهو فى الوقت نفسه جد زوجها. وأضافت «والدى علم نفسه عندما كان فى السجن، لذلك فنحن نقدر التعليم ونعتز به».
وأضافت موزة أنها دخلت المدرسة فى مصر، وقبل أن تتزوج الأمير أرادت أن تصبح طبيبة، إلا أنها درست علم الاجتماع فى وقت لاحق فى جامعة قطر. وخلال المقابلة، أشارت الصحيفة إلى الاتهامات المتكررة التى توجه إلى قطر، إذ إن السعى وراء المعرفة وتعزيز التفكير النقدى هى تناقضات غريبة فى بلد لايزال مستبدا مع وسائل الإعلام. كما أنه فى حين تدعى قطر العمل على تعزيز الديمقراطية فى كل أنحاء العالم العربى، فإن حرية الصحافة متراجعة فى الدوحة وسط اتهامات بأن المسئولين القطريين يقاومون استقلالها، مدللة بأن أحد الشعراء يقضى حكما بالسجن 15 عاما بتهمة إهانة الأمير.
وفى ردها على هذه الاتهامات، قالت موزة إن العالم يجب أن يكون صبورا مع قطر. وأضافت: «أعلم أن وسائل الإعلام لا تتطور كما نريد ولكن الأمور تتغير ربما ببطء ولكن بثبات. ونحن نعلم أن التغيير سيحدث على أى حال، ولكننا نحاول إدارة هذا التغيير لكى يفهمه شبابنا ويستطيعوا التعامل معه عندما يحدث».
وردا على ما يثار حول تشجيعها لتحمس زوجها لثورات الربيع العربى، ودعمه بشكل خاص للإسلاميين فى مصر وليبيا، أكدت الشيخة موزة أنها لم تتدخل فى سياساته.
وحول تلاشى آمال التغيير فى الوطن العربى وتحوله إلى الفوضى، أشارت الصحيفة أن الشيخة موزة لها نظرة متفائلة، إذ قالت: «إنه أمر محزن.. ولكن لايزال لدى أمل أن الأمور ستتغير.. هناك انتكاسات لكن الثورات لم تنته».
*منقول