ظريف يدافع عن الاتفاق النووي مع الغرب..
أزاميل/ وكالات: دافع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن الاتفاق النووي مع الدول الست الكبرى، بعد الانتقادات التي وجهها له متشددون، خلال كلمة أمام مجلس النواب الإيراني.
وقال: “نحن لا نقول إن الاتفاق كاملاً في مصلحة ايران. فأي مفاوضات فيها أخذ وعطاء. وبكل تأكيد أبدينا بعض المرونة… أقول لكم كما قلت للزعيم الأعلى إننا بذلنا أقصى ما في وسعنا للحفاظ على غالبية الخطوط الحمر إن لم تكن كلها”، مشيراً إلى مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي صاحب الكلمة الفصل في كل المسائل العليا للبلاد.
وقد بدأ الحرس الثوري الايراني “الباسدران” والمتشددون انتقاد الاتفاق وكذلك مهاجمة قرار مجلس الامن الاثنين بالموافقة على هذا الاتفاق. وتركزت الانتقادات خصوصاً على بنود في الاتفاق تبقي القيود السارية على نشاط ايران في تطوير الصواريخ البالستية ومشترياتها من السلاح من الخارج.
ولم يصدر خامنئي حتى الآن حكماً صريحاً في شأن الاتفاق، لكنه قال السبت إنه لن يسمح بإساءة استخدام الاتفاق أو تعريض “أمن ايران وقدراتها الدفاعية” للخطر. كما قال أمام حشد من الناس يهتف “الموت لأميركا” إن الاتفاق لن يغير سياسة ايران الخارجية المناهضة للغرب.
وأبلغ ظريف النواب أن قرار الأمم المتحدة اقتصر على تقييد تطوير الصواريخ المصممة لحمل رؤوس نووية. وأضاف أن هذا لن يؤثر على برنامج الصواريخ الايراني لأن ايران ليس لديها برنامج لتطوير صواريخ نووية.
وربما حاول المتشددون في ايران اقناع خامنئي بتعطيل الاتفاق من خلال تصويره بأنه تجاوز “الخطوط الحمر” التي حددها المرشد بنفسه.
وكسر مستشار خامنئي للشؤون الخارجية علي أكبر ولايتي صمتاً طويلاً أمس، إذ قال إن الاتفاق “لا يخلو من الأخطاء” لكنه لم يرفضه رفضاً قاطعاً. ونسب إليه في موقع المرشد على الانترنت :”لا أحد يمكنه أن يحدد لنا أي الاسلحة نمتلك… وباستثناء الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل ستواصل إيران صنع كل أنواع الصواريخ والطائرات المقاتلة وأنظمة الدفاع المضادة للصواريخ والدبابات وغيرها من المعدات المدرعة التي تحتاج اليها”
واشنطن “مزعوجة”
ورداً على خامنئي، صرّح وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مقابلة مع قناة “العربية” السعودية التي تتخذ دبي مقراً لها: “لا أعرف كيف أفسر ذلك في مثل هذا الوقت إلا بالتعامل مع ما يبدو في ظاهره… هذه هي سياسته…لكني أعرف أنه عادة ما تتطور الأمور بشكل مختلف عن التصريحات التي تصدر في العلن. إذا كانت هذه هي السياسة فهذا أمر مزعج ومقلق جداً”.
وأكد أن “الاتفاق يقضي على احتمال السلاح النووي. ولكن إذا قمنا بالأمور الصائبة… فأعتقد أن دول الخليج والمنطقة قد تشعر بأمان أكبر مما تشعر به اليوم”.
وذكر الرئيس الأميركي باراك أوباما بالإسم أميركيين محتجزين في إيران، قائلاً إن واشنطن لن يهدأ لها بال قبل عودتهم. وقال: “بنبغي إطلاق الصحافي جايسون رضائيان والقس سعيد عابديني”.
إسرائيل
ومن تداعيات الاتفاق النووي، كشف المدير العام لوزارة الخارجية الاسرائيلية دوري غولد أن التهديدات المشتركة التي تواجهها إسرائيل وتركيا من تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) وإيران يمكن أن تساعد في جهود استعادة علاقاتهما التي كانت قوية في وقت من الأوقات.
وعندما سئل عن النقطة التي وصلت اليها جهود المصالحة، أجاب غولد: “أعتقد أن هناك جهوداً من الجانبين لمعرفة ما اذا كان يمكننا المضي قدماً… لفتح صفحة جديدة ومعرفة ما اذا كان يمكن تحسين علاقاتنا”.
وأضاف: “المخاطر التي تواجهها إسرائيل هي المخاطر التي تواجهها تركيا – وخصوصاً المخاطر التي يشكلها (تنظيم الدولة الاسلامية) وقبل كل شيء المخاطر من جانب ايران. إيران ناشطة في محاولة تقويض تركيا ونأمل أن نتمكن من ايجاد طريق نتفق عليه لوضع خلافاتنا خلف ظهورنا”.
وامتنع عن الخوض في تفاصيل الخطر المزعوم الذي تشكله إيران على تركيا. ولطالما عارض الرئيس التركي رجب طيب اردوغان العقوبات الدولية التي تستهدف الحد من البرنامج النووي الإيراني.